أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فيدل كاسترو - تصريح لامع وجريء















المزيد.....

تصريح لامع وجريء


فيدل كاسترو

الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 00:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تأملات الرفيق فيدل


الاهتمام بشؤون أخرى تحظى بأولوية الآن، أبعدني لحظياً عن التكرار الذي كتبت به تأملات خلال عام 2010، لكن الرسالة التي وجهها القائد الثوري هوغو تشافيز فريّاس يوم الخميس الماضي، الثلاثين من حزيران/يونيو، تجبرني على كتابة هذه السطور.

الرئيس الفنزويلي هو أحد الرجال الذين فعلوا أكثر ما فعلوا من أجل صحة وتعليم أبناء شعوبهم؛ وبما أنهما جانبين راكمت الثورة الكوبية أكبر خبرة فيهما، فقد تعاونّا بأقصى درجة في كلا المجالين مع هذا البلد الشقيق.

المسألة ليست على الإطلاق أن هذا البلد يفتقد للأطباء؛ بل على العكس من ذلك، كان هؤلاء متوفرون لديه بكثرة، بل وأن من بينهم مهنيين أصحاب جودة عالية، على غرار ما هو الحال في بلدان أخرى من أمريكا اللاتينية. يمكن لأفضل الأطباء ولأكثر المعدات تقدماً أن تكون في خدمة طب القطاع الخاص، كما هو عليه الحال في كل البلدان الرأسمالية. وفي بعض الأحيان، لا يكون حتى هذا متوفراً، في الرأسمالية النامية، كالرأسمالية التي كانت قائمة في فنزويلا، حيث كانت الطبقة الغنية تتمتع بما يكفي من الوسائل لدخول أفضل مستشفيات الولايات المتحدة أو أوروبا، وهو أمر كان وما يزال معتاداً ولا يستطيع أحد أن ينكره.

وما هو أسوأ من ذلك أن الولايات المتحدة وأوروبا قد تميزتا بإغراء أفضل الأخصائيين من أي بلد مستعَل من بلدان العالم الثالث لكي يتركوا وطنهم ويهاجروا إلى مجتمعات استهلاكية. بالنسبة لهذا العالم، تأهيل الأطباء في البلدان الرأسمالية يترتب عنه إنفاق أموال طائلة لا تقوى ملايين العائلات الفقيرة من أمريكا اللاتينية والكاريبي أن تغطيها أبداً. حدث هذا في كوبا إلى أن قبلت الثورة بالتحدي، وليس فقط تحدي تأهيل أطباء قادرين على خدمة بلدنا، وإنما خدمة شعوب أخرى من أمريكا اللاتينية أو الكاريبي أو العالم.

لم نسرق أبداً أدمغة شعوب أخرى. خلافاً لذلك، تأهل في كوبا مجاناً عشرات الآلاف من الأطباء وغيرهم من المهنيين رفيعي المستوى من أجل إعادتهم إلى بلدانهم نفسها.

بفضل ثورتيهما العميقتين البوليفارية والمارتيئية، فنزويلا وكوبا هما بلدين تطورت فيهما الصحة والتعليم بشكل ما فوق العادي. لجميع المواطنين الحق الفعلي بأن يتلقوا مجاناً التعليم العام والتأهل المهني، وهو أمر لم تتمكن الولايات المتحدة ولن تتمكن من ضمانه لجميع سكانها. الواقع هو أن حكومة هذا البلد تنفق سنوياً بليون دولار على جهازها العسكري وعلى مغامراتها الحربية. بالإضافة لذلك، هي البلد المصدّر الأكبر للأسلحة ولأدوات القتل، وهي أكبر سوق للمخدرات في العالم. وبسبب هذه التجارة غير المشروعة، يقضي عشرات الآلاف من الأمريكيين اللاتينيين سنوياً.

إنه أمر يبلغ من الواقعية ويبلغ من الشهرة ما جعل رئيساً، عسكري النشأة، يستنكر قبل أكثر من خمسين سنة، القدرة الحاسمة التي راكمها المجمع الصناعي في ذلك البلد.

أمكن لهذه الكلمات أن تبدو زائدة عن اللزوم لولا الحملة البغيضة والمثيرة للاشمئزاز التي أثارتها وسائل إعلام الأوليغارشية الفنزويلية، التي تخدم هذه الإمبراطورية، مستغلة الصعوبات الصحية التي يواجهها الرئيس البوليفاري. تربطنا بهذا علاقة صداقة وثيقة ولا تتصدع نشأت منذ أن زار وطننا للمرة الأولى في الثالث عشر من كانون الأول/ديسمبر 1994.

يستغرب البعض تصادف زيارته لكوبا مع حاجته التي طرأت للعناية الطبية. زار الرئيس الفنزويلي بلدنا لذات الغاية التي حملته إلى البرازيل والإكوادور. لم تكن عنده أي نية على تلقّي عناية طبية في وطننا.

كما هو معروف، تقدّم مجموعة من أخصائيي الصحة الكوبيين خدماتها منذ عدة سنوات للرئيس الفنزويلي، الذي، ووفاء منه لمبادئه البوليفارية، لم يرَ فيهم أجانب لا رغبة بهم، وإنما يرى فيهم أبناء الوطن الأمريكي اللاتيني الكبير الذي كافح المحرر من أجله حتى الرمق الأخير من حياته.

توجهت أول فرقة طبية كوبية إلى فنزويلا عندما وقعت مأساة ولاية فارغاس، التي كلفت أرواح الآلاف من أبناء هذا الشعب النبيل. لم تكن تلك البادرة التضامنية بأمر جديد، وإنما هي تشكل تقليداً راسخاً في وطننا منذ السنوات الأولى من عمر الثورة؛ منذ أن تم قبل أكثر من نصف قرن من اليوم إرسال أطباء كوبيين إلى الجزائر التي كانت قد حققت استقلالها في موعد حديث العهد. تعمق هذا التقليد بقدر ما أخذت الثورة الكوبية، في خضم حصار محكم، بتأهيل أطباء أمميين. بعض البلدان مثل بيرو ونيكاراغوا سوموزا وبلدان أخرى من هذا النصف من العالم ومن العالم الثالث، تعرضت لكوارث بسبب زلازل أو غيرها من الأسباب التي استدعت تضامن كوبا. وهكذا تحوّل بلدنا إلى البلد صاحب أرفع مؤشرات صحية وأفضل مهنيين صحيين متخصصين في العالم، حيث يتمتع بمستويات عالية من الخبرة والقدرة المهنية.

لقد برع الرئيس تشافيز في العناية بطاقمنا الطبي. هكذا نشأت وتطورت علاقة الثقة والصداقة بينه وبين الأطباء الكوبيين الذي كانوا على درجة عالية من التأثر دائماً بمعاملة القائد الفنزويلي، والذي وصل به الأمر، من جهته، لأن يقيم آلاف المراكز الطبية وتزويدها بالمعدات اللازمة لكي تقدم خدماتها المجانية لجميع الفنزويليين. لم تفعل أي حكومة في العالم، خلال مدة تبلغ كل هذا القصر، من أجل صحة شعبها ما فعلته حكومته.

نسبة كبيرة من أفراد الطاقم الطبي الكوبي قدّموا خدمات في فنزويلا، وعمل كثيرون منهم أيضاً كمدرّسين في مواد معينة قاموا بإعطائها خلال عملية تأهيل أكثر من عشرين ألف شاب فنزويلي ممن بدأوا بالتخرج كأطباء. الأطباء الأمميون أعضاء "الكتيبة 51"، الذين تخرجوا من المدرسة الأمريكية اللاتينية للطب، حققوا مكانة رفيعة في تنفيذهم لمهمات معقدة وصعبة. على هذه الأسس تطورت علاقاتي في هذا المجال مع الرئيس هوغو تشافيز.

من واجبي أن أضيف أنه على مدار أكثر من اثنتي عشر سنة، منذ الثاني من شباط/فبراير 1999، لم يسترح الرئيس وقائد الثورة البوليفارية يوماً واحداً، وفي هذا المجال يحتل مكاناً فريداً في تاريخ هذه القارة. كل ما يتمتع به من طاقة كرسه للثورة.

يمكن التأكيد أنه مقابل كل ساعة إضافية يخصصها تشافيز للعمل، يستريح أي رئيس للولايات المتحدة لمدة يومين.

كان من الصعب، من المستحيل تقريباً، ألا تعاني صحته تراجعاً ما، وهذا ما حدث خلال الأشهر الأخيرة.

شخص معتاد على صرامة الحياة العسكرية، كان يتحمل بلا شكوى الآلام والمعاناة التي تحضره تكراراً. نظراً لعلاقة الصداقة التي تطورت بيننا والتبادل المتواصل بين كوبا وفنزويلا، إضافة لتجربتي الشخصية في ما يتعلق بالصحة، والتي عشتها اعتباراً من الخطاب الذي وجهته في الثلاثين من تموز/يوليو 2006، لم يكن غريباً أن أتنبّه إلى حاجة الرئيس لفحوصات طببية دقيقة. إنه لكرم أخلاق بالغ من طرفه أن ينسب إلي أي فضيلة خاصة في هذا الشأن.

أعترف طبعاً أنها لم تكن سهلة المهمة التي فرضتها على نفسي. لم يكن صعباً عليّ الانتباه إلى أن صحته لم تكن على ما يرام. كانت قد مرت سبعة أشهر على الزيارة الأخيرة التي أجراها لكوبا. الفريق الكوبي المعني بالسهر على صحته كان قد رجاني القيام بهذا المسعى. الموقف الذي اتخذه الرئيس منذ اللحظة الأولى هو إطلاع الشعب على وضعه الصحي، بصراحة مطلقة. ولهذا أبلغ الشعب، من خلال وزيره للعلاقات الخارجية، على وضعه الصحي حتى تلك اللحظة ووعد بأن يواصل إطلاعه على كل التفاصيل ذات الصلة.

كل تغيير للضمادة رافقه تحليل خلوي ومخبريّ صارم، وهي تحاليل يتم إجراؤها في هذه الحالات.

بعد عدة أيام من العملية الجراحية الأولى، كشف أحد الفحوص عن نتائج استوجبت اتخاذ إجراء جراحي أكثر جذرية وتوفير العلاج الخاص للمريض.

في رسالته الأبية الموجهة في الثلاثين من حزيران/يونيو، تحدث الرئيس، الذي بدا متعافيا بشكل ظاهر، عن وضعه الصحي بكل صراحة.

أعترفُ أنه لم يكل سهلاً عليّ أن أخبر صديقي بالوضع الجديد. تمكنت ملاحظة الأباء الذي تلقّى به النبأ الذي يعنى بالنسبة له –هو الذي كانت تحضره مهمات كبيرة وكثيرة، من بينها الاحتفال بمناسبة الذكرى المئوية الثانية للاتفاقية حول وحدة أمريكا اللاتينية والكاريبي- أكثر بكثير مما تعنيه مجرد معاناة بدنية مترتبة عن عملية جراحية، إنما تعني اختباراً يقارَن –حسب قوله هو- بأصعب اللحظات التي تعيّن عليه مواجهتها في حياته كثائر لا تنثني عزيمته.

إلى جانبه هو، خاض فريق الأشخاص الذين يعتنون به، والذين يصفهم بأنهم أسمى من سائر البشر، المعركة الكبرى التي كنت شاهداً عليها.

أؤكد بدون أي تردد أن النتائج تبعث على الدهشة وأن المريض قد خاض معركة حاسمة ستقوده، ومعه فنزويلا، نحو نصر عظيم.

لا بد من جعل مرافعته تصل حرفياً إلى كل اللغات، على أن يتم ترجمتها على الأخص إلى الإنكليزية، وهي لغة يمكن فهمها في برج بابل هذا الذي أرادت الإمبريالية أن يكون عليه العالم.

الآن، أعداء هوغو تشافيز الداخليون والخارجيون يتابعون عن كثب ما يقول وما يبادر به. لا بد وأن هناك مفاجآت مخبأة لهم. فلنقدم له كل الدعم والثقة. أكاذيب الإمبراطورية وخيانة باعة الأوطان سيمنون بالهزيمة. يوجد اليوم ملايين الفنزويليين المناضلين وأصحاب الوعي، الذين لن تقوى الأوليغارشية والإمبريالية على إخضاعهم أبداً.

فيدل كاسترو روز
3 تموز/يوليو 2011
الساعة: 4:12 عصراً.



#فيدل_كاسترو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مجموعة العشرين- و-أبيك- والمسحة الأخيرة للمصداقية
- رسالة فيدل إلى الطلاب
- حلف الناتو، شرطي عالمي
- خطاب إيفو [موراليس]
- خطاب هوغو تشافيز
- هايتي، التخلف والإبادة
- قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في هايتي والوباء
- رسالة إلى المشاركين في المهرجان العالمي السابع عشر للشباب وا ...
- الإمبيراطرية في قفص الاتهام
- أكاذيب كلينتون
- معركة مكافحة الكوليرا
- الحافز الرئيسي لجهودنا
- عمل شنيع
- ماذا كان سيقول أينشتاين؟
- الجريمة المرتكبة بحق عضو الكونغرس الديمقراطية
- معركة خيرون [خليج الخنازير] الجزء الثاني
- نجمة أخرى من نجوم -حزب الشاي-
- خطاب أوباما في أريزونا
- آن الأوان لفعل شيء
- حال الاتحاد


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فيدل كاسترو - تصريح لامع وجريء