أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسيب شحادة - شخصيات لا تنسى،‏ ‬خليل السكاكيني‏ ‬المربّي‏ ‬الفلسطيني‏ ‬وأحد رواد القومية العربية















المزيد.....


شخصيات لا تنسى،‏ ‬خليل السكاكيني‏ ‬المربّي‏ ‬الفلسطيني‏ ‬وأحد رواد القومية العربية


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 23:11
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


شخصيات لا تنسى،‏ ‬خليل السكاكيني‏ ‬المربّي‏ ‬الفلسطيني‏ ‬وأحد رواد القومية العربية
‏(١٨٧٨/٨/٢٣-١٩٥٣/٨/١٣)‬

هذا المربي‏ ‬الطلائعي‏ ‬المناضل والكاتب والشاعر الفلسطيني‏ ‬قد تعلم في‏ ‬مدرسة الروم التابعة للكنيسة الأرثوذكسية،‏ ‬ومن ثم في‏ ‬مدرسة صهيون في‏ ‬القدس‏. ‬شخصيتان،‏ ‬الأب صالح سابا والأستاذ نخلة زريق،‏ ‬قد أثّرتا بشكل خاص على خليل قسطندي‏ ‬السكاكيني،‏ ‬فالأول جسّد العلاقة الطيبة ما بين الأستاذ والتلميذ والثاني‏ ‬غرس في‏ ‬قلوب طلبته حبّ‏ ‬العربية والعزة في‏ ‬الثقافة والقومية العربية‏. ‬انتهج وطبّق ما نادى به من قيم كالمساواة بين الرجل والمرأة وكان قدوة‏ ‬يحتذى بها وهو الذي‏ ‬قال‏ "‬خليل السكاكيني‏-‬إنسان إن شاء الله‏" ‬وهذه الكلمات نُقشت على قبره‏. ‬

شارع السكاكيني

في‏ ‬القدس سمّي‏ ‬على اسمه شارع ومدرسة،‏ ‬وفي‏ ‬الواقع،‏ ‬نسي‏ ‬السكاكيني‏ ‬إثر مماته إذ أقيمت له ذكرى بعد ذلك بعامين عند إصدار ابنته هالة قسما من‏ ‬يومياته،‏ ‬وقد‏ ‬يرجع هذا الإهمال لكون هذا الانسان مربيا أولا وقبل كل شيء ولأنه لم‏ ‬يكن متدينا‏. ‬أخذ اسم السكاكيني‏ ‬يتردد في‏ ‬الأوساط الثقافية الفلسطينية في‏ ‬الثمانينات من القرن الماضي‏ ‬وقد أقيمت مؤسسة على اسمه في‏ ‬رام الله حيث‏ كان ‬ينزل الشاعر الفلسطيني‏ ‬المنفي‏ ‬في‏ ‬بلاده،‏ ‬محمود درويش‏. ‬

كان عُمْر خليل خمسةَ عشرَ عاما عندما انخرط في‏ ‬سلك التدريس عام ١٨٩٣ ‬في‏ ‬المدرسة التي‏ ‬تخرّج منها وعمل فيها خمس سنين‏. ‬وفي‏ ‬السن ذاتها انكبّ على تدوين‏ ‬يومياته وفيها فوائدُ جمّة في‏ ‬نواحٍ متعددة تاريخية وتربوية وسياسية واجتماعية‏. ‬وفي‏ ‬عام ١٨٩٨ ‬سعى مع آخرين وأسسوا‏ "‬جمعية الآداب الزاهرة‏" ‬وكانت الأولى من نوعها في‏ ‬فلسطين وترأسها صديقُه، داؤود الصيداوي‏، ‬أما هو فكان سكرتيرها حتى العام ١٩٠٣. ‬وقامت الجمعية بنشاطات ثقافية تناولت أهمية التربية القومية الحديثة وإحياء القومية العربية‏.‬

‬التسلط اليوناني

زار السكاكيني‏ إنجلترا في‏ ‬صيف ‏١٩٠٦ ‬واستمع إلى محاضرات في‏ ‬جامعتي‏ ‬أكسفورد وكمبريدج في‏ ‬موضوع التربية،‏ ‬وفي‏ ‬طريق عودته إلى الوطن،‏ ‬عرّج على مصر حيث انكبّ‏ ‬على مطالعة مؤلفات وصحف كان قد حظر دخولها إلى فلسطين‏. ‬وفي‏ ‬خريف العام ١٩٠٧ ‬سافر إلى أمريكا ومكث فيها ‏ ‬سنة تقريبا حيث عمل مدرّسا في‏ ‬مؤسسة لاهوتية ودرس في‏ ‬جامعة كولومبيا‏. ‬ولا بد من الإشارة إلى أن حالته المادية كانت صعبة واعتاش على أجر من الدروس الخصوصية التي‏ ‬كان‏ ‬يقوم بها،‏ ‬أضف إلى ذلك قيامه بأعمال شتى مثل بائع متجول وعتّال في‏ ‬مصنع‏. ‬كما وشارك في‏ ‬تحرير مجلة‏ "‬الجامعة‏" ‬التي‏ ‬كان قد أسّسها الكاتب السوري‏ ‬المعروف،‏ ‬فرح أنطون‏.‬
ومن الممكن تلخيص اهتمامات السكاكيني‏ ‬في‏ ‬ثلاثة مجالات رئيسة وهي‏:‬
‏١) ‬إصلاح حالة الطائفة الأرثوذكسية
‏٢) ‬التربية والتعليم
‏٣) ‬نشاط سياسي‏ ‬وقومي

كان السكاكيني‏ ‬من قادة‏ "‬النهضة الأرثوذكسية‏" ‬ضد تسلّط البطريرك وكهنته وكلهم‏ ‬يونانيون،‏ ‬على الكنيسة وممتلكاتها‏. ‬وفي‏ ‬عام ١٩٠٩ ‬وصل وفد من الكنيسة كان ضمنه السكاكيني‏ ‬إلى استنبول للمطالبة بحقوق أبناء الطائفة العربية‏. ‬وفي‏ ‬عام ‏١٩١٠ ‬صدر دستور جديد للبطريركية الارثوذكسية في‏ ‬القدس مستجيبا لبعض مطالب العرب مثل إقامة‏ "‬مجلس مشترك‏" ‬يشمل الرعايا العرب والكهنة اليونانيين بغية إدارة شؤون الكنيسة وممتلكاتها‏. ‬والحق‏ ‬يقال إن ذلك الدستور بقي‏ ‬حبرا على ورق وظلّ‏ ‬السكاكيني‏ ‬حتى العام ١٩١٤ ‬في‏ ‬طليعة المطالبين بإحياء نشاط المجلس واستقلالية مدارس الطائفة‏. ‬وبسبب هذا النشاط المتواصل والعنيد فقد حرمه البطريرك اليوناني ذميانوس من الكنيسة وأبعده عنها وطرده من منزله الذي‏ ‬كان ملكا للبطريركية وعندها أعلن السكاكيني‏ "‬لست أرثوذكسياً‏". ‬لقد أعلن السكاكيني‏ ‬حربا بلا هوادة على الكهنوت اليوناني‏ ‬وناشد في‏ ‬طفرته في‏ ‬أواخر العشرينات من القرن العشرين العرب المسيحيين للتأسلم للمحافظة على قوميتهم العربية‏. ‬وقد أقام له بعد ذلك مما جناه من نشر كتبه بيتا في‏ ‬حي‏ ‬القطمون المقدسي‏ ‬

‬في‏ ‬مجال التربية

وفي‏ ‬مجال التربية كان السكاكيني‏ ‬طلائعياً‏ ‬فقد اعتبرها الوسيلة الأولى لليقظة القومية‏. ‬ففي‏ ‬عام ١٩٠٨ ‬تعاون مع نشطاء أخرين في‏ ‬الطائفة وأقاموا مدرسة عربية للطائفة وبعدها بعام أقام‏ "‬المدرسة الدستورية‏" ‬وهي‏ ‬المدرسة العربية القومية الأولى في‏ ‬البلاد التي‏ ‬لم تكن تحت رعاية طائفة دينية معينة أو مؤسسة أجنبية‏. ‬شغل السكاكيني‏ ‬منصب مدير المدرسة وشرع ببث آرائه ومبادئه التربوية الأصيلة التي‏ ‬كانت ثورية حقاً‏ ‬في‏ ‬حينه وربما اليوم في‏ ‬بعض الأقطار الشقيقة،‏ ‬رغم معارضة بعض المتزمتين والمحافطين‏. ‬ففي‏ ‬هذه العجالة لا بدّ‏ ‬من التنويه إلى بعض النقاط الرئيسة في‏ ‬مضمار التعليم والتربية‏:‬

‏أ) ‬معارضة‏ ‬أسلوب القصاص‏ ‬
ب) ‬عدم إذلال الطالب
‏جـ) ‬إلغاء الامتحانات والوظائف البيتية والشهادات
د) ‬معارضة الحفظ‏ ‬غيباً
‏هـ) ‬تهذيب شخصية الطالب
‏و) ‬منح الطالب الحرية الكاملة
‏ز) ‬علاقات اجتماعية مفتوحة بين المعلم والطالب
‏ح) ‬إلغاء عادة قيام الطلبة عند دخول المعلم للصف وتعليم الدين،‏ ‬عام ‏١٩٣٨ ‬في‏ ‬كلية النهضة في‏ ‬القدس‏.‬
واللغة العربية لا التركية كانت اللغة الرسمية في‏ ‬المدرسة التي‏ ‬فتحت أبوابها أمام كافة أبناء الطوائف عربا ويهودا وحثّ‏ ‬السكاكيني‏ ‬طلابه فأنشأوا ناديا وصحيفة واهتموا بالرياضة، ويشار انه كانت بجانب المدرسة‏ "‬داخلية‏" ‬وروضة أطفال فريدة في‏ ‬نوعها‏. ‬كما وحاول السكاكيني‏ ‬من خلال عضويته في‏ ‬لجنة التربية لقضاء القدس العمل على تحسين نظام التربية ولا سيما بالنسبة للبنات‏. ‬وفي‏ ‬العامين ‏١٩١٥-١٩١٧ ‬درّس العربية في‏ ‬كلية الصلاحية وساهم في‏ ‬الكتابة في‏ ‬الصحف المحلية مثل‏ ‬صحيفة “القدس” وهي‏ ‬الأولى في‏ ‬البلاد إذ أنشئت في‏ ‬أيلول عام ١٩٠٨ ‬ومجلة‏ "‬الأصمعي‏" ‬و"فلسطين‏" ‬وبالمجلة الشهرية‏ "‬المنهل‏" ‬وراسل‏ "‬لسان الحال‏" ‬البيروتية باسم مستعار خوفا من المباحث التركية‏. ‬وفي‏ ‬العام‏ ١٩٢٥ صدر كتابه‏ "‬دراسات في‏ ‬اللغة والأدب‏" ‬وقد دار بين السكاكيني‏ ‬والأمير شكيب أرسلان جدال ثاقب ومستفيض حول اللغة العربية‏. ‬فمن المعروف أن أرسلان كان من المنادين بالتشبث بالأسلوب القديم المركّب والجاف في‏ ‬حين أن‎ ‬السكاكيني‏ ‬سعى إلى انتهاج أسلوب حديث بسيط سلس وواضح‏. ‬ومن خلال عمله مفتشا عامّا على تدريس العربية في‏ ‬فلسطين دأب على ترسيخ التربية القومية الليبرالية مؤكداً‏ ‬على‎ ‬ضرورة تنمية الفكر الذاتي‏ ‬بدلا من‏ "‬البصم‏". ‬وقد قام بعمل مشكور بغية تبسيط سبل تدريس لغة الضاد لفلذات أكباد بني‏ ‬يعرب‏. ‬وما كتبه في‏ ‬تدريس العربية إلا خير دليل على ما نرمي‏ ‬إليه وتقديرا على ذلك انتخب عام ١٩٢٦ ‬عضواً‏ ‬في‏ "‬المجمع العلمي‏ ‬العربي‏" ‬في‏ ‬دمشق وفي‏ ‬عام ‏١٩٤٨ ‬انتخب عضوا في‏ ‬المجمع اللغوي‏ ‬في‏ ‬القاهرة‏. ‬كان منزله محط رواد العلم والمعرفة في‏ ‬فلسطين والعالم العربي‏ ‬وحتى الأجانب‏. ‬

وقد أسس السكاكيني‏ ‬إثر تقاعده في‏ ‬عام ١٩٣٨ ‬وبالتعاون مع ثلاثة معلمين من طائفته‏ "‬كلية النهضة‏" ‬في‏ ‬تلپبيوت في‏ ‬القدس وقد أمّتها أفواج الطلاب من مختلف الطوائف‏ . ‬
‬في‏ ‬المجال القومي

وفي‏ ‬المجال القومي‏ ‬والسياسي‏ ‬كان السكاكيني‏ ‬من أوائل الذين نادوا بهذا النشاط بعيدا عن التشرذم والطائفية البغيضة‏. ‬ففي‏ ‬أيلول من العام ‏١٩٠٨ ‬تعاون مع الاستاذ نخلة زريق وحسين سليم الحسيني‏ ‬رئيس بلدية القدس والصحفي‏ ‬عيسى العيسى من أجل تأسيس جمعية إسلامية مسيحية للتفاهم بين الطوائف‏. كما وانضمّ‏ ‬إلى‏ "‬جمعية الاتحاد والتقدم‏" ‬التي‏ ‬هدفت إلى حلّ‏ ‬مشكلة القوميات والأقليات في‏ ‬الإمبراطورية العثمانية عن طريق التركيز ومنح الحكم الذاتي‏ ‬في‏ ‬مناطقهم‏. ‬وفي‏ ‬عام ‏١٩٠٨ ‬كان السكاكيني‏ ‬في‏ ‬صفوف مؤسسي‏ ‬الفرع المقدسي‏ ‬لـ‏ "‬جمعية الإخوة العربية العثمانية‏". ‬وقد عارض السكاكيني‏ ‬مبادرة لبعض المسيحيين اليافويين،‏ ‬رمت إلى إقامة حزب مسيحي‏ ‬يرعى حقوق الأقلية المسيحية في‏ ‬فلسطين‏. ‬وفي‏ ‬تلك الحقبة تخمّرت في‏ ‬ذهن السكاكيني‏ ‬فكرة جلية في‏ ‬مناهضة الصهيونية وعبّر عن ذلك في‏ ‬شتى الجرائد منادىاً‏ ‬بضم فلسطين لسوريا العظمى‏.‬
وفي‏ ‬تشرين الأول عام ١٩٠٨ ‬انضمّ إلى حركة الماسونيين وفي‏ ‬غضون الحرب العالمية الأولى عمل في‏ ‬مستشفى عسكري‏ وفي العام ١٩١٣ نادى بتعريب لغة الكنيسة الأرثوذكسية. ‬وفي‏ ‬نهاية العام ‏١٩١٧ ‬اعتقل السكاكيني‏ ‬وسجن في‏ ‬دمشق أربعين‏ ‬يوما بتهمة إعطاء ملجأ في‏ ‬بيته لألتر ليڤين، الشاعر اليهودي‏. ‬وبعد مكوثه بدمشق عدة شهور هرب منها لينضمّ‏ ‬إلى معسكر الأمير فيصل بن الشريف حسين،‏ ‬زعيم‏ "‬الثورة العربية‏". ‬وفي‏ ‬تلك الفترة ألّف‏ "‬نشيد الثورة العربية‏" ‬ثم حاول العودة إلى الوطن عبر مصر إلا أن السلطات البريطانية حالت دون ذلك واضطر إلى البقاء في‏ ‬مصر بضعة شهور‏.‬
وفي‏ ‬بداية العام ‏١٩١٩ ‬عاد إلى القدس وقد اعتاش في‏ ‬بداية الانتداب البريطاني‏ ‬على ما تقاضاه من الدروس الخصوصية بالعربية لليهود وللضباط البريطانيين‏. ‬وفي‏ ‬خريف العام المذكور ‬أقام السكاكيني‏ ‬وأدار‏ "‬دار المعلمين‏" ‬في‏ ‬القدس وفي‏ ‬مستهل العام ‏١٩٢٠ ‬عيّن مفتشاً‏ ‬على المدارس العربية في‏ ‬منطقة نابلس إلا أنه استقال في‏ ‬تموز العام ذاته احتجاجا على تعيين‏ ‬يهودي،‏ ‬هربرط صمويل،‏ ‬لمنصب المندوب السامي‏. ‬ثم عاد إلى مصر ومكث عامين مديرا خلالهما الجناح العربي‏ ‬لمدرسة الطائفة،‏ ‬الروم الأرثوذكس،‏ ‬في‏ ‬القاهرة بالإضافة إلى نشر المقالات في‏ ‬الصحف المصرية مثل‏ "‬المقطم،‏ ‬المقتطف،‏ ‬السياسة‏" ‬وكان فعالا في‏ "‬حزب الاتحاد السوري‏" ‬أيضا‏. ‬
أرغم في‏ ‬صيف ‏١٩٢٢ ‬إلى الرجوع إلى القدس بسبب مرض ابنه بكره الذي‏ ‬أحبه كثيرا‏ "‬سري‏" و‬كان في‏ ‬التاسعة من عمره‏. ‬وفي‏ ‬العامين ‏١٩٢٢-١٩٢٤‬كان السكاكيني‏ ‬العضو المسيحي‏ ‬الوحيدَ في‏ "‬النادي‏ ‬العربي‏" ‬وكان السكرتير لهذا النادي‏ ‬القومي‏ ‬العربي‏ ‬الفلسطيني‏. ‬اشترك في‏ ‬المؤتمر الفلسطيني‏ ‬الخامس عام ‏١٩٢٢ ‬وفيه انتخب للجنة التنفيذية العربية كممثل المسيحيين كما واشترك في‏ ‬المؤتمر السادس وانتخب عضوا في‏ ‬اللجنة التربوية‏. ‬وفي‏ ‬عام ‏١٩٢٥ ‬وفي‏ ‬إطار الاجتماع العربي‏ ‬ضد مجيء اللورد بلفور لحفل وضع حجر الأساس للجامعة العبرية،‏ ‬وقف السكاكيني‏ ‬المسيحي‏ ‬على منبر المسجد الأقصى وألقى خطبة قومية حماسية‏. ‬وفي‏ ‬أكتوبر ١٩٢٥‬ كان السكاكيني‏ ‬واحدا من أربعين مفوضا عربيا التقوا بالمندوب السامي،‏ ‬اللورد پلومر‏. ‬وبالرغم من اعتزاله النشاط السياسي‏ ‬في‏ ‬الثلاثينات فإنه بقي‏ ‬على صلة برؤساء المعسكرين الفلسطينيين،‏ ‬الحسيني‏ ‬والنشاشيبي‏. ‬وفي‏ ‬أواخر آذار ‏١٩٣٦ أعلن عن مقاطعة محطة الإذاعة التي‏ ‬أقيمت آنذاك وكان من مرشحي‏ ‬رؤسائها العرب،‏ ‬وذلك لأنها بدأت بثَّها بالإعلان‏ "‬هنا إذاعة أرض إسرائيل‏" ‬وعليه فقد بدّل الاسم لاحقاً‏. ‬

كان السكاكيني‏ ‬ضد العنف وضد الاعتداء على أحياء‏ ‬يهودية إلا أنه كره الصهيونية كرها ما بعده كره إلا أنه لم يكره اليهود فقد أقام علاقات صداقة مع ب ‏ ‬يهوذا‏. ‬ليڤ ‬ماچنِس‏ (١٨٧٧-١٩٤٨)‬،‏ ‬رئيس الجامعة العبرية،‏ ‬ويعقوب‏ ‬يهوشوع وأڤينوعم‏ ‬يِلين ويهودا بن أور‏ (‬بلوم‏). ‬
وفي‏ ‬الثلاثين من نيسان عام ١٩٤٨ ‬أي‏ ‬يوم واحد قبل احتلال الهاچاناة لحي‏ ‬القطمون المقدسي‏ ‬حيث‏ ‬يقع منزل السكاكيني‏ ‬هربت العائلة إلى مصر وهكذا عاش خليل سنواته الخمس الأخيرة في‏ ‬القاهرة وقد زار القدس عام ١٩٥٢ ‬وخابت آماله‏. ‬

من مؤلفاته‏:‬

‏١) ‬الاحتذاء بحذاء الغير‏. ‬القدس ‏١٨٩٦. ‬نقد للعرب المقلدين لقشور الغرب دون أخذ المحتوى الإيجابي،‏ ‬قد ضاع‏.‬
‏٢) ‬النهضة الأرثوذكسية في‏ ‬فلسطين‏. ‬القدس ١٩١٣. ‬كراس فيه ‏١٦‬ص ضد الكهنة اليونانيين‏.‬
‏٣) ‬فلسطين بعد الحرب الكبرى‏. ‬القدس ١٩٢٥. ‬مقالات نشرت في‏ ‬الجريدة‏ "‬السياسة‏" ‬المصرية ما بين حزيران ١٩٢٣ - ‬آذار ١٩٢٥‬،‏ ‬فيها هجوم على الصهيونية ووعد بلفور‏.‬
‏٤) ‬مطالعات في‏ ‬اللغة والأدب‏. ‬القدس ١٩٢٥.‬
‏٥) ‬الجديد في‏ ‬القراءة العربية‏. ‬القدس ١٩٢٤-١٩٣٦، ‏٤ ‬أقسام،‏ ‬ط،‏ ‬جديدة عمان ‏١٩٧٧.‬
‏٦) ‬أسلوب الجملة‏. ‬القدس ١٩٣٣‬،‏ ‬نشرة تجريبية لتحليل الجملة،‏ ٧ ‬ص‏.‬
‏٧) ‬الدليل الأول في‏ ‬تعليم اللغة العربية‏. ‬القدس ١٩٣٤. ‬لإرشاد المعلمين بخصوص أسلوب السكاكيني‏ ‬في‏ ‬التدريس‏.‬
‏٨) ‬الدليل الثاني‏ ‬في‏ ‬تعليم اللغة العربية‏. ‬القدس١٩٣٦. ‬
‏٩) ‬سَرِي‏. ‬القدس ‏١٩٣٥. ‬تبادل رسائل الوالد مع ابنه خلال دراسة الثاني‏ ‬في‏ ‬أمريكا ما بين ‏١٩٣١-١٩٣٥. ‬
١٠) ‬حاشية على تقرير لجنة النظر في‏ ‬تيسير قواعد اللغة العربية‏. ‬القدس ١٩٣٨‬،‏ ‬كراس،‏ ٣٣‬ص‏.‬
‏١١) ‬لذكراك‏. ‬القدس ١٩٤٠. ‬لذكرى سلطانة زوجته،‏ ‬فيها أشعار‏.‬
١٢) ‬وعليه قِس،‏ ‬القدس ١٩٤٣. ‬كتاب لتعليم القواعد العربية من الأمثلة‏.‬
‏١٣) ‬ما تيسر‏. ‬القدس ج‏. ١‬،‏ ١٩٤٣. ‬خطابات في‏ ‬كلية النهضة وغيرها في‏ ‬الأربعينات‏.‬
‏١٤) ‬ما تيسر‏. ‬القدس ج‏. ٢‬،‏ ١٩٤٦. ‬مقالات نشرها منذ ‏٨١٩١ ‬فصاعدا‏.‬
‏١٥) ‬معالم التاريخ‏. ‬لندن ١٩٤٦. ‬لتدريس التاريخ في‏ ‬المدرسة الابتدائية،‏ ‬ترجمه بتصرف السكاكيني‏ ‬ووصفي‏ ‬عنبتاوي‏ ‬وأحمد خليفة‏.‬
‏١٦) ‬كذا أنا‏ ‬يا دنيا،‏ ‬يوميات خليل السكاكيني‏. ‬القدس ١٩٥٥.‬
‏١٧) ‬المجموعة الكاملة‏. ‬القدس ١٩٦٢‬،‏ ‬بعناية عبد الحميد‏ ‬ياسين وفايز الغول وعيسى الناعوري‏.‬
‏١٨) ‬أعزائي‏ - ‬مختارات ومقتطفات من رسائل ويوميات خليل السكاكيني،‏ ‬القدس ‏١٩٧٨‬،‏ ‬نشر ابنته هالة،‏ ‬قرن على ولادته وربع قرن على مماته‏. ‬واليوم،‏ ‬بعد حوالي ستة عقود لرحيل السكاكيني‏ ‬إلى دار البقاء‏ ‬يشرأب السؤال‏: ‬من‏ ‬يعرف من الفلسطينيين خاصة والعرب عامةً‏ ‬ما نادى به وقام به هذا المربي‏ ‬الفذّ؟



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون اللسان أسرع من العقل
- كلمات وعبارات عامّية في أوائل القرن السابع عشر
- الحيّة وهي حيّة
- حول مخطوط: كتاب الخُلْف لفنحاس (خضر) بن إسحق الحفتاوي
- الإسكافي ليس حافيا
- رسالة الكاهن يعقوب بن عزّي إلى إسحاق بن تصڤي عام £ ...
- كلمة في‏ ‬الذكرى الثمانين لرحيل جبران خليل جبران، فخر ...
- خواطر إضافية لربّي نحمان البراتسلاڤي
- ’’عام الأرنب البريّ‘‘ للكاتب الفنلندي أرْطو پاسيلِنّا
- بضع فقرات للتأمّل من “قصّة عن الغرام والظلام” لعاموس عوز
- كلمة عن اللاسامية وأخرى عن الأغيار/ الچوييم
- وصية راضي أبي الأمين صدقة
- إطلالة على الفينيقيين ولغتهم
- حول جابوتننسكي وجدار الحديد
- معاني عشرة أمثال عبرية وأصولها
- جولة في الأصوات اللغوية
- وفاة خُمس الطائفة السامرية بالوباء قبل قرنين وربع القرن
- ربّي نحمان البراتسلاڤي وبعض خواطره
- أبو رائطة التكريتي
- كلمة في‏ ‬ذكرى مارتن لوثر كنچ


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسيب شحادة - شخصيات لا تنسى،‏ ‬خليل السكاكيني‏ ‬المربّي‏ ‬الفلسطيني‏ ‬وأحد رواد القومية العربية