أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابَر رشيد - ماذا جنى الشعب التركماني من وحدة العراق؟














المزيد.....

ماذا جنى الشعب التركماني من وحدة العراق؟


رابَر رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا جنى الشعب التركماني من وحدة العراق؟
رابَر رشيد- كركوك
لا نتوغل في التاريخ كثيراً، لكي لا نتطرق الى كيفية مجيء الأتراك و وجود التركمان في المنطقة برمتها، بل نعود الى بداية القرن العشرين وتأسيس الدولة العراقية على شاكلتها هذه التي نراها الآن على أرض الواقع. فعندما تأسست الدولة العراقية بأمر و وصاية من الاستعمار البريطاني، كان جنوب كوردستان والذي كان يسمى آنذاك بولاية موصل (كركوك وهولير والسليمانية والأقضية والنواحي الأخرى مثل دهوك وعقرة وآميدي ومناطق أخرى يقطنها الكورد منذ القدم ومن معهم من التركمان وكلدوآشور والأرمن واليهود والعرب الذين جاءت بهم الفتوحات الإسلامية الى المنطقة والتي كانت ضمن الإمبراطورية العثمانية.
ومنذ تشكيل الدولة العراقية ولحد الآن، نرى الشعب التركماني يضطهد من قبل القومية المتسلطة على رقاب الشعوب الأخرى في تلك الدولة التي تسمى بـ(العراق). وقافلة شهداء التركمان وتأريخ نضالهم الدءوب دليل واضح وبديهي على هذا الاضطهاد من قبل الحكومات المتعاقبة في العراق، وحتى عدم الاعتراف بهم كقومية في العراق في بعض الأوقات ومنها على سبيل المثال لا الحصر في ظل نظام الحكم البائد، وتلك المآسي والويلات التي ضاقت بهم الى درجة أن يغير قسم منهم قوميتهم التركمانية الى العربية خوفاً من التهجير والترحيل القسري ومصادرة أموالهم. وإعطاء أملاكهم وقراهم كهبة من الدكتاتور الأعظم الى بعض العشائر العربية، ومن تلك القرى "قرية بشير التركمانية" وبعض القرى الأخرى.
إذن من حق القارئ الكريم أن يسأل: ماذا جنى التركمان من دولة العراق الموحدة والتي يحكمها حكماء مستبدين؟ وهل بإمكان الشعب التركماني الحصول على كافة حقوقه التي يناضل من أجلها تحت راية هذا العراق العربي"، أو عليه التفكير ببديل آخر، من أجل قضيته العادلة؟
باعتقادي إن التشبث الصارم بوحدة العراق من قبل بعض الأحزاب التركمانية، وعدم التفكير بمشروع آخر يضمن للتركمان حقوقهم، هو نظرة خاطئة في دراسة التاريخ وصيرورته، لأن المراوحة في نفس المكان والحس بمراوغة السلطة الحاكمة تجاه أي شعب من الشعوب، لهي مصيبة بعينها، وعدم فهم جدلية التاريخ، يدخل الى باب التبعية غير العلمية وغير المنطقية في علم السياسة الدولية الجديدة. كلنا على دراية تامة بتلك العولمة التي تتجه بكل ما تحمل في طياتها من نظريات ومشاريع استعمارية جديدة لتغيير معالم التي بنيت خلال قرن العشرين والعولمة الجديدة تريد تدميرها كاملة، و استبدال الأفكار والسياسات التقليدية والدخول الى معمعان سياسة جديدة مفادها تغيير خارطة الشرق الأوسط ورسم خارطة مفبركة أمريكية رأسمالية بحتة، تنفرد فيها العولمة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية بلا منازع.
أليس من الأفضل للشعب التركماني في العراق الذي تجرع جراء ممارسات حكماءه المستبدين أشرس أنواع الظلم والاستبداد، والذي كان ولا يزال يعتبر القومية الثالثة في هذه الدولة التي تسمى العراق؟.. أليس من الأفضل لهم وهم يعرفون أكثر من الغير، أن ببقائهم وتشبثهم في نطاق الدولة العراقية التي أسسها الاستعمار دون أخذ رأي الشعوب في تشكيلها، سوف لن يحصلون على حقوقهم؟.
إذن لماذا هذا الحقد والكراهية التي لا تصدق بحق الشعب الكوردي من قبل بعض الأحزاب والشخصيات التركمانية المعروفة، تلك الأحقاد التي وصلت بهم حد الاستنكاف حتى من تلفظ كلمة (كوردستان)، بل تسميتها دوما بشمال العراق في جميع مطبوعاتهم المقروءة و أجهزتهم الإعلامية المسموعة والمرئية؟. لماذا هذا العداء الصارخ بحق الفيدرالية الكوردستانية، والبكاء ليلا ونهاراً على وحدة العراق وأراضيه؟. وماذا يستفيدون من بقاءهم داخل عراق متدهور ومتشرذم يؤمر بإدارتها من قبل دول الجوار؟. ألا يخافون من مستقبل شعبهم بهذه السياسة العدائية التي لا يجنى منها سوى الابتعاد عن البعض وزرع بذور الحقد والكراهية؟
باعتقادي إن بعض الأحزاب التركمانية، إن بقيت على سياستها الخاطئة ضد الرؤيا المستقبلية للشعب الكوردي في جنوب كوردستان، سوف يضر بتاريخ الشعب التركماني ويدمر طموحاته التي يناضل من أجلها منذ تشكيل الدولة العراقية، والأجدر بها أن تتحالف مع الكورد في إنجاح وتطبيق والعمل بالقوانين الدستورية الفيدرالية في الوقت الحاضر وحتى استقلال جنوب كوردستان أو تشكيل دولة كوردستانية في المستقبل والتي لا محال منها، وفي هذه الحالة سوف يتحول الشعب التركماني الى القومية الثانية بدلاً من القومية الثالثة، وهل ان الشوفينيين العرب أكثر ديمقراطية من الكورد؟
فالدولة الكوردية آتية لا محال فيها مهما طال الزمن ودارت الأحداث، وسوف نمضي قدماً نحو الإقرار بفدرالية جنوب كوردستان في الوقت الحاضر وعودة كركوك وجميع الأراضي المحتلة والمستقطعة من جسد كوردستان الدامي الى ما كان عليه سابقاً وقبل ولادة الدولة العراقية الحالية، في العشرينيات من القرن الماضي ولادة قيسرية غير طبيعية.
ونسأل سياسيو التركمان في العراق: ماذا جنيتم من وحدة العراق وماذا تنتظرون أن تجنوا من هذه الدولة المنكوبة على أمرها؟ وهل تبقون بهذه الحالة التي يرثى لها في العراق، مجزئون، منفصلون عن البعض؟، أليس من حق الشعب التركماني بعيداً عن سياسة الأحزاب التي تؤمر وتوجه من الخارج؟ ومن المؤسف جداً أن نرى بعض اللوحات المعلقة أمام مقرات بعض أحزابهم وهي تحمل العلم العراقي ذات النجم الثلاثي، والذي تجرع التركمان تحت هذه الراية المشئومة الدمار والويلات، ومذبحة التركمان في ناحية التون كوبري تحت هذا العلم ذات النجم الثلاثي في الانتفاضة الآذارية المجيدة، حيث قتل الجيش العراقي ما يقارب من (70) مواطناً تركمانيا، رمياً بالرصاص في قضاء دووبز أبان حكم النظام البائد. إذن لماذا هذا التعنت الواضح ضد نوايا الشعب الكوردي الذي يريد أن يعيش مع الجميع على أرضه.



#رابَر_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابَر رشيد - ماذا جنى الشعب التركماني من وحدة العراق؟