أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - ملاحقة رجال الشرطة المتورطين في قتل المصريين














المزيد.....

ملاحقة رجال الشرطة المتورطين في قتل المصريين


صالح سليمان عبدالعظيم

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 23:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغض النظر عما يردده البعض من وجود شرفاء بين رجال الشرطة، فإن تاريخ الجهاز في مصر تاريخ غير مشرف على الإطلاق. فضابط الشرطة هو يد السلطة الغاشمة التي تنكل بالمواطن وتستهدف كرامته أيا كانت وضعيته الاجتماعية. واللافت للنظر أن الشرطة في مصر استهدفت كافة الشرائح الاجتماعية بغض النظر عن التفاوتات فيما بينها مثل الطلبة وأعضاء النقابات والمثقفين والفقراء والمهمشين...إلخ. ففي ظل عداء نظام مبارك لشعبه أصبحت الشرطة بالتالي هى العدو الأساسي للشعب. ولا ينبع هذا الظلم فقط من خلال عمليات التعذيب المتواصلة والقتل والإرهاب والتخويف والضرب بل امتد أيضا إلى التكسب المتواصل من قوت الشعب وأفراده؛ فالجميع يعلمون بالإتاوات التي يفرضها رجال الشرطة من الكبار والصغار على السواء على المصريين في حياتهم اليومية، وإلا فكيف نفسر ذلك التهافت المبالغ فيه على الالتحاق بكليات الشرطة.
إن ضابط الشرطة لم يكن في يوم من الأيام في صف الشعب والغلابة، بل كان أداة النظام في البطش والاستغلال والقهر. صحيح أنه لا يمكن التعميم، لكننا أيضا لا يمكننا أن نقلل من حجم انتشار الفساد والمفسدين والقتلة بين أفراد هذا الجهاز. وتمنحنا مشاهد الثورة الكثير والكثير من ممارسات ضباط الشرطة الطلقاء حتى هذه اللحظة ضد المصريين وما نجم عن ذلك من استشهاد المئات منهم، ناهيك عن الإصابات التي لحقت بالكثيرين منهم.
ويخطئ البعض ممن يتصور أن قوة الشرطة وبطشها قد انتهت مع قيام ثورة 25 يناير؛ فالعكس هو الصحيح. فالتركيبة النفسية لضابط الشرطة المصرية تركيبة معقدة ترتبط بتصور مبالغ فيه للذات ساعد على تضخيمه نظام فاسد لا يحاسب ويساعد على التعذيب ويقر به. من هنا فإنه من غير المتصور أن يتراجع ضباط الشرطة عن ممارساتهم ولن يحدث ذلك إلا من خلال المراقبة المتواصلة لهم، بحيث يقبلوا في النهاية أنهم مثلهم مثل أي جهاز آخر في الدولة يقومون بأدوارهم مقابل أجرهم المتعارف عليه مسبقا من قبل الدولة. فلا يزيد ضابط الشرطة في أي شيئ عن الطبيب أو أستاذ الجامعة أو الموظف العادي، بل ولا يزيد أي شيئ عن الباعة الجائلين، فالجميع مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات، وبدون هذا التصور فإن ممارسات البطش والقمع والفساد سوف تظل هي السمة العامة لضباط الشرطة.
إن صورة ضابط الشرطة المصري في الوجدان الشعبي هى صورة الضرب والعقاب والتخويف والإرهاب، وهى صورة تنتشر بشكل كبير في المناطق الشعبية التي يمارس فيها ضباط الشرطة أسوأ أشكال السادية المرضية على عباد الله الغلابة مستخدمين في ذلك صلاحيات نظام مبارك الفاسد وتصريحات وزراء الداخلية المدعمة للقهر والبطش وتواطؤ أجهزة القضاء معهم.
وما لا يفهمه البعض الآن أن ما كان يمارسه ضباط الشرطة قبل الثورة في العلن لن يستطيعوا ممارسته مرة أخرى. أغلب الظن أن الشعب لن يترك حقه وحق شهدائه يضيع هباء، كما أنه لن يتسامح مرة أخرى مع أية ممارسات قمعية من قبل هذا الجهاز القمعي. ومن الضروري في هذا السياق ألا يغيب دور المنظمات المصرية المعنية بحقوق الإنسان عن مراقبة ضباط الشرطة، وأن يتم الفضح المستمر لأية ممارسات قمعية لهم مباشرة وبدون تلكأ أو تضييع للوقت. فالملاحقة المستمرة لضباط الشرطة هي التي يمكن أن تجعلهم يدركون أنهم سوف يدفعون أثمانا باهظة لأية سادية مرضية ترتبط بممارساتهم ضد الشعب المصري العظيم. ولعل جمعة الثامن من يوليو القادمة تمثل إحدى محطات الملاحقة لأفراد هذا الجهاز من قتلة المصريين، وبوقا عاليا يمثل نذيرا لهم ولمن يمالئونهم ويتواطئون معهم ويحاولون تبرئة ساحتهم الملطخة بدماء الشهداء من المصريين.



#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلفيون ومليونية اطلاق اللحى!!
- فهمي هويدي، حينما تكون الكتابة عن التدليس تدليسا
- قراءة متعارضة لمقالة عبد الرحمن الراشد،عنوان المقالة المتعار ...
- شباب الإخوان المسلمين
- بين التحرش بخادمة وبين اغتصاب شعب، حاكموا حسني مبارك وأسرته
- حاكموا مبارك بأسرع ما يمكن
- الثورة المصرية وانكشاف الممثلين
- نص حوار بين على الدين هلال وطالب دكتوراه بعد الثورة!!
- لماذا التهرب من محاكمة مبارك؟!!
- أحفاد عمر المختار فعلوها
- نوارة الثورة المصرية
- مشتركات الثورات العربية
- الحفاظ على مكاسب الثورة
- أعداء الثورة في مصر
- خرج المصريون
- هلع الظالمين!!
- حرب القراء عبر الإنترنت
- الفرق بين المجاملة والابتذال
- أبوية العلاقات السياسية العربية
- تصاعد العنصرية ضد المسلمين في أوروبا


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - ملاحقة رجال الشرطة المتورطين في قتل المصريين