أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أمير جبار الساعدي - -عسل أسود-














المزيد.....

-عسل أسود-


أمير جبار الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 20:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو أن العنوان يشير الى العسل المستخلص من التمر أي مثلما نطلق عليه في العراق (الدبس) وإن كلامنا سيتناول الثروة الزراعية ونخيل العراق المضيع بعد أن كنا نتصدر العالم بعدد النخيل وأنواع التمور المنتجة ... ولكنه عسل أسود من نوع وطعم أخر تناوله فلم مصري تحت نفس الأسم وهو يخاطب العربي المغترب عبر المواطن المصري الذي مثله الفنان (أحمد حلمي) وهو يضع بين أيدينا بأسلوب كوميدي المعاناة الطبيعية التي يولد ويعيشها بها الشارع العربي والحلم الوردي الذي يتمنى أن يراه المغترب وهو يعود الى حضن وطنه وناسه الذين ولد بينهم..ولكن الواقع المر وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية هي التي تطبع في حواضن عقولنا عندما نجري المقارنة بين ما عاشه في أرض البلاد المانحة الجنسية وبين البلد الذي وهب الحياة على أرضه... فغالبا ما يعاني المواطن العربي واليوم العراقي على وجه الخصوص في أن يجد معاملة حسنة في بلدان الدول الشقيقة أو الصديقة ما لم يكن يحمل جنسية أخرى تمنحه شرف الأنتماء لدولة أجنبية لها الحظ الوفير بين مسامع الاجهزة الرسمية والحكومية الأمنية، ولا سيما نقاط الحدود والمطارات حيث نلاقي الكثير من المعاملة النشاز والسيئة كوننا نحمل نفس عروق الانتماء بالدم واللغة والدين والتاريخ، هذه بلاد العرب أما في الغرب المتحضر والديمقراطية فنحن موصومون بأبشع التهم الجاهزة من تخلف، تشدد، راديكالية، أصولية، عنف، إرهاب، وفوق كل ذلك نتهم حتى بأنتماءنا الى خير البشرية وخاتم الانبياء والاديان وإننا من أرض العرب بل في بعض الاحيان حتى لوننا سببَ مشكلة... فلم يبق لنا مهرب سوى أن نلجاء لهم فالساعين الى نجوم الحضارة وسماء الديمقراطية والحرية التي تتلبسها هم كثر فما أن تصيبك مصيبة في أرضك من تهديد أو قتل وتهجير حتى تهرع مهرولا نحوهم وما أن تصل حتى تبدأ معاناة جديدة... صعوبة التأقلم ومسايرة العادات والتقاليد ومحاولة أثبات الذات..وهذا لا يعني بأن الجميع قد فشل ورجع، بل هناك الكثير من أستطاع أن يرفع أسم بلده عاليا ليسمو به الآخرين ويسجلوا بصماتهم في سفر تاريخ تلك البلدان وهم أكثر من أن نشير اليهم .. ولكن مصيبتنا هي في التمايز وسوء المعاملة التي يتلقاه من يحمل جنسية بلده الأم وبين من يحمل سمة البلد الذي أحتضنه، ولي مشاهدات كثيرة والتي قد تلمس العراقيين الكثير منها في بلداننا العربية وفي الدول التي ترفع لواء الديمقراطية، فبينما يحدو بنا الحلم بأن نجد فرصة وردية تنتشل من يصبه الداء في العراق، نراه يرجع من دون علاج بخفي حنين الى أرضه وهو يحمل مواجع أنقضاء سنين عمره وهو لم يحقق أي شيء.
ولم ينتهي هذا الطوفان في بلاد العم سام وأراضي (أبو ناجي) بنهاية تمكننا أن نتسامح مع أنفسنا لأننا نشعر بأننا بشر كباقي البشر ولنا حقوق وحظوة حسنة مثلما تتعامل تلك البلدان مع مواطنيها في خارج حدودها ستعامل حكوماتنا العربية ولا سيما العراقية موضع الحديث مع العراقيين بما يرسل أشارة بأن سفاراتنا ومممثلياتها أو قنصلياتها وجدت من أجل خدمة المواطن المغترب في المهجر، ولكن غالبا ما نسمع عن سوء التعامل مع المشاكل والمعوقات التي تواجه العراقي في أي بقعة كانت فيها سفارة وممثلية فمنذ أسابيع يحتجز وأحتمال بأن يحاكم فتى عراقي ورياضي مميز في الشقيقة دولة البحرين تحت ذريعة التظاهر.. ولم نسمع حراكا دبلوماسيا ينجد هذا الشاب وهو يواجه سوء المعاملة، ولم نسمع الكثير عن كيف تنجد وزارة الخارجية أبناء العراق في ليبيا أو اليمن سوى مبادرات عن أرسال الطائرات وماذا بعد، وها هم الطلاب العراقيين في الولايات المتحدة يطلبون مساعدة دولتهم في حل مشاكلهم العالقة، وحين تتوجه بالسؤال الى الدوائر الرسمية فأنك تسمع الكثير من النشاطات وحين تسمع المغتربين تجد الكثير من الآهات.. فبينما نسمع من ممثلي الشعب بأنهم سيلاحقون ملفات الفساد الكثيرة في أروقة سفاراتنا لا نسمع عن أي أنجازات مهمة لتلك السفارات وهي مغيبة أعلاميا ومع الاسف.
وعودة على عسلنا الاسود الذي كنا ننتظر أن نجده في عقول وطاقات وقدرات التكنوقراط والسياسيين العائدين الى دفء أرض النخيل "سابقا" وهم يحملون أحلامهم ويضعون خططهم للوقوف على مواجع العراقيين وأيجاد الحلول لها.. ومثلما أنتظر العراقيين أن يذوقوا حلاوة التغيير بعد عام 2003 ويرون العراق يضاهي بلدان الجوار أو حتى أوربا إن سمح لنا أن نحلم بذلك المشوار في خطى التغيير الذي حمل غالبا وشاحا أسود ولم نرى منه الكثير من أحلامنا الوردية لأنه في حقيقة الأمر كان غزوا واحتلالا أساسه مصالح من قام به وليس مصالحنا... كان مثله بعضا من عراقي المهجر الذي حمل جنسيته وأمتياز حمله جواز العم سام الذين كنا ننتظر منهم أن يأسسوا لبناء العراق الجديد بنقل بعضا من أوجه وصور الحضارة والتقدم المدني والمؤسساتي الذي عاشوه وساعدوا في تدعميه في الخارج، ولكن الحقيقة المرة هي أنهم أتوا بمشروع مصالحهم فأكلوا عسل العراق وهربوا منهم مرة أخرى الى من منحهم جنسية الامتياز، وتركوه يعيش في سواد.. لأن الدستور مازال غير نافذ التطبيق نتيجة المحصصات السياسية بين الاطراف الحاكمة لعدم تطبيقهم المادة (18، رابعا) من الدستور العراقي على المسؤولين في السلطة التنفيذية، ونتيجة فسادهم والامثلة أكبر وأوضح من أن نسردها لكم، فأنها تحتاج الى شهرزاد وألف حيلة وحيلة....
باحث وإعلامي:



#أمير_جبار_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدوى جو بايدن
- الحجر في جعبة عام 2020
- أموال العراق...في مهب الريح
- تعويض القاتل ...-حق-!!!
- -الخرافات الخمسة-
- خوفا من فيتنام ثانية
- -الجميع أرجلهم بالفلقة-
- لون فرحنا الدماء
- مكارثية العراق الجديد
- هل بعد...العسر الفرج ؟؟؟
- صوم ساستنا عن تشكيل الحكومة
- لماذا قتلتم جمال وأخوانه
- النوح على السيادة والتفريط بها
- -شر الناس السياسيين إذا تفيقهوا-
- من سيكون صانع الملوك
- منكر ونكير...وتشكيل الحكومة
- سور بغداد العظيم..يعاد من جديد
- حرية التعبير مستباحة بين الإعلاميين أنفسهم
- على أمريكا ... المسؤولية يا بايدن
- بونا بين الخرافي.. الطبطبائي .. صنيدح


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أمير جبار الساعدي - -عسل أسود-