أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اواصر يوسف خالد - من المسؤول عن تعرض اطفالنا للاساءة؟














المزيد.....

من المسؤول عن تعرض اطفالنا للاساءة؟


اواصر يوسف خالد

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 14:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من المسؤول عن تعرض اطفالنا للاساءة؟
يتعرض كثير من الاطفال الى المضايقة والاساءة فى المدرسة او في المؤسسات التربوية الاخرى او الشارع، وقد تصلهم الاساءة احيانا حتى وهم في بيوتهم، من خلال الموبايل اوالكمبيوتر لمن يمتلكونها. يكون المسيؤون في احيان كثيرة من زملاء لهم في الاماكن التي يتواجدون فيها مثل المدرسة او الروضة او الشارع... وتنعكس تلك الاساءات على هؤلاء الاطفال بشكل سلبي وعلى سعادتهم ومستواهم الدراسي وربما على مستقبلهم بشكل عام. وفي البحث عن اسباب تلك الاساءات وتشخيص المسؤول عنها تبرز امامنا عوامل عديدية ترتكز بالدرجة الاساس على وضع الاطفال المسيئين وعوائلهم وبالذات حالتهم الاجتماعية، مما يقود الى ان للوضع الصحي والمادي والاجتماعي للاهل الدورالكبير في تصرف هؤلاء بشكل عدائي يسبب الاذى الكبير للاخرين وبالتاكيد يصيب الاذى ايضا الطفل المسيء نفسه ويجعله في حالة عدم الاحساس بالثقة والتوازن والامان.
هناك نقاش بين النفسانين والمعلّمين والمربّين والسياسين حول زيادة العنف فى المدارس فى سنة 2006 فى السويد ـ بالرغم انها تعتبر من البلدان التي تنعم بالرفاهية وبعيدة عن بؤر التّوتر والفقر والحروب ـ ويعتقد بعضهم ان هناك شريحة من الاطفال المسيئين تستحق شفقة تعفيهم من تحمل مسؤولية تصرفاتهم، مثل الطفل الذى يعيش مع اب مدمن على الكحول او المخدرات، او الاطفال الذين يتربّون في اجواء عائلية يشوبها التوتر وعدم الاستقرار. وما يصح او لايصح في السويد ينطبق ايضا على الدول والمجتمعات الاخرى في هذا المجال.
عند النقاش عن موضوع العنف فى المدارس فانّنا نخص بذلك اطفال هم اقل من عمر الثامنة عشر، وبذلك فهم قصّر من ناحية العرف والقانون في تحمل تشديد الحساب والعقاب. ولكن الدكتوره السويدية "أٌنه هبرلين" تطرح سؤالا مهم فى كتابها في علم الاخلاق"انه ليس ذنبى" : -- من يتحمّل مسؤولية تصرف حماده الذى يبلغ السابعة من العمر والذي ينعت ساره زميلته فى المدرسة ذات الستة اعوام بانها سمينة وشكلها قبيح ويجر شعرها ويؤذيها؟ هل نتأسف لحماده لانه يعيش فى ظروف غير طبيعية وغير ومستقرة ؟، ونحن نعلم انه طفل مسئ، ونبرر ذلك على انه ليس ذنبه فى جعل ساره تحزن، وان الذنب فى ظروفه.
نحن الكبار نتفهم ونطلب من ساره السمينة ان تفهم بان حماده لا ذنب له فى حزنها ومعاناتها كل يوم من اوجاع فى البطن والخوف من الذهاب الى المدرسة بحجة انه صغير وغير مسؤول عن ذلك. اذا ما فهمنا الموضوع بهذا الشكل فاننا نؤذي حماده وساره فى نفس الوقت. نحن لانخدم حماده عندما نعطيه السماحية في عدم تحمل مسؤولية تصرفاته. ونعطيه العذر بسبب ظروفه مقارنة مع الاخرين الذين يعيشون في حالات اكثر طبيعية من حالته. وبهذه الطريقة يتعلم الاستمرار فى ايذاء الاخرين وبعدم تحمل مسؤولية نتائج تصرفاته، وبالتالى يصبح ضحيّة ايضا--ـ
من وجهة نظري فان تبرير اعتداء اي طفل على الاخرين فيه خطورة مزدوجه فى الاساءة الذاتية الى الاثنين معا، وهذه مشكلة كبيرة. ولابد من مساعدة المسيء في تحمل مسؤولية تصرفاته والاخذ بيده ليجد السلام والامان الداخلي لديه، وتقوية قيمته الذاتية وايجاد بدائل مريحة لتصرفاته تجعله يحس بفائدتها من خلال كسب حب واحترام الاخرين، لان المسؤولية هى الاساس فى عيشنا جماعات فى سلام. اذا نحن لا نتجرأ ونعمل بانتباه ونعاتب ذاتنا عندما نخطا او نسئ للاخرين، يصبح من الصعب جدا ان نغير انفسنا للافضل ونعيش بسلام وامان مع الاخرين.
ان الحديث عن المسؤلية في حقيقة الامر هو حديث عن الاحترام الداخلى، الذي يحمل معه الاحساس بالقيمة الذاتية واليقين حول اى حلم او خطة او امال تستحق الكفاح من اجلها. والاحترام الداخلى يحمل معه ايضا الايمان الشخصي بقدراتك التى تحقّق بقدر المستطاع اهدافك. الاحترام الداخلى كما تقول اٌنه هبرلين. وعندما ترجع الى حماده، كيف يستطيع ان يشعر بالاحترام الداخلى لنفسه اذا كان الكبار من حوله يشفقون عليه ويبررون له عدم تحمل مسؤولية تصرفاته؟ ياترى كيف تتخيل ان يكون احترامه للاخرين عندما يكبر، وساره، كيف تكبر مع احترامها لنفسها وادراكها لقيمة نفسها، اذا استمر خوفها وقلقها بالكبر معها؟ هل تستطيع ساره ان تثق بنفسها وبان لديها قيمة انسانية عالية مثل الاخرين؟؟
الكل يتحمل نشر هذه المبادى، بان الكل له نفس القيمة والحقوق. وقيمة الانسان، اى انسان وفى اي مكان وزمان غير قابلة للمساومة او التفرقه ولاي سبب. على المدرسة ان تعامل كل الطلبة بنفس القيمة ونفس الحقوق، وعليه فان ساره لها قيمة وحق مثل حمادة ولها حق التشجيع والانتباه بالتساوى معه. ولحمادة ايضا نفس القيمة مثل الاخرين، وعليه تعلم تحمله المسؤولية وتبعات تصرفاته.
كثير من امثال ساره وكثير من امثال حمادة، وقليل من المعلمين والمعلمات يجرأون على القول بجدية ما يؤمنون به، في ان للجميع نفس القيمة والحقوق والمهارة فى مراعاة الاخرين .
تلعب المدرسة دور كبير فى تربية اطفالنا، فهي التي تنشر القيم وتعززها بشكل واضح وعملى وتثقيفى من خلال الدروس الاجتماعية والتاريخية، وهى افضل واغنى طريقة لنشر الاحترام لكل الناس بالتساوى، واالتعامل معهم باحترام قيمتهم وارائهم وادراكاتهم. يجب ان تناقش المواضيع العنصرية والاختلاف الجنسى بانفتاح، وعلى المرء ان يتحاجج مع هذه الاراء، لان الصراع فى الافكار حول تساوى البشر وحول الاساءة بين الطلبة يشكل جزء من هويتهم ومعايشاتهم. وعلى المدرسة الانتباه الى عدم التفريط في حقوق اي من الطلاب تحت ذرائع الانتماء الديني او العرقي او السياسي اوغيرها.. ومن المهم جدا ان تضع فى جدول اعمالها تربية وتعليم الطلاب على عدم الاساءة الى الاخرين، وزرع مفهوم والحرية الشخصية والمساواة، وتقبل الاراء المختلفة؟ وممارسة النقاش فى كيفية الابتعاد عن اساءة الاخرين، وذلك فى تثبيت هويتهم وقيمتهم الانسانية، لان هذا ما يحتاجوه



#اواصر_يوسف_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تكتشف عبقريتك؟؟ الجزء الثانى - عيادة التمدن 9
- الجزء الاول كيف تكتشف عبقريتك؟؟ - عيادة التمدن 8
- الى النساء فقط. كيف تحافظين على لياقتك الجسدية والجنسية - عي ...
- الجنس فى حياة اطفالنا - عيادة التمدن 6
- هل سمعت يوما بلغة الزرافة؟؟ - عيادة التمدن 5
- هل هى قوة ارادة ام التخطيط لتقوية الارادة - عيادة التمدن 4
- دور قواك الداخلية فى تحقيق سعادتك - عيادة التمدن 3
- كيف تواجه مخاوفك وتحولها الى تحديات ايجابية؟؟؟ - عيادة التمد ...
- ماذا لو ازعجك صديق؟؟ - عيادة التمدن 1
- التحرشات والاعتدات الجنسية على الاطفال، وتاثيرها على حياتهم ...
- التحفيز، ودوره في تطوير الذات
- فكر بطبيعة علاقاتك مع اهلك واصدقائك ومحيطك.
- التاكيدات الايجابية كبديل عن المديح، ودورها في تعزيز القيمة ...
- الجزء الثالث: القيمة الذاتية والثقة بالنفس / تطبيقات عملية
- كيف ننسجم مع ذاتنا لنستمتع بالسعادة الداخلية
- القيمة الذاتية والثقة بالنفس - الجزء الاول


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اواصر يوسف خالد - من المسؤول عن تعرض اطفالنا للاساءة؟