أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رزاق عبود - اليونان عورة الرأسمالية المكشوفة!














المزيد.....

اليونان عورة الرأسمالية المكشوفة!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3417 - 2011 / 7 / 5 - 19:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


المقرضين، ومستخدمي قطاع الدولة، والمتقاعدين في اليونان يمكنهم تنفس الصعداء. قابلية اليونان على الدفع قد تأمنت، في الاقل مؤقتا. برلمان اليونان صوت يوم الخميس 30/6/2011 ب154 صوت من 300 لصالح قانون جديد، يسمح بتطبيق حزمة تقشف قدرها 28 مليار دولار. بعد ضغوط كبيرة من قبل اليمين الاوربي على اليمين اليوناني للتصويت لصالح الاجراءات التقشفية من اجل الحل المؤقت للازمة المالية. هذه يعني انه تتوفر الان اموال في خزينة الدولة لدفع رواتب موظفي الدولة، ورواتب التقاعد حتى نهاية الصيف الحالي. وان كل الدائنين المحليين، الذين بحوزتهم سندات الدولة مستحقة الصرف خلال الصيف سيتمكنون من استلام مبالغها.
لكن القانون مختلف عليه، ولا يحظى بالاجماع، ورفض حتى من قبل بعض نواب الحزب الحاكم. عدد المتظاهرين في ساحة سينتاجما، الذين يطالبون باستقالة الحكومة، والوقف الفوري لدولاب الاقتراض اليوناني، تزايد بسرعة عند الساعة السابعة مساءا في مواجهة البوليس، الذي يحمي الحواجز المقامة حول البرلمان. العاصمة اثينا حاولت ان تعود الخميس الى حياتها الطبيعية بعد يومين من الاضراب العام، واسوء الاضطرابات، والصدامات منذ سنين عديدة.
الغاز المسيل للدموع لا زال مسيطرا على الاجواء، عندما حاول عمال الصيانة تنظيف مخلفات المواجهات. كل المتحدثين الى وكالات الانباء العالمية القوا باللوم على البوليس، وليس على المتظاهرين، الذي يرمون الحجارة.
حسب الميتالوجيا اليونانية فان اله البحار"ذيتيس" حاول ان يجعل ابنه الاول اخيل خالدا عبر تعميده في الماء المقدس في نهر ستيكس. ولان امه امسكته من كعبه صار كعب اخيل هو الجزء الوحيد الممكن اصابته. خلال حرب ترويا اصيب البطل النصف اله بسهم في كعبه. فكان هذا سبب موته. ومن هنا جاء تعبير كعب اخيل.
اليونان صارت كعب اخيل الاوربي. هذه الدولة الصغيرة، قد تصبح اكبر اخفاق للاتحاد الاوربي. قادة الاتحاد الاوربي اصيبوا بالذعر، وهم يشاهدون الانتفاضة العنيفة في مهد الحضارة الاوربية، ومولد الديمقراطية.
استقصاء اليونان مثل فتح علبة باندوراس. هنا توجد كل شرور الكون. الديون الفلكية، الفساد، المحسوبية، التهرب الضريبي، بيروقراطية فظة، قطاع خاص يمص دم عماله، وقطاع دولة مترهل، كما لو كان فيلا خارق السمنة، وكسول. الان الكعب مكشوف، واليونان يرافقها في ثقل المديونية ايرلندا، وايطاليا، واسبانيا، والبرتغال. البنوك العالمية، والنخب الحاكمة يقومون الان بكل جهدهم لتوفير التنفس الاصطناعي لليونان. لكن لا احد يعرف كيف سيتمكن اليونانيون من تسديد كل هذه الديون، والفوائد الضخمة المترتبة للمقرضين. ليس السواح ذوي الدخل المحدود. وليست الام تيريزا، من يضع شروط القروض. الاستقطاب في بنية الاتحاد الاوربي يتزايد. المستشارة الالمانية ميركل تتشكى من الجنوبيين "الكسالى". مع ان احصاءات الاتحاد الاوربي توضح، ان اليونانيين يعملون ساعات مضاعفة لما يعمله الالمان. رغم سن التقاعد المبكر. رغم الاضرابات، وعيدين وطنيين احدهما يتعلق بالاحتلال الالماني. بعد سحق النازيين لليونان استلمت المانيا قروضا لاعادة البناء. والغيت ديون اليونان على المانيا. الان يطالب اليونانيون ان يحصل نفس الشئ بالنسبة لديون المانيا على اليونان. لكن لو الغيت ديون اليونان، فان كل الدول الاخرى ستطالب بالغاء ديونها، وهذاغير ممكن. قد يتسائل الكثير في الشمال الاوربي لماذا يجب عليهم العمل الشاق، والطويل لدعم اولئك الجنوبيين الممرغين في الوحل. بلد في سبعينات القرن الماضي كانت ديكتاتورية. وبعد سقوط الطغمة العسكرية، وحتى اليوم تداولت السلطة السياسية فيه ثلاث عوائل. شعب يثمن الحياة اكثر من العمل. بلد كان فيه اقل معدل للانتحار في العالم 6،5 لكل 000 100 نسمة عام 2010 .ارتفعت معدلات الانتحار بشكل مفاجئ بنسبة40% كنتيجة مباشرة للازمة. الاهل المحملين بعبأ الديون يخسرون اعمالهم، ولا يستطيعون، ان يقدموا لابنائهم حتى المعيشة اليومية. تقول الكاتبة السويدية ذات الاصل اليوناني الكساندرا باسكاليدو: "كعب اخيل الاوربي مصاب. السؤال المطروح هو كم من الوقت يتمكن الاتحاد الاوربي من الحفاظ على الضحية على قيد الحياة"؟!

ونحن نطرح السؤال الاعم، الذي يهمنا: كم من الازمات، والفضائح، والمجاعات الجديدة بحاجة لاقناع الجماهير، والسياسيين، ان سياسة الليبرالية الجديدة الراسمالية نتائجها مدمرة، وقد تزيل شعوب، ودول من خارطة النشاط البشري! فهل يتعظ من يحكم بلدنا اليوم بان ما استوردوه من وصفة اقتصادية بمشورة صندوق النقد الدولي، هي وصفة فاسدة مثل الادوية، والاجهزة، التي استوردوها من السوق السوداء العالمية؟!

رزاق عبود
2/7/2011



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عراق صدام الى عراق المالكي!
- اخطاء اياد علاوي القاتلة!
- ضخامة الرئيس طالباني حامي حمى القاعدة في العراق!
- الوضع في اليونان اسئلة واجوبة بسيطة لازمة معقدة!
- من الدكتور بشار الاسد الى الجلاد بشار الشبيحه
- صدام المالكي على خطى صدام التكريتي!
- لماذا تقصف ليبيا النفطية، وتهادن سوريا البعثفاشية؟!
- عبدالجبار عبدالله ابن الشيخ الديني الذي صار شيخا للعلماء
- سوريا الاسود تتحدى بشار الفأر
- مستشارة الرئيس السوري تستنكف من ذكر الاكراد
- حماية المدنيين الليبيين، ام الحفاظ على عرش السعوديين؟!
- صدام اليمن، هل يواجه مصير صدام العراق؟!
- مجلس التآمر الخليجي يحتل البحرين!
- الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي هجوما على الديمقراطية في ال ...
- لماذا منع التجوال يانوري الدجال؟!
- الشعب يريد اسقاط نظام الفساد!
- القذافي السفاح -ملك مرتزقة افريقيا- يذبح شعبه على طريقة الفا ...
- زين الطائفيين صالح حسني معمر المالكي يكشر عن انيابه الديكتات ...
- جماهيرية القذافي تطلق النار على جماهيرها
- متى يزيح احفاد عمر المختار، طاغية ليبيا، معمر العار؟!


المزيد.....




- منها لقطات لنساء غرينلاند تعرضن للتعقيم.. إليكم الصور الفائز ...
- أصيب بالجنون بعد شعوره بالخوف.. شاهد قط منزل يقفز بحركة مفاج ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا خسرت طائرة حربية و213 مسيرة و1145 ج ...
- بوليتيكو: واشنطن توسلت إسرائيل ألا ترد على الضربات الإيرانية ...
- بيونغ يانغ تختبر سلاحاً جديداً وخبراء يرجحون تصديره لموسكو
- بالفيديو.. إطلاق نار شرق ميانمار وفرار المئات إلى تايلاند هر ...
- مصر.. محاكمة المسؤول والعشيقة في قضية رشوة كبرى
- حفل موسيقي تركي في جمهورية لوغانسك
- قميص أشهر أندية مصر يثير تفاعلا كبيرا خلال الهجوم على حشود إ ...
- صحف عالمية: الرد الإسرائيلي على إيران مصمم بعناية وواشنطن مع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رزاق عبود - اليونان عورة الرأسمالية المكشوفة!