أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميشيل نجيب - مصادرة الأحلام الإنسانية














المزيد.....

مصادرة الأحلام الإنسانية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1018 - 2004 / 11 / 15 - 08:23
المحور: حقوق الانسان
    


يبدو أن عقولنا لم تتخطى أزماتها المتوالية عبر تاريخنا الماضى والحاضر ، ويبدو أننا لم نشفى من النكسات المستمرة التى نواجهها ويعانى منها الفكر الإنسانى فى منطقتنا " العربية " الخاضع للخرافات العجائزية للتراث السحيق.
لا أعرف كيف يمكن أن يصل تفكير إنسان إلى مصادرة حق إنسان آخر فى أن يحلم بما يشاء ؟ كيف تصل مشاعرنا وأفكارنا إلى درجة المطالبة بالرجم لإنسان يحلم أو يطالب بتحقيق حلمه ؟ أية عنصرية إنسانية أفظع من ذلك؟ ومن أنت يا إنسان لتطالب برجم وقتل أخيك الإنسان عقاباً له على أحلامه؟ هل وضعك الإله قاضياً وريث هتلر النازى لتنفذ أحكامه الفاشية على الناس ؟ كيف يتجرأ عقل بشرى على سجن أحلام البشر ؟ متى نفهم حدودنا وأننا بشر ولسنا قضاة ظالمين !
إن القضية أكبر من حق تقرير المصير لشعب أو أقلية أو أكثرية ، القضية تكمن فى التحول الكبير لشعوبنا العربية إلى دكتاتوريين صغار يمارسون نازيتهم المكبوتة ضد بعضهم البعض ، لأنهم عاجزون أمام الأنظمة والحكام لذلك يلجأون إلى التعويض عن فشلهم فى الحصول على حريتهم وديمقراطيتهم فى الهجوم وتجريد الآخر من حريته .
كان المقال سبب الرجم بعنوان "هل آن الأوان لأفتح لكم قلبي أيها العراقيون ؟ لكم وطنكم ولنا وطننا.." للكاتبة والشاعرة فينوس فايق التى طالب بعدها أحدهم برجمها لأنها تحلم بحق تقرير مصير شعبها ، تحلم بوطن لها تعيش فيه هويتها الحقيقية بحرية ، ولم أجد فى مقالتها الرقيقة إلا كل ما يمكن أن نهنئها على شجاعتها فى التعبير عن حقوقها المشروعة فى كتابة أفكارها وأحلامها.
الذين يطالبون برجم الأخت فينوس فايق لأنها عبرت بصدق عن حلم حياتها ، لماذا لا يطالبون برجم صدام حسين وزمرته المشهورة ؟ هل فقدنا قدرة التمييز بين الحق والباطل ؟ لماذا تتحول عقولنا إلى معامل لتفريخ فئران تهرب أمام الإرهابيين من فئة صدام حسين وبعثييه ، فى الوقت الذى تتحولون فيه إلى طغاة أمام أحلام أمرأة تعرف مسبقاً أن حلمها لا مكان له فى عالم السياسة العصرى ؟
أنتظرت قبل كتابة هذه الكلمات أن يخرج علينا كاتب مقال الرجم بمقال آخر يوضح لنا دفاعاً أو هجوماً ، لكنه لم يفعل وأكتفى بكلماته الراجمة للغيب وللأحلام الإنسانية ، وهذا الإسلوب التعسفى فى إصدار التهم والإدانة والأحكام المميتة ، يجعلنا نحلم بأوطان حقيقية يتربى فيها ابناءها على الحوار وقيمته فى أحترام الآخر وما يصدر عنه من أفكار وإبداع بشرى جدير بالقراءة والنقد المنزه عن المشاعر العنصرية الغير حيادية.
إن الكاتبة والشاعرة فينوس فايق لم تحلم بقطع رأس عراقى أو أجنبى حتى تسارعون فى إصدار أحكامكم الجاهلية ، إن أصوات الرجم لم تعرف معنى المحبة فى حياتها ، إنها أصوات نشأت على إنشاد اللعنات إلى إله لا يقبل من تابعيه إلا قرابين اللعنة والخراب والدم المسفوك .
إنها لن ترجمكم بالجمرات أو بحجارة من جهنم الحمراء بل قالت فى مقالتها " لن أرجمكم بل أمطركم حباً و نرجساً أقطفه لكم من جبال كوردستان.. "
أحلمى كما تشائين فأحلامك لن تؤذى أحداً ، لكن طلقات الرصاص وكلمات الرجم هى أكبر مفسدة لأرواح البشر وعقولهم ، إنها أكبر عاهة أصابت الإنسان " العربى " فى عصرنا الحاضر والتى ورثتها المجتمعات من عصور الإنحطاط العربى ولم تتخلص منها.
احلموا يا بشر كما تشاءون بتقدم أوطانكم وبإزدهار حياتكم ، احلموا بأنتصار المحبة على الكراهية الدفينة ، احلموا بالحرية لأفكاركم وإجعلوها تسبح فى فضاء رحب فسيح يسع كل البشر وكل الأوطان وكل الأحلام .. وهنيئاً لكم بأحلامكم .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيان الأممى وجنون الإرهاب
- أين سلطة القضاء السورى ؟
- إفطار الوحدة الوطنية
- طريق الألف ميل
- للبيع فى المزاد العلنى
- مناظرات الرئاسة العربية
- ما هو ذنب الكنائس ؟
- ننتظر قرار الأسد
- الإرهاب يا ريس صناعة محلية
- طابا وإعلام التفجيرات
- السعودية والخوذة الحديدية
- الحقيبة الطائرة فى صحافة القاهرة
- مصر التى فى خاطرى
- التعليم العنصرى وعرب الحادى عشر من سبتمبر
- خانة الديانة فى مصر الكنانة
- جيش الإسلام العربى
- صدقت يا شيخ الأزهر ولكن
- إستيقاظ إسلامى لصالح فرنسا فقط
- المرأة .. بعيداً عن الأديان
- كفى المؤمنين شر القتال


المزيد.....




- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميشيل نجيب - مصادرة الأحلام الإنسانية