أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - نقد ل-جدول للمقارنة بين ماوتسى تونغ و ستالين حول السياسة المتبعة على مستوى داخلى و خارجي















المزيد.....



نقد ل-جدول للمقارنة بين ماوتسى تونغ و ستالين حول السياسة المتبعة على مستوى داخلى و خارجي


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 16:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



نقد ل"جدول للمقارنة بين ماوتسى تونغ و ستالين
حول السياسة المتبعة على مستوى داخلى و خارجي "
مقتطف من "مسألة ستالين من منظور الماركسية-اللينينية-الماوية" ( العدد3 من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية" )

إعتماد المنهج المقارن لدراسة و تحليل مواقف مفكرين يمكن أن يكون مفيدا الى أبعد حد فى تحديد الإختلافات و نقاط التقاطع و من هناك الخروج بإستنتاجات هامة ، و ذلك فى حالة إقامة مقارنة علمية أي مقارنة نزيهة وصادقة لمواقف قابلة للمقارنة بالنظر الى المحور و الموضوع و الظروف التى أفرزت تلك الأفكار و المواقف. بيد أنه عندما يتم اللجوء الى عكس هذا فتقارن مواقف لا تخص الطبقة عينها أو المحور أو الموضوع ذاته أو الوضع نفسه ...تكون النتيجة غير علمية و بالتأكيد مهزلة ما بعدها مهزلة. و المقارنة بين ستالين و ماو تسى تونغ التى عقدها جماعة "هل يمكنإعتبار ماوتسى تونغ ماركسيّا لينينيّا؟"( الوطد) من الصنف الثاني ، هي مهزلة فظيعة كما سنبين فى ما سيأتى من تحليل عماده الحقائق المادية الملموسة.

1/" دكتاتورية البروليتاريا و التعامل مع البرجوازية فى مرحلة الإشتراكية" :

ولأن المسألة فى غاية الأهمية و لأن ما كتبه الجماعة من أوله إلى آخره مدعاة للتعليق و لإستقصاء الحقيقة بجميع جوانبها ، سنسمح لأنفسنا بإيراد إستشهادات مطولة ضرورية تمام الضرورة.
بداية ، نقرأ ما ورد على لسان "الجماعة" ثم نعود بكم إلى نصوص ماوتسى تونغ و مواقفه فنعقد المقارنة على أساس صلب يمكننا من التوصل إلى إستنتاجات علمية .
كتب فى الصفحتين 54و 55 من "هل يمكن..." --:" فى مرحلة الثورة الإشتراكية تستغل (يعنى البرجوازية ) الطبقة العاملة و تحصل على فوائض و لكنها فى نفس الوقت تساند الدستور و تبدو مستعدة لقبول التحول الإشتراكي ... إن التناقضات التى تجعلها تتعارض مع الطبقة العاملة هي تناقضات بين مستغِلين و مستغلين وهي بالـتأكيد ذات طبيعة عدائية . حينئذ و فى الظروف الملموسة لبلدنا فإن هذه التناقضات العدائية تستطيع أن تتحول الى تناقضات غير عدائية و أن تحل بصورة سلمية إذا عولجت بذكاء "(1)
إن ماو قد حرف الماركسية - اللينينية و دعا إلى الإئتلاف الطبقي و إلى التخلى عن دكتاتولرية البروليتاريا. و هذا فى جوهره دعوة إلى الإندماج السلمي للبرجوازية فى الإشتراكية و إلى "الإنتقال السلمي ". إن نظرية ماو هذه التى تدعو إلى تحويل التناقض العدائي بين البروليتاريا و البرجوازية إلى تناقض غير عدائي بفضل "المعالجة الذكية للمسألة لا تعدو أن تكون نظرية تحريفية ، نادى بها بوخارين فى روسيا فى الثلاثينات و طبقها خروتشوف و بريجناف و غيرهم من التحريفين فى بلدان أروبا الشرقية و فى غيرها. "

الكلام المنسوب لماوتسى تونغ أتى ضمن المجلد الخامس من" مؤلفات ماوتسى تونغ المختارة " ، فى خطاب "حول الحل الصحيح للتناقضات فى صلب الشعب " (فيفري 1957) وتحديدا ضمن نقطة " نوعان من التناقضات ذات الطبيعة المختلفة " و هذان النوعان من التناقضات صنفهما ماو كالتالي :"التناقضات بيننا وبين أعدائنا تناقضات ذات طابع عدائي . أما فى صفوف الشعب، فإن التناقفضات بين الكادحين إنما هي تناقضات طبيعتها غير عدائية فى حين أن التناقضات بين الطبقات المستغلة و الطبقات المستغِلة تتضمن إلى جانب طبيعتها العدائية طبيعة أخرى غير عدائية " (ص418) .

و هاكم الآن الفقرات التى إقتطف منها الكلام المنسوب إلى ماو تسىتونغ (ص419) :

" فى بلادنا التناقضات بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية تناقضات تظهر فى صلب الشعب. صراع هاتين الطبقتين يحدد عموما ضمن مجال صراع الطبقات فى صلب الشعب لأن ، فى الصين، للبرجوازية الوطنية طابعا مزدوجا. فى مرحلة الثورة الديمقراطية البرجوازية ، كانت ذات طابع ثوري و لكن فى الوقت عينه ظهر لديها توجه نحو الإتفاق [مع الإمبريالية] . فى مرحلة الثورة الإشتراكية ، تستغل الطبقة العاملة و تكسب منها مرابيح و لكن فى ذات الوقت تساند الدستور و تبدو مستعدة للقبول بالتحول الإشتراكي . إنها تختلف عن الإمبرياليين و الملاك العقاريين و البرجوازية البيروقراطية. التناقضات التى تجعلها تتعارض مع الطبقة العاملة هي تناقضات بين مستغِلين و مستغلين وهي بالتأكيد ذات طبيعة عدائية .مع ذلك ، فى الظروف الملموسة لبلادنا ، هذه التناقضات العدائية يمكن أن تتحول إلى تناقضات غير عدائية و تحل بصفة سلمية إذا عولجت بصفة حكيمة. لو أن التناقضات بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية لم تحل بشكل صحيح يعنى إذا لم نمارس تجاهها سياسة وحدة و نقد وتربية أو لم تقبل البرجوازية الوطنية مثل هذه السياسة ، فإنها يمكن أن تمسي تناقضات بيننا و بين أعدائنا."
لا تعرب ب"حينئذ" cependantو نلاحظ أخطاءا جمة فى تعريب الجماعة . ف
فهذه الأخيرة ،"حينئذ" تفيد إستنتاجا ما بينما تفيد الكلمة الفرنسية الإستدراك فيكون تعريبها ب"لكن" أو "judicieuse ب"مع ذلك" . وهذا منهم خطأ أول . أما الخطأ الثاني فهو ذو دلالة كبيرة و يتعلق بتعريب"
ب"بذكاء " و الحال أن المعنيين غريبان عن بعضهما فالمفردة الفرنسية هذه تعنى فكرة الحكمة و حصافة الرأي. و دلالة هذا التحريف هي المرور بالمعنى من الحكمة التى تفيد ضمن ما تفيد الحنكة و حسن التدبير الناجمين عن فهم صحيح من خلال التجربة، لقوانين موضوعية و إيجاد الحلول المناسبة لمعالجة الإشكال فيكون الأمر أمر معرفة عملية وعلمية بعيدا عن إرتباط الحل بقدرات ذهنية يوحوا بأنها شخصية و كأن المسألة مسألة ذاتية و مغامرة تنكر القوانين الموضوعية بينما هي بالعكس إمكان موضوعي ("فى الظروف الملموسة لبلدنا "، "تستطيع" ) ممكن التحول إلى واقع بمعالجة صحيحة مع إستعداد البرجوازية للتقبل بالتربية البروليتارية و يمكن ألا يتحول بمعالجة خاطئة مع عدم قبول البرجوازية بسياسات البروليتارية السليمة و الخاطئة.

و المطلع على عنوان "دكتاتورية البروليتاريا و التعامل مع البرجوازية فى مرحلة الإشتراكية " يعتقد للوهلة الأولى أن مفردة "البرجوازية " يقصد بها طبعا ، فى مرحلة الإمبريالية ،البرجوازية الإمبريالية و إلى هذا الفهم يدفع أيضا إستعمال الجماعة(يعنى البرجوازية) و لكن نص ماو الحقيقي و الأصلي لا يتحدث عن البرجوازية بصفة عامة أي عن البرجوازية الإمبريالية و لا يتحدث كذلك عن البرجوازية الكمبرادورية أو البيروقراطية و لا عن البرجوازية الصغيرة ...بل يتحدث على وجه الضبط عن البرجوازية الوطنية حيث يقول :"للبرجوازية الوطنية ، طابعا مزدوجا " و يؤكد فى معرض كلامه "إنها تختلف عن الإمبراليين و الملاك العقاريين و البرجوازية البيروقراطية " . وهذا من الجماعة مغالطة تبطل المقارنة المعقودة و نتائجها البلهاء فحيث يقصد ماو تسى تونغ البرجوازية الوطنية فى فقرته ، يتكلم ستالين عن البرجوازية الإمبريالية. روسيا كانت راسمالية إمبريالية و الصين كانت شبه مستعمرة شبه إقطاعية فيهما نوعان مختلفان من البرجوازية : فى روسيا برجوازية إمبريالية رجعية على طول الخط وفى الصين برجوازية وطنية (إلى جانب أخرى كمبرادورية أو بيروقراطية ) ساهمت فى فترات فى الثورة الديمقراطية الجديدة فى الصين مناهضة الإمبريالية و الإقطاع و الرأسمالية الكمبرادورية /البيروقراطية . عدم التفريق بين النوعين من البرجوازية و التعميم الأخرق يصنف دغمائية .
و نلمس حذف جملة عمدا و تعويضها بثلاث نقاط مسترسلة و الجملة المحذوفة بالذات تبين أن البرجوازية المقصودة لدى ماو تسى تونغ هي البرجوازية الوطنية المختلفة نوعيا عن البرجوازية الإمبريالية و عن الملاك العقاريين و عن البرجوازية الكمبرادورية/البيروقراطية . وهذه منهم ممارسة من ممارسات الإنتقائية فى الإستشهادات ،غير نزيهة و غير علمية و فى النهاية إنتهازية بإمتياز!

و كذلك حذفوا الحديث عن الطابع المزدوج للبرجوازية الوطنية خلال الثورة الديمقراطية الجديدة. كما لم يشيروا إلى ما يقصده ماو بالمعالجة الصحيحة ، الحكيمة و بالإمكانيتين الواردتين الكامنتين نتيجة نوع المعالجة المكرس. الحل الصحيح للتناقضات بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية فى ظل الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية و فى ظل الإشتراكية بقيادة البروليتاريا فى كلتا الحالتين هو "سياسة وحدة و نقد و تربية".
وهذا جانب واحد من المسألة (إذا خضعت البرجوازية الوطنية و لم تبد مقاومة) و الجانب الآخر مرتهن ب"إذا لم تقبل البرجوازية الوطنية مثل هذه السياسة "وهي إمكانية ثانية ، حينها و بكل جلاء يؤكد ماوتسى تونغ أن تلك التناقضات" تمسى تناقضات بيننا و بين أعدائنا" .

كل ذلك الحذف الإنتهازي يمثل تآمرا على حقيقة النص و الواقع و تحريفا و إغتصابا .إنه إدخال لأفكار ماو تسى تونغ بالعنف القسري فى قوالب إنتهازية و دغمائية تحريفية جاهزة عودنا عليها الخوجيون المفضوحون منهم و المتسترون.

من هنا نستشف أن ماو لم يحرف علم الثورة البروليتارية العالمية و لم يدع إلى التخلى عن دكتاتورية البروليتاريا و لم يدع إلى الإندماج السلمي للبرجوازية فى الإشتراكية بل قرأ واقعا ملموسا صينيا فى ما يتصل بالبرجوازية الوطنية ، تحديدا فى علاقتها بالطبقة العاملة الماسكة بسلطة الدولة و حلل الإمكانيتين الواردتين والكامنتين و أعد الشيوعيين و الشعب عامة للإمكانيتين إعدادا ثوريا فما أبعد ماو الذى يطبق مقولات لينين الشهيرة :" يجب تحليل القضايا الملموسة بطريقة ملموسة لاأكثر "(خطوة الى الأمام ...") و "لا وجود للحقيقة المجردة ، فالحقيقة دائما ملموسة"("مرة أخرى عن النقابات") عن بوخارين الذى لم يود تضييق الخناق على الكولاك زمن مشركة الفلاحة فى الإتحاد السوفياتي و ما أبعد ماو عن" الإنتقال السلمي "، المفهوم المقدم بين معقفين وكأن ماو من أنصاره وهو لم يكن البتة منهم بل كان نقيضهم و التاريخ يشهد بذلك. فعن أي "إنتقال سلمي " يجرى الكلام و ماو يصرح بأن التناقضات بين البروليتاريا الصينية و البرجوازية الوطنية إذا لم تعالجها السلطة البروليتارية بالطريقة الصحيحة أو إذا لم تقبل البرجوازية الوطنية السياسة البروليتارية " تمسي تناقضات بيننا و بين أعدائنا" ؟

و ماو وضع التحليل أعلاه فى إطار ظروف ملموسة و محددة للصين فى فيفري 1957 ، أي ثماني سنوات فقط بعد نجاح الثورة الديمقراطية الجديدة و تشكيل الديمقراطية الشعبية ،عبر البلاد بأسرها. لم يقترح سياسة المعالجة الصحيحة للتناقضات فى صلب الشعب كسياسة عامة شاملة لجميع البلدان حول "دكتاتورية البروليتاريا و التعامل مع البرجوازية فى مرحلة الإشتراكية " و إنما هو عالج مسألة تخص الصين فى مرحلة و ظروف معينين شدد عليهما ماو :" فى بلادنا ،فى الصين ، فى الظروف الملموسة لبلادنا". الدغمائيون لا يفقهون شيئا من الظروف الخاصة بالصين :
أ- الطابع المزدوج للبرجوازية الوطنية الصينية .
ب- تبدو البرجوازية الوطنية مستعدة للقبول بالتحول الإشتراكي .
ج- سياسيا ،السلطة فى الصين بين أيدي البروليتاريا و حلفائها .

إثر التحرير، غدى التناقض الرئيسي فى الصين هو التناقض بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية :" عقب قلب الملاكين العقاريين و طبقة البرجوازية البيروقراطية غدى التناقض بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية التناقض الرئيسي و بالتالي يجب أن نكفّ عن إعتبار البرجوازية الوطنية طبقة وسطى "(ماو ،المجلد الخامس ،ص 80)
وهذه البرجوازية على حد كلام ماو " تبدو مستعدة للتحول الإشتراكي ."لاحظوا " تبدو" فهي مسألة إستعداد ظاهر فى ظروف معينة (صينية و عالمية أيضا: مناسبة للشيوعية عموما) لم يخدع ماو ليجعله يلغى إمكانية تحول التناقض معها إلى تناقض عدائي. غير أن الحل الصحيح للتناقض مع البرجوازية الوطنية يتطلب طبعا نضالا شاقا "وحدة و نقد و تربية" وليس مسألة أمنيات أو تحول ميكاننيكي آلي . و حتى لا يظل الشأن مطلقا ،لم يغفل ماو تحديد مقاييس على البرجوازية القبول بها و إن لم تفعل صار التناقض عدائيا و التناقضات المختلفة تحل بطرق مختلفة كما شرح ماو .

"كيف يمكننا فى مجرى حياة شعبنا السياسية التمييز بين الخطاء و الصواب فى أقوالنا و أفعالنا ؟ إننا نرى أنه ، بالإستناد إلى مبادئ دستور بلادنا و إرادة الأكثرية الساحقة من شعبنا و بالإستناد إلى المواقف السياسية المشتركة التى أعلنتها جميع الأحزاب و الجماعات السياسية فى بلادنا فى مناسبات مختلفة ، يمكننا أن نضع لذلك ،على وجه عام ، المقاييس الآتية :
1- أن تساعد أقوالنا و أفعالنا على توحيد الشعب من مختلف القوميات فى بلادنا ،لا أن تعمل على تفريقه .
2- أن تساعد على التحويل الإشتراكي و البناء الإشتراكي ،لا أن تضر بهما .
3- أن تساعد على توطيد الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية، لا أن تقوضها أو تضعفها .
4- أن تساعد على توطيد المركزية الديمقراطية، لا أن تهدمها أو تضعفها .
5- أن تساعد على تعزيز قيادة الحزب الشيوعي، لا أن تحاول التخلص منها أو تضعفها.
6- أن تساعد على التضامن الأممي الإشتراكي ، و التضامن الأممي بين جميع الشعوب المحبة للسلام فى العالم ، لا أن تلحق بهما ضررا أو أذى.
وأهم هذه المقاييس الستة هو مقياس الطريق الإشتراكي و مقياس قيادة الحزب " ("حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب"، فيفري 1957).

و المطلع على تاريخ الصراع الطبقي فى الصين يعلم أن ماو تسى تونغ مضى على رأس الحزب الشيوعي الصيني فى التقدم فى التحويل الإشتراكي فى الريف (الكمونات ) وفى المدينة (مشركة وسائل الإنتاج و التضييق على البرجوازية الوطنية نحو نزع أو تعويض تدريجي لملكيتها) وتعزز ذلك فى غضون حركة التربية الإشتراكية إلى 1965 ثم الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى إلى 1976 ضد البرجوازية الوطنية و كذلك بعد تقريبا إضمحلال هذه الأخيرة ضد البرجوازية الجديدة (أتباع الطريق الرأسمالي فى الحزب و الدولة) خاض ماو أعظم المعارك البروليتارية العالمية و لا يستحى أعداء الماركسية-اللينينية-الماوية المحترفين للكذب فيزعمون أن ماو مارس "الإنتقال السلمي " !!!

2) "الثقافة و الإيديولوجيا فى مرحلة الإشتراكية "

نطق الجماعة ب:" إن مفهوم ماو اللاماركسي عن التعايش السلمي مع البرجوازية يظهر كذلك فى المجال الثقافي و ذلك بالسماح للأفكار الرجعية بالظهور و الإنتشار :" فلا خوف من الإيديولوجيا البرجوازية " و " يجب أن يوجد تعبير حر عن الآراء " "لتتفتح مائة زهرة "..."هنالك دائما أشياء خاطئة و نحن علينا ألا نخاف منها . و قد عرضت فى هذه الأزمة الأخيرة مسرحيات ضارة و أشباح. وقد قلق بعض الرفاق من ذلك أيما قلق. و فى رأيى فإن الأمر ليس بالخطير إذ عرضت بعض هذه المسرحيات ...لقد إنتصرنا إنتصارا تاما فيما يخص تحويل ملكية وسائل الإنتاج . و لكن فى ما يخص الجبهتين الإيديولوجية و السياسية... و على الصعيد الإيديولوجي فإن مسألة من ينتصر البروليتاريا أم البرجوازية لم تحل بعد".
"إن على الطبقة العاملة ألا تترك سموم البرجوازية و الإقطاع تنشر. فليس هنالك فن [كلمة غير مفهومة] بل للفن محتوى طبقي، و تشجيع الفن الرجعي هو تشجيع للثورة المضادة. يقول ماو :" هل يجب أن "نشجع "التعبير عن الآراء فى سبيل أن نجمع حولنا ملايين المثقفين و أن نبدل سماتهم الحالية"(1)[ماو تسى تونغ ، المجلد الخامس من المختارات بالفرنسية ص469] ."

الكلام أعلاه جميعه للجماعة وفيه شذرات و تأويلات يفندها النص الأصلي . كلام ماو الحقيقي يمتد على ثلاث صفحات هي 469و 470 و 471 من المجلد الخامس ،ضمن " تدخل فى الندوة الوطنية للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية" ، مارس 1957.

" لقيادة بلادنا ، يمكننا إتباع طريقتين أو أيضا سياستين مختلفتين :"تشجيع " التعبير أو "تضييقه" . "تشييع " التعبير هو إعطاء حرية للصوت العام بشكل يسمح لكل الناس بالتجرء على الكلام و النقد و النقاش ، هو عدم الخوف من الأقوال الخاطئة ، عدم الخوف من السم ، هو تطوير الخلاف و النقد فى صفوف الذين لديهم آراء مختلفة و القبول بالنقد مثلما القبول بالنقد المضاد، هو القضاء على الآراء الخاطئة ليس عبر الإكراه و لكن عبر الإقناع عن طريق المناقشة. و "التضييق " هو عدم السماح بالتعبير عن وجهات نظر خاطئة تحت طائلة التعرض "للضرب بالهراوة". بعيدا عن حل التناقضات ،فإن هذه الطريقة الأخيرة لا تفعل سوى الزيادة فى خطرها. "تشجيع" التعبيرأو "تـضييقه" يجب إختيار سياسة من هاتين السياستين . نحن نتبنى الأولى لأنها تساهم فى تعزيز بلادنا و فى تطوير ثقافتنا.

نقترح على أنفسنا "تشجيع" التعبير عن الآراء من أجل أن نتحد مع ملايين المثقفين وأن نغير سماتهم الحالية. كما سبق و أن قلت ، فالغالبية العظمى من المثقفين يريدون أن يحققوا تقدما ، إنهم يريدون أن تتم إعادة تربيتهم و بإمكانهم ذلك . و السياسة التى ننتهجها هنا تمهض بدور هام للغاية. مسألة المثقفين هي قبل كل شيئ مسألة إيديولوجيا وإستعمال الطرق العنيفة و الإكراهية لحل المشاكل الإيديولوجية ليس مفيدا ،إنه ضار. و إعادة تربية المثقفين لا سيما حين يتعلق الأمر بتغيير رؤيتهم للعالم ،سيرورة طويلة. على رفاقنا أن يفهموا أن إعادة التربية الإيديولوجية مسألة طول نفس يجب مواجهتها بصبر و بدقة فلا يتعين إنتظار إمكانية أن تغير بعض الدروس و بعض الإجتماعات إيديولوجيا تكونت خلال حياة عشرات السنين. و لا يمكن الإقناع إلا عبر القدرة على الإقناع و ليس عبر الإكراه ذلك أن للإكراه نتيجة واحدة هي الإجبار دون إقناع . البحث عن الإجبار من خلال القوة غير معقول . من الممكن أن نستعمل هذه الطريقة مع العدو لكن لا يمكن أبدا إستعمالها إزاء الرفاق والأصدقاء. ما العمل إذا كنا لا نعرف إقناع الغير ؟ يجب التعلم . علينا تعلم تجاوز كل فكرة خاطئة عن طريق الحوار و المناقشة ."(ص 469-470 التسطير من وضعنا) .

هكذا يتطرق ماو تسى تونغ لإشكالية التعامل على المدى الطويل مع المثقفين الذين فى غالبيتهم العظمى يودون تحقيق تقدم و من أجل الصراع الإيديولوجي لتربيتهم و تغيير رؤيتهم للعالم يقترح طريقة "تشجيع " التعبير أما الجماعة و هم يهاجمونه يدافعون بصفة غير مباشرة عن ما سماه ماو "الإكراه " و"الإجبار دون إقناع" وذلك إزاء "الرفاق و الأصدقاء " لأن ماو كان دقيقا فالإكراه يستعمل مع العدو و ليس مع الرفاق و الأصدقاء . إنهم كمثاليين يريدون إفهامنا أن دكتاتورية البروليتاريا إكراه وعنف فقط و ضد الجميع تقريبا .و هذا الفهم اللينينية منه براء . قال لينين :"إن دكتاتورية البروليتاريا هي نضال عنيد دام و غير دام ،عنيف وسلمي ، عسكري و إقتصادي ، تربوي و إداري ،ضد قوى المجتمع القديم و تقاليده"و يريدون منا أن نرمي الرفاق و الأصدقاء وفما بالك بالأعداء الطبقيين فى البحر عكس ما صرح به لينين متحدثا عن المنتجين الصغار- أي نعم المنتجين الصغار يدعونا لينين لأن نكون على وفاق معهم و أن نعيد تثقيفهم بعمل طويل جدا: "القضاء على الطبقات ليس معناه فقط طرد الملاكين العقاريين الكبار- الأمر الذى كان سهلا علينا نسبيا - بل معناه القضاء على منتجي البضائع الصغار ،و هؤلاء لا يمكن طردهم و لا يمكن سحقهم ، فيجب أن نكون على وفاق معهم ،يمكن و"يجب" أن يتغيروا ، وأن يعاد تثقيفهم - و لكن فقط بعمل تنظيمي طويل جدا ،فى غاية التمهل و التبصر" (ذكرهما ستالين فى "اسس اللينينية وحول مسائل اللينينية" ،دار الينابيع ،دمشق1992 ،ص 52 و 51) .

و نسترسل مع ماو .
" لا يجب أن نخشى لا التعبير الحر عن الآراء و لا النقد و لا الحشائش السامة . الماركسية حقيقة علمية ،لا تخاف النقد و لن تسقط تحت ضرباته. ستوجد دائما أشياء خاطئة و لا يتعين أن نخاف منها . فى المدة الأخيرة ، عرضت على ركح المسرح وحوش و أشباح . بعض الرفاق قلقوا شديدا لذلك. فى رأيى ، ليس عرض بعض تلك المسرحيات بخطير الى هذا الحد ،ذلك أنها جميعا ستندثر من على الركح فى غضون بعض عشرات السنين و لن تجدوا بعدها مناسبة لمشاهدتها حتى إن أردتم ذلك. علينا أن نشجع ما هو صحيح و أن نعارض ماهو خاطئ لكن لا يجب أن نخشى أن يدخل الناس فى تماس مع الأشياء الخاطئة . لن نحل أي شأن بإستعمال الأوامر الإدارية فقط لمنع الناس من الدخول فى تماس مع الأشياء المؤذية و البشعة ، مع الأفكار الخاطئة و الذهاب لمشاهدة وحوش و أشباح على الركح . بديهيا ، لا أسعى إلى تشجيع المسرحيات الضارة ، فكرتى هي "ليس عرض بعض تلك المسرحيات بخطير إلى هذا الحد " ليس ثمة داع للإستغراب و لا للتخوف إن وجدت بعض الأشياء الخاطئة لأنها يمكن أن تعلمنا أن نقاتلها بشكل أفضل. الرياح و الأعاصير كذلك لا يجب أن تخيفنا . إنما عبر الرياح و الأعاصير تطور المجتمع الإنساني."

[ ماو يؤكد أنه لايسعى الى تشجيع المسرحيات الضارة بل الى تعلم ان "نقاتلها بشكل أفضل" و الجماعة يقولونه ما لم يقل : كذب فى وضح النهار .]

" إن إيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة ، الإيديولوجيا المعادية للماركسية ، ستظل باقية فى بلادنا لفترة طويلة . لقد تم تأسيس النظام الإشتراكي بصورة أساسية فى بلادنا . و قد كسبنا النصر الأساسي فى تحويل ملكية وسائل الإنتاج ، و لكننا لم نحرز بعد نصرا كاملا فى الجبهتين السياسية و الإيديولوجية. و مسألة من سينتصر فى النضال بين البروليتاريا و البرجوازية فى الميدان الإيديولوجي لم تحل بعد حقا. فلا يزال أمامنا نضال طويل الأمد علينا أن نخوضه ضد إيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة. و نحن سوف نرتكب أخطاء إذا لم ندرك هذا و تخلينا عن الصراع الإيديولوجي. إن كل الأفكار الخاطئة ، وكل الأعشاب السامة و كل الشياطين و الغيلان يجب أن تعرض للنقد و لا يسمح لها بتاتا بأن تنتشر بلا رادع ، إلا أن النقد هنا يجب أن يجري بإقامة الحجج كاملة وأن يقوم على التحليل و أن يكون مقنعا ،و ليس نقدا فظا ، بأسلوب بيروقراطي ، أوميتافيزيقي ، أو نقدا قائما على الجمود العقائدي ." (التسطير مضاف و ما وضع تحته سطرا يفضح الخداع الرخيص للجماعة) .

و الى المقارنة بين تعريب و إدعاءات "الجماعة" من ناحية وحقيقة مواقف ماو و منهجه البروليتاريين .
monstres بداية ، عند التعريب ،أسقط الجماعة بعض الكلمات فكلمة
أسقطت لتعوض ب"ضارة" و من جملة "مسألة من سينتصر فى النضال بين البروليتاريا و البرجوازية فى الميدان الإيديولوجي لم تحل بعد حقا " غيبوا "حقا "تغييبا تاما . و من جملة "و فى رأيى ليس عرض بعض تلك المسرحيات بخطير الى هذا الحد" حذفوا "الى هذا الحد" أي حد قلق الرفاق قلقا شديدا و من جديد المقصود هو إصباغ صبغة مطلقة على حكم ماو و موقفه تقولبه "الجماعة" حسب قوالبها الجاهزة. الى هذا يضيفون لمسة تحريفية فى شكل جملة يوحون أنها كلمات ماو :" فلا خوف من الإيديولوجيا البرجوازية " وهي غير واردة فى النص الماوي .

و لا شك أنكم لاحظتم مثلنا الجملة ذات التركيب المختل لنقص جزء منها وهي : " ولكن فيما يخص الجبهتين الإيديولوجية و السياسية ... وعلى الصعيد الإيديولوجي فإن مسألة ..."(فى حين يتحدث ماو عن الميدان الإيديولوجي يلحق "الجماعة" ،كرما تحريفيا منهم ،الميدان السياسي به فتغدو الصيغة مطلقة . كم يعشقون المطلق ! كم هم مثاليون !) ترى ما الذى تحجبه الثلاث نقاط المسترسلة بعد "السياسية" ؟ إنها تحجب بالضبط ما يكرهون منتهى الكره ، إنها تحجب حقيقة موقف ماوتسى تونغ وواقع الصراع الإيديولوجي بالصين :" لم نحرز بعد نصرا كاملا " مما يعني أن إنتصارا جزئيا تحقق فى الصين على حساب الإيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة إلا أنه يبقى جزئيا و ليس نصرا كاملا". و الهدف الماركسي-اللينني-الماوي هو النصر الإيديولوجي عبر النضال ضد المنظور و الأفكار و المنهج البرجوازيين ("جميعا ستندثر " ) . و الشيئ ذاته تخفيه الثلاث نقاط المسترسلة إثر "المسرحيات : فى جملتهم : "فى رأيى ،فإن الأمر ليس بالخطير إن عرض بعض هذه المسرحيات ..." أسقطت عمدا أكثر من فقرة وهي تمتد من "ستندثر " الى "لم نحرز نصرا كاملا" . فى رأي ماو "المسرحيات الضارة " جميعا ستندثر من على الركح فى غضون بعض عشرات السنين" و لن تجدوا بعدها مناسبة لمشاهدتها حتى إن أردتم ذلك". غاية الماويين و الحزب الشيوعي الصيني الماوي آنذاك هي فى نهاية المطاف القضاء على المسرحيات البرجوازية غير أن الإشكال المادي الواقعي هو كيفية التوصل الى ذلك. بالملموس "علينا أن نشجع ما هو صحيح و أن نعارض ماهو خاطئ " أي بالنضال فى صفوف الرفاق و الأصدقاء ،عبر الإقناع من أجل غلبة الصحيح على الخاطئ ، فى ظل دكتاتورية البروليتاريا .

وضمن ما حذف أيضا ملخص موقف ماوتسى تونغ لأنه يفضح مباشرة و بجلاء إدعاء الجماعة" فكرتى هي : ليس
عرض بعض تلك المسرحيات بخطير الى هذا الحد".(التشديد على بعض من وضعنا و أنتم فهمتم الغرض و لا ريب ). و على ماذا بنى ماو فكرته هذه ؟ تعليلاته تعمل لصالحه و ضد أعداءه وهي:
أ- لأنها يمكن أن تعلمنا أن نقاتلها بشكل أفضل.وهذه هي الإستفادة من الشيئ السيئ لتحويله الى شيئ حسن و الغاية مقاتلة السيئ و هنا المسرحيات البرجوازية و على نحو أفضل. وبصيغة بسيطة ،مثلما إستعمل الطب السم لمحاربة لسعات العقارب و الأفاعي و فى التلاقيح و يستعمل ماو بعض و نؤكد بعض المسرحيات البرجوازية لتلقيح البروليتاريا و الشعب ضدها .
ب- الأفكار البرجوازية المعادية للماركسية "ستظل باقية فى بلادنا لفترة طويلة". و بالفعل هذه حقيقة عالمية. مقاتلة الأفكار و الإيديولوجيا البرجوازية بألوانها المتنوّعة و إلحاق الهزيمة بهما لا يتم فى ليلة و ضحاها بعد إنتصار الثورة و إفتكاك السلطة فى بلد أو إثنين ،إنما يكون نتيجة نضال أجيال و أجيال و عالميا وهوما أكده لينين:" بعمل تنظيمي طويل جدا ،فى غاية التمهل و التبصر". و تجارب الإتحاد السوفياتي و الصين و غيرهما تثبت ذلك.
ج- "تشجيع" التعبير عن الأفكار "يساهم فى تعزيز بلادنا و فى تطوير ثقافتنا " وهذا مفاده توطيد الدولة التى تقودها البروليتاريا و تطوير الثقافة البروليتارية بالذات من خلال صراعها ضد الثقافة البرجوازية و الصراع هو مولد الحركة و النمو و التطور، جدليا.

يقول ماو حاثا على النضال الحازم ضد الإيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة :" و نحن سوف نرتكب أخطاء إذا لم ندرك هذا [و هذا يشير الى " فلا يزال أمامنا نضال طويل الأمد علينا أن نخوضه ضد إيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة] و تخلينا عن الصراع الإيديولوجي. إن كل الأفكار الخاطئة ، و كل الأعشاب السامة ، و كل الشياطين و الغيلان يجب أن تعرض للنقد و لا يسمح لها بتاتا بأن تنتشر بلا رادع ". فمن أين أتى الجماعة ب"السماح للأفكار الرجعية بالظهور و الإنتشار "؟ أكيد ليس مما صرح به ماو . إنه من إختراع خيالهم المريض ليس إلا .

زد الى ذلك ، هدف "تشجيع " التعبير عن الآراء " هو بالذات، وفق ماو،"القضاء على الآراء الخاطئة ليس عبر الإكراه و لكن عبر الإقناع عن طريق المناقشة ". إذن هو يرمى الى الإطاحة بالإيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة و ليس فى ذلك "تشجيع للثورة المضادة". و الإتحاد مع المثقفين لا يساوى الإنبطاح أمام الإيديولوجيا البرجوازية الصغيرة .على العكس من ذلك هو يعنى دون أدنى شك "تبديل سماتهم الحالية" و "أن تعاد تربيتهم " و ملخصه تغيير رؤيتهم للعالم حسب الإيديولوجيا البروليتارية . ذلك هو الطريق الثوري اللينيني حقا.

و لئن نقد ماو فى 1957 ،الطريقة أو السياسة المتبعة لتحويل المثقفين و تربيتهم و المعتمدة على العنف و البيروقراطية و الميتافيزيقا و الدغمائية فلأنها سياسة أثبت التاريخ أنها خرقاء من ناحية فهم التعاطى الطويل الأمد مع المثقفين و المسائل الإيديولوجية و من ناحية أخرى لأنها بينت و بالملموس فشلها فى أكثر من بلد إشتراكي سابقا و أجلى الأمثلة حينذاك ،المجر و بولونيا (الإنتفاضات فيهما سنة1956) و حتى فى الإتحاد السوفياتي. الأوامر الإدارية لم تعالج المشكل و الرأي اللينيني كما مر بنا يدعو لإستعمال الأوامر الإدارية من ناحية و ليس مطلقا و بالأساس يدعو إلى خوض صراع إيديولوجي على مدى طويل و إلى النهاية كي نتمكن من تحويل و تربية المثقفين بروليتاريا. لا سبيل غير هذا.

و ماو لم يستبعد نهائيا اللجوء الى طريقة ال"تضييق " بيد أنه حدده فى التعامل مع العدو إذ من "الممكن أن نستعمل هذه الطريقة مع العدو لكن لا يمكن أبدا إستعمالها تجاه الرفاق و الأصدقاء ". حين تتحول مجموعة من المثقفين (لا ننسى أن "الغالبية العظمى من المثقفين ،قال ماو ،يريدون أن يحققوا تقدما ،إنهم يريدون أن تتم إعادة تربيتهم و بإمكانهم ذلك") إلى عدو حين يتحول التناقض فى صفوف الشعب إلى تناقض عدائي يجرى اللجوء إلى "التضييق". و من هو العدو ؟ فى الصفحة 418 من المجلد الخامس ،أي نفس الصفحة التى منها إقتطف الجماعة شذرات كلمات نعثر على تعريف لماو تسى تونغ ذاته :" كل القوى الإجتماعية و كل المجموعات الإجتماعية التى تعارض الثورة الإشتراكية و التى تناهض البناء الإشراكي أو تعمل على تخريبه هي أعداء الشعب ".

و فى نفس السنة ،1957 ، ألف ماوتسى تونغ "حول المعالجة الصحيحة للتناقضات فى صفوف الشعب "(شهر فيفري 1957 أي شهر قبل خطابه الذى عرضنا) و فيه مقطع هو عصارةالفكر الماركسي-اللينيني –الماوي آنذاك حيال قضية التعامل مع المثقفين و الإيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة .
" من المؤكد أن البرجوازية و البرجوازية الصغيرة ستعبران عن إيديولوجيتهما ،و من المؤكد أنهما ستعبران عن أنفسهما فى المسائل السياسية و الإيديولوجية بعناد ،و بجميع الوسائل الممكنة ،و لا يمكن أن يتوقع المرء منهما غير ذلك . و لا يجوز لنا أن نلجأ إلى أسلوب الضغط لمنعهما من التعبير عن نفسيهما ،بل علينا أن ندعهما تفعلان ذلك ،و متى فعلتا ناقشناهما و وجهنا لهما النقد الملائم . و مما لا شك فيه أن من واجبنا نقد الأفكارالخاطئة بجميع أنواعها. و لا يجوز بطبيعة الحال أن نتركها دون نقد و ننظر إليها بلا مبالاة وهي تنتشر فى كل مكان ، و ندعها تحتكر السوق كما تشاء . إن الأخطاء يجب أن تنقد و الأعشاب السامة يجب أن تكافح حيثما ظهرت، إلا أن مثل هذا لا يجوز أن يكون متصفا بالجمود العقائدي و لا أن نستخدم فيه الأسلوب الميتافيزيقي ،بل ينبغى أن نستخدم فيه الأسلوب الديالكتيكي جهد طاقتنا ، و ينبغى أن نبني النقد على التحليل العلمي و الحجج القوية الإقناع ". (التسطير من وضعنا)

و بعد هذا كله يأتى الجماعة لينكروا الوقائع و يشيعوا أكاذيبهم . حقا ليس هنالك أعمى ممن لا يريد أن يرى.

3) "العلاقة بالأممية البروليتارية ،بالأحزاب و بالحركات الثورية : الحركات الإشتراكية ،الحركات الوطنية فى العالم".

هنا سنتطرق بالأساس الى "د" من هذه النقطة فمسألة نظرية العوالم الثلاث تستحق بحثا خاصا ليس هذا مجاله.
أعرب الجماعة فى الصفحتين 59 و 60 من "هل يمكن ..." :
"د- القطع مع الأممية البروليتارية : ففى آسيا إنطلقت سياسة ماو و زمرته من الشعار المنادى ب"إعتماد الشعوب الثورية الآسيوية على قواها الخاصة."
و فيما يخص الثورة الفيتنامية و العدوان الإمبريالي الأمريكي عليها : "أحاط ماو تسى تونغ الولايات المتحدة علما عن طريق الصحفي الأمريكي إدغار سنو فى كانون الثاني - جانفى 1965 بأن "الصينيين لن يدخلوا الحرب إلا إذا هاجمهم الأمريكيون " و قد أدلى ماو تسى تونغ بهذا التصريح فى نفس اللحظة التى كانت فيها حاملات الطائرات الأمريكية قد هرعت إلى شواطئ فيتنام و فى نفس الوقت الذى كانت فيه أحذية جنود مشاة البحرية الأمريكية تدق أرصفة موانئ فيتنام الجنوبية".(1) [طارق زيدان :السياسة الخارجية الصينية منطلقات وممارسات ،طبعة دار الفرابي ،بيروت دون تاريخ ص18] .

و الذريعة التى قدمها ماو و حكام بيكين لتبرير هذه السياسة هي شعار :" الإعتماد على القوى الذاتية" و قد جاء فى الصحيفة الصينية "جن من جبهاو" الصادرة فى تموز 1966 : "على الشعب ألا يعتمد إلا على نفسه لإنجاز الثورة و خوض الحرب الشعبية فى بلاده لأن هذه القضية تخصه وحده".
إن شعار "الإعتماد على القوى الذاتية "صحيح إلا أن الإستفادة من الدعم و التضامن الأمميين أمر ضروري . فكيف نتجاهل التدخل الإمبريالي الأمريكي فى الفيتنام و نتخلى عن الدعم الأممي ؟ و ندعو إلى الإعتماد على القوى الذاتية "؟
أين شعار :"يا عمال العالم و شعوبه المضطهدة إتحدوا "؟
أين شعار :" التضامن الأممي البروليتاري"؟
إن ماو بدأ مسيرته بعد تحرير الصين بالحديث عن الإمبريالية بوصفها "نمر من ورق"(1) و ينعت نيكسون ب"الرئيس الأول لعصابة "قطاع الطرق الإمبرياليين " كما كانت تسميه لافتات الثورة الثقافية . "من الشعارات المغامرة "اليسارية " المتطرفة الى التراجع أمام الإمبريالية ...موقفان متناقضان فى الظاهر و لكنهما يشكلان مظهرين لشيئ واحد : المنطق البرجوازي الصغير ، المنطق القومي الضيق ، الطلاق مع الماركسية فى أهم موضوعاتها " (2)[ألبار فرحات :أضواء على التقارب الصيني الأمريكي ،ص 35 طبعة دار الفرابي ،بيروت].

قبل كل شيئ ، لاريب أن الجماعة هنا يلوكون الأفكار التحريفية السوفياتية و إن قدموها فى محاولة خداع على لسان "طارق زيدان "و "ألبير فرحات " اللذان يصوغان عربيا أفكار التحريفيين السوفيات التى وردت فى "نقد المفاهيم النظرية لماوتسى تونغ، دار التقدم ،موسكو 1971 " بالصفحة 103:
" و لا ينحصر الأمر فى أن الماويين لم يقدموا العون العسكري و الإقتصادي الكافي لشعب فيتنام المناضل بل أعاقوا بشتى الطرق البلدان الإشتراكية الأخرى فى القيام بذلك...أما تقييم الجهود المشتركة للأحزاب الشقيقة فى تقديم العون لفيتنام المناضلة من وجهة نظر القادة الصينيين فهو "شوفينية " و "خيانة" فى الوقت الذى أبرزوا فيه خطهم الموالي للإمبريالية و المتسم بروح الدولة العظيمة كنموذج للأممية البروليتارية ".

ثم إن الجملة الأولى للجماعة توجه أصبع الإتهام للمنطلق الماوي فى التعاطي مع شعوب آسيا و حركاتها الوطنية : ففى آسيا إنطلقت سياسة ماو و زمرته من الشعار المنادي ب"إعتماد الشعوب الثورية الآسيوية على قواها الذاتية " و كأن الشعار خاطئ و المنطلق خاطئ فى حين أن الجماعة فى ما بعد يعترفون بأن هذا الشعار صحيح : "إن شعار "التعويل على القوى الذاتية "صحيح". هذه واحدة : منطلق ماو صحيح و بإعترافهم.

و صحة هذا الشعار الماوي مستمدة من الفهم العميق للديالكتيك و حركة التطور من وجهة نظر المادية الجدلية فالتناقضات الداخلية عموما هي المحددة و الرئيسية أما الظروف و التناقضات الخارجية فهي مساعدة و ثانوية .وهذا الشعار السليم رفعه الماويون قبل إنتصار الثورة الصينية عينها و رفع من جديد فى وجه التحريفية السوفياتية التى كانت تنشر فكرة أنه لا إمكانية لإنتصار أية حركة تحرر وطني دون التعويل على مساعدات الإتحاد السوفياتي و ذلك بغية وضع حركات التحرر تحت كلاكل التحريفية السوفياتية و الإمبريالية الإشتراكية . والجماعة إذ يقدحون فى ماوتسى تونغ و الموقف الصحيح من منطلق صائب ،يدافعون بلا أدنى شك عن الأطروحات التحريفية السوفياتية - فى هذا الحقل و فى غيره كما رأينا.

هل ينفى شعار "التعويل على القوى الذاتية" المساعدات الأممية حسبما يريد إفهامنا "الجماعة"؟

من منظور ماوتسى تونغ البروليتاري لا تضارب فى ذلك و إنما الرئيسي هو التعويل على الذات و المساندة يرحب بها إن أتت و إن لم تأت فدائما التعويل على الذات و من الخطأ التعويل أساسا على العون الخارجي و من الخطاء المميت التعويل على معاضدة الإمبريالية ،أية إمبريالية . يقول ماوتسى تونغ فى "علينا أن نتعلم العمل الإقتصادي "سنة 1945قبل ظفر الثورة الصينية بأربع سنوات، المجلد الثالث من "مؤلفات ماو تسىتونغ المختارة " : " نحن ندعو الى الإعتماد على النفس . و نأمل فى العون الخارجي ، و لكن لا يجوز لنا التعويل عليه ، و إنما نعول على جهودنا الخاصة ، على القوة الخلاقة فى الجيش كله و الشعب قاطبة."

و مفهوم ماو للتعويل على الذات أو الإعتماد على النفس صيغ كما يلى فى 1945 ، ضمن "الوضع و سياستنا بعد النصر فى حرب المقاومة ضد اليابان "،المجلد الرابع :" على أي أساس ينبغى أن ترتكز سياستنا ؟ على قوتنا الخاصة ، وهذا ما يسمى الإعتماد على النفس . إننا لسنا منعزلين ،لأن جميع بلدان العالم و شعوبها المناضلة ضد الإمبريالية هي صديقتنا ،بيد أننا نؤكد الإعتماد على النفس . فبإعتمادنا على القوى التى ننظمها نحن بأنفسنا ، نستطيع الفوز على جميع الرجعيين الصينيين و الأجانب".
و لئن أعدنا للأذهان أن هذا الشعار الماوي طبق فى الصين قبل أن ينصح به للفتناميين فلأنه ،إضافة إلى كونه صحيح تماما ، فقد أثبت بما لا يدع مجالا للجدال أنه أساس السياسة التى حققت للثورة الصينية النصر العظيم الذى غير ميزان القوى العالمية بين القوى الإشتراكية من جهة و الإمبريالية من حجهة ثانية . وجماعة "هل يمكن..." يطلبون منا بإلحاح نبذ السياسة السليمة و التى أدت إلى إنتصار الثورة تاريخيا وتبنى الأطروحات التحريفية السوفياتية.

إنهم لا يفهمون الجدلية و موقع التناقضات الداخلية المحدد فى الشيئ أو الظاهرة . بالنسبة لهم "الإستفادة من الدعم و التضامن الأمميين أمر ضروري". هذه صيغة هلامية تعويمية فإلى أي مدى هي أمر ضروري؟ هل إلى مدى الرئيسي و المحدد؟ هل إلى مدى الثانوي و المساعد ؟ التوضيح و التحديد لا يهمهم فمنهجهم مثالي و شغلهم الشاغل هو القدح فى ماو و الماوية و بأي شكل مطبقين هكذا الرؤية الماكيافلية "الغاية تبرر الوسيلة". إنهم ماكيافليين و ليسوا ماركسيين .

"الصينيون لن يدخلوا الحرب إلا إذا هاجمهم الأمريكيون ". تصريح ماو هذا ،سنة 1965، إعتبر خيانة للفتناميين و إستسلام أمام الإمبريالية وهو فى الواقع عكس ذلك. التصريح الماوي يترجم سياسة الصين الدفاعية مقابل السياسة الإمبريالية العدوانية . فالصين الماوية ليست بلدا عدوانيا يقيم الحروب خارج نطاق حدوده من أجل مناطق نفوذ و تقسيم العالم و إعادة تقسيمه لنهب و مزيد نهب الشعوب و الأمم المضطهدة. الصين بلد إشتراكي يدافع عن أرضه و شعبه و عن الأممية البروليتارية ولنكن متفقين فالأممية البروليتارية لا تعنى مطلقا أن نقوم بالحرب عوضا عن الآخرين و فى الحال الذى نحن بصدده الآن ، لا تعنى بالنسبة للصين الماوية أن تحارب بدلا عن الفتناميين . أن تحارب عوضا عنهم فلا ،أن تساندهم فى حربهم ضد الإمبريالية فنعم. غير مطلوب ،بروليتاريا ، من الصينيين أن يدخلوا الحرب على غير أراضيهم وهو شيئ لم يفعله أيضا لا لينين و لا ستالين ( إلا أثناء الحرب العالمية الثانية و فى ظروف يطول شرحها و ليس هذا إطارها ) فما رأيناهما يدفعان بفيالق الجيش الأحمر لتحارب عوضا عن الألمان سنة 1918 خلال ثورتهم التى لم تكلل بالنجاح و ما رأيناهم يدخلون الصين بجيشهم الأحمر ليحاربوا عوضا عن الثوريين الصينيين . و ليعلم الجميع أن سياسة تصدير الثورة على هذا النحو (المحاربة عوض شعب آخر) ليست سوى سياسة تروتسكية طالما أدانتها اللينينية و هاهم "الجماعة" بقدحهم فى سياسة ماو يعيدون إحياء الأطروحة التروتسكية فهنيئا لهم بتروتسكيتهم!

أجل قد قدم الثوريون البروليتاريون الدعم المادي و الفكري إلا أنهم أبدا لم يعوضوا نضال الشعوب الأخرى فى قتالها للإمبريالية و هذا بالضبط فحوى "التعويل على القوى الذاتية" و فحوى السياسة الدفاعية الماوية. وهذا المبدأ لم يتخل عنه ماو تسى تونغ لأنه صحيح و لينيني و أعاد تأكيده فى 28 أفريل 1969 فى "خطاب فى إجتماع اللجنة المركزية التاسعة للحزب الشيوعي الصيني " (ص 273 من "ماو يتحدث الى الشعب " أستوارد شرام ،الصحافة الجامعية الفرنسية ،باريس 1977) :" آخرون يمكن أن يأتوا لمهاجمتنا بيد أننا لن نقاتل خارج حدودنا . لا لن نرد على الإستفزاز . حتى لو إستدعيتمونا للخروج ، فإننا لن نخرج و لكن لو أتيتم لمهاجمتنا فى عقر دارنا عندئذ سنعرف كيف نستقبلكم ..." و يعلق شرام عن هذه السياسة الدفاعية :" هذا التصريح متناغم تماما مع ما قاله ماو إلى إدغار سنو فى جانفى 1965 فى ظرف جد محدد من تصاعد حرب فتنام و يتماشى مع إستعمال الدبلوماسية الصينية خلال هذه السنوات الأخيرة و يؤكد أن حذرموقف الصين فى الهند الصينية كان من فعل ماو و ليس من فعل ليوتشاو تشى ".

و" نقاد ماو" يوافقون مثلهم مثل بقية الخوجيين المفضوحين منهم و المتسترين ومنهم محمد الكيلاني فى "الماوية معادية للشيوعية" ،على نعت شعارات "التعويل على الذات" و"الإمبريالية نمر من ورق" بالشعارات المغامرة "اليسارية " و" المتطرفة" شأنهم فى ذلك شأن التحريفيين السوفيات الأصحاب الأصليين لتلك النعوت الموجهة ضد ماوتسى تونغ فى "نقد المفاهيم النظرية لماو تسى تونغ" .

و يظل سؤال ينتظر إجابة ألا وهو هل قدمت الصين الإعانة الأممية البروليتارية للفتناميين ؟ التاريخ لمن يريد أن يري و يسمع يزخر بالمعطيات الدالة على المساندة الماوية على جميع الأصعدة بالعتاد و العباد و لكن نود ليشهد شاهد من أهلها أن يجيبنا عن هذا السؤال عدو لدود لماوتسى تونغ ،أنور خوجا ذاته وهو مرجع "الجماعة" و ملهم هجومهم على ماو و من كتابه "تخمينات حول الصين "الذى إعتمده "الجماعة" سنقتطف حقيقة تاريخية موثقة ،لا تخمينا من تخميناته العجيبة : " الصين ساعدت و تساعد الفتناميين فى حربهم . إنها حتى كانت مستعدة لإرسال متطوعين فى أية لحظة . كان الصينيون ضد المفاوضات الفتنامية - الأمريكية . وقد أعلموا بذلك الفتناميين فى مناسبات متكررة و أعلمونا نحن بذلك رسميا. كانوا يعتبرون هذه المفاوضات غير مبررة و غير مثمرة و حتى ضارة و شائنة بيد أنها هنا قضية الفتناميين لوحدهم بينما بقي موقف الصين تجاه حرب الشعب الفتنامي هو هو و بقيت الإعانة التى كانت تقدمها هي هي " (ص614).

هذه الفقرة المكتوبة فى 1971 تنطق بعدة حقائق منها أن الصين فى الماضى أعانت الفتنام (عكس ما يدعيه "الجماعة") و فى الحاضر تساعد الفتناميين وهكذا تضطلع الصين بواجبها الأممي . و المساعدة تمت و أكثر من ذلك مثلما أرسل الصينيون متطوعين بمئات الآلاف إلى كوريا فى حربها ضد الإمبريالية الأمركية فى 1950 -1953 (أنظروا م5 من "مؤلفات ماوتسى تونغ المختارة "ص41) كانوا على إستعداد لذلك و "فى أية لحظة".

و إن إعتبر الماويون التفاوض مع الإمبريالية الأمريكية ضارا و مشينا و إختلفوا فى ذلك مع الفتناميين ،ف إن الصين الماوية إحترمت قواعد التعامل الرفاقي فلم تضغط عليهم من ناحية و من ناحية ثانية واصلت رغم ذلك نهوضها بواجبها الأممي البروليتاري و ثابرت على تقديم الإعانة ذاتها و بإعتراف عدو الماركسية-اللينينية-الماوية ،أنور خوجا.

و فى مناسبة أخرى ،خلال لقاء إستقبل فيه ماو لجنة من ممثلي الصحافة الشيلية ، فى 23 جوان 1964 (الكتاب الأحمر الكبير "،فلاماريون ،باريس 1975 ،ص 98-99) لخص القائد البروليتاري الصيني السياسة الأممية للصين الماوية فقال : " الصين تريد السلم . لكل الذين يصرحون أنهم مع السلم تقديرنا. لسنا دعاة حرب . نحن نساند ،وهذا صحيح ،حرب الشعوب المضطهدة ضد الإمبريالية. إننا نساند كوبا مثلما نساند الحرب الثورية للجزائر و أيضا نساند حرب شعب جنوب الفتنام ضد الإمبريالية الأمريكية. هذه الثورات قاموا بها هم ذاتهم . لسنا نحن الذين دفعنا فيدال كاسترو إلى الثورة ،هو ذاته الذى نهض ليقوم بالثورة . هل هذا يقنعكم ؟ أمريكا هي التى دفعته للثورة ، كلاب الحراسة الأمريكيين دفعوه للإنتفاض . هل نكون قد دفعنا بن بلة للثورة ؟ فى الماضى لم نكن حتى نعرف هذا الرجل و لم نلاقيه بعد أبدا. عندما شكلوا حكومة مؤقتة إعترفنا بها. و عندما إحتاجوا مساندة قدمناها لهم. و الإمبريالية تدعى أننا "معتدين" و "دعاة حروب" . بمعنى ما هذا ليس خاطئا تماما لأننا نساند فيدال كاسترو و بن بلة و شعب فتنام الجنوبي فى حروبهم ضد الولايات المتحدة . مرة أخرى ، فى السنوات 1950 -1953 ،قامت [الولايات المتحدة ] بمحاصرة كوريا و نحن ساندنا حرب الشعب الكوري ضد الإمبريالية الأمريكية . لقد عرفنا بموقفنا رسميا و لن نغيره . سوف نساند حرب كل شعب ضد الإمبريالية ، إذا لم نقم بذلك نكون مخطئين و لن نكون شيوعيين". (التسطير مضاف )

فالمجد للماوية مرحلة جديدة، ثالثة و أرقى فى علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية- اللينينية -الماوية و الخزي و العار لكافة أرهاط التحريفية !



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسألة ستالين من منظور الماركسية-اللينينية -الماوية
- الرفيق ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء.( مقتطف من العدد3 من - ...
- طريق الثورة الديمقراطية الجديدة : حرب الشعب أم الإنتفاضة الم ...
- الديمقراطية الجديدة تطوير لعلم الثورة البروليتارية العالمية ...
- إنتفاضة أم ثورة ( مقتطف من - أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغي ...
- الديمقراطية / الدكتاتورية ( مقتطف من - أنبذوا الأوهام البرجو ...
- ديمقراطية أم ديمقراطيات - مقتطف من- الديمقراطية القديمة البر ...
- إصلاح أم ثورة ( مقتطف من - أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة ...
- الشيوعية ، لا الإشتراكية العلمية
- الشيوعية، لا البلشفية
- - طليعة المستقبل ينبغى أن نكون!=====طليعة المستقبل لتحرير ال ...
- - قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين- ال ...
- -فى الردّ على الوطد-- الحلقة الأولى_لا حركة شيوعية ثورية دون ...
- لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!( عدد 1 / مارس 2011)القلب على ...
- تونس : قراءة فى بيانات المجموعات- اليسارية- حول العدوان على ...
- بعض النقد لبعض نقاد الماوية ( ملاحظات نقدية ماوية لوثيقة - ا ...
- تونس : مسرحية وزارة الداخلية (1 فيفري )
- أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة حول الإنتفاضة الشعبية فى ت ...
- مواصلة الإنتفاضة الشعبية فى تونس: نقاط عملية
- الديمقراطية القديمة البرجوازية أم الديمقراطية الجديدة الماوي ...


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - نقد ل-جدول للمقارنة بين ماوتسى تونغ و ستالين حول السياسة المتبعة على مستوى داخلى و خارجي