أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نبيل عبد الأمير الربيعي - كاظم فرهودالقائد الفلاحي ورحلة السجون















المزيد.....


كاظم فرهودالقائد الفلاحي ورحلة السجون


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 16:18
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



يتصف المناضل أبو قاعدة بالشخصية الفريدة ذو الثقافة الواسعة ...فقد كان سريع البديهية,ثاقب الفكر,صائب التقدير,قوي الحجة, شجاع لا يخاف من إبداء رأيه بصراحة ,متفائل بالحياة والمستقبل الحر للإنسان العراقي.
لقد تنقل أبو قاعدة بين أغلب سجون العراق من سجن الحلة المركزي إلى سجن الكوت ونقرة السلمان وسجن بعقوبة وموقف بغداد المركزي.وعند نيتي الكتابة عن المناضل أبو قاعدة لم أتمكن من الحصول على المعلومات عن هذا القيادي بحثت في ما كتب عنه في مذكرات رفاقه , فكتبت على موقع الحوار المتمدن مقاله كانت فيها أخطاء في المعلومة مما نبهني عنها د. ماهر كاظم فرهود و أوعدني بإرسال مذكرات والده عبر الإيمل وقد أوفى بوعده فكانت النتيجة هذا الجزء اليسير من سفر النضال ورحلة السجون للقيادي أبو قاعدة مذكرات لم تنشر إلإ بين الأصدقاء وقد سربت إلى الأسواق بواسطة بعض من يثق بهم المناضل أبو قاعدة, إلا إنهم لم يصونوا الأمانة وفي هذه المذكرات الكثير من الأخطاء الإملائية والنحوية ويؤكد ذلك ولده د. ماهر وهو عازم على تنقيحها وإعادة طبعها عن قريب.
ولد المناضل أبو قاعدة في مدينة الديوانية ناحية السنية في(( مقاطعة 16 تدعى ( أم الدود) إحدى المقاطعات الزراعية في ناحية السنية من مواليد 1926-1927... الحقيقة حيث غيرت لجنة الفحص الطبي عند استدعاءه للجندية إلى سنة 1923)ص5 (1).من عائلة فلاحيه ولكنه لم يكن فلاحاً في يوم ما كما ذكر الأستاذ عزيز سباهي في كتابه عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ص113 , كانت القرى الفلاحيه غالباً تمتد على ضفتي نهر الفرات فرع الديوانية , وفي هذه الأنحاء كانت تقيم كبرى عشائر الديوانية هم عشيرة الأكرع وعشيرة خزاعة( الخزاعل) , كانت العداوات كثيرة مره على مياه السقي ومره على مسائل زراعية فكانت الصدامات المسلحة من نصيب العشيرتين وأبنائهم, وضيق الفاقة والعمل الفلاحي مما شد الرحال والد أبو قاعدة إلى مدينة الديوانية عام 193- 1931 حسب ماتذكر مذكراته(سيرة و ذكريات و ود مقيم) , كان المناضل أبو قاعدة لا يتجاوز السنوات الأربع يذكر: ( وعند بلوغي السبع سنين وضعني والدي عند الملا ( فضل) لتعلم قراءة القرآن وحفظه إسوه بالأطفال الصغار الآخرين)ص15(2) كان الملا فضل ميال لعقوبة ( الفلقة) بمعاقبة من لم يحفظ أو المشاكسة ويتذكر أبو قاعدة فضل أيام المعترك السياسي كسجين في سجن بعقوبة ونقرة السلمان والضرب المبرح على يد جلاوزة النظام الملكي ومن السجانة ومدير السجن , ثم دخل المدرسة في مدينة الديوانية ويتذكر أقرانه في المقاعد الدراسية ممن أصبحو ضباط كبار منهم( محمد شيخ لطيف وجابر حسن الحداد وفاضل محمد علي وكاظم عبد الحسين وجواد كاظم التعيسي وآخرين, وهنالك زملاء الدراسة وأصدقاء المنطقة منهم من تخرج كمحامي أو معلم أو مدرس أو مهندس( المناضل طه علوان وعلي عبد الأمير وحسن الحاج علي ويحيى حاج مسلم ود. عناد غزوان وعبد الرزاق البغدادي و محمود أحمد كاظم والأستاذ جواد شاروط وجبار الخزاعي ورؤوف خطار وغيرهم)ص16(3) علماً إن استاذ جواد شاروط والأستاذ جبار الخزاعي قد درست على يدهم في الدراسة المتوسطة وكانوا من اكفأ المدرسين في متوسطة الجمهورية عام1972 , يتذكر أبو قاعدة انه لم يكمل دراسة المتوسطة بسبب النضال والتضحية في سبيل الوطن وترك مقاعد الدراسة في الصف الثاني متوسط , ولكنه نال شهادة النضال هي أسمى شهادة .
دخوله المعترك السياسي:
عند نشوب حركة مايس 1941 وهروب الوصي من العراق وتسلم الحكم من قبل رشيد عالي الكيلاني كانت للمناضل معاملة في بغداد لغرض ارض زراعية , لاحظ الحشود الجماهيرية والتظاهرات في بغداد ودوافع وبطولة الناس لإزاحة رجس الاستعمار البريطاني , كان باعث الشعور الوطني اتجاه شعبة مما فكر الدخول في المعترك السياسي وهو بعمر الثامنة عشر , ويتذكر دور الانتهازية والانتهازيين في أيام حركة مايس واحد قراء التعازي حيث يذكر في مذكراته(أحد قراء المنبر الحسيني(في الديوانيه) يهتف بالحشود والمتظاهرين وأخرج مسدسه واطلق إطلاقة وقال هذه بصدر الإنكليز وقد هنئه مدير بلدية الديوانية آنذاك ثم عند فشل الحركة وعودة الوصي إلى الحكم وزيارة الميجر ميّد ( الحاكم العسكري) البريطاني كيف تشدق هذا الشخص ونشط لإستقبال الميجر ميّد .. يعلق أبو قاعدة تلك( النمونه)( للإنتهازية واللاعبين على الحبال!!)ص19(4).
لقد بدأ الوعي الفكري يترسخ لدى المناضل كاظم فرهود بعد حصوله على أدبيات الكتب الماركسية بواسطة الشيوعي المخضرم عزيز ناصر النجار وأول كتابين( ديمتروف و المارشال تيتو ومن ثم ألاسس اللينينة التي قرءها بإستيعاب كثير)ص23(5), وقد رشح للحزب بواسطة عزيز النجار ويتذكر كيف وجهه بكلام جميل وشعبي( حط ابطنك بطيخ صيفي) أي اطمئن على قبولك في صفوف المناضلين, ومن رفاق مراحله الاولى النضالية هم( صالح كاظم الرازقي وعبد الله حلواص الشيوعي القديم الذي لا يقرأ ولا يكتب ولكنه يحفظ ويستوعب الكثير من طروحات النظرية الماركسية وعبد الزهرة التتنجي وعبد الزهرة النجار وعبد حسان وسالم حسين وحبيب الخزاعي ومحمد الكردي وغيرهم).
كان لتشكيل حكومة توفيق السويدي بعد حركة رشيد عالي الكيلاني باع لامتصاص نقمة الجماهير على الوضع السائد في العراق فقد أعطت متنفس للقوى الوطنية والقومية فسمحت لبعض الأحزاب بالإجازة وممارسة العمل الحزبي منها: حزب الاتحاد الوطني وحزب الوطني الديمقراطي وحزب الشعب وحزب الاستقلال وحزب الأحرار برئاسة توفيق السويدي, ولكن حزب التحرير الوطني الذي كان واجهة الحزب الشيوعي العراقي قد حجبت اجازته لدعمه الحركة اليسارية الديمقراطية وطليعته النضالية بالاضافة إلى إجازة( عصبة مكافحة الصهيونية) الذي هو واجه للحزب الشيوعي الاخرى وبزعامة المناضل يوسف زلخة ولكن قد منحت إجازة لدار الحكمة التي أصبحت مقر لاعضاء الحزب الشيوعي باسم المناضل العربي الكبير محمد علي الزرقا.
لقد استخدم الحزب الشيوعي العراقي كل وسائل الكفاح حسب الظروف الذي يمر بها البلد والحاجة الماسه لها ويذكر أبو قاعدة( فقد كان الرفيق فهد في سجن الكوت قد عقد سلسلة من المحاظرات عن وسائل الكفاح لإدارة نضاله ضد العدو وتسجيلها بمحاضرات)ً26(6).
وللرفيق سلام عادل عند تعيينه على ملاك التعليم في الديوانية مع الرفيق المعلم محمد حسين فرج الله عام1945 دور كبير قد أثرى به الحركة الوطنية والتنظيم الحزبي وكانوا رفاق من الكوكبة اللامعة الشيوعية, ودورهم بعد انتفاضة 27 كانون الثاني عام1948 وتحشيد الجماهير والحركة الاحتجاجية للمطالبة بإلغاء معاهدة بورتسموث سيئة الصيت وإسقاط وزارة صالح جبر والمطالبة باطلاق سراح السجناء السياسيين والحريات للحركات الوطنية وتوفير سبل المعيشة اللائقة بالعراقيين والدعوة لانتخابات حرة نزيهه , وعلى أثر التظاهرات فقد استقال بعض الوزراء والنواب والاساتذه وبعض الأطباء بحيث تراكمت عوامل وأسباب السخط والمعاضة للحكومة , مما استدعى الوصي عبد الإله إلى إستقالة صالح جبر وإعلان الأحكام العرفية في 15-5-1948 ويذكر أبو قاعدة إنه( كان يراجع دوائر الأمن مع جليل الريس مسؤول حزب الشعب في الديوانية لغرض الحصول على الإذن بعقد إجتماع إنتخابي عام ولكن كانت هذه الدوائر توعدنا بوعود كاذبة), مما أدى إلى دعوة الأجهزة الامنية إلى إعتقالهم , فغيب نفسه في ريف الديوانية ولكن الشرطة عرفت مكانه والقت القبض علية وهذه أول مرة يدخل المعتقل فقد حكم عليه وسفر إلى سجن الحلة, ويتذكر داخل المعتقل الموقوفين معه في الديوانية( كان د.يوسف عبود مرشحاً للنيابه ينشد ويقول:إننا نهوى الظلام.. فنقاطعهُ ونقول: لا.. لا.. يا دكتور لا نهوى الظلام.. بل نهوى النور والشمس)ص31(7).
معتقل سجن الكوت والرفيق فهد:
يتذكر كيف كانت رهبة المعتقل لأول مرة ولكن في سجن الكوت يقول( استلمني الرفيق ممثل السجن لدى الموقوفين بكل مظاهر المجاملة والاحترام ولقد إنكشف عام السجن عن صورة زاهية لحياة السجناء الشيوعيين والديمقراطيين والوطنيين , توحدهم أنظمة قائمة على الطاعة والقناعة الذاتيين)ص31(8).
للرفيق فهد الدور الكبير في تنظيم حياة السجناء والعمل في مجالات المطبخ والفرن والمحاضرات والدروس الفلسفية لرفع ثقافة الرفاق الشيوعيين وتسليحهم بالنظرية الثورية والفكر الماركسي, ولدى وجود المناضل كاظم فرهود في سجن الكوت يتذكر(لقد أستدعيت أمام الرفيق فهد وبحضور الرفيق زكي بسيم ليسألني عن سبب سجني وكم سجنت وعضويتي في الحزب ومدينتي ومن ثم راح يسألني عن بعض المحاربين القدماء أمثال حبيب الخزاعي وعزيز ناصر النجار وكاظم صالح الرازقي والرفيق سامي نادر, فقد كانت ذاكرة الرفيق فهد خزيناً من المعلومات عن شخصيات الحركة الثوريةالوطنية)ص35(9).
للرفيق فهد دور في عقد الندوات والمحاضرات كحلقة تثقيفية حول مواضيع العراق الراهنة ومسائله الوطنية وسبيلنا التأريخي , وكان في سجن الكوت طالب من الناصرية( شهاب أحمد التميمي , فبادر إلى سؤال فهد؟ إذا كان العمال هم الطليعة وهم يقودون النضال , فما هو دور ومكانة الطلبة إذن؟؟ فإبتسم الرفيق وأجاب ... إن الطلبه هم ورود في صدر الطبقة العاملة .. فكانت إجابة معبرة رائعة) ص42(10).

مع الفنان رشاد حاتم:

لقد كان سجن الكوت يضم الفنانين ومنه الفنان والمناضل الكبير رشاد حاتم المعتقل عام1947 وكان لا يتجاوز من العمر33 عام لكن رشاد حاتم وحده كان يلاحق الثعالب بمرح لفت انتباه رفاقه واستغرابهم ..دون أن يجدوا تفسيرا لـخفة الرفيق رشاد حاتم الذي عرف بالرصانة.. وبعد انتهاء الزيارة بدد الفنان دهشة رفاقه عندما اخرج حفنة من شعر الثعالب بقبضته من جيب سرواله وهو يقول منتشيا: لقد غنمت ما يكفيني لصنع عشرات الفرش للرسم!..
ويذكر أبو قاعدة( لقد صور لنا .. يوميات السجين السياسي بواقعية حية ناطقة وثقت حياة السجناء ولكن أين حلت تلك الوثائق الفنية لا نعرف) ويذكر الكاتب محمود حمد تحت عنوان(خَتّان تشكيلي.فَنان تشكلي.كله تشكيلي ):-
(..في تلك الآونة وأنا افترش الأرض الترابية تحت الشجرة المنعزلة في فناء إدارة الجنسية بالمأمون لأيام عسيرة..تذكرت حديث فنان الشعب رشاد حاتم ..في آخر لقاء له مع مجموعة من الإعلاميين والفنانين ..وهو يقلب بعض صفحات الحوارالتي كانت تجري في سجون العهد الملكي..
مستذكرا:
قال لي الرفيق فهد مصححا قولي "إني فَنان" ..
قل:
فُنّان..ولا تقل ..فَنان!..
لأن "فَنان" بفتح الفاء تعني الحمار الوحشي ..
أما "فُنّان" بضم الفاء وتشديد النون فتعني :الحِرَفي المُتقِن لحِرفته والمبتكر فيها..
فأجبته – يقول - المرحوم رشاد حاتم:
ألف حمار وحشي ولا فُنّان واحد..رفيق هذي "الفُنّان" تقطع النفس من واحد يقولها..ثم منو الليّ يفَرْزِن بين الحمار الوحشي ..والحِرَفي المُبتكر!؟
وعندما اشتكى الرسام رشاد حاتم في يوم من الأيام من ان جدران السجن حرمته من الرسم فقال له الرفيق فهد : ( ادفع جدران السجن وتصور الناس والطبيعة) .
معتقل نكرة السلمان:

من المعتقلات التي نقل إليها أبو قاعدة سجن نقرة السلمان في النصف الثاني من عام 1949 ( كانت قاعة الشؤم الذي يكمن وراء نقلنا إلى سجن السلمان, فقد إعتدى أحد الحراس على الرفيق أنور رحيم بالضرب وهجمنا على الحراس صائحين بهم ! وتشابكنا بالضرب والكر والفر وبادرو بإطلاق الرصاص الحي وتدخلت شرطة البادية لتفريقنا وإدخالنا السجن)ص52(11) , نقرة السلمان قد بناها كلوب باشا أبو حنيك الجنرال البريطاني للهجانة العراقية لصد الهجمات الوهابية على المدن العراقية ثم أصبحت سجن لأبناء العراق الوطنيين والسياسيين حيث يصف أبو قاعة السجن(منخفض في وادي يقدر إنخفاضة ب(5ر3 -3) م عن مستوى سطح الصحراء المحيط . وطول الوادي الذي سميت بإسمه يبلغ(2-5ر2) كم وعرضه(5ر1-2) كم )ص55(12).في هذا السجن اللعين خاض السجناء السياسيين الكثير من الاضرابات عن الطعام وفي فترات مختلفة, كانوا السجناء يتوقعون الأسوأ من جانب إدارة السجن لكسر الإضراب بسبب خشونة التعامل وإنعدام المروءة والضمير لدى مدراء السجون , ولكن السياسي عندما ينوي الإضراب عن الطعام كان له هدف, وهو لإهتمام وعطف الصحافة الوطنية والمعارضة وأهل السجين ومساندتهم للمضربين .
أنهى مدة الحكم عام1955 ولم يطلق سراحة إلا بنقلة الى بغداد في دائرة التحقيقات الجنائية ليبعد إلى منطقة بدرة ويراقب من عيون العسس في المنطقة ويحضر يومياً في مخفر الشرطة لأثبات وجوده , تنكر بالزي الفلاحي وترك المنطقة سيراً على الأقدام إلى الكوت ثم الحله ثم النجف ليتصل بالحزب بواسطة المرحوم ناجي صبي واستقر في دار عائلة المرحوم حسين صبي بمساعدة والدة حسين(في النجف تربطني بمراسلة الحزب أم حسين صبي حيث تنفس العمل في بيت العمل السري وبإسم مستعار أبو صندوق )ً75 (13). ولكن داهمت الشرطة وكر الحزب واعتقلوا الرفيق كاظم حبيب وعبد الأمير الصراف وأبو قاعدة خارج الوكر مما أنقذ من الاعتقال فانتقل إلى بيت المحامي حمزة سلمان.
الاعتقال في عكد النصارى:
بسبب مشكلة أثيرت في عكد النصارىفي بغداد داهمت الشرطة الدار وكانوا من سكنة الدار أبو قاعدة والرفيق كاظم حبيب ودعوى دائرة التحقيقات الجنائية على العثور على مستمسكات ووثائق الحزب في الدار ألقي القبض عليهم , مما حكم عليهم الحاكم حسين محيي الدي بالسجن سنه والمراقبة سنه وفي سجن إنفرادي في بعقوبة وسبب آخر هروبة من منطقة بدرة, ويذكر( وضعوا الخلاخيل في رجلي وكأنني محكوم بالأشغال الشاقة مع إن حكمي بسيط) ص3(14)
كان للسلطات الملكية دور في اختيار مدراء السجن وحسب المواصفات التي تهتم بحقوق الإنسان وعطف على السجين ؟؟؟ إذ يتم الإختار بأخس مدير حيث يحمل مواصفات اللسان البذيء والخزين من المفردات الساقطة التي تليق بأبناء الشوارع وعديمي الرحمة والرأفة , وأهم حال هو إطاعة أسيادهم وهذا يعمم على كل الحكومات التي مر بها العراق مع الأسف , فتنتهك المواطنة وتسلخ الكرامة والشخصية والتشفي في تعذيب السجناء وإذلالهم, والتعذيب اليومي المستمر وخاصة السجناء الجدد ليأخذ حصته المقررة ,وأتمنى في العراق الجديد أن ترفض هذه السلوكيات الغير أخلاقية والتي لا تمت لصفات الإنسان من إنسانية وعطف ورحمة على أخيه الإنسان.
إنبثاق فجر جديد:
مر الحكم الملكي بجملة من الاخفاقات أدى تراكمها إلى ظهوره بمظهر الحكم العاجز عن تلبية تطلعات الجماهير وتحقيق أهدافها وأن الحكم الملكي ظهر بمظهر النظام المرتبط بمصالح البريطانيين ضد مصالح الشعب. وهم يرون أن فرضيتهم هي من العوامل المسببة لقيام "الثورة".
انبثقت الشرارة الاولى في صبيحة 14 تموز , مع إشراقة الفجر كان العراقيين ينتضرون يوم جديد والسجناء السياسيين في زنزاناتهم يعدون للخروج لرياضة المشي الصباحي , فتم إعادة السجاء إلى الزنزانات بحجة التفتيش العام وهنالك مفتش كبير , ولكن الشك كان أقوى للتعرف عن ما يخبأه الصباح, لكن عودة السجناء من عمال الفرن , يملئون الممرات بصيحاتهم .. ثورة .. ثورة , وبدأ العناق والبكاء لفرحتهم وهم يحملون أحلامهم لغد سعيد ووطنً حر , ذلك البكاء الصامت يقول أبو قاعدة( بعد مضي ساعات على إندلاع الإنقلاب فتحت سماعة الراديو وذهب بلسم لجراحنا وقلوبنا.. لقد أصبح العراق جمهورياً وإن عبد الإله قد لاقى حتفه). بقي السجناء لا يعرفون من الذي غير النظام وأعلن النظام الجمهوري , كان الخوف يأخذهم من تصرفات الزمن ومن العسكر وإنقلابهم, فالجدران صماء شبيه بالقسوة.لكن المذياع أعلمهم إن القادة الأحرار فجروا الثورة بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم, وصدور مرسوم بذلك, إستقرت نفسيتهم ومن ثم أطلق سراحهم بعد أكثر من عشرين يوماً من الإنقلاب.
أما بريطانيا التي تلقت صفعة كبيرة وهي التي خططت للهيمنة على العراق لفترة ثلاثمائة سنة من خلال تطوير علاقاتها التجارية والعسكرية وإرسال المبعوثين والتجار والجواسيس ودعم الثورة العربية الكبرى وغير ذلك، فكانت تعتبر العراق جزءً من بقايا مستعمراتها أو الكومنولث، فقد كان وقع الخبر عليها كا الصاعقة ,وباديء الأمر فقدت توازنها السياسي فقامت بإعلان إنذار لقطعاتها العسكرية في الخليج وخصوصا الكويت والبحرين وبانزال قوات عسكرية أخرى في الأردن بغية التدخل لاعادة الأوضاع في العراق وحماية الأردن من عمل ثوري مشابه، ثم لاحقاً فضلت استخدام سياسة امتصاص الغضب والتخطيط الهاديء للحفاظ على مكانتها ومصالحها في العراق خصوصا النفطية، فاستنادا إلى مركز الوثائق البريطانية تم التوقيع على اتفاقية بموجبها تحافظ بريطانيا على مصالحها في العراق بضمنها استمرار عمل شركات النفط البريطانيا. ثم اتفقت بريطانيا مع فرنسا وإسرائيل بلعب ادوار سياسية لتقويض الحركة فأخذت في تفتيت التحالف الثوري والوحدوي، فحرّكت ضدهم التيارات الدينية الإسلامية وأظهرت من خلال وسائل الإعلام الموالية لها الموجهه للتيارات الماركسية والشيوعية بأن اللعبة أمريكية وادعت للوطنيين ارتباط الحركة بالخارج، وبالفعل بدأ الخلاف يبدأ بين أفراد الشعب العربي والعراقي خصوصا الذي انعكس على قادة الحركة المنتمين إلى تيارات مختلفة.
في جذور الظاهرة الانقلابية في الجمهورية الأولى
يؤكد الباحث عقيل الناصري في موقع الحوار المتمدن الحلقة الثانية: (تلك الدول التي تهيّبتْ من مستقبل التغيرات الجذرية التي قامت الثورة بتحقيقها ولتخوفها من رياح تأثيراتها ـ أغلب دول الجوار؛ أو تلك التي رأت في جوهر الثورة أداة كبح لأنوية زعامتها ـ مصر الناصرية؛ وأخيراً تلك الدول التي رأت في الفعل الجذري المتحول في عراق ما بعد تموز 1958 انتكاساً لمشروعها الرقعوي ـ الكويت أو حلم لماضي يراد تحققه ـ كالأردن.
المؤتمر الفلاحي الأول:
انعقد المؤتمر الفلاحي الأول في بغداد بتاريخ 15 نيسان في سينما الخيام بحضور الزعيم عبد الكريم قاسم وكان بشرى للفلاحين للتشفي من أعمال الاقطاع وممارساته الظالمة وسرق حقوق الفلاح وجهدة في الأرض, وتنفيذ قانون الاصلاح الزراعي في 30أيلول 1958 وكانت كلمة للزعيم بداية المؤتمر حيا فيه الحاضرين ثم ألقي الرفيق أبو قاعدة خطاباً عن الهيئة المؤسسة للجمعيات الفلاحية والإتحاد العام والدعوة للحلول الجذرية للمسألة الأرض وتوفير المساحات الكافية للتوزيع على أكبر عدد من الفلاحين.
لكن الإقطاع والرجعية ودسائسهم لم تكمل فرحة الفلاح فقد نجحوا بتعزيز نفوذهم في السلطة والأجهزة التنفيذية وإستعادوا العديد من المكاسب لصالحهم ورجعت هموم الفلاح المضطهد, فقد أكد الرفيق أبو قاعدة بمذكراته إن( الزعيم طلب بمنح إجازات الجمعيات الفلاحيه لكل من يطلب ذلك ... حتى وإن كان سركال أو إقطاعي أو موظف وإن لا تحجب عن هؤلاء وكان له نية تمكين عراك الزكم من السيطرة على الإتحاد العام للجمعيات الفلاحية ) فقد حجبت إجازة الإتحاد العام للجمعيات الفلاحية وتحولت إلى وزارة الداخلية , وهكذا فقد ألغيت كافة الإجازات الممنوحة من قبل الإتحاد واحتكر عراك الزكم إجازة الجمعيات الجديدة, كان هدف الإقطاع إبعاد الشيوعيين عن تحقيق مهام الثورة الوطنية الديمقراطية .
لكن هذه الفرحة لم تستغرق أكثر من أربعة أعوام كان البعثيين والقوميين ودول الجوار والإنكليز وبعض الإقطاعيين يخططون للنيل من الثورة , لائذين بعباءة عبد السلام عارف ووحدته المنشودة , دبت الصراعات بين قادة الثورة والتكتلات بين عارف والبعثيين للإطاحة بالثورة ودعوتهم للوحدة ولا يرون بديل لها, وزعيمها قاسم والانفراد بالسلطة وكان لهم ذلك بسبب تفرد الزعيم بالسلطة , أما شعار الإتحاد الفدرالي فكان شعار الحزب الشيوعي العراقي كشعار آني يلائم المرحلة ووجد صداه الشعبي والقناعة به , وكان موقف الحزب الوطني الديمقراطي إلى جانب الإتحاد الفدرالي.
8 شباط1963:
قبل وقوع الانقلاب الأسود عام1963 كان أبو قاعدة يدرس في موسكو مادة الإقتصاد السياسي والفلسفة المادية وتاريخ الحركة العمالية العالمية, ولكن عند سماعة بالانقلاب ويعلق عليه إن هذا الانقلاب قد غير مجرى التأريخ ومسار العراق , لقد حدث الإنقلاب بعد سلسلة من الأعمال التمهيدية في التآمر والغدر والنشاطات المضادة والإنتقامية بسبب إعتقال الزعيم عبد السلام عارف مروراً بإقلاب الشواف ومحاولات إغتيال قاسم الفاشلة وسياسة الزعيم التراجعية بعد حوادث كركوك والموصل, لكن المقامة من قبل قادة الحزب الشيوعي استمرت حتى يوم 12 شباط 1963 وفي أماكن متفرقة من بغداد والبصرة, فقد كان إنقلاباً إستعمارياً رجعياً دنست تأريخ العراق وكان هدفه كسب المغانم والترقيات ونهب خيرات العراق مثل ما يحصل الأن في العراق والتأريخ يعيد نفسه. ولقيادة حزب البعث علي صالح السعدي تصريح( إننا جئنا بقطار أمريكي) . والقادمين قد خولوا الشرطة والجيش والحرس القومي بقتل كل من يعتقد بأنه يعكر صفو النظام , والإذاعة السرية الموجه من أحد الدول الجوار تذيع قوائم وأسماء وعناوين قادة وكوادر الحزب الشيوعي العراقي, وخيانة العناصر المتواطئة والمنهارة كان سبب لتصفية قادة الحزب الشيوعي العراقي في قصر النهاية السيء الصيت الشهداء سلام عادل وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي وعبد الجبار وهبي وصبيح سباهي و متي الشيخ ومحمد حسين أبو العيس وإبراهيم أدهم وعلي الوتار ... الخ . والعشرات من المناضلات الشيوعيات.
لقد عاد الى العراق وتم اعتقاله وأرسل إلى نقرة السلمان عام 1966 وحتى عام1968 تم خروجة من السجن واصدر الحكومة قرار إعاتده المفصولين السياسيين الى عملهم فقد أعيد إلى مديرية الأموال المجمدة لا إلى دائرته في مستشفى الديوانية العام كونه مضمد صحي لا كما ذكر الاستاذ عزيز سباهي في كتابه ذات الثلاث أجزاء في ص113( بأنه كان فلاحاً في شبابه ثم فراش في أحد مستوصفات مديرية صحة الديوانية), ثم نقل إلى وزارة العمل والشؤون الإجتماعية ثم إلى الثقافة العمالية وقد مارس تدريس وإلقاء المحاضرات في الإصلاح الزراعي ثم أحتسبت مدة الفصل السياسي وأحيل على التقاعد.
هذا سفر ملخص لحياة المناضل أبو قاعدة, يجب أن يذكر إيفاءً لنضاله ومصارعته الظلم ونضاله من أجل عراق مستقر وحر وشعب


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيرة وذكريات و ود وقيم من (1) الى (14) للرفيق كاظ فرهود



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمير نقاش الروائي العراقي الحالم
- قصر الياهو ساسون خضوري في الديوانية
- الفنان التشكيلي أياد الزبيدي بين الحكاية الشعبية والنمنمات ا ...
- الأنصاري ناصر عواد( أبو سحر) مقاتل من مدينتي الديوانية
- فاجعة فرهود اليهود وحركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941
- القائد الفلاحي والرياضي كاظم فرهود ورحلة السجون
- أنور شاؤول ....... أديب وشاعر وصحفي
- يهود العراق بين قسوة التهجير وحنان العودة للوطن
- المؤسسة الأمنية ....... وظاهرة اختطاف شباب ساحة التحرير
- المؤسسة الدينية وظاهرة الزواج المبكر
- أهز رأسي ذبحاً ... وتهز رأسك صبراً على نوائب العراق
- أزمة الحكم والصراعات السياسية
- عبد الأمير الحصيري.. شيخ الصعاليك
- بابل تستضيف الاعلامي والشاعر احمد المظفر
- السيد وزير الزراعة العراقي المحترم.. تعسف بحق موظف
- لحركة الاحتجاجية في العراق.............. وثقافة الاستبداد
- حُسين مِردان....... سيّدُ النَدامى
- قراءة في كتاب( كاظم الجاسم ودوره في الحركة الوطنية للباحث مح ...
- القرامطة ...اول حركة اشتراكية في التأريخ الاسلامي
- قانون نقابة المعلمين رقم7 لسنة 1989 ما له وما عليه من مآخذ


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نبيل عبد الأمير الربيعي - كاظم فرهودالقائد الفلاحي ورحلة السجون