أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - امر حكومه او جاري














المزيد.....

امر حكومه او جاري


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( امر حكومه او جاري )
دخل رجل الى دار فيها فتاة شابة وعجوز قد اهلكها الدهر ، واراد مداعبتهما فقال : اليوم نادى الدلال في السوق ، مبلغا امر الوالي القاضي بتزويج الشيوخ بالبنات ، وتزويج الشبان بالعجائز ، فماكان من الفتاة الا الاعتراض والبكاء وندب الحظ وهي تكرر : كيف يقبل الله بهذا الحكم ! اما العجوز فقد سرها الامر ببالغ السرور واستبشرت خيرا واجابت الفتاة قائلة: ( يمّه ليش تعترضين ، امر حكومه او جاري ) .
وكذلك مايجري الان فهو امر حكومة ولايمكن الاعتراض عليه في مجالات كثيرة ومنها التربية ، خصوصا ونحن في الامتحانات الوزارية ، حيث عمدت مديريات التربية الى تسمية المصححين لهذه الامتحانات والتي سوف توضع بموجب عملية التصحيح درجات تؤهل الطلبة في الدخول الى الجامعات وتحديد مستقبلهم ، حيث تختصر هذه العملية جهد سنين عديدة قضاها البعض في الدرس والتحضير والاجتهاد ، ماحدث ان الكثيرين ممن تمت تسميتهم للتصحيح ليسوا ممن درّس الصف السادس ولا الثالث ، اي ان اللجان حشيت بمدرسي الخامس والرابع وبتخصصات تختلف قليلا ، مايعني ان مدرس اللغة العربية للصف الرابع العلمي ، كلف بتصحيح اسلامية للصف السادس العلمي ، وكذلك بالنسبة للرياضيات واللغة الانكليزية ، ما سيؤدي في النتيجة الى ارباك كبير واعتراضات اكبر ، مع تسليمنا ان هناك اجوبة نموذجية ، لكن يبقى تقييم الدرجة النهائية يحتاج الى تخصص والا سيكون هناك تفريط او بخل ، مما سيضع مستقبل الطالب على كف عفريت .
من الطبيعي ان ترى التهافت يجري في مفاصل متعددة اذا ماتكررت الاخطاء وتجمعت ، فسيلد الخطأ خطأ جديدا ، ومن ثم تتراكم الاخطاء حتى تشمل الذين هم بمنأى عنها الان ، اي انها ستطول الجميع بدون استثناء .
طالما تذمر الطلبة من عملية التصحيح ، مع عدم علمهم بآليات هذه العملية اساسا ، اذ انك لو اطلعت عليها لعلمت ان لكل طالب حق فيما يقوله ، عملية قديمة ذات آليات مستهلكة ، بقيت بلا تطوير ولا افكار جديدة تضمن حقوق الطلبة ، وواحدة من مثالب هذه العملية المعقدة هي ان المصحح الواحد عليه ان يصحح يوميا اكثر من 160 رزمة كل رزمة تحتوي 100 دفتر او خمسين مايجعل العدد مهولا وبالتالي لجوء المصحح الى الطريقة القديمة طريقة ( الشبر ) ، ولذا كنت استغرب بعض الاحيان من بعض المدرسين والمسؤولين حين يقومون بنصح الطالب ان يكتب ولايدع فراغا ، حتى وان كانت كتابته خطأ ، وتحضرني في هذا المجال حادثة حدثت في الناصرية في الخمسينيات ، وتحكي ان مدرس اللغة العربية كان يجمع دفاتر الانشاء ليقوم بتصحيحها ، والرجل لايصحح شيئا وانما ( يشبر ) ، واخذ المدير خبرا بالامر فدس دفتر الحانوت مع دفاتر الانشاء ، وجاءت الدرجة 18 من عشرين ، فما كان من المدير الا ان يذهب الى الاستاذ وهو يقول : كيف حصل هذا الطالب على هذه الدرجة ، فرد المدرس انه طالب ممتاز وقد كتب موضوعا يستحق ان يقرأه الجميع ، وصادف ان دفتر الحانوت كان يحتوي على ( مسواك شهر ) ، فقال المدير: نعم بدليل وجود 200 لفة عمبة و50 بطل بيبسي ، فخجل المدرس وطلب نقله من المدرسة ، ونحن في خضم ازمة الامتحانات الشائكة نطالب الجميع ان ينصفوا الطلبة المساكين مع ذويهم لانهم تعبوا وعليهم ان يحصدوا ثمرة جهودهم ، لا للتصحيح القديم مع تحديد رزم قليلة يستطيع المصحح ان يقف عندها مرة ومرتين لايشغل محرك ويريد فقط ان ينتهي ، مع العلم ان الاجور غير مجزية للمصحح ولاتكفي الطعام واجرة السيارة ، بس شنسوي امر حكومة وجاري .
عبد الله السكوتي



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذا جان المغسّل اعور ، كول ياموتة الكشره
- هذا مو يوازيك اتبيع الجدر
- ديونّا ماوفيناها
- ناصر الاشكر وميناء امبارك
- مثل اخوة زينب ظلينه
- اليدري يدري والمايدري كضبة عدس
- اتلوا ( اكلوا ....)
- جوية العجل من ذيله
- اذا ردت اتهجج اكنس او عجج
- هاذي ماهي رمانه ، هاذي اكلوب مليانه
- زرازير النبكه
- الصخمج لطمني
- امجلبين ابذيل هالخير وماندري وين راح ايودينه
- شرناها او عيّت باهيزه
- ياكل ويه الذيب او يحرس ويه الراعي
- ايسوكها ابتبنها
- قانون نيرون
- كلما تهمد ايثورها الاعيور
- خل ياكلون
- وينّه او وين الدبل يعبود


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - امر حكومه او جاري