أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - الرفيق ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء.( مقتطف من العدد3 من - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!-)















المزيد.....



الرفيق ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء.( مقتطف من العدد3 من - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!-)


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 09:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


" بالضبط لأن الماركسية ليست عقيدة جامدة ، ميتة ، مذهبا منتهيا ، جاهزا ، ثابتا لا يتغير ، بل مرشد حي للعمل ، لهذا بالضبط كان لا بد من أن تعكس التغير الفريد السرعة في ظروف الحياة الإجتماعية " ( لينين : " بعض خصائص تطور الماركسية التاريخي"- ص 150 من " ضد الإنتهازية اليمينية و اليسارية و ضد التروتسكية "، دار التقدم ،موسكو 1976 ،الطبعة العربية)
------------------

" ان الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملي و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و ان نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الاشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذي يدعون إليه ليس بالخط الاشتراكي في الواقع بل هو الخط الرأسمالي . و التحريفية فى الظروف الراهنة أكثر ضررا من الجمود العقائدي . و أحد واجباتنا المهمة فى الجبهة الإيدبولوجية فى الوقت الحاضر هو دحض التحريفية.( ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "12 مارس/أذار 1957 "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ص21-22)./

مقدمة :

"صحة الخط الإيديولوجي و السياسي أم خطأه هي المحددة في كل شيء" هذا ما قاله ماو تسي تونغ ملخصا حقيقة و درسا بالغين إستشفهما من صراعات طبقية و صراعات خطين داخل الحزب الشيوعي الصيني و داخل الحركة الشيوعية العالمية خاضها لعقود و أعظمها تلك التي خاضها خلال أعلى قمة بلغتها الثورة البروليتارية العالمية : الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى .

و نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى فى حاجة ماسة إلى مزيد توضيح خطنا الإيديولوجي و السياسي سيما و أنه إعترته بعض الضبابية جراء الهجوم الامبريالي الرجعي الظلامي على الشيوعية و الهجوم الخوجي و الشرعوي و جراء عدم نفض الغبار عليه و تطويره لسنوات حيث صار حتى رفاق و رفيقات لا يمسكون به كما ينبغى و لا يطبقونه في مجالات نشاطهم و لا يطورونه في أتون الصراع الطبقي .

إن علم الثورة البروليتارية علم وعليه ينبغى أن يعامل كعلم يقتضى الدراسة و البحث و التطوير و التعميق عبر الممارسة العملية فالنظرية فالممارسة العملية الخ طبق نظرية المعرفة الماركسية التي طورها ماو تسى تونغ . ودون علم الثورة البروليتارية العالمية: الماركسية –اللينينية –الماوية ، لن يتم فهم التحريفية المهيمنة على الحركة الشيوعية التونسية و العربية و العالمية و لن يقدر الثوريون و الثوريات على محاربتها و حاليا، و قطريا ، على الأقل توجيه ضربات هامة لها كي تفسح المجال لنمو نواة حركة ثورية . ف" لا حركة ثورية دون نظرية ثورية " (لينين).

و مساهمة منا في توضيح خطنا الإيديولوجي و السياسي ستنتناول بالبحث مسالة موقع ستالين من الحركة الشيوعية العالمية و ذلك من موقع أرقى ما وصلت إليه تجربة البروليتاريا العالمية :الماركسية-اللينينية-الماوية . ستالين ركيزة من ركائز هذه الماركسية-اللينينية-الماوية. رغم الأخطاء التي قام بها يظل ماركسيا عظيما سعت التحريفية المعاصرة و لا تزال، اليد فى اليد مع الامبريالية العالمية و الرجعية ، منذ الخمسينات إلى تشويهه . و قد تصدى للدفاع عنه دون تردد الحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماوتسى تونغ . و كان الدفاع من مواقع ثورية بروليتارية مبنية على دراسة علمية لتجربة دكتاتورية البروليتاريا فى الاتحاد السوفياتي فكان دفاعا عن الصواب الذي قدر بسبعين بالمائة وأما الأخطاء فحددت ليستفاد منها بأن لا تكرر و يشيّد ما أفضل على أساس تجاوزها . و من هنا جاءت التجربة الاشتراكية الصينية تتمة للتجربة السوفياتية فى جانبها الصحيح و تطويرا جديدا لطرق و أساليب بروليتارية ثورية تفاعلا مع الواقع الجديد فكانت بمثابة قمة الهرم فى تجربة دكتاتورية البروليتاريا إلى يومنا هذا.

عقب وفاة ماو تسى تونغ و إغتصاب التحريفية السلطة فى الحزب والدولة الصينيين و بوجه خاص عقب الهجوم الخوجي المسعور، في أواخر السبعينات، على ماو تسى تونغ كطعنة فى الظهر أصابت الحركة الماركسية-اللينينية التي كان يقودها الحزب الشيوعي الصيني و يؤيدها حزب العمل الألباني ، شهدت الحركة الشيوعية العالمية الماركسية-اللينينية بلبلة و إضطرابا حيث ، فى قضية الحال ، أعاد خوجا عقارب الساعة إلى الوراء ليستعمل جانبا ثانويا من ستالين و تحديدا ما ثبت أنه أخطاء ضد ماو ، زاعما النقاوة الإيديولوجية . وفى القطر التقط أعداء الماركسية- اللينينية - الماوية هذا السيف كما التقطوا فى نقاط أخرى السيف التحريفي السوفياتى، و انهالوا بهما يقطعون أوصال علم الثورة البروليتارية العالمية . وترجمة لذلك الهجوم الخوجي كتب الخوجيون المفضوحون "الماوية معادية للشيوعية "وكتب الخوجيون المتسترون من بعدهم "هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيا لينينيا ؟"

فى هذا المقال سنسلط سياط نقدنا على "هل يمكن..." الذى يكرر فى هذا الموضوع تماما ما ورد فى "الامبريالية و الثورة " لأنور خوجا لنخطو خطوات أخرى بإتجاه الرد على أتباع الخط الإيديولجي الخوجي و ليمسك الرفاق و الرفيقات بصلابة بالتقييم الماركسي-اللينيني-الماوي للرفيق ستالين كسلاح يرفع فى وجه التحريفيين و الدغمائيين التحريفيين الخوجيين المفضوحين منهم و المتسترين .
-----------------------------------------------------------------------------

بصدد منهجية "الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين " الخوجية الدغماتحريفية:

من الأهمية بمكان عرض بعض النقاط المنهجية لدى "الجماعة" الذين صاغوا كراس " هل يمكن ...؟" فى معالجتهم لهذه القضية الحيوية في تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و في رسم آفاق النضال البروليتاري العالمي.
يذكّر "الجماعة" بالصفحة 44 من " هل يمكن ..." بكيفية تعاطي لينين مع كاوتسكي فيكتبون :" لقد بدأ إرتداد كاوتسكي منذ 1912 و ارتد نهائيا في 1914 فكان لينين يتابع مواقفه و أدبياته كمن يتابع درجة الحرارة لدى مريض : فيعلن عن موته عندما يموت و كذا لينين أعلن عن إرتداد كاوتسكي زمن حياته فقومه تقويما علميا لا عدميا : فحدد تاريخ ثوريته و كتاباته الموثوق بها و وضع حدا فاصلا بين ذلك و بين تاريخ ارتداده. وقد قال في هذا الشأن :" إقرؤوا كتابات مرتد قبل أن يرتد".

حسنا ، هذا منهم وصف جيد للطريقة العلمية التي إعتمدها لينين في تقييم أعمال و نشاط أحد أبرز القادة البروليتاريين الألمان و العالميين الذين ناضلوا إلى جانب انجلز و معه ركزوا الأممية الثانية و لكن كاوتسكى كما بين لينين إرتد عن الماركسية بعد أن كان رمزا لها و معبرا عنها. كنا بالتالي ننتظر أن يطبق "الجماعة" هذا المنهج اللينيني فى تقييمهم لماو تسي تونغ كقائد بروليتاري عالمي كان رأس حربة الماركسية-اللينينية صينيا و عالميا إلى وفاته، لعلنا معهم نلمس قراءة علمية في نشاطه و كتاباته و نقدا من منظور بروليتاري يفيد في بناء صرح نظري أرقى و ممارسة ثورية أرقى أيضا.غير أن ذلك منهم لم يحصل مثلما لم يحصل من قبل أنور خوجا الذي عليه إستندوا و به إستشهدوا و كتاباته إعتمدوا. وضعوا اللينينية جانبا و شرعوا في تطبيق عكسها منهالين على ماو شتما و تشويها . قال لينين فى مقاله بعنوان " المغزى السياسي للشتم " : " إن الشتم في السياسة يغطى دائما الإفتقار التام للمحتوى الفكري و قلة الحيلة و العجز و الضعف المزعج للشاتم" ( ذكر بالصفحة 13 من "حول مسألة ستالين " الطبعة العربية ، دار النشر باللغات الأجنبية ، بيكين 1963).

هل حددوا تاريخ ثورية ماو تسى تونغ؟ الجواب :لا.
هل حددوا تاريخ ثورية ماوتسي تونغ؟ لا.
هل حددوا كتاباته الموثوق بها ؟ لا.
هل وضعوا حدا فاصلا بين ذلك و بين تاريخ إرتداده ؟ لا.

و بصيغة أخرى هل قيموه لينينيا؟ بالنتيجة لا. فالمتفحص لما كتبوا لا يجد سوى كيل السب لماو تسي تونغ و على طول و عرض الصفحات لا يذكر شيئا واحدا إيجابيا لديه فما بالك بكتاباته الموثوق بها و يكون هكذا ماو تسي تونغ ليس مرتدا و إنما ليس ماركسيا بالمرة حسب هؤلاء ، ماو الذي قاد الحزب الشيوعي الصيني طوال عقود و كان تحت إمرة الأممية الثالثة و كان ستالين يقود الحركة الشيوعية العالمية و لم نجد لديه تقييم عدمي لماوتسي تونغ و إنكار لصفة الماركسي عنه . كيف يكون ستالين ماركسيا-لينينيا و تكون الأممية الثالثة ماركسية –لينينية و لم يتفطنا إلى أن قائد الحزب الشيوعي الصيني المنتمى إلى صفوفها غير ماركسي أصلا ؟

هذا إضافة إلى أن منهج جماعة "هل يمكن..." غير مادي جدلي فهو قذف غير مباشر في الأممية الثالثة و في ستالين و كل الماركسيين-اللينينيين السوفيات و الألمان ...و الصينيين...و فى الأخير هجوم على الماركسي-اللينينية بصورة عامة. وهو أيضا إستبلاه لنا على إعتبار أنهم يعتقدون أننا جهلة بالتاريخ بمقدورهم أن يختلقوا ما طاب لهم من الأكاذيب فسنصدقهم و نتجاهل تاريخ الثورة الصينية الديمقراطية الجديدة/ الوطنية الديمقراطية ثم منذ 1956 الإشتراكية و النضال الماوي ضد التحريفية عالميا و فى صفوف الحزب الشيوعي الصيني إلى 1976.

يشير "الجماعة " إلى أسلوب لينين في التعاطي مع كاوتسكى إلاّ أنهم مثلهم في ذلك مثل الخوجيين غير المتسترين لا يطبقونه تجاه ماو. معرفة الشيء ووضعه موضع الممارسة يمثل وحدة أضداد /تناقض فى نظرية المعرفة الماركسية لا يقدر على حله إلا الماركسي حقا و الباحث بنزاهة و فعلا عن الحقيقة و محكه الممارسة. أما "الجماعة" فهم عاجزون عن تطبيق اللينينية لأن تطبيقها سيؤول بهم إلى هدم كل صروح الكذب التي بنوها من الرمال .

عوض تطبيق المنهج اللينيني عمدوا إلى منهج رجعي بغيض من الإنتقائية الفجة لكلمات هنا و هناك يعزلونها عن إطارها و يقذفونها إلى آخر و يتخذونها منطلقا لكيل الشتائم و حتى يختلقون عبارات يضعونها بين قوسين وفى سياق الصياغة يوحون بأنها أتت على لسان ماو فى حين أنها من إختراعهم هم و ذلك في ما يتصل مثلا بعبارة " دكتاتوري " بالصفحة 47 من ("هل يمكن...") و كأن ماو إستعملها لنعت ستالين .

و من النعوت التي قدموها على أنها متداولة لدى ماو في وصف ستالين و تبين موقفه منه : "ميتافيزيقي، ذاتي ، وحداوي النظرة " و لسان حال الواقع ينطق بعكس ذلك بحكم أن الكلمتين الأولتين لم يستعملهما ماو بذلك التعميم الإطلاقي و الكلمة الثالثة ما جاءت بتلك الصيغة و نصوص ماو ذاته تفنّد إفتراءاتهم.كما و يجدر التنبيه إلى أن تلك النعوت قدمت دون توفير فرصة لنا للإطلاع على الدواعي وراء إستخدامها و التعليلات و الحجج التي إليها استند ماو في حكمه.

لنأخذ كلمة " ميتافيزيقي " فإنها وردت ضمن "خطاب فى ندوة الكتاب العامين " فى المجلد الخامس من "مؤلفات ماوتسي تونغ المختارة " ، صفحة 398( باللغة الفرنسية) و كان ماو ألقي الخطاب فى 27 جانفي 1957 :
" هنالك كثير من الميتافيزيقا لدى ستالين و قد علم عديد الناس ممارستها " . لم يحكم ماو بإطلاقية مثالية بأن ستالين "ميتافيزيقي" كما يدعى "الجماعة" و لم يقل إنه "ميتافيزيقي" مائة بالمائة بل قال في فهمه لمسائل محددة ( سيحللها ماو في ما سيلي) توجد ميتافيزيقا. كلام ماو واضح و واضح جدا و من هنا الفرق بل البون الشاسع الذي لا يراه و لا يريدنا أن نراه المثاليون الدغمائيون.

شارحا حكمه هذا على ستالين ، تابع ماو:" فى " تاريخ الحزب الشيوعي (البلشفى ) السوفياتي " يقول إن للديلكتيك الماركسي أربع ميزات جوهرية . فى النقطة أ) يتحدث عن العلاقة بين مختلف الأشياء و الظواهر كما لو أنها مرتبطة دون سبب أو علة . كيف ترتبط بالتالي الأشياء فى ما بينها ؟ بطرفي التناقض . فلكل شيئ و لكل ظاهرة طرفا تناقض . فى النقطة د) يتحدث عن التناقضات الكامنة في الأشياء و الظواهر بيد أنه لا يشدد إلا على صراع الأضداد دون الإشارة إلى وحدتها . طبقا لوحدة الأضداد ، القانون الجوهري للديالكتيك ، الضدان في صراع و في الوقت ذاته يبقيان في وحدة ، إنهما ينفيان الواحد الآخر و في الوقت ذاته هما مرتبطان الواحد بالآخر و في ظروف معينة ، يتحولان الواحد إلى الآخر."

هذا هو المثال الأول المحلل الذي على أساسه إنتهى ماو إلى إعتبار أن لدى ستالين جزءا لا بأس به من الميتافيزيقا و المثال يبين نقدا ماركسيا-لينينيا لموقف معين لرفيق و معلم و من منطلق التمسك بالمادية الجدلية و تطويرها .( لتعميق النظر مراجعة نص" فى الفلسفة " من كتاب " فى الرد على حز ب العمل الألباني" )
و المثال الثاني هو " فى "القاموس الفلسفي الصغير "، الطبعة الرابعة ، المنشور في الإتحاد السوفيتي ، يعبر مقال التماثل [الوحدة] عن وجهة نظر ستالين . فيه يقال : " الظواهر مثل الحرب و السلم ، البرجوازية و البروليتاريا، الحياة و الموت الخ لا يمكن أن تتماثل لأن المظهرين متضادين كليا و ينفي الواحد الآخر ." هذا يعنى أن بين المظاهر المتضادة كليا لا يوجد تماثل بالمعني الماركسي للكلمة و أنهما يتنافيان فقط دون أن يكونا مرتبطين الواحد بالآخر و لا يمكنهما التحول الواحد إلى الآخر في ظروف معينة. هذا تأكيد خاطئ جوهريا.

حسب هذا المقال ، الحرب هي الحرب و السلم هي السلم شيئان ينفى الواحد منهما الآخر فحسب دون أي رابط بينهما ، لا يمكن للحرب التحول إلى سلم و لا يمكن للسلم كذلك أن تتحول إلى حرب. يذكر لينين الإستشهاد بلكلوزفيتش :" الحرب إمتداد للسياسة و لكن بوسائل أخرى"[لينين "الحرب و الثورة"].الصراع في فترة السلم هو السياسة و الحرب هي أيضا سياسة لكن باللجوء إلى وسائل خاصة. الحرب و السلم ينفى الواحد الآخر و في الوقت نفسه يرتبطان الواحد بالآخر و يتحولان الواحد إلى الآخر في ظروف محددة . إذا لم يتم الإعداد للحرب في فترة السلم كيف يمكن للحرب أن تندلع فجأة ؟ إذا لم يتم الإعداد للسلم خلال الحرب كيف يمكن للسلم أن تتركز بسرعة ؟
لو أن الحياة و الموت لا يمكنهما التحول الواحد إلى الآخر ، قولوا لى إذن من أين تأتي الكائنات الحية . لم توجد في البداية سوى المادة غير الحية على كوكب الأرض . فقط بعد وقت من ذلك ، ظهرت الكائنات الحية النابعة من المادة غير الحية أو الجامدة . كل كائن حي يشهد سيرورة [ميتابولزم]الأيض: ولادة، نمو ، توالد و موت. طوال نشاط الكائن الحي ، الحياة و الموت في صراع و يتحولان باستمرار الواحد إلى الآخر.
لو أن البرجوازية و البروليتاريا لا يمكنهما التحول الواحدة إلى الأخرى كيف يمكن أن تفسروا أن عبر الثورة تصير البروليتاريا الطبقة المهيمنة و البرجوازية الطبقة المهيمن عليها."

هكذا بشرح مستفيض مادي جدلي ، بعد دراسة و تمحيص دقيقين و إستنادا إلى لينين يكون نقد ماو لستالين نقدا بناءا و ليس نقدا هداما عدميا فهو يصوب خطأ سقط فيه رفيق، معيدا للأذهان المواقف اللينينية الجدلية و مطبقا إياها من خلال التحليل الملموس لأشياء و ظواهر و سيرورات الواقع الملموس. منطلق ماو لم يكن التبجح و لا كيل الشتائم بل كان منطلقا رفاقيا فى التعامل مع القائد البروليتاري ستالين ، همه الأوحد الإستفادة من التجارب لبناء صرح ماركسي-لينيني أمتن يسمح بممارسة ثورية أرقي ذلك أن الماركسية كما أكد انجلز و لينين تتطور بنقد ذاتها .

و "الجماعة" لا يناقشون الأمثلة التى أوردها ماو فى تحليله الملموس للواقع الملموس ،لا يهمهم إن كان ستالين قد أخطأ وهو يشق طريقا بروليتاريا رئيسيا فإن الدفاع عن خطئه و قد تبين و من وجهة نظر بروليتارية ماركسية-لينينية أنه خطأ- يغدو دفاعا عن نقيض الماركسية-اللينينية و تحريفية فجة لا غير.

و إلى نعت "الذاتي " الذي إنتزع إنتزاعا من الفقرة التالية ، بالصفحة 341 من المجلد الخامس من " مؤلفات ماو تسي تونغ المختارة" وهي فقرة من نص كتب فى أوت 1956بعنوان "تعزيز وحدة الحزب ": " بإرتكاب أخطاء نقصد التعامل بطريقة ذاتية يعنى أن الفكر لا يتطابق مع الواقع. هذه المسألة كانت منسية تماما أو بالكاد تقع الإشارة إليها في عديد المقالات الناقدة لأخطاء ستالين و التي أمكننا قراءتها .لماذا إرتكب ستالين أخطاء ؟ لأنه فى بعض المشاكل لم يستطع وضع الذاتى فى تناغم مع الواقع الموضوعي ."

بالتأكيد " فى بعض المسائل " لا تفيد و لا تساوى "ذاتي " بصورة مطلقة. فى حين يعرض ماو تحليلا لحقائق ملموسة ينحو "الجماعة" نحو النفخ في الكلمات و قطعها من إطارها الذي تتنزل فيه فصبغها بصفة الإطلاقية مقتفين بذلك آثار أنور خوجا والتحريفيين المعاصرين و الإنتقائيين و المثاليين .

وفى إشارات جلية تترجم دوافع حكم ماو إياه يذكّر القائد البروليتاري الصيني بما حدث بالصين للقوات المسلحة الشيوعية خلال الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية في سنواتها الأولى لما كانت تتبع خط المبعوث الممثل للأممية الثالثة و العامل وفق توصيات ستالين . لقد دافع ممثل الأممية الثالثة عن الثورة بداية في المدن و عن حرب الدفاع عن المواقع فتسبب في خسارة حوالي أربعة أخماس الشيوعيين و كان درسا قاسيا لأن ذلك الفهم كان ذاتيا و لم يلم بواقع الصين المختلف عن واقع روسيا.

كتب لينين للمؤتمر الثاني للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق، 1919 (المختارات1/3ص410 ):"...ينبغى لكم أن تستندوا في الميدانين النظري و العملي على التعاليم الشيوعية العامة ، و أن تأخذوا بعين الاعتبار الظروف الخاصة غير الموجودة فى البلدان الأوروبية كي يصبح بإمكانكم تطبيق هذه التعاليم في الميدانين النظري و العملي فى ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي و تطرح فيها مهمة النضال لا ضد رأس المال ، بل ضد بقايا القرون الوسطى...".

مستوعبين هذا الموقف اللينيني الذى ذهبت ضده الأممية الثالثة إنطلق الماركسيون-اللينينيون الصينيون و على رأسهم ماو يخوضون غمار صراع صارم ضد الدغمائية معتمدين على بحوث و دراسات ميدانية و يصيغون إستراتيجيتهم و تكتيكهم الخاصين في الثورة الصينية و دافعوا عنهما إلى أن تمكنوا من جعل الحزب الشيوعي الصيني يطبق الماركسية-اللينينية بشكل خلاق ما مكّنهم من الانتصار فى الثورة الديمقراطية الجديدة سنة1949 و المضي قدما في الثورة الاشتراكية أساسا منذ1956 ليدعموها و يعمقوها إلى سنة 1976سنة الانقلاب المضاد للثورة التحريفي على الخط الثوري الماوى و تحول الصين من إشتراكية الى رأسمالية مع تحول الحزب الشيوعي من حزب بروليتاري الى حزب برجوازي . كما قال ماو " التحريفية فى السلطة يعنى البرجوازية فى السلطة" .

هذا لماما، نقد ماو المادى الجدلي لخطإ من الأخطاء التى إرتكبها ستالين حيال الثورة الصينية و المثبت و الموثق تاريخيا و مع ذلك ، و هذا أمر وجبت الإشارة إليه، عندما ناضل الماويون ضد التطبيق الدغمائي للماركسية على الصين لم يحملوا ستالين بالأساس مسؤولية ذلك الخطأ بل حملوه لرفاقهم الصينيين الذين لم يفهموا ضرورة تكريس الحقيقة الماركسية كمحتوى ينسحب عالميا عامة على الصين بخاصة فيتخذ شكلا صينيا يغني كخاص العام في علاقة جدلية بينهما.

و كي لا نجانب حقيقة أخرى هامة لأقصى الحدود نميط اللثام عن مفهوم النقد من منطلق ماركسي-لينيني . فالنقد والنقد الذاتي من ركائز التعاملات الشيوعية بين الرفاق داخل الحزب الواحد و داخل الحركة الشيوعية العالمية . والنقد لا يعنى الإنتقاد فالنقد عملية تبيان للجوانب السلبية من ناحية والجوانب الايجابية من ناحية أخرى أي النواحي الخاطئة و النواحي الصائبة .

و بالضبط ما مارسه ماو إزاء الرفيق ستالين نقد و ليس إنتقاد حيث لم يقف عند الأخطاء و حسب بل أبرز أشد ما يكون الإبراز الجوانب البروليتارية لديه والتي من اللازم التمسك بها و الدفاع عنها و نشرها و تطبيقها و تطويرها. و الموقف العام لماو و الحزب الشيوعي الصيني من الرفيق ستالين في تناقض تام و ساطع مع التحريفية السوفياتية و غيرها المهاجمة كليا لستالين على أنه عدو للماركسية-اللينينية. مثلا ، في نص ماو " حول العشر علاقات الكبرى " المكتوب فى أفريل 1956 (ليلاحظ جيدا هذا التاريخ فدلالته عظيمة) : " تدافع اللجنة المركزية لحزبنا على أن مآثر ستالين و أخطائه في علاقة سبعة إلى ثلاثة و أن ستالين مع ذلك يبقى ماركسيا عظيما ". و الحال أن وثيقة "هل يمكن..." ما إنفكت تقتطف شذرات متناثرة من هذا النص و بوقاحة ما بعدها وقاحة تغيب هذا الموقف الثوري الماركسي-اللينيني و الأنكى تطلق العنان لقلب الحقائق رأسا على عقب!

و قبل التوغل فى حيثيات و محطات توصل ماو و الشيوعيين الصينيين إلى مثل التقييم المذكور أعلاه (قبل الألبان و بأعمق فهم و نصوص خوجا لتلك الفترة تشهد بذلك و إن إدعى الخوجيون المفضوحون منهم و المتسترون غير ذلك) ، نسأل" الجماعة " فى تحد ماركسي- لينيني : هل قمتم بأي تقييم علمي موضوعي موثق لستالين ؟ على حد النص الذي ننقد لا وجود لأي تقييم علمي لستالين و تجربة دكتاتورية البروليتاريا فى الاتحاد السوفياتي ، كل ما نخرج به من وثيقتهم هو تشويه للماوية بالوسائل جميعها.و نترقب منهم إلى الآن تقييما مفصلا لتلك التجربة و أيضا تقييما للتجربة الألبانية و أنور خوجا على أننا نعتقد جازمين أنهم غير قادرين على ذلك لسبب مزدوج فمشاغلهم أبعد ما تكون عن تقييم أول تجربة دكتاتورية بروليتاريا و هم لا يملكون لا الفهم و لا المنهج و لا المنظور البروليتاريين للاضطلاع بمثل هذه المهمة إذ هم ينهالون على ماو الشيوعي الأممي بكل ألوان الشتائم و تراهم يمجدون أبو علي مصطفى و الجبهة الشعبية التي إعتبرت الامبريالية الاشتراكية بلا تردد صديقا للشعوب!

و جاءت وثيقة أخرى تقوم "الجماعة " بترويجها لتأكد ما نذهب إليه حيث فى كراس بعنوان " 5 مارس 1953-5 مارس 2003 الذكرى الخمسون لوفاة ستالين " حبروا فى الصفحة الثالثة من المقدمة التالي:
" نحن لا نزعم أن ستالين معصوم من الخطإ و لا لينين و لا ماركس و لا أنجلز ، و لا ندافع عنهم دفاعا دغمائيا ، نحن نفرق بين النقد الموضوعي و النزيه حتى من منظري الإمبريالية و التشويه المقصود و المنظم و المشحون بخلفية العداء الطبقي . " و مع ذلك نقبنا الكراس من البداية إلى النهاية و دققنا البحث و لا أثر لديهم للحديث عن أخطاء ستالين مهما كانت و هكذا في الوقت الذي ينفون فيه كونهم دغمائيين يطبقون الدغمائية فى أجلى مظاهرها .

و فى حين أنهم يقبلون (يفرقون بين النقد الموضوعي و النزيه "حتى من منظرى الإمبريالية "، يعتبرون نقد ماو تسي تونغ غير نزيه و غير موضوعي و إن كان قائما على الأطروحات اللينينية . قد يقبلون آراءا "موضوعية ونزيهة حتى من منظرى الإمبريالية " و لا يقبلون آراء قائد شيوعي قاد ثورة حررت ربع البشرية من نير الإمبريالية و بنت تجربة دكتاتورية البروليتاريا متقدمة للغاية و واجه أشد ما تكون المواجهة المتهجمين على ستالين لعقود و أكثر من ذلك قام من منظور بروليتاري شيوعي ثوري بدراسة تجربة دكتاتورية البروليتاريا فى الإتحاد السوفياتي و أنجز نقدا بناءا ميّز فيه بين الأخطاء المقدرة بثلاثين بالمئة من أعمال ستالين و بين الصواب فى تنظيراته و ممارساته و المقدّر بسعبين بالمئة !!!

و يشد الإنتباه أن " الجماعة " تعيد فى كراسها نفس التصرفات الإنتهازية التى ألفيناها فى "هل يمكن ..." أين إعتبروا أن أنور خوجا من أصحاب المواقف الإرتجالية " فلم يكن حكمها على ماو تسي تونغ أو له نابعا من نظرة شمولية ، بل طغت عليها الأحكام الذاتية و المسبقة ، أو حتى الأحكام التى كان لأصحابها مصلحة تحالف أو تعاون مع نظام ماو تسى تونغ مثل أنور خوجا، بل إن أصحاب هذه المواقف و التقويمات يلتقون طبقيا و فكريا مع ماو تسي تونغ فلم تكن مواقفهم إزاءه من منطلق ماركسي بل كانت من منطلق مصلحي فقط ." و مع ذلك طوال "بحثهم"("هل يمكن ...") يستشهدون بأنور خوجا و يعتمدون كتبه و يكررون حرفيا إفتراءاته على ماو تسى تونغ . و فى كراسهم عن ستالين يعولون على كتاب "نظرة أخرى إلى ستالين "كأهم مصدر من مصادرهم( منذ الصفحة الأولى للباب الأول ،ص5). وفى الوقت نفسه لا ينبسون بكلمة عن كاتبه و تقييمه لستالين و لماو تسى تونغ . الكاتب هو ليدو مارتنيز الذى كان رئيس سابقا لحزب العمال البلجيكي ، وهو حزب يثمن إضافات ماوتسى تونغ لعلم الثورة البروليتارية العالمية و ينظم ندوة بروكسال السنوية التي من مواقفها الواضحة تقيم أعمال ماو تسى تونغ تقييما إيجابيا و بإختصار يعد البعض حزب العمال البلجيكي حزبا ماويا و إن كان وسطيا بالنسبة للحركة الماوية العالمية .

و على سبيل المثال نطلعكم على جمل من مقال لليدو مارتيناز كتب فى 1993 بمناسبة إحياء مائوية ماو تسى تونغ ( مع ملاحظة أننا لا نتفق معه فى كافة محتوى هذا المقال ):
فى مطلع المقال كتب :" نحتفل اليوم بمئوية ماو تسى تونغ مثلما إحتفلنا فى الماضى القريب بالذكرى الخمسين لإنتصارستالينغراد...." و كتب فى نهايته :" يثمن حزبنا أيما تثمين الخط الذى طوره ماو تسي تونغ للثورة الوطنية الديمقراطية .لكن أكبر مساهمة من مساهمات ماو تسى تونغ هي نظرية مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا و تطبيقه للثورة الثقافية ".
أما بصدد مسألة تصدى ماوتسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني الماوي للتحريفية المعاصرة فيكفى أن نقتطف من نفس المقال جملة لا أكثر هي :" كان الفضل التاريخي لماو تسى تونغ و للحزب الشيوعي الصيني فى الدفاع عن الماركسية اللينينية ضد التحريفية الخروتشوفية فى كتيب " إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية " . و بعد ثلاثين سنة من نشرها لم تفقد هذه الوثيقة من راهنيتها بل بالعكس أتى إنهيار الإتحاد السوفياتي ليشدد على نفاذ رؤيتها " .

الموقف الشيوعي الماوي :

مسألة ستالين ليست بالمسألة الهينة ( قبول الكل منطق مثالي ودغمائية و رفض الكل منطق مثالي وتحريفية) ، إنها مسألة تقييم أول تجربة فعلية لدكتاتورية البروليتاريا ، إنها مسألة حيوية فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية ماضيا و حاضرا و مستقبلا. مراكمة المعرفة من أجل تغيير العالم إفراز لإعمال الفكرماركسيّا-لينينيا-ماويا فى التجارب العملية الماضية و القائمة. الممارسة فالنظرية فمعرفة صحة النظرية عبر الممارسة فتلخيص الممارسة فى نظرية أرقي ومن جديد ممارسة أرقي فنظرية أرقي و هكذا دواليك بشكل تصاعدي لولبي.هذه نظرية المعرفة الماركسية. كيف نملك رفع التطور اللولبي للماركسية - اللينينية إذا لم نمارس نظرية المعرفة الماركسية هذه؟ غير ممكن حصول ذلك إذا غابت ممارسة نظرية المعرفة الماركسية ( "فى الممارسة العملية" لماو تسي تونغ شرح مستفيض للموضوع و تطوير خلاق للماركسية-اللينينية فى هذا المضمار).و حين لا ننظر لممارستنا الماضية لإستخلاص دروس عملية مستقبلية ، نكرّر إقتراف الأخطاء السابقة و نكون تجريبيين فنعتقد أننا نتقدم فى خطانا بينما نحن نراوح مكاننا.

تجاه مسألة ستالين ، مثلما فى غيرها من المسائل ، كرّس ماو نظرية المعرفة الماركسية ، أما "الجماعة" و من قبلهم أنور خوجا و التحريفيين السوفيات ( قبول بالكل و رفض الكل ) لم ينجزوا تحليلا جدليا لعهد ستالين . إنهال عليه التحريفيون السوفيات و أتباعهم عالميا شتما و تشويها و عمد الخوجيون إلى الدفاع عنه دفاعا أعمى ، فى صوابه و خطئه. طبّق ماو الماركسية-اللينينية و طبّق الآخرون تحريفية أو دغمائية . فى "حول الديالكتيك" أكد لينين أن جوهر الديالكتيك هو وحدة الأضداد أو بكلماته هو:" ازدواج ما هو واحد" و زيادة على تعميق الرؤية الماركسية-اللينينية لقانون التناقض (وحدة الأضداد) فى " فى التناقض " و فى غيرها من مقالاته فى الجدلية، عمل ماو جهده لتطبيق الجدلية فى أعماله و نشاطاته و من ضمن تطبيقاته الجدلية نجد تطبيقه للجدلية على مسألة ستالين.

يقول ماو تسي تونغ فى الصفحة 367 من المجلد الخامس :" فى الواقع ، كل شيء سواء أكان فى الصين أو في الخارج قابل للتحليل، له مظهر إيجابي و مظهر سلبي . الشيء ذاته بالنسبة لعمل كل مقاطعة ، هنالك نجاحات و نواقص ، و لكل واحد منا أيضا مظهران – ايجابيات و سلبيات و ليس مظهرا واحدا أبدا . نظرية المظهر الواحد و نظرية المظهرين توجدان منذ القدم . تنتمي الأولى إلى الميتافيزيقا و الثانية إلى الديالكتيك." (التسطير من وضعنا).
و مثلما لمسنا ، ستالين فى مظهره الرئيسي ماركسي عظيم و في مظهره الثانوي قام بأخطاء جدية و أحيانا خطيرة. و من المعلوم أن الحزب الشيوعي الصيني و ماو قائده ذاته أخضعا أنفسهما للتحليل و دعيا لا الحزبيين فقط بل الجماهير أيضا إلى النهوض بالتحليل للمظهرين للتعلم من ما أثبت الممارسة صحته و ما أثبتت خطله، للتعلم من الصواب و من الخطاء أيضا!
---------------------------------------------------------------
1/ المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة :
---------------------------------------------------------------
أحدث المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي السوفياتي و الهجوم المسعور على ستالين رجة هائلة فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية و أحزابها و منظماتها فرد ماو على طريقة التحريفيين السوفيات المتوخاة من قبل قلة من الشيوعيين الصينيين فى التعامل مع ستالين ، فى نص "خطاب أمام ندوة الكتاب العامين " فى جانفى 1957: "منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي ، بعض الذين قد دافعوا عن ستالين بنشاط ليسوا الآن أقل نشاطا في الهجوم عليه. في رأيي يتخلون عن الماركسية –اللينينية ذلك أنهم لم يقوموا بتحليل المشكل و يجهلون الأخلاق الثورية. الماركسية - اللينينية تعنى التحلي بالأخلاق الثورية للبروليتاريا. سابقا ، قد قاموا بأقصى ما في وسعهم للدفاع عن ستالين إلى حد معه يجب على الأقل ، حاليا تقديم بعض الأسباب لتعليل إنقلابهم! لكن دون تقديم أدنى شرح ، يقومون بإلتفاف ب 180 درجة كما لو أنهم لم يدافعوا أبدا عن ستالين ومع ذلك لقد كانوا من أنصاره المتحمسين. مسألة ستالين تهم كافة الحركة الشيوعية العالمية و أحزاب جميع البلدان.
فى ما يتعلق بالمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي، فإن الغالبية الساحقة لكوادر حزبنا يعربون عن غضب تجاهه. و يعتقدون أن السوفيت ذهبوا أبعد من اللازم في نقد ستالين .و هذا شعور طبيعي و رد فعل أخلاقي. غير أن أقلية شرعت في التذبذب ...حين إندلع إعصار في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي ثمة فى الصين نملات خرجت من جحورها . إنها العناصر غير القارة في صفوف الحزب ، إنها تتمايل مع أول فرصة..."

جلي للغاية إذا موقف ماو و كذلك موقف الغالبية الساحقة للماركسيين-اللينينين الصينييين فى تصديهم و منذ البداية لتوجهات التحريفيين السوفيت و أتباعهم عالميا و في الصين أيضا.و قبل جانفى 1957 ، فى نص نقد أولى للمؤتمر العشرين ، فى 5 أفريل 1956 أي شهران و نصف الشهر بعد المؤتمر التحريفي ( وهو تاريخ عظيم الدلالة على نفاذ الرؤية الثورية لدى الشيوعيين الماويين ) فى "حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا" وقع التعبير عن أنه " علينا إعتبار ستالين من وجهة نظر تاريخية و النهوض بتحليل كامل و مناسب كي نستشف درسا مفيدا. ما هو صواب وما هو خاطئ لدى ستالين شأن يهم الحركة الشيوعية العالمية و يحمل سمة المرحلة."( جان بابى ، الصفحة 22 من " الجدال الكبير الصيني-السوفياتي 1956-1966 "، الطبعة الفرنسية، منشورات برنار غراسي ، باريس).
ومن المناسب هنا أن نعيد ما ذكرناه آنفا :" تدافع اللجنة المركزية لحزبنا على أن مآثر ستالين و أخطائه فى علاقة سبعة إلى ثلاثة و أن ستالين مع ذلك يبقى ماركسيا عظيما " ماو ، أفريل 1956 " حول العشر علاقات الكبرى" ، المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ، بالفرنسية).

بينما فهم ماو مسألة ستالين على نحو ماركسي-لينيني صحيح و دعا للإضطلاع بمهمة التقييم العلمي كمهمة جبارة ملقاة على عاتق الحركة الشيوعية العالمية - و شرع من جانبه فى الدراسة و التمحيص- كان التحريفيون السوفيات على موجة أخرى مناقضة تماما.(و كان أنور خوجا يكيل المديح للمؤتمر العشرين على صفحات "البرفدا" بتاريخ 8 نوفمبر 1956 ). كان هم الخروتشوفيين تحطيم ذكرى ستالين و ما يمثله تحطيما كليا.
لقد صوروا ستالين على أنه دموي متحدثين دون إنقطاع عن المحاكمات فحسب و في بلادهم ما قاموا به هو إطلاق سراح بعض المساجين معتبرين أن ما أسموه "إجتثاث الستالينية " قد تم و إنتهى بينما لم يصلحوا من شأن بعض الأخطاء الحقيقية لستالين بل عمقوها فهم تحريفيون. فى الواقع ، كان تهجم التحريفيين على ستالين تمهيدا و غطاءا لتركيز خطهم هم المعادي للثورة على جميع الأصعدة ، إنهم برجوازيون جدد يعملون على إعادة تركيز الرأسمالية و تحطيم كافة منجزات الإشتراكية و الثورة فى ظل لينين و ستالين.

بشجاعة بروليتارية ، إنبرى الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو ليتصدى لمهمة رسمها عن وعي طبقي شيوعي ، مهمة تقييم عمل و نشاط أحد أعظم رموز الشيوعية العالمية فكانت الملاحظات الأولية لماو تتعمق شيئا فشيئا لتنتج ثلاث نصوص ذات بعد تاريخي عالمي حول ستالين ألا وهي " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " ثم "مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " و " حول مسألة ستالين". و لكن قبل عرض أهم ما جاء في هذه الوثائق القيمة و التاريخية ، نتابع بقية ما صاغه ماو حول ستالين في المجلد الخامس الذي منه كنا قد إستشهدنا بمقتطفات آنفا.

بعد شهرين و نيف من المؤتمر العشرين الحزب الشيوعي السوفياتي ، كتب ماو في معرض خطابه "حول العشر علاقات الكبرى" فى أفريل 1956: " أولئك الذين في الاتحاد السوفيتي رفعوا ستالين إلى أعلى القمم ، أخذوا فجأة في رميه أسفل سافلين . عندنا ، هنالك من إقتفوا خطاهم. تدافع اللجنة المركزية لحزبنا عن أن مآثر ستالين و أخطائه فى علاقة سبعة الى ثلاثة و أن ستالين مع ذلك يبقى ماركسيا عظيما. إنه بالاستناد إلى هذا التقييم كتبنا مقال " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا". مثل هذا التقييم صحيح تماما. لقد قام ستالين بعدد معين من الأخطاء فيما يخص الصين . لقد كان وراء مغامرتية " اليسار" لوانغ مينغ، حوالي أواخر الحرب الأهلية الثورية الثانية ،ووراء إنتهازيته اليمينية فى بداية حرب التحرير . في البداية لم يسمح لنا بالقيام بالثورة مؤكدا أن حربا أهلية تهدد بتخريب الأمة الصينية . ثم عندما إندلعت الحرب أبدى شكا حيالنا و عندما كسبنا الحرب شك في أنه انتصار من نوع انتصار تيتو وفى 1949و1950 ، مارس علينا ضغوطا قوية جدا. إلا أننا مع ذلك نعتقد أن مآثر ستالين و أخطاءه في علاقة سبعة إلى ثلاثة .و هذا حكم عادل.
في ميادين العلوم الاجتماعية و الماركسية-اللينينية ، سنواصل بانكباب دراسة الأطروحات الصحيحة لستالين".

هذه مقاربة ماو لعمل ستالين، شهران و نصف الشهر إثر المؤتمر العشرين فيها يدحض القائد البروليتاري الصيني النظرة التحريفية السوفياتية منها والصينية التى ظهرت على نطاق محدود فى صفوف الحزب الشيوعي الصيني . و الحكم الأساسي يظل أن ستالين ماركسي عظيم يدرس الماركسيون - اللينينيون الصينيون أعماله و يطبقون ما فيها من أطروحات صحيحة.
فى ذلك التاريخ ، من من القادة الشيوعيين عالميا كان له مثل هذا الموقف الصائب و الجريء ؟ لا أحد سوى الماويين فهم الأثقب رؤية و الأوضح حينذاك و فى ما بعد داخل الحركة الشيوعية العالمية بأسرها .
و هذا التقييم موجود فى المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسي تونغ المختارة وهو من الوثائق المعتمد فى "هل يمكن..." و الغريب أن " الجماعة " عمدا لم يغضوا الطرف عنه فحسب و إنما إدعوا عكسه أي إدعوا أن ماو تهجم على ستالين و ساير من سموه ب"رفيقهم خروتشاف".إنهم بذلك يغتصبون التاريخ و يفترون على الماوية و الحركة الشيوعية العالمية و هذا منهم مثالية فلسفيا و إسفاف علميا.

فى السنة عينها ، سنة 1956 و فى شهر أوت تحديدا ، نطق ماو بما يلى ذكره: " كيف نقيم الأخطاء التى إرتكبت فى الاتحاد السوفياتي مثل أخطاء ستالين ؟ هي أخطاء جزئية ، مؤقتة ، هنالك منها ما إمتد ، حسب ما يقال ، طوال عشرين سنة لكن ذلك لا يمنع أنها مؤقتة و جزئية و قابلة للإصلاح. التوجه الرئيسي و المظهر المهيمن و الجزء الأعظم لما أنجز فى الاتحاد السوفياتي صحيح. ولدت روسيا اللينينية و بفضل ثورة أكتوبر ، أضحت أول دولة إشتراكية . و قد أنجزت البناء الاشتراكي و إنتصرت على الفاشية و صارت بلدا صناعيا قويا . لنا الكثير نتعلمه منه. لنكن متفقين ، علينا أن نستلهم ما هو متقدم فى تجربته و ليس أبدا ما هو متخلف".

و تكون الأخطاء المرتكبة ، من زاوية الفهم الجدلى العميق للتاريخ "مؤقتة "و"جزئية" و "قابلة للإصلاح" . و أيضا هي مظهر ثانوي فى التجربة الاشتراكية الأولى و يكون الموقف الماوى مدافعا عن ستالين و لصالحه ليس مجاملة له بل لأن الأمر حقيقة تاريخية ملموسة.

و فى خطاب آخر ، خلال الإجتماع الموسع للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي ، فى 15 نوفمبر 1956 ، جاء على لسان ماو " أود أن أقول بعض الكلمات بصدد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي . فى رأيي ، هنالك "سيفان " : واحد هو لينين و الآخر هو ستالين . السيف الذى هو ستالين الروس نبذوه الآن . كوملغا و بعض المجريين إلتقطوه ليضربوا به الاتحاد السوفياتى و لمقاتلة ما يسمى الستالينية . فى عديد بلدان أوروبا ، تنقد الأحزاب الشيوعية أيضا الاتحاد السوفياتي و يقودها فى هذا النقد توغياتي [قائد الحزب الشيوعي الايطالي] . كذلك يستعمل الإمبرياليون هذا السيف لقتل الناس فدُول مثلا رفعه لمدة . هذا السلاح لم تقع إعارته بل وقع نبذه. نحن الصينيون لم ننبذه. أولا ، ندافع عن ستالين و ثانيا ننقد أيضا أخطاءه و لذلك كتبنا مقال " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا". و هكذا عوض تشويه سمعته و تحطيمه كليا كما يفعل البعض ، نتحرك انطلاقا من الواقع.
أما بالنسبة للسيف الذى هو لينين ، ألم ينبذه القادة السوفيات هو الآخر بعض الشيء ؟ في رأيي ، وقع ذلك إلى درجة بعيدة نسبيا.هل لا تزال ثورة أكتوبر دائما صالحة ؟ أيمكن بعد أن تستعمل كنموذج لمختلف البلدان ؟ تقرير خروتشاف للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي يقول إنه من الممكن التوصل إلى السلطة عبر الطريق البرلماني و هذا يعنى أن البلدان الأخرى لن تحتاج بعد الآن إلى إتباع مثال ثورة أكتوبر . حين يفتح هذا الباب على مصراعيه ، فإن اللينينية تكون نبذت بالفعل".

فى 1956 ، كان لماو مثل هذا الفهم الفذ فى عمقه للتحريفية و هجومها الذي لا يطال ستالين و حسب بل يطال لينين و الماركسية- اللينينية ككل و كان له الموقف البروليتاري " أولا ندافع عن ستالين و ثانيا ننقد أيضا أخطاءه" و يأتي "الجماعة" بعد عقود ليدعوا أن ماو لم يتخذ موقفا من التحريفية إلا سنة 1964 ومن منطلق شوفيني و ليس مبدئي فيا لهم من متبحرين فى التاريخ و يا لهم من باحثين نزهاء ! فى التسعينات لم يتوصل هؤلاء الخوجيين المتسترين و ناشري الجهل إلى فهم ماو سنة 1956 و مع ذلك لا يخجلون و يطرحون سؤال "هل يمكن إعتبار ماوتسي تونغ ماركسيا-لينينيا؟ " ليجيبوا عن جهل تام و خداع محبوك بأنه غير ماركسي بل و برجوازي صغير قالبين الحقائق رأسا على عقب. فهل سيصفح عنهم سيف التاريخ ؟ لا نعتقد لأنهم كالخفافيش ما أن يسطع نور النهار حتى تراهم يركنون إلى الزوايا المظلمة و العتمة المطبقة.
---------------------------------------------------------------------------------------------------

الصراع الطبقي فى ظل دكتاتورية البروليتاريا

ونتابع لنتطرق إلى مسألة جوهرية أثارها ماو فى نقده لأخطاء ستالين ألا وهي مسألة التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي فى ظل دكتاتورية البروليتاريا و كيفية معالجتهما بروليتاريا. نعلم أن ستالين كان وراء دستور 1936 الذي عبر عن إنتهاء الصراع الطبقي في الاتحاد السوفياتي بإعتبار بقاء الطبقات العاملة و الفلاحين و المثقفين الثوريين فقط. و هذا خطأ فادح في تحليل المجتمع الاشتراكي و في فهم دكتاتورية البروليتاريا و الإشتراكية و علاقتها بالشيوعية حال دون العناية كما ينبغي بضرورة مواصلة الثورة في البنية الفوقية و مواصلة تثوير علاقات الإنتاج حتى بعد أن يكون نظام ملكية إشتراكية قد ركز بصفة أساسية ودون مواصلة الصراع الطبقي و التصدي الواعي و المنهجي لإعادة تركيز الرأسمالية.

نقرأ بالصفحتين 408 و 409 من المجلد الخامس ل"مؤلفات ماو تسي تونغ المختارة" : " إذا كنا نخاف من الإضطرابات و نعالج الحالات بشكل مبسط فالسبب الأساسي هو أن في عمق فكرنا لا نوافق على أن المجتمع الإشتراكي يشكل وحدة أضداد و أنه توجد به تناقضات و طبقات و صراع طبقي . لمدة طويلة ، أنكر ستالين وجود تناقضات بين علاقات الإنتاج و قوى الإنتاج و بين البنية الفوقية و البنية التحتية فى النظام الإشتراكي . فقط سنة قبل وفاته تكلم بكلمات عامة فى كتابه "المشاكل الاقتصادية للإشتراكية فى الاتحاد السوفياتي " عن التناقض بين علاقات الإنتاج و قوى الإنتاج في النظام الإشتراكي . ستظهر مشاكل ، قال ، لو إتبعنا سياسة خاطئة و العمل التعديلي لم يسر كما ينبغى. مع ذلك ، لم يقدم كمشكل عام التناقضات بين علاقات الإنتاج و قوى الإنتاج وبين البنية الفوقية و القاعدة الإقتصادية فى النظام الإشتراكي ، و لم يع بعد أن هذه التناقضات تمثل التناقضات الجوهرية التي تجعل المجتمع الإشتراكي يتقدم . لقد كان يعتقد أن دولته كانت راسخة. أما نحن فلا يجب أن نعتقد أن دولتنا راسخة إذ هي راسخة و في ذات الوقت غير راسخة.
ترى الجدلية أن النظام الإشتراكي كظاهرة تاريخية سيزول يوما مثلما على الإنسان أن يموت و أن النظام الشيوعي سيكون نفيا له. كيف يمكن أن نعتبر ماركسيا التأكيد القائل بأن النظام الإشتراكي و كذلك علاقات الإنتاج و البناء الفوقي للإشتراكية لن يزول ؟ ألا يعدّ هذا دغمائية دينية و لاهوتية تقر بأبدية الإلاه ؟ " (جانفى 1957).

المجتمع الإشتراكي واقعيا و حقيقة وحدة أضداد ، وحدة متناقضات أو تناقض، فيه تناقضات طبقية و طبقات و صراع طبقي و حيث أخطأ ستالين فى إستيعاب ذلك و حيث خطى خطوة أولى فى تحليل واقعى للنظام الإشتراكي فى آخر كتبه ، فإن ماو و ضع إصبعه على الخطاء و عمق الخطوات الأولى لينفذ إلى كنه الأشياء و جوهرها. وعلى هذا الأساس النظري المتين المبني على قراءة جدلية لتجربة دكتاتورية البروليتاريا سيتقدم ماو نحو خوض الصراع على كافة المستويات ضد ما يعرقل المضي نحو الشيوعية أي مظاهر الرأسمالية التي تولدها تناقضات الإشتراكية بما هي مرحلة إنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية و البرجوازية الجديدة كأهم المدافعين عن الطريق الرأسمالي لإعادة تركيز الرأسمالية بعد إنقلاب على الخط الثوري للحزب و تغيير لونه من حزب ثوري بروليتاري إلى حزب رجعي برجوازي و بالتالي تغيير لون الدولة التي يقودها لتصير ، بعد أن كانت إشتراكية ، رأسمالية.و لا أدل على ذلك من معارك الشيوعيين الماويين ضد التحريفية و أتباع الطريق الرأسمالي و المظاهر و العلاقات و الأفكار البرجوازية و البرجوازية الجديدة خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى.
--- -----------------------------------------------------------------------------------------------

ماو ينقد أوجها أخرى من الخط التحريفي السوفياتي

فضلا عن محور ستالين الذي شهد معاركا محتدمة بين الشيوعيين الصينيين و التحريفيين بكل أرهاطهم و تلويناتهم شهدت محاور أخرى أعتى الصراعات و دحض ماو المقولات المعادية للثورة و للينينية أينما و كيفما ظهرت و برزت. بعدُ فى أكتوبر 1957 ، صاغ ماو جوهر الخلافات قائلا:
" هنا أريد أن اقول ، فى معرض الحديث ، بعض الكلمات حول خلافاتنا مع الاتحاد السوفياتي .بداية ، فيما يتعلق بستالين ، فإن تناقضا يوجد بيننا و بين خروتشاف . لقد شوه إلى حد بعيد شخصية ستالين و نحن لا نوافق على ذلك لأنه صوره بألوان جد رهيبة! القضية لا تخص بلاده فحسب و إنما تخص كذلك البلدان الأخرى. عندنا صورة كبيرة لستالين معلقة دائما فى ساحة تيان آن مان الأمر الذي يتناغم و إرادة الشعوب الكادحة للعالم بأسره و يبين خلافا تنا الجوهرية مع خروتشاف . بالنسبة لتقييم ستالين ذاته ، عليكم أن تتبنوا علاقة سبعة إلى ثلاثة : سبعة للمآثر و ثلاثة للأخطاء . و هذه النسبة ليست بالضرورة جد دقيقة ذلك أنه يمكن أن تعادل أخطاءه ربما اثنين أو حتى واحد فقط أو حتى أكثر بقليل من ثلاثة . فى مجمل الأحوال ، لدى ستالين ، مآثره هي المظهر الرئيسي و نواقصه و أخطاؤه المظهر الثانوي. بخصوص هذه النقطة نحن فى خلاف مع خروتشاف.

ثم فيما يخص التحول السلمى ، وجهة نظرنا تختلف كذلك عن وجهة نظر خروتشاف و آخرين . إننا ندافع عن أنه على الحزب البروليتاري فى أي بلد كان أن يكون مستعدا لإمكانيتين : السلم و الحرب. فى الحال الأولى ، يطالب الحزب الشيوعي ، مستلهما شعار لينين بين ثورة فيفرى و ثورة أكتوبر ، يطالب الطبقة المهيمنة بالتحول السلمي.هكذا قدمنا لتشان كاي تشاك مقترحا لمفاوضات سلام. أمام البرجوازية ، أمام العدو ، يبين هذا الشعار الدفاعي أننا نريد السلم و ليس الحرب الأمر الذي سيعيننا على كسب الجماهير. إنه شعار سيمكّننا من المسك بالمبادرة ، شعار تكتيكي . مع ذلك ، فإن البرجوازية لن تسلّمنا بذاتها أبدا السلطة التي تملك و ستعمد إلى إستعمال العنف. هنا إذن الإمكانية الثانية: البرجوازية تريد الحرب و تطلق الطلقة الأولى و ليس لدينا خيار آخر سوى الرد. إفتكاك السلطة بقوة السلاح هذا هو شعارنا الإستراتيجي . لو شددتم على التحول السلمى و حسب فلن يوجد إختلاف بينكم و بين الأحزاب الإشتراكية."( التسطير من وضعنا )

فى 10 مارس 1958 ( ضمن " الكتاب الأحمر الكبير"، نشر فلاماريون ، باريس 1975) و بالصفحة 44 منه ، نجد ماو يدحض المقولة التحريفية حول "عبادة الفرد " الموجهة كتهمة لستالين ، فيقول : " هنالك نوعان من عبادة الفرد ، نوع صحيح مثل الذي له هدف[الأفكار ] الصحيحة لماركس و انجلز و لينين و ستالين . علينا أن نعبدهم هم و أن نعبدهم أبديا ، إن لم نعبدهم سيكون الأمر سيئ جدا ذلك أنهم يمسكون بين أيديهم الحقيقة . لماذا لا يجب علينا عبادتهم؟ نعتقد فى الحقيقة و الحقيقة إنعكاس لما يوجد موضوعيا. على مجموعة ما أن تعبد رئيسها ، لو لم تعبده يكون الأمر سيئ جدا. و نوع آخر من عبادة الشخصية هو عبادة خاطئة و يتمثل فى الإتباع الأعمى و دون تفكير وهو يجانب الصواب".

على هذا النحو يفرق ماو بين نمطين من عبادة الفرد مطبقا بذلك قانون التناقض و إزدواج الواحد ، متبنيا ذلك المرتبط بالحقيقة و الحقيقة كما يقول لينين وحدها هي الثورية و فاضحا عبادة الفرد الدينية العمياء البعيدة عن إعمال الفكر فيوجه من هنا ضربة قوية أخرى فى الصميم للأطروحات التحريفية السوفياتية التى لفقت لستالين تهمة تركيز "عبادة الفرد" و أخذت تلوك الموضوع و باطلاقية مثالية فى سعي منها محموم لتحطيم ستالين إلى الجذور و من ورائه تهشيم اللينينية و على العكس ، وضع ماو ستالين ضمن المعلمين الأربعة العظام للبروليتاريا العالمية الذين ينبغى "عبادة " أفكارهم الصحيحة ( طبعا و ليس الخاطئة).

على هذا النحو كان الأمر المبدئي ساطعا السطوع كلّه و كانت التخوم جلية أيما جلاء مما سيسمح بتوطيد قواعد صراع لا هوادة فيه ضد التحريفية فى ما سيلى من السنوات ( إبتدأ بصورة ثنائية و فى إجتماعات الأحزاب و المنظمات العمالية ليصل إلى العلنية و المواجهة المعلنة مع نشر الشيوعيين الماويين الصينيين " عاشت اللينينية " سنة1960 و "الجماعة" ببساطة يزورون التاريخ حين يعلنون أن المواجهة العلنية إندلعت منذ 1964. وفى خضم الجدال الكبير، صاغ الشيوعيون الماويون الصينيون وثائق عديدة تاريخية المغزى و الدلالة نذكر منها فقط تلك المصاغة فى الخمسينات و الستينات و السبعينات :
- حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا ( أفريل 1956)
- مرة أخرى حول التجربة...( ديسمبر 1957)
- عاشت اللينينية (أفريل 1960)
- لنتحد تحت راية لينين الثورية (أفريل 1960)
- الى الأمام على طريق لينين العظيم (أفريل 1960) - الخلافات بين الرفيق تغلياتي و بيننا (ديسمبر1962) - مرة أخرى حول الخلافات بين الرفيق تغلياتى و بيننا (1963)
- لنتحد على أساس تصريح موسكو و بيان موسكو(جانفى1963)
- أصل الخلافات و تطورها بين قيادة الحزب الش السوفياتي و بيننا (1963) - حول مسألة ستالين(سبتمبر 1963)
- هل يوغسلافيا بلد اشتراكي ؟ - مدافعون عن الحكم الاستعمارى الجديد - خطان مختلفان حول مسألة الحرب و السلم (1963) - سياستان للتعايش السلمى متعارضتان تماما (1963) - إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية (1963)
- حقيقة تحالف قادة الحزب الشيوعي السوفياتي مع الهند ضد الصين ( نوفمبر1963)
- من أين أتت الخلافات؟ رد على توريزو رفاق آخرين ( فيفري 1963) - سبع رسائل - قادة الاتحاد السوفياتي أكبرانشقاقيى عصرنا - الثورة البروليتارية وتحريفية خروتشوف - اللينينية و التحريفية المعاصرة (1963)
- مرآة التحريفيين (1963)
- شيوعية خروتشوف المزيفة و الدروس التاريخية التى تقدمها للعالم (جويلية 1964)
- لنناضل الى الآخر ضد تحريفية خروتشوف (جوان 1965)
- لنميط اللثام عن التحريفيين السوفيات بصدد ثقافة الشعب كله (أكتوبر 1967)
- التحربفيون السوفيات يطورون اقتصادا رأسماليا على طول الخط ( أكتوبر 1967)
- السينما السوفياتية فى خدمة إعادة التركيز الشامل للرأسمالية (أكتوبر 1967)
- براهين دامغة عن اعادة تركيز الرأسمالية من طرف التحريفيين السوفيات فى المناطق الريفية (نوفمبر1967)
- دكتاتورية برجوازية يمارسها التحريفيون فى الاتحاد السوفياتي ( نوفمبر 1967)
- التحريفيون السوفيات يحولون حزب لينين الى حزب تحريفي (نوفمبر 1967)
- النتائج الشهيرة لتطبيق طغمة التجريفيين السوفيات ل" سياسة اقتصادية جديدة "( نوفمبر 1967)
- الخط التحريفي فى التعليم فى الاتحاد السوفياتي ( نوفمبر 1967)
- ماهي اذا "رفاهة الشعب كله " التى يفتخر بها التحريفيون السوفيات؟ ( ديسمبر 1967)
- ليسقط القياصرة الجدد (1969)
- بتحركاتها العنيدة ضد الصين ، لا تفعل طغمة التحريفيين السوفيات سوى حفر قبرها ( مارس 1969)
- لينينية أم امبريالية اشتراكية ؟ ( أفريل 1970)
- الامبريالية الاشتراكية السوفياتية جزء من الامبريالية العالمية ( ديسمبر 1975).

وهي نصوص لم يشر إليها و لو مجرد إشارة ( فما بالك بتناولها بالدرس و التمحيص و النقد...) " الباحثون الماركسيون اللينينيون جدّا"،أصحاب "هل يمكن..." النزهاء جدا جدا.و يثور إستفهام بديهي : لماذا؟ لسببين ممكنين إما عن جهل منهم بها وهي وثائق لا غني عنها فى التطرق لمسألة ستالين و الماوية فيكون هؤلاء النقاد للارتجالية منغمسين إلى الأنف و ليس إلى العنق و حسب في الإرتجالية و فى تناقض تام مع الماركسية -اللينينية و ما لخصه ماو فى جملة شهيرة له " من لم يقم بتحقيق ليس له الحق فى الكلام ." و إما ، وهذا الأرجح لدينا ، عن خوف من مضامين تلك الوثائق و ما تعريه من خزعبلاتهم و هم في هذا كذلك يسلكون سلوك خوجا عينه ناشرين معه ثقافة الجهل و التجهيل و لا شيء غير الجهل و التجهيل.

--------------------------------------------------------------------------------------------------
/ ثلاث وثائق تاريخية II/
-------------------------------------------------------------------------------------------------
و لأننا نسلط المجهر على مسألة ستالين حصرا و لا نود الإطناب حدّ بعث الملل ، سنتطرق إلى الثلاث الوثائق الأولى التي مرت بنا في الصفحات السابقة دون غيرها وهي وثائق كتبت الأولى و الثانية:" حول التجربة التاريخية..." و "مرة أخرى حول التجربة التاريخية..." سنة1956 و الثالثة " حول مسألة ستالين" سنة1963 . و تجدر الملاحظة أن النصين الأولين منظور إليهما الآن بعد مزيد مراكمة التجارب و التنظيرات تضمنا مواقفا صحيحة تظل كذلك جوهريا إلى الآن مع بعض المواقف الثانوية غير الواضحة تمام الوضوح و القابلة للنقد البناء. و لا يفوتنا أن نحيل من يرنو للتعمق فى نقد ماو لكتاب الإقتصاد السياسي المصاغ فى ظل ستالين إلى كتاب" ماو تسى تونغ و بناء الإشتراكية " نشر سوي بفرنسا سنة 1975 ضمن سلسلة " سياسة ".

"حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا" ( أفريل 1956)

مقتطف هام من النص الأول وثقه باتريك كاسال فى كتاب ضمن سلسلة 10/18 الفرنسية تحت عنوان " الشيوعيون الألبان ضد التحريفية " المخطوط سنة 1974 ( نعيد سنة 1974 حين لم يتجرأ أنور خوجا على النبس بكلمة واحدة ضد ماو لا بل بالعكس كان يكن له و يفصح عن كل التقدير و الإحترام و لم ينقلب على مواقفه تلك إلا أواخر السبعينات، بعد وفاة ماو .زيادة على أن باتريك كاسال حينها كان موضوعيا يؤرخ و يثبت وقائع التاريخ و لم يتموقع بعدُ ضد الماوية إلى جانب الخوجية . ومن هنا يأتي خيار التعويل على الكتاب كمصدر غير ماوي ).

تحديدا بالصفحة 107 ، يوضح المقتطف كيف أن الصينيين و قائدهم ماو شددوا ، فى 4 أفريل 1956 بعد شهرين و نيف من المؤتمر العشرين السيئ الصيت ، شددوا على عكس التحريفيين السوفيات على مساهمات ستالين الخالدة فى إثراء بناء صرح الإشتراكية العلمية ذاهبين بذلك ضد التيار الجارف للتحريفية و مناهضينها على طول الخط : " بعد وفاة لينين ، مارس ستالين كقائد رئيسي للحزب و الدولة الماركسية-اللينينية و طورها بشكل خلاق. فى صراعه من أجل الدفاع عن الإرث اللينيني ضد أعدائه – التروتسكيين و الزينوفيافيين و عملاء آخرين للبرجوازية – ترجم ستالين إرادة الشعب و برز كقائد لامع مناضل فى سبيل الماركسية-اللينينية . إذا كان ستالين كسب سند الشعب السوفياتي و لعب دورا تاريخيا هاما فيعزى ذلك قبل كل شيء إلى كونه دافع مع قادة آخرين للحزب الشيوعي السوفياتي ، عن خط لينين المتعلق بتصنيع بلاد السوفياتات و مشركة الفلاحة. فحقق الحزب الشيوعي السوفياتي بوضعه هذا الخط موضع الممارسة ، حقق إنتصار الإشتراكية فى بلاده و خلق ظروف إنتصار الإتحاد السوفياتي فى الحرب ضد هتلر. كل هذه الإنتصارات التى حققها الشعب السوفياتي تتماشى مع مصالح الطبقة العاملة فى العالم قاطبة و الإنسانية التقدمية جمعاء و لذلك فإن إسم ستالين يتمتع بصفة طبيعية جدا بمجد عظيم عالميا."

و فى كتاب جان بابى ، ضمن منشورات برنار غراسي ، باريس 1966 ، وعنوانه " الجدال الكبير الصيني –السوفياتي " ثمة الفقرات التالية مقتطفة من "حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا" : " على كل قائد أن يكون متواضعا و حذرا إلى أقصى حد و في إرتباط حميمي بالجماهير و أن يشاورها في كل المواد و أن يقيم بحوثا و فحوصا متكررة للوضع الحقيقي و أن يمارس النقد والنقد الذاتي طبقا للظروف و بالدرجة التي تتعين . بالضبط لأن ستالين لم يعمل على هذا النحو فقد قام فى الفترة الأخيرة من حياته ببعض الأخطاء الخطيرة فى عمله كقائد للحزب و الدولة . لقد صار مفتونا بذاته و قل حذره و ظهرت الذاتية في فكره و كذلك ظهر توجه للإكتفاء برؤى جزئية . و قد إتخذ قرارات خاطئة حول بعض المسائل الهامة الشيء الذي خلف نتائج وخيمة جدا." ( الصفحة20 ، التسطير من وضعنا)
و من أهم تلك القرارات ما يتعلق بدستور 1936 و تقنين عدم وجود صراع طبقي و تناقضات فى المجتمع الإشتراكي مما جعله لا يفهم كما ينبغى قوانين النظام الإشتراكي من ناحية صراع الطبقات و التناقض بين البنية التحتية و البنية الفوقية كما سلف تحليل ذلك . و هذا بالفعل خطأ جسيم عمليا و أيضا نظريا ف" نكران وجود تناقضات هو نكران الديالكتيك" (الصفحة 21).

و ذات الديالكتيك ، مطبقا على مسألة ستالين، يعنى عدم رؤية الرفيق كمظهر واحد بل بالأحرى كوحدة أضداد تحمل مظهر صواب هو الرئيسي و مظهر خطإ هو الثانوي و بإعتبار أن فى التقييم العام للحزب الشيوعي الصيني لستالين وقع تبنى صيغة علاقة سبعة صواب بثلاثة خطأ ، فإن "حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الروليتاريا " يلفت النظر الى أنه : " من المهم التشديد هنا على أنه يجب أن نواصل دراسة أعمال ستالين بإنتباه كما فعلنا ذلك إلى حد الآن و أن نواصل الإستشهاد ، كإرث تاريخي هام ، بكل ما فيها من مفيد لا سيما فى عديد الأعمال التي تدافع عن اللينينية و أن نستخلص تقييما صحيحا لتجربة البناء الإشتراكي فى الإتحاد السوفياتي ..." .

و عليه يظل الموقف الماوي رافعا راية ستالين عاليا مع التعامل مع أخطائه بصورة نقدية لا تنقص من قيمته كماركسي عظيم كما عبر عن ذلك ماو تسي تونغ.

"مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا"( ديسمبر 1956)

و جاء " مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " متمما للتحليل الوارد فى الوثيقة السابقة و ذلك فى 29 ديسمبر 1956 ، عقب ما حدث فى المجر و بولونيا من إنتفاضات و مواجهات مع السلطة هناك. محللين الروابط التاريخية بين تلك البلدان و الاتحاد السوفياتي و كيفية تعامل ستالين معها، أشار الرفاق الصينيون إلى بعض أخطاء ستالين : " هذه الأخطاء برزت بالخصوص فيما يتصل بالقضاء على الثورة المضادة و العلاقات مع بعض البلدان ". إن القضاء على الثورة المضادة ضروري و واجب على كل ثورية و ثوري وكل ثورة فى نضالهم من أجل الحفاظ على ذواتهم و التقدم بخطى راسخة نحو تعميق تثوير المجتمع إلآ أن ستالين " إتهم مجانيا عديد الشيوعيين و المواطنين الصالحين". و فى العلاقات مع البلدان الشقيقة و الأحزاب الشقيقة ، قام بأشياء جيدة كثيرة " لكن حين معالجة بعض المشاكل الملموسة أظهر توجها نحو شوفينية الأمة الكبيرة و لم يلتزم بما فيه الكفاية بروح المساواة .و كان ذلك يمثل قضية بسيطة لو أنه ربى مجمل الكوادر على روح التواضع. و أحيانا كان يتدخل عن غير حق فى الشؤون الداخلية لبعض البلدان الشقيقة و بعض الأحزاب الشقيقة فكانت لذلك عدة نتائج خطيرة." ( الصفحة 28 من " الجدال الكبير الصيني - السوفياتي")

و نظرا لضرورة البحث فى الأسباب العميقة التى أدت إلى هذه الأخطاء بهدف الإحاطة بها و إستيعابها ومن ثمة تجنب السقوط فيها مستقبلا بالقضاء على مسبباتها و أخذ العبرة منها ، طرح الشيوعيون الصينيون و ماو على رأسهم سؤال كيفية تفسير تلك الأخطاء و أجابوا ، بعد البت فى الشأن ، بأن التجربة الأولى للإشتراكية و الظروف الصعبة التى كان الإتحاد السوفياتي يمر بها داخليا و خارجيا يمكن أن تفسر الى حدود تلك النواقص و " لكن لوحدها هذه الظروف الموضوعية لا تكفى لكي تتحول إمكانية السقوط فى الأخطاء الى أخطاء واقعيا. ففى ظروف أعقد و أصعب من تلك التى وجد ستالين نفسه فيها ، لم يقم لينين بأخطاء مماثلة لأخطاء ستالين . هنا، العامل الحيوي هو ذهنية الرجل. خلال الفترة الأخيرة من حياته ، سمح ستالين لنفسه بالاصابة بغرور الإنتصارات و التمجيد المتواصل و فى طريقة تفكيره إبتعد جزئيا لكن بصفة خطيرة عن المادية الجدلية ليسقط فى الذاتية . لقد إعتقد فى حكمته الخاصة و موهبته الخاصة ، و لم يرد أن يقدم على دراسة جدية لواقع معقد ذو مظاهر مختلفة، و لم يرد أن يعير أذنا صاغية لرأي رفاقه و لصوت الجماهير . بالنتيجة ، عادة ما أعطى توجيهات و إتخذ إجراءات سياسية كانت تتضارب مع الواقع الموضوعي." ( نفس المصدر السابق ،الصفحة29)

وينتهى المقال الى إستخلاص " مأساة ستالين أنه إعتقد وهو بالذات يقوم بالأخطاء أن أعماله كانت ضرورية للدفاع عن مصالح العمال ضد هجمات العدو ... ناظرين الى المسألة من كافة جوانبها ، إن كانت ثمة ضرورة للكلام عن "الستالينية " ، لا يمكننا أن نقول إلا ما يلي : "الستالينية " هي قبل كل شيئ الشيوعية ، الماركسية اللينينية .هذا هو مظهرها الرئيسي. فى ما عدا ذلك ، فهي تتضمن أخطاء خطيرة إلى أبعد حد ينبغى إصلاحها بجذرية و هي مناقضة للماركسية-اللينينية . نعتقد لو قارنا أخطاء ستالين و ما أنجزه فإن الأخطاء لا تحتل سوى المركز الثاني " (نفس المصدر السابق ، الصفحة 30).

مرة أخرى و تكرارا " –الستالينية-هي قبل كل شيئ الشيوعية ، الماركسية –اللينينية". لا أوضح من هذه الصيغة سنة 1956حينما كانت الغالبية الساحقة للأحزاب و المنظمات الشيوعية إما تعيد كالببغاوات كلمات المؤتمر العشرين السيئ الصيت أو هي فى حيرة من أمرها لا تدري ما الموقف الذى يتعين إتخاذه و عهدذاك كان حزب العمل الألباني المدعي أنه ( و المدَعي أنه ) أول من أطلق الرصاص على التحريفية السوفياتية يكيل المديح للمؤتمر العشرين دون إبداء أي تحفظ و كتابات خوجا خلال تلك السنة و كذلك " البرافدا" بتاريخ 8 نوفمبر 1956 تشهدان بذلك.

و دفاعا عن ستالين الماركسي العظيم ضد شتى أرهاط التحريفية ، شن المقال الماوي "مرة أخرى..." هجوما ضد تيتو و كل من عملوا على تحطيم ستالين و بالتالي تحطيم الماركسية- اللينينية : " الآن ، إتخذت تصريحات الرفيق تيتو هدفا لها " الستالينية " و "الستالينيين " و يدعى فى الوقت الحاضر أن المسألة هي معرفة من سينتصر : " الخط الذى بادرت به يوغسلافيا " أو الخط المدعو ب"الستالينية ". هذا الموقف خاطئ و لا يمكن إلا أن يقود الحركة الشيوعية الى الإنشقاق" . ( نفس المصدر السابق ، الصفحة 31).

و فى الجزء الثالث منه يناهض "مرة أخرى ..." الأطروحة التحريفية السوفياتية القائلة بأن الدغمائية فى الحركة الشيوعية العالمية هي العدو الرئيسي ، ليدافع عن ستالين و عن أولوية توجيه سهام النقد للتحريفية رئيسيا. " الدغمائيون لا يفهمون أن الحقيقة العالمية للماركسية-اللينينية لا يمكن أن تظهر بالملموس و تلعب دورا فى الحياة الواقعية إلا عبر الخصوصيات القومية ...لذلك هم غير قادرين على قيادة البروليتاريا إلى الإنتصار .
أخطاء ستالين ساعدت على إنتشار الدغمائية إذن من اللازم الصراع ضد هذا الإنحراف . إلا أنه بالصراع بصورة خاطئة ضد "الستالينية " طور بعض الرفاق تيارا تحريفيا يعنى تيارا يتجه نحو تحريف الماركسية-اللينينية " .

---------------------------------------------

تلك مقتطفات من " حوال التجربة ..." و من "مرة أخرى حول ..." و هي تعبر عن حقائق تاريخية فى ما يتصل بكيفية معالجة ماو و الشيوعيين الصينيين لمسألة ستالين بكل جرأة و كل علمية و نزاهة ومنهج مادي جدلي، من منظور بروليتاري . و يشهد الصراع الشيوعي الماوي ضد التحريفية معاركا فمعاركا حتى يبلغ مرحلة الهجوم المباشر العلني و بالإسم على أعمدة الجرائد و كل وسائل الإعلام فى حرب ضروس لا هوادة فيها. و يأتى "حول مسألة ستالين" عارضا المسألة من كافة جوانبها متصديا للتحريفية و ممثلي البرجوازية الجديدة فى الاتحاد السوفياتي معيدي تركيز الرأسمالية فى أول بلد إشتراكي عرفه التاريخ.
--------------------------------------------------------------

" حول مسألة ستالين "(1963)

" حول مسألة ستالين" هو تعليق ثان ضمن جملة من التعليقات على الرسالة المفتوحة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي بقلم هيئتي تحرير صحيفة "جينمين جيباو" و مجلة " العلم الأحمر" فى 13 سبتمبر(أيلول)1963 (دار النشر بالغات الأجنبية –بالعربية ، بيكين 1963)

+ ما هي التهمة التى توجهها الرسالة المفتوحة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي للحزب الشيوعي الصيني ؟

" إن الرسالة المفتوحة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي تتجنب أي رد على حججنا القائمة على المبدأ و تتهم فقط الشيوعيين الصينيين بأنهم " يدافعون عن عبادة الفرد و ينشرون أفكار ستالين الخاطئة " (ص2) و فى هذا صفعة للخوجيين فعظم لسان التحريفيين السوفيات يقر حقيقة (بالنسبة لهم تهمة) دفاع الشيوعيين الماويين عن ستالين.

+ ما هي أهمية مسألة ستالين؟

" و الموقف الدائم للحزب الشيوعي الصيني هوأن مسألة موازنة أعمال ستالين و الموقف الذى يتخذ إزاءه ليست فقط مسألة تقدير ستالين نفسه، بل الأهم هو أنها مسألة تلخيص الخبرة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا و للحركة الشيوعية العالمية منذ وفاة لينين و الكيفية التى يتم بها هذا التلخيص...ستالين كان قائد الحركة الشيبوعية العالمية ، و بالتالي لا يستطيع أحد أن ينكر أن موازنة أعمال ستالين هي مسالة مبدئية هامة تمس كل الحركة الشيوعية العالمية . فعلى أي أساس إذن يمنع قادة الحزب الشيوعي السوفياتي الأحزاب الشقيقة الأخرى من القيام بتحليل و موازنة واقعيين لأعمال ستالين؟ " (ص3)

وهذا موقف صائب و ثوري فى وجه التحريفية و بالفعل قام الشيوعيون الماويون بتحليل و موازنة واقعيين لأعمال ستالين بالرغم عن التحريفيين السوفيات و فى تناقض كلى معهم.

+ كيف ينبغي أن يجري تقييم ستالين؟

" لقد أصر الحزب الشيوعي الصيني دائما على إجراء تحليل شامل موضوعي علمي لمآثر ستالين و أخطائه بأسلوب المادية التاريخية و على عرض التاريخ كما حدث فعلا ، و عارض إنكار ستالين هذ ا الإنكار الذاتي الفض تماما الذى حدث نتيجة إستخدام أسلوب المثالية التاريخية و تشويه التاريخ و تعديله عن عمد.
لقد رأى الحزب الشيوعي الصيني دائما أن ستالين قد إرتكب أخطاء كانت لها جذورها الإيديولوجية و الإجتماعية و التاريخية . و من الضروري أن تُنتقد الأخطاء التى إرتكبها ستالين فعلا لا الأخطاء التى عُزيت اليه بلا أساس ، بشرط أن يكون هذا النقد من موقف صحيح و بالأساليب الصحيحة . و لكننا عارضنا دائما نقد ستالين نقدا غير ملائم و صادرا عن موقف خاطئ و بأساليب خاطئة " (ص4)
و صفعة أخرى للتحريفيين السوفيات و الخوجيين جميعا.

+ ما هي مآثر ستالين ؟

" عندما كان لينين على قيد الحياة حارب ستالين القيصرية و بث الماركسية ، و بعد أن أصبح عضوا فى اللجنة المركزية للحزب البلشفى برئاسة لينين ، ساهم فى النضال لتمهيد الطريق لثورة عام 1917 و بعد ثورة أكتوبر ، كافح للدفاع عن ثمار الثورة البروليتارية .
و بعد وفاة لينين ، قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي فى النضال الحازم ضد الأعداء الداخليين و الخارجيين ولصيانة و تعزيز أول دولة إشتراكية فى العالم .
و قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي فى التمسك بخط التصنيع الإشتراكي و الجماعية الزراعية و فى إحراز نجاحات عظيمة فى التحول و البناء الإشتراكيين . و قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي و الجيش السوفياتي فى شن نضال مرير شاق حتى إحراز النصر العظيم فى الحرب ضد الفاشية.
و دافع ستالين عن الماركسية - اللينينية و طورها فى الكفاح ضد مختلف أنواع الإنتهازية و ضد أعداء اللينينية – التروتسكيين و الزينوفيافيين و البوخارينيين و غيرهم من عملاء البرجوازية .
لقد قدم ستالين مساهمة لا تنسى للحركة الشيوعية العالمية فى عدد من مؤلفاته النظرية التى هي مؤلفات ماركسية –لينينية خالدة.
لقد قاد ستالين الحزب السوفياتي والحكومة السوفياتية فى إتباع سياسة خارجية كانت تتفق بصورة عامة مع الأممية البروليتارية و قدم مساعدة عظيمة للنضالات الثورية لدى الشعوب قاطبة بما فيها الشعب الصيني.
لقد وقف ستالين فى مقدمة مد التاريخ موجها للنضال و كان عدوا لا يصالح للمستعمرين و الرجعيين بأسرهم.
لقد كانت نشاطات ستالين مرتبطة إرتباطا وثيقا بنضالات الحزب الشيوعي السوفياتي العظيم و الشعب السوفياتي العظيم و لا تنفصل عن النضالات الثورية لشعوب العالم قاطبة.
و كانت حياة ستالين حياة ماركسي لينيني عظيم و ثوري بروليتاري عظيم" (ص4-5)
و هذه الجوانب المضيئة التى يرفعها عاليا الشيوعيون الماويون تدحض الظلمات التحريفية السوفياتية و أكاذيب الخوجيين المفضوحين منهم و المتسترين.

ما هي أخطاء ستالين؟ +

" و حقيقة أن ستالين ، هذا الماركسي- اللينيني العظيم و الثوري البروليتاري العظيم ، إرتكب أخطاء معينة بينما كان يقدم مآثره للشعب السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية . كانت بعض هذه الأخطاء أخطاء مبدئية و بعضها حدث أثناء النشاط العملى ، كما كان بعضها ممكنا تجنبه و كان عسيرا تجنب بعضها الآخر فى وقت لم تكن فيه لدكتاتورية البروليتاريا أي سابقة تقتدى بها.
و حاد ستالين بإتباع طريقة تفكيره عن المادية الديالكتيكية ووقع تحت رحمة المثالية و النزعة الذاتية فيما يتعلق بقضايا معينة ، و هكذا إبتعد أحيانا عن الواقع و عن الجماهير. و فى النضال داخل الحزب و خارجه خلط كذلك فى مناسبات معينة و حول مسائل معينة بين نوعين من التناقضات مختلفين فى طبيعتهما هما التناقضات بين أنفسنا و العدو و التناقضات بين الشعب ، كما خلط بين الأساليب المختلفة المطلوبة لمعالجة هذه التناقضات. و أثناء قيادة ستالين لقمع الثورة المعادية نال عدد كبير من المعادين للثورة ما إستحقه من عقاب ، و لكن فى الوقت نفسه عوقب عدد من الأبرياء بصورة خاطئة. و فى عامي 1937 و 1938 تعدى نطاق قمع المعادين للثورة حدوده و كان خطأ. و فيما يتعلق بتنظيم الحزب و الحكومة لم يطبق ستالين بصورة كافية المركزية الديمقراطية البروليتارية ، بل خرقها إلى حد ما. كما إرتكب بعض الأخطاء فى معالجة العلاقات بين الأحزاب و الأقطار الشقيقة ، و كذلك أخطأ النصح أحيانا فى الحركة الشيوعية العالمية .و نجم عن هذه الأخطاء بعض الخسائر التى لحقت بالاتحاد السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية." (الصفحة 5-6)

"و لقد كان ستالين قادرا على نقد نفسه عندما كان يرتكب خطأ ما. فمثلا ، أخطأ النصح فيما يتعلق بالثورة الصينية. و بعد إنتصار الثورة الصينية ، إعترف بخطئه .كما إعترف ستالين أيضا ببعض أخطائه فى عمل تطهير صفوف الحزب ، فى تقريره للمؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي السوفياتي (البلشفيك)عام 1939" (الصفحة 17). (التسطير من وضعنا)

التحريفيون السوفيات لم يقوموا بأي تقييم موضوعي لأعمال ستالين الواقعية و هذا من مأتاه لا يستغرب لأن شغلهم الشاغل ليس التقدم بتجربة دكتاتورية البروليتاريا و إنما تحطيمها من خلال تحطيم ستالين و الخوجيون المفضوحون منهم و المتسترون هم أيضا ما أنجزوا المطلوب و لا ذكر لديهم لأخطاء ستالين مهما كانت فهم لا يتبنون " إزدواج الواحد" كمقولة لينينية و لا يطبقونها همهم ليس الدفاع عن ستالين و التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا و إنما القدح فى الماركسية -اللينينية من خلال القدح فى الماوية و إستعمال الدفاع الأعمى عن كل نشاط و عمل ستالين لذلك الغرض .

ما علاقة مآثر ستالين بأخطائه و ما هي كيفية التعامل مع الأخطاء ؟ +

" ان مآثر ستالين و أخطاءه هي حقائق تاريخية و موضوعية و المقارنة بين هذه المآثر و الأخطاء تظهر أن مآثره كانت أعظم من أخطائه . لقد كان فى المقام الأول مصيبا و كانت أخطاؤه ثانوية. و بتلخيص تفكير ستالين و عمله بكليتهما فإن كل شيوعي شريف يحترم التاريخ سينظر بالتأكيد أولا إلى ما شغل المقام الأول فى حياة ستالين. و لذلك عندما توازن أخطاء ستالين موازنة صحيحة و تنتقد و يتم التغلب عليها يكون من الضروري الدفاع عما شغل المقام الأول فى حياة ستالين و الدفاع عن الماركسية اللينينية التى صانها و طورها.و من المفيد إتخاذ أخطاء ستالين التى كانت ثانوية بالنسبة إلى مآثره كدروس تاريخية يعتبر بها شيوعيو الاتحاد السوفياتي والبلدان الأخرى حتى لا يكرروا تلك الأخطاء أو يقللوا من أخطائهم . إن الدروس التاريخية الإيجابية و السلبية مفيدة للشيوعيين بأجمعهم إذا إستخلصت بشكل صحيح و كانت هذه الدروس لا تشوه حقائق تاريخية بل تنطبق معها." ( الصفحة 7)

تعاطي مادي جدلي سليم .هذا ما يمكن قوله .

+ ماهو الموقف الذى إتخذه التحريفون السوفيات تجاه ستالين منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي؟

" إنهم لم يقوموا بتحليل تاريخي علمي شامل لحياة ستالين و أعماله ، بل أنكروه إنكارا كليا بدون أي تمييز بين الصواب و الخطأ.و لم يعاملوا ستالين كرفيق بل عاملوه كعدو . إنهم لم يتخذوا أسلوب النقد و النقد الذاتي لتلخيص الخبرة ، بل ألقوا مسؤولية جميع الأخطاء على ستالين و نسبوا اليه " الأخطاء " التى لفقوها عمدا. إنهم لم يعرضوا الحقائق و لم يناقشوا الأمور ، بل شنوا هجمات ديماغوجية شخصية على ستالين بغرض تسميم عقول الناس. لقد شتم خروتشوف ستالين بأنه " قاتل " و "مجرم" و " قاطع طريق" و "مقامر" و "طاغية من نوع إيفان المرعب" و " أكبر دكتاتور فى التاريخ الروسي" و " غبي " و "أبله" و هلم جرا و بينما نعيد ذكر هذه الألفاظ القذرة الفاحشة الخبيثة مضطرين نخشى أن يوسخ ذلك قلمنا و ورقنا."(الصفحة 10)

+ ما كان رد الشيوعيين الماويين على تلك الشتائم؟

" لقد قدح خروشوف بستالين على أنه "أكبر دكتاتور فى التاريخ الروسي" ، ألا يعنى ذلك أن الشعب السوفياتي قد عاش ثلاثين سنة طويلة تحت "طغيان" " أكبر دكتاتور فى التاريخ الروسي " و لم يعش فى ظل النظام الإشتراكي؟ إن الشعب السوفياتي العظيم و الشعوب الثورية فى العالم أجمع لا توافق بتاتا على هذا الإفتراء!
لقد قدح خروشوف بستالين على أنه "طاغية من نوع إيفان المرعب" ألا يعنى ذلك أن خبرة الحزب الشيوعي السوفياتي العظيم و الشعب السوفياتي العظيم التى توفرت خلال ثلاثين عاما لشعوب العالم قاطبة لم تكن خبرة دكتاتورية البروليتاريا بل خبرة حياة تحت حكم "طاغية " إقطاعي ؟ إن الشعب السوفياتي العظيم و الشيوعيين السوفيات و الماركسيين - اللينينيين فى العالم أجمع لا يوافقون بتاتا على هذا الإفتراء!
لقد قدح خروشوف بستالين على أنه "غبي " ، ألا يعني ذلك أن الحزب الشيوعي السوفياتي الذى خاض نضالات ثورية بطولية خلال عشرات السنين الماضية كان قد إتخذ " غبيا " كرئيس له؟ إن الشيوعيين السوفيات و الماركسيين- اللينينيين فى العالم أجمع لا يوافقون بتاتا على هذا الإفتراء !
لقد قدح خروشوف بستالين على أنه "أبله" ، ألا يعني هذا أن الجيش السوفياتي العظيم الذى إنتصر فى الحرب ضد الفاشية كان قد إتخذ " أبله" كقائده الأعلى ؟ إن القادة و المحاربين السوفييت الأمجاد و جميع المحاربين ضد الفاشية فى العالم أجمع لا يوافقون بتاتا على هذا الإفتراء !
لقد قدح خروشوف بستالين على أنه "مقامر" ، ألا يعنى هذا أن الشعوب الثورية فى العالم قد إتخذت "مقامرا" كحامل رايتها فى نضالاتها ضد الإستعمار و الرجعية ؟ إن جميع الشعوب الثورية فى العالم و من ضمنها الشعب السوفياتي لا توافق بتاتا على هذا الإفتراء!
إن هذا القدح فى ستالين من قبل خروشوف هو إهانة بالغة للشعب السوفياتي العظيم و إهانة بالغة للحزب الشيوعي السوفياتي و للجيش السوفياتي و لدكتاتورية البروليتاريا و للنظام الإشتراكي و للحركة الشيوعية العالمية و للشعوب الثورية فى العالم أجمع و للماركسيين - اللينينيين. فى أي مركز يضع خروشوف الذى إشترك فى قيادة الحزب و الدولة خلال عهد ستالين نفسه حين يضرب صدره و يدق الطاولة و يصيح بأعلى صوته شاتما ستالين؟ أفى مركز المتآمر مع " قاتل" أو "قاطع طريق" ؟ أو فى نفس المركز ك"غبي" أو" أبله"؟
أي فرق هناك بين قدح خروشوف بستالين و بين قدح المستعمرين و رجعيي مختلف البلدان و المرتدين عن الشيوعية بستالين؟ و لماذا يضمر حقدا متأصلا كهذا لستالين؟ و لماذا تتهجمون عليه بصورة أشرس مما تفعلون ضد العدو؟
إن خروشوف بقدحه فى ستالين فى الواقع يشهر بشكل محموم بالنظام السوفياتي و الدولة السوفياتية. إن لهجته فى هذا الخصوص ليست بأي حال أضعف من لهجة المرتدين أمثال كاوتسكى و تروتسكي و تيتو و دجيلاس بل أقوى منها." (الصفحات 10، 11، 12و 13)
" و جدير بالذكر على الخصوص أنه بينما يقدح قادة الحزب الشيوعي السوفياتي بستالين بكل طريقة ممكنة يولون أيزنهاور و كندى و من على شاكلتهما " كل الاحترام و الثقة ". إنهم يقدحون بستالين على أنه "طاغية من نوع إيفان المرعب" و " أكبر دكتاتور فى التاريخ الروسي" و لكنهم يشيدون بكل من أيزنهاور و كندى ك"حائزين على تأييد الأغلبية الساحقة من الشعب الأمركي "! إنهم يقدحون بستالين على أنه "أبله" و يمدحون أيزنهاور و كندى ك"عاقلين"! فمن جهة يهاجمون بفظاظة ماركسيا- لينينيا عظيما و ثوريا بروليتاريا عظيما و قائدا عظيما للحركة الشيوعية العالمية ، و من الجهة الأخرى يرفعون زعماء الإستعمار إطنابا إلى السماء. فهل هنالك إحتمال بأن تكون الصلة بين هذه الظواهر قد نشأت بمحض الصدفة ؟ أولا يدل المنطق الذى لا يقبل الشك بأنها نشأت نتيجة خيانة الماركسية - اللينينية ؟ " (الصفحة 14-15)

+ و بعد تذكير خروتشوف بمواقفه المساندة لستالين طوال عشرات السنين ، تتطرق الوثيقة إلى تأثير خيانته للماركسية –اللينينية على الحركة الشيوعية العالمية.

" لقد زوّد الإنكار التام لستالين المستعمرين و رجعيي جميع البلدان بذخيرة معادية للسوفيت و معادية للشيوعية تلقوها بترحيب زائد. و بعد المؤتمر العشرين بوقت قصير إستغل المستعمرون تقرير خروشوف السري ضد ستالين ليثيروا موجة عالية على نطاق العالم ضد الإتحاد السوفياتي و ضد الشيوعية. لقد إنتهز المستعمرون و رجعيو جميع البلدان و طغمة تيتو و الإنتهازييون من مختلف الأشكال جميعا الفرصة ليهاجموا الإتحاد السوفياتي و المعسكر الإشتراكي و مختلف الأحزاب الشيوعية. وهكذا واجهت كثير من الأحزاب و البلدان الشقيقة صعوبات خطيرة.
إن الحملة المحمومة التى شنتها قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي ضد ستالين قد مكّنت التروتسكيين الذين غدوا جثثا سياسية منذ أمد طويل من العودة للحياة من جديد ، و من الدعوة مطالبين ب" إعادة الإعتبار " لتروتسكى ...إن التروتسكيين لم يخفوا سرورهم قط عندما أعلنوا أن الحملة التى بدأتها قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي ضد ستالين " قد فتحت الباب للتروتسكية " و أنها "ستساعد كثيرا تقدم التروتسكية و منظمتها – الأممية الرابعة " -(الصفحة 17-18-19)

+ و ماذا عن الرد على "مقاومة عبادة الفرد"؟

" إن قادة الحزب الشيوعي السوفياتي بشنّنهم حملة "مقاومة عبادة الفرد" ليس غرضهم هو العودة الى ما يسمونه ب " المقاييس اللينينية للحياة الحزبية و مبادئ القيادة "، بل غرضهم على النقيض من ذلك هو خرق تعاليم لينين حول العلاقات المتداخلة بين القادة و الحزب و الطبقة و الجماهير و مخالفة مبدأ المركزية الديمقراطية فى الحزب." ( الصفحة 20)
" لقد تمسك الحزب الشيوعي الصيني دوما بالتعاليم الماركسية - اللينينية حول دور الجماهير و الفرد فى التاريخ و حول العلاقات المتداخلة بين القادة و الحزب و الطبقة و الجماهير و تمسك بالمركزية الديمقراطية فى الحزب. لقد تمسكنا دائما بالقيادة الجماعية ، و فى الوقت نفسه نعارض التقليل من دور القادة . و بينما نقيم أهمية لهذا الدور نقاوم تقريظ الأفراد بصورة مفرطة و غير متفقة مع الواقع و المبالغة فى دورهم. و منذ عام 1949 إتخذت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني قرارا، بناء على إقتراح الرفيق ماو تسي تونغ ، يمنع الإحتفالات العامة من أي شكل بأعياد ميلاد قادة الحزب و تسمية المدن و الشوارع و المؤسسات بأسمائهم.
إن موقفنا المثابر الصحيح هذا يختلف أساسيا عن " مقاومة عبادة الفرد" التى تدعو لها قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي . لقد أصبح واضحا أكثر فأكثر أن قادة الحزب الشيوعي السوفياتي بدعوتهم ل"مقاومة عبادة الفرد" لا يرمون إلى تطوير الديمقراطية و ممارسة القيادة الجماعية و مقاومة المبالغة فى دور الفرد كما يدعون ، بل لهم دوافع أخرى . فما هو بالضبط فحوى "مقاومة عبادة الفرد" فى نظرهم؟ إذا تحدثنا بصراحة هو ما يلى:

أولا- أن يضعوا ستالين قائد الحزب بحجة "مقاومة عبادة الفرد" فى موضع معارض لتنظيم الحزب و البروليتاريا و جماهير الشعب ،
ثانيا- أن يلوثوا الحزب البروليتاري و دكتاتورية البروليتاريا و النظام الإشتراكي بحجة " مقاومة عبادة الفرد"،
ثالثا- أن يرفعوا مراكزهم بحجة "مقاومة عبادة الفرد" و يهاجموا الثوريين المخلصين للماركسية - اللينينية حتى يعبدوا الطريق لمدبرى المكائد المحرفين لإغتصاب قيادة الحزب و الدولة ،
رابعا- أن يتدخلوا بحجة "مقاومةعبادة الفرد" فى الشؤون الداخلية للأحزاب و البلدان الشقيقة و أن يسعوا الى قلب قيادة هذه الأحزاب و الأقطار بما يتماشى و إرادتهم،
خامسا- أن يتهجموا بحجة "مقاومة عبادة الفرد" على الأحزاب الشقيقة التى تلتزم بالماركسية - اللينينية و يصدعوا الحركة الشيوعية العالمية.
إن حملة مقاومة "عبادة الفرد" التى شنّها خروشوف هي مكيدة سياسية حقيرة ، فهو ، كما وصف ماركس أحد الأفراد ، " فى عنصره مدبّر للمكائد بينما لا يساوى شيئا كنظرى". (الصفحات 21 و 22)

+ و كيف إختتمت وثيقة "حول مسألة ستالين"؟

" إن الإنتهازيين فى تاريخ الحركة الشيوعية العالمية لم يستطيعوا أن ينكروا ماركس و انجلزو لينين عن طريق الإفتراء ، و لن يستطيع خروشوف أن ينكر ستالين بالإفتراء .
و كما قال لينين فإن المركز الممتاز لا يضمن نجاح الإفتراء . لقد إستطاع خروشوف أن يستخدم مركزه الممتاز لإبعاد رفات ستالين من ضريح لينين ، و لكن مهما حاول أن يستخدم هذا المركز الممتاز ، فلن يستطيع أبدا أن ينجح فى محو صورة ستالين العظيمة من أذهان الشعب السوفياتي و شعوب العالم قاطبة.
بوسع خروشوف أن يستخدم مركزه الممتاز هذا ليحرف الماركسية - اللينينية بهذه الطريقة أو تلك ، و لكن مهما حاول فلن ينجح أبدا فى أن يطيح بالماركسية- اللينينية التى دافع عنها ستالين و يدافع عنها الماركسيون-اللينينيون فى العالم أجمع.
إننا نود أن نقدم للرفيق خروشوف نصيحة مخلصة : إننا نرجو منك أن تدرك أخطاءك و ترجع عن طريقك الخاطئة الى طريق الماركسية - اللينينية .
عاشت تعاليم ماركس و انجلز و لينين و ستالين الثورية العظيمة! "( الصفحة 26-27)

بعد هذا الكلام لا تعليق سوى : لن يستطيع الخوجيون المفضوحون منهم و المتسترون أن ينكروا ماو تسي تونغ بالإفتراء كما لم يستطع خروشوف أن ينكر ستالين بالإفتراء و يكفى إلقاء نظرة و لو سريعة على الصراعات الثورية فى عالم اليوم و داخل الحركة الشيوعية العالمية للتأكد من ذلك بما لا يدع أدنى ظل من الشك.

بين، جلي، باهر، مبدئي و ثوري هو موقف الشيوعيين الماويين تجاه الرفيق ستالين و التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا فى الاتحاد السوفياتي و تأسيسا عليه سيتقدم الشيوعيون الصينيو ن بقيادة ماو فى الدفاع عن الماركسية- اللينينية و رفع رايتها و ممارستها و تطويرها عبر الصراع الطبقي و الصراع بين الخطين داخل الحزب الشيوعي الصيني لتبلغ أعلى قمة عرفتها التجربة البروليتارية مع الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و نظرية مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا مما طور الماركسية بمكوناتها الثلاثة الاقتصاد السياسي و الإشتراكية و الفلسفة المادية الجدلية الى مرحلة جديدة ثالثة و أرقى هي الماركسية-اللينينية-الماوية .



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الثورة الديمقراطية الجديدة : حرب الشعب أم الإنتفاضة الم ...
- الديمقراطية الجديدة تطوير لعلم الثورة البروليتارية العالمية ...
- إنتفاضة أم ثورة ( مقتطف من - أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغي ...
- الديمقراطية / الدكتاتورية ( مقتطف من - أنبذوا الأوهام البرجو ...
- ديمقراطية أم ديمقراطيات - مقتطف من- الديمقراطية القديمة البر ...
- إصلاح أم ثورة ( مقتطف من - أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة ...
- الشيوعية ، لا الإشتراكية العلمية
- الشيوعية، لا البلشفية
- - طليعة المستقبل ينبغى أن نكون!=====طليعة المستقبل لتحرير ال ...
- - قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين- ال ...
- -فى الردّ على الوطد-- الحلقة الأولى_لا حركة شيوعية ثورية دون ...
- لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!( عدد 1 / مارس 2011)القلب على ...
- تونس : قراءة فى بيانات المجموعات- اليسارية- حول العدوان على ...
- بعض النقد لبعض نقاد الماوية ( ملاحظات نقدية ماوية لوثيقة - ا ...
- تونس : مسرحية وزارة الداخلية (1 فيفري )
- أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة حول الإنتفاضة الشعبية فى ت ...
- مواصلة الإنتفاضة الشعبية فى تونس: نقاط عملية
- الديمقراطية القديمة البرجوازية أم الديمقراطية الجديدة الماوي ...


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - الرفيق ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء.( مقتطف من العدد3 من - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!-)