أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - قصة قصيرة : الجذور














المزيد.....

قصة قصيرة : الجذور


رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 13:56
المحور: الادب والفن
    


اهداء : الى الاستاذ العزيز فاروق سلوم بعد حوار معه عن الجذور ، مع كل الود والتقدير

الحقد على الاشجارالعتيقة لا شفاء منه، الشجرغناء وأهزوجة الطبيعة ، والحقد شذوذ في الايقاع لحن أصيل ولحن يبقى عاجزا مهما استمر في العزف ، فالقضية هي في الجذور..
الصراع يشتد ما دامت الجذور شبكة .. كلما تفرعت بباطن الارض، استعصت على القلع لا يطولها أحد،..من يتكهن بدروب تشعباتها أو مسارها ؟؟ سوى المغرورالمعتوه المصاب بداء سوء الهضم في العقل ، أهو تاجرام بائع متجول للأشجار العتيقة ؟ الطبيعة وحدها حين تتخذ موقفا تكفي وتبهر، وتفرض وجودها بقسوة أحيانا ..

ماذا تفعل يا جبار ؟؟ في أي أرض تهيم .. كل شىء لك خاضعا تحت سلطة فأسك هذا ،.. الاشجار العملاقة تقطع أوصالها وهي الصابرة..الصامتة ..تبدو له مستلمة، يذهب بالخشب يبيعه في أسواق النخاسة، ، لا احد يعرف كم شجرة قطع ؟؟ وكم جلب من المال ببيع تلك الاخشاب الثمينة..

لكن اليوم ليس كباقى الايام ، انها تمطر مدرارا ، سيول وسيول ، وحل ووحل، تغرق الغابة وجبار يصرعلى المزيد من الأخشاب ؟ ، يخرج حاملا فأسه لن يخاف المطر، هذا المطر لن يخيفه ، انه يريد زيادة ثروته ، وربما أخشاب تمنحه الدفء حين يرمي كل ثمين للنيران ، ليفوح العبق الأصيل من رائحة الزمن ، فيتباهي بها ، عنوانا لثراءه وسلطته، والغابة ثرية لا تنتهي اخشابها .. والطمع ثري لا ينتهي مداه ..

يدخل الغابة يجر خطوته تحت المطر، تغوص الخطوة تغوص بالوحل ، المطر يغسل جراح تلك الاشجار المقطوعة ، لم يبق لها ساق، لم يبق لها سوى الجذور العميقة السحيقة الغابرة الممتدة حيث اللانهاية ، ولا تبصرها معدة جبار..

تغوص قدماه بالوحل ، يتغطى نصف جسده به ، ترفع الجذورقامتها المستلقية بالاعماق، مع كل قطرة مطر ترتفع ترتفع أكثر ، تبدو أوضح ،.. تتعانق مع بعضها ، عناق المحبين بعد غياب ، تتحالف ، تتفق، تتحدث بصمت ..

بارتفاع الجذور، أطلق سراح تلك الديدان النائمة في جوف الارض، بكل بساطة وسهولة تدور حول جبار تقرص ساقيه : أخ أخ ... تستمر الديدان بالتهام قطع من جسده ، ينادى بعضها على الأخر : هلموا يا أصدقاء هذا جسد غني !!!

يسقط جبار متعبا غريقا بالوحل ، تغلفه الديدان من كل صوب ،كأنه جثة بكفن من الديدان، الجذور الظاهرة صارت تقهقه تضحك ، شدت التفافها على بعض بقوة ، الساعة قادمة لا محالة، انها الطبيعة ، لاشىء أخر، كلما تذكرت الجرح ، اخضرارها أمسها ماضيها ثمرها ، ورودها ، زادت من شدة تلاحمها ببعض .. لتخرج منها خيوطا متفرعة رفيعة قوية قاسية صلبة رقيقة، تحيط كل المكان ، تمتد وتمتد ، توحدت، تماسكت ،تحولت ، انقلبت عنكبوتا كبيرا ، يمد شباكه من السماء وتهبط نحو كل شبر بالغابة ...
يصيح جبار، يبكى يا الهي ماذا يحصل ما هذا الكائن المرعب ؟؟ ما الذي يجرى ؟؟ ..
الوحل من هنا والديدان تحاصره والعنكبوت الشرس يحيطه .. رعب خوف .. خيوط العنكبوت تعرف هدفها ، تستدل ببوصلة قلبها العتيق تتوجهه نحو فأس جبار، تلويه ،تخنقه ، يصرخ: يا الهي انني أتألم ينكسر فأسه ، يغرق بالوحل ، كأنها صورة لكثبان رملية متحركة تعرف ماذا تفعل ؟؟ ... يقع جبار لا صوت له لا اثر ..
تكف السماء عن المطر ،.تعود الجذور تنام بقلب أمها بهدوء ، ...تشرق الشمس ... يظهر من البعيد اخضرار بعض الحشائش ....



#رغد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة ساخرة : انقلاب في منزل السيد شهلوب الفتاح عضو القبة الذه ...
- قصة قصيرة-: اجمل الحقائب
- قصة قصيرة : مالك الحزين
- قصة قصيرة مزار الذاكرة
- قصة قصيرة : خمر أم جبن؟
- الدكتور العلوان شهيد لا عزاء فيه حتى تتحقق العدالة
- وصايا ام لطفتها حديثة الولادة
- قصة قصيرة : ظلال الغبار
- عبر الهاتف
- الي رجل عبر القارات
- قصة قصيرة عابرة سبيل
- قصة قصيرة : ساحة ابو الريش
- قصة ساخرة : ساحة ابو الريش
- عقلي يتمدد
- قصة قصيرة : خيمة من الكارتون
- قصة قصيرة: خيمة من الكارتون
- قصة قصيرة: اسمعني لا جدوى
- قصة قصيرة: لعنة متوارثة
- قصة قصيرة جدا : رصاصة لم تصيب
- قصة قصيرة: عدالة قبيحة


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - قصة قصيرة : الجذور