أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - معبر قلنديا ....معبر إذلال وعذاب ..















المزيد.....

معبر قلنديا ....معبر إذلال وعذاب ..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



...... الاحتلال لم يتوقف ولو للحظة واحدة عن ابتداع واختراع وابتكار الأساليب والوسائل والطرق التي من شأنها التنغيص على حياة المواطنين الفلسطينيين،وذلك بغرض تطويع النفسية الفلسطينية وكسر الإرادة وتحطيم المعنويات لهذا الشعب الصابر المرابط،والمسألة ليست وقفاً على التعذيب والإذلال،بل تهدف الى ترحيل وتهجير الفلسطينيين من وطنهم،ودفعهم إلى الاقتتال والاحتراب الداخلي،فالضغط النفسي الكبير الذي يتعرضون له على الحواجز كفيل بخلق حالة من العنف اللفظي والبدني بين من يصطفون في طوابير الذل والاهانة ،وخير مثال وشاهد على هذا المسلسل اليومي الذي يتعرض له شعبنا على حواجز ومعابر الذل والمهانة وتحطيم النفسية،هو معبر قلنديا،هذا المعبر كغيره من المعابر لا تحكمه لا أنظمة ولا قوانين،بل مزاجية الضباط والجنود العاملين على تلك المعابر،وهم خبراء في التعقيدات البيروقراطية والتعذيب والتلذذ بعذابات وألا لام الآخرين .

ان الإجراءات والحجج والذرائع الأمنية والتعقيدات البيروقراطية تجعل أي فلسطيني من القدس يريد التوجه لرام الله إما للعمل أو قضاء حاجاته او التسوق او الترويح يفكر ألف مرة قبل أن يقرر الذهاب لرام الله،فهذا المعبر هو حلقة الوصل الوحيدة بين شمال الضفة وجنوبها،وهناك حالة من الضغط الكبير عليه وبما يجعل حركة السير غير المنظم اصلا وما يشوبها من فوضى عارمة بسبب غياب السلطة وقلة الوعي وسيادة مفاهيم الاستقواء والبلطجة صعبة وطويلة ومريرة وكل من يصل إلى رام الله أو يعود منها في أيام السبت والخميس تحديداً بعد ساعتين أو ثلاثة "أبو زيد خاله" وعند الوصول إلى المعبر عليه أن يتهيأ لرحلة عذاب جديدة،تبدأ بالوقوف داخل حواجز حديدية لا تتسع لأكثر من شخص واحد من الحجم الطبيعي ومن كان سمين/ة فعلية أن ت/ يحشر نفسه/ا"بالكرتة " في تلك الحواجز،لكي يستعد للمرور من "معاطات" الدجاج،وهي عبارة عن دوائر حديدية يتم التحكم بها الكترونيا ولا تسمح بمرور أكثر من شخص في الفتحة الواحدة،وبعد اجتياز تلك "المعاطة" عليك الانتظار في صف أو صفوف طويلة،حتى يفرجها الله عليك لكي تجتاز "معاطة" أخرى وهنا عليك الانتظار فتلك "المعاطات" يتحكم فيها مزاج جنود الاحتلال ومجنداته فقد يطول الانتظار ربما لعدة ساعات،وبعدها قد يخبرك الجندي بأن هذه "المعاطة" مغلقة وعليك التوجه ل"معاطة" أخرى،نساء وأطفال وشيوخ وعجائز وحوامل ولهيب نار الصيف أو برودة وصقيع الشتاء تولد حالة من الضغط ينفجر بين المنتظرين على شكل عنف لفظي او جسدي يتحول إلى اشتباكات وعراك وسخط على الذات وعلى من أوصلوا هذا الشعب لتلك الحالة من الذل والهوان ،ومن ينجح في الدخول عليه أن يتعلم فن "الخلع" فمطلوب منك خلع الحزام والساعة وأي شيء معدني "سنسال" او اسوارة أو خاتم او حتى ربطة شعر أو حذاء به معدن، لأنك ستدخل إلى دورة تفتيش عبر بوابة الكترونية،وإذا ما سقطت في الفحص فعليك العودة أو التهيؤ للخلع من جديد ونوع جديد من التفتيش بالزنانة اليدوية او الأيدي والعبث في كل بقعة من بقع جسمك حساسة او غير حساسة،ولا تنتهي الرحلة والمعاناة عند هذا الحد فلربما يتم إغلاق الحاجز فجأة وبدون أي سبب سوى الذريعة الأمنية المعتادة وتعود من حيث أتيت،أو تنتظر مجدداً لساعات تكون فيها الحامل قد وضعت طفلها/تها على قارعة الطريق والمريض/ة قد ت/يلفظ انفاسه/ا الأخيرة،أما اذا ما سارت رحلتك سيراً طبيعياً فعليك بعد النجاح في امتحان البوابة الالكترونية أن تخضع لفحص بطاقتك الشخصية من خلال وضعها في ماكنة الكترونية للتأكد من صحة المعلومات الواردة فيها او تصريحك (تصريح الدخول)،وطبعا هذا يتم من خلف الزجاج،وبعد التأكد يسمح لك بالخروج بعد أن تجتاز "معاطتين أخريين" في طريق الخروج من المعبر.

والحمد الله انه "أنعم علينا" مؤخراً بتخصيص "معاطات" لأهل الضفة الغربية وحملة التصاريح و"معاطات " لسكان القدس،بعد أن تم تخصيص مسلك خاص لحافلات رام الله وقلنديا والرام وبير نبالا الداخلة الى القدس،وهنا أيضاً رحلة عذاب أخرى عذاب للركاب وللسائق ولشركة الحافلات،فالركاب الذين هم تحت سن الستين ولأسباب لا يعرفها سوى الاحتلال،وهي طبعاً ذريعة الأمن الكاذب،عليهم النزول من الحافلة،والذهاب الى "معاطات" الدجاج لاجتياز نفس الخطوات التي تم ذكرها،وهنا لا معنى لإنزال الركاب من الحافلة إلا إذلال وإهانة الركاب عن عمد وقصد،ولا يوجد أي سبب امني لذلك،فهم في الحافلة أيضاً سيخضعون لفحص أمني،وبالإمكان القيام بفحص الركاب بإنزالهم على الحاجز مباشرة وفحصهم يدوياً ولكن عقلية الاحتلال العنجهية القائمة على السيطرة واحتقار الآخر والنظر اليه بدونية هي من تحكم عقلية ونفسية جنود الحواجز .
والحافلات التي ينتهي فحصها عليها الانتظار خلف الحاجز من أجل أن تحمل الركاب الذين ينهون فحصهم واجتياز الحاجز،فعدا ما يسببه ذلك من ألم ومعاناة وضغط نفسي كبير للركاب وضياع الوقت والجهد،فكذلك سبب ويسبب الكثير من المعاناة والخسارة المادية لشركات النقل العام.
والمعاناة هنا رغم كل كبرها وطولها وصعوبتها،فهي بسيطة اذا ما قورنت بمعاناة عمالنا الذين يملكون تصاريح عمل للعمل في مدينة القدس او الداخل- مناطق 48 -،فهؤلاء من ساعات الفجر الأولى يغادرون أماكن سكنهم،من أجل الوصول الى الحاجز،ولكي يمروا بدورة الذل والعذاب التي يمر بها أبناء شعبنا ولكن على نحو أصعب وأسوء،فالكثير من العمال،لأتفه الأسباب وبعد انتظار لمدة خمس او ست ساعات يعودون إلى بيوتهم بسبب مزاجية الضابط او الجندي المسؤول عن الحاجز، حيث يتم إغلاق الحواجز،أو يقوم الجنود إذا ما احتج العامل او العمال على المعاناة بمصادرة التصريح وإلغاءه او تمزيقه،وأحياناً يتعرض العمال الى السجن إذا ما جادلوا او احتجوا على سوء المعاملة أو التأخير،وكذلك العديد منهم يحاول رجال المخابرات الإسرائيلية مساومتهم على لقمة عيشهم،من خلال تخييرهم بين التعاون مع مخابرات الاحتلال مقابل العمل والمرور او إلغاء التصريح وعدم العمل،ولقمة العمال مغمسة بالدم فحتى الذين ينجحون منهم باجتياز مسلسل العذاب هذا،قد يعودون بخفي حنين ومثقلين بالمصاريف والديون،حيث تعرض العديد منهم للنصب والاحتيال من قبل أرباب العمل الإسرائيليين.
نعم معبر قلنديا رمزاً لإذلال الفلسطينيين وأهانتهم وامتهان كرامتهم،والمقدسي الذي يفكر بزيارة رام الله او الذهاب اليها لأي سبب يتردد مئة مرة قبل حسم قراره وخياره،فهو قد يصل الى الشام او القاهرة قبل أن يصل إلى رام الله او يعود منها،فالاحتلال وجنوده وشرطته على الحاجز مدارس وخبراء في الإذلال والتعذيب المبرمج والممنهج،ولكن كل صرخات وعذابات الفلسطينيين لا تجد لها صدى عند ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان أو ما يسمى بالعالم الحر،فالمهم عندهم إسرائيل أولا وعاشراً،أما الفلسطينيين وحقوقهم ومعاناتهم وقيم الإنسانية والحرية والعدالة فهي لا تشملهم.
وحتى نكون منصفين فإن الاحتلال هو الجذر والأساس فيما يحدث على معبر قلنديا،ولكن أيضاً غياب السلطة وغياب الوعي والخلل في التربية والثقافة وانعدام القيم والأخلاق والتربية لها دوركبير في هذا المجال،وفي أحيان كثيرة تجد أصحاب المركبات العمومية هم المسؤولين بشكل كبير عن حالة الفوضى تلك.

القدس- فلسطين
1/7/2011
0524533879

[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسرى الفلسطينيون وأكاذيب نتنياهو ..
- في ذكراه الأربعون / استشهاد ميلاد ....ميلاد فجر جديد
- تعدد المرجعيات التعليمية في القدس ... وتأثيراتها السلبية -3 ...
- الأزمة ليست شخص فياض بل أزمة نهج وخيار ...؟؟
- تعدد المرجعيات التعليمية في القدس ...... وتأثيراتها السلبية ...
- عام على اعتصام نواب القدس ..
- تعدد المرجعيات التعليمية في القدس وتأثيراتها السلبية -1 - .. ...
- المطلوب استراتيجية مواجهة موحدة لإفشال مخطط صهينة التعليم في ...
- الوضع الفلسطيني يعاود التأزم من جديد ..؟؟
- قراءة في رسالتي سعدات والبرغوثي الى مؤتمر بيت لحم/ فلسطين ال ...
- القدس حرب شاملة وعلى كل الجبهات ....
- أسرى القدس والداخل مجدداً ....
- لا تسوية في الافق ..... والمصالحة هي الرد ...
- خطاب أوباما للفلسطينيين/ شيكات بلا رصيد ...
- شرط آخر نسيه نتنياهو في خطابه ...
- الاسرى المرضى إهمال طبي ومعاناة مستمرة ....
- استقلالهم .....ونكبتنا ....؟؟؟
- فتن طائفية وفوضى خلاقة ..؟؟
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة ..
- الطبقة العاملة الفلسطينية والأول من أيار .....


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - معبر قلنديا ....معبر إذلال وعذاب ..