أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الثلاثاء الأسود














المزيد.....

الثلاثاء الأسود


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 02:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


28 يونيه - بدون لف أو دوران- هو إعادة إنتاج ليوم مشئوم آخر هو 28 يناير 2011. وأوجه التشابه بين اليومين متعددة.
أولها - خلع قوى الثورة المضادة لأقنعتها والتحرك السافر والمكشوف لضرب الثورة.
ثانيها - أن ورقة البلطجية هى القاسم المشترك بين اليومين الحزينين.
وثالثها - أن الشرطة المسئولة أصلا عن ترك البلطجية مطلقى السراح، رغم أنهم معروفون لها بالاسم والعنوان، قد غضت الطرف عن معتادى الإجرام والمسجلين خطر وفتحت أبواب جهنم على المتظاهرين المعتدى عليهم وأسر الشهداء المكلومين مستخدمة أقصى وأقسى صور العنف المفرط مصورة تذكرنا بالأساليب القمعية الغاشمة لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى. والأخطر أن كبار رجال الشرطة الذين قادوا الهجوم على أسر الشهداء يوم 28 يونيه من بينهم، وعلى رأسهم أكثر من متهم بقتل المتظاهرين يوم 28 يناير، وتتم محاكمتهم حاليا!!
ورابعها - أن وزارة الداخلية عادت فى 28 يونيه الى نفس أساليب بيانات 28 يناير ، حيث استخدمت لغة مراوغة ومضللة ومخالفة للحقيقة، فتنصلت من مسئوليتها ومسئولية رجالها وألقت باللوم على "الضحايا" واتهمتهم زورا وبهتانا بأنهم بلطجية.
وخامسها - أن الحكومة سايرت وزارة الداخلية فى تعاملها الخاطئ، وروايتها المشوهة والمضللة لوقائع اليومين الحزينين، فى حين كان الأمل فى حكومة حصل رئيسها على شرعيته من ميدان التحرير ومن الثوار أن تبادر بالاعتذار للشعب المصرى، وأن تأمر على الأقل بتشكيل لجنة تقصى الحقائق مستقلة إن لم يكن بالمبادرة بإقالة وزير الداخلية ومساءلة كبار الضباط الذين مارسوا العنف المفرط ضد المتظاهرين.
وسادس أوجه التشابه بين 28 يناير و 28 يونيه امتناع قوات الجيش عن التدخل.. بأى صورة من الصور.
*****
ومما يزيد من شعور أسر الشهداء، وكل من له انحياز لحقوق الإنسان، بخيبة الأمل فى حكومة الدكتور عصام شرف أن جذر القضية، والسبب الأصلى لكل ما جرى، هو التلاعب بملف شهداء الثورة.
فمحاكمات المتهمين بالتورط فى جريمة قتل مئات الشهداء وإصابة الآلاف من أبنائنا وبناتنا، تجرى ببطء شديد يبعث عن الارتياب.
كما أن ملابسات المحاكمة ترفع ضغط الدم وتثير الغيظ، فهل من المعقول أنه لم تظهر صورة واحدة لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى وهو يرتدى ملابس السجن، أو وهو يتجه إلى أحدى جلسات المحاكمة، أو وهو يجلس خلف القضبان فى قفص الاتهام؟!
وهو وضع شاذ لا يتمتع بمزاياه الاستثنائية حبيب العادلى وحده وإنما كبار رجاله ومساعديه أيضاً الذين وصل الشذوذ إلى درجة استمرار بعضهم فى وظائفهم رغم أن ذلك يمكن أن يؤثر على سير العدالة ويؤثر على الأدلة..
وفى مواجهة هذا التدليل للجلادين نرى التعامل الفظ والبالغ الخشونة والدموية مع أسر الشهداء وتحويل المقبوض منهم الى القضاء العسكرى حيث من المتوقع أن يتم الحكم عليهم فى غصون ساعات بينما يتمتع جلاديهم بمزايا الوقوف أمام القاضى الطبيعى.
*****
وفوق أن هذه كلها تجاوزات غير مقبولة، فأنها مجرد حلقة من سلسلة طويلة من محاولات متواصلة للالتفاف على الثورة وأهدافها والعمل المنهجى لإجهاضها واغتيالها أو إبقائها فى حدود نصف ثورة.
وما لا ينبغي ألا ننساه بهذا الصدد ذلك التزامن بين الوقائع الدامية للثلاثاء الأسود الماضى وبين صدور حكم قضائى فى صباح نفس اليوم بحل المجالس المحلية، وهى ذات المجالس التى كان أحد اكبر أقطاب نظام حسنى مبارك قد وضعها بأنها غارقة فى الفساد "حتى الركب"، والتى يعرف القاصى والدانى ارتباط كبير من أعضائها – الذين وصلوا إلى عضوية هذه المجالس من خلال تربيطات مشبوهة وانتخابات مزورة – بعصابات البلطجية وشذاذ الآفاق والخارجين على القانون.
ورغم أن حل هذه المجالس لم يكن يحتاج إلى حكم قضائى، حيث تم حل كل من مجلس الشعب والشورى دون اللجوء إلى القضاء أصلاً، فانه قد ترددت أنباء عن أن أحد أعضاء حكومة الدكتور عصام شرف – على الأقل- يرفض ويحث الحكومة بالطعن على الحكم!!
ورغم مرور خمسة أشهر بين 28 يناير و28 يونيه مازال فى حكومة عصام شرف 19 مسئولاً كبيراً من أقطاب الحزب الوطنى المنحل، كما بقى رموز نظام حسنى مبارك يترأسون معظم الهيئات والمؤسسات والشركات والجامعات والبنوك.
*****
هذه هى الحقائق الأساسية التى يجب ألا تغيب عنا ونحن نحاول فك ألغاز جرائم الثلاثاء الأسود الجديد.. والتى لا يوجد ما يمنعنا من الاعتقاد أنه لن يكون الثلاثاء الأسود الأخير.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرض والفلاح.. فى انتظار الثورة!
- مائة يوم ... -شرف-
- اللواء المهدى يخوض معركة الاعلام .. ب -رجل حمار-
- سابق و مخلوع بالثُلث
- مرحباً بكم... فى القرن الثامن عشر!
- ومازالت العدالة مرفوعة من الخدمة!
- الصحفيون قُطَّاع طرق!
- جامعة النيل.. لصاحبها أحمد زويل!
- إبن شربين -الطاهر-.. الشهير ب -محفوظ الأنصارى-
- العلمانية .. كثير من الملل قليل من العمل
- هل يأكل المصريون بعضهم بعضا؟
- رسالة من »الملدوغ« السوداني إلي »المخدوع« المصري (2-2)
- الوطن فى خطر .. يا ناس!
- قادة الجماعة الإسلامية في روزاليوسف : النحت حلال وروايات نجي ...
- إمبابة .. بدلاً من إريتريا
- الوجه الثاني لكارثة أبوقرقاص؟
- رسالة من »الملدوغ« السوداني إلي »المخدوعين« المصريين!
- مصر بعد مائة يوم .. ثورة
- أجهزة تكييف ل -فندق طرة- .. عجبى!
- أسيوط: قصة مدينتين


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الثلاثاء الأسود