أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بدر الدين شنن - لن نقول وداعاً














المزيد.....

لن نقول وداعاً


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1017 - 2004 / 11 / 14 - 07:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


يتعرض الشعب الفلسطيني ، منذ أوئل القرن الماضي إلى هجوم ا ستعماري صهيوني مدعوم من الدول الاستعمارية الكبرى ، ا ستبيحت فيه حقوقه وأرضه وأرواح أبنائه .. لم يتعرض إلى ما يماثله في الوحشية والبربرية سوى الهنود الحمر في القارة الأمريكية وفي أوستراليا ونيوزيلندا، لإقامة وتكريس دولة للبرجوازية اليهودية الصاعدة ضمن مخططات المشاريع الإستعمارية لتأبيد تجزئة الوطن العربي وا ستدامة الهيمنة الإستعمارية على الوطن العربي ونهب ثرواته . وقد وظفت لتحقيق هذا المشروع العنصري القذر كل الإمكانيات السياسية والإقتصادية " والإيديوليجية " الصهيونية الدولية والمراكز الإمبريالية العالمية ، وا ستغل إلى الحد الأقصى العجز المريع الذي خلفه الإستعمار العثماني الطويل المدى للوطن العربي ، وكذلك سيطرة الإحتلال البريطاني لفلسطين وتقاسم الوطن المشرق العربي بين سايكس وبيكو

إزاء هذا المشروع المدمر للواقع وللمستقبل العربي كان لابد من نهوض مشروع مقاوم مكافئ يتصدى للغزو الصهيوني الإستعماري . وقد اصطدمت عملية النهوض المقاوم منذ بداياتها وحتى الآن بالقوى الصهيونية الدولية والدول ذات المصالح الإمبريالية في أرضنا العربية ، وبالقوى العربية صنيعة الدول الأجنبية أو المتعاونة معها . ولم يكن ومازال من إحتياطي صاحب مصلحة أو صديق لعملية النهوض هذه سوى الشعوب العربية وقواها اليسارية والقومية والإسلامية التحررية . وقد ارتهن مشروع النهوض المقاوم .. المتمرد على الهجرة اليهودية والتواطؤ البريطاني في البدايات ، ومن ثم الثورات المتلاحقة لمنع تهويد فلسطين وا ستلابها ، وفيما بعد خوض الحروب المستميتة ضد التذبيح والتهجير .. ومن أجل التمسك بالأرض .. إرتهن للمفاعيل إياها على المستوى العربي والدولي

وقد لعب وجود المعسكر الإشتراكي بعد الحرب العالمية الثانية دوراً هاماً في دعم هذا النهوض إلى حد كبير ، وفي إيجاد توازن في عملية الصراع العربي الصهيوني الدولي . بيد أنه بسبب ضعف الجانب العربي - الفلسطيني وتفككه ، لم يحل دون التوسع الصهيوني ، وتحقيق إنتصارات هامة بدعم الغرب الإستعماري وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية

وفي ذروة الإحباط العربي الشامل جراء هزيمة حزيران 1967 برزت منظمة التحرير الفلسطينية أنموذجاً مكافئاً بامتياز للمشروع الصهيوني أكثر من أي وقت مضى .. أنموذجاً سلاحه البندقية .. وجيشه كتائب الفدائيين .. وأفقه الحلم المعمد بالدم

ومنذ البداية كان السؤال : هل يمكن لفصائل فلسطينية تضم أكبرها مئات الفدائيين أن تهزم المشروع الصهيوني المدعوم من طواغيت المال والسلاح والحرب ؟

وبرز عرفات رئيس حركة فتح أكبر منطمة فلسطينية ليعلن الجواب .. ليتحمل القسم الأعظم من مسؤولية النهوض .. الثورة في مواجهة الصهيونية الإستعمارية . واكتسب حجمه الكبير من حجم القضية الكبيرة التي حملها على عاتقه .. ومن حجم القوى التي تصدى لمواجهتها صهيونياً وعربياً ودولياً .. واكتسب الإحترم لصلابته ودأبـه .. ولقدرتـه البارعة في التعاطي مع الإستحقاقات التي تعترضه

ومن البديهي أن تتخلل مسيرة أربعين عاماً من النضال الكثير من الأخطاء والخيبات ، إلا أن ما جسده عرفات من صمود مثل صمود الثورة .. رغم كثرة الخصوم وتردد الأصدقاء ..وتخاذل الأشقاء .. هو الأساس وهوما يجب أن يضاء في تاريخ هذا الرجل . وهذا ما أدركه الفلسطيني البسيط والعربي البسيط وعبر عنه وهو يحيط عرفات في باريس .. ليدفئه بقلبه .. وليمنحه من روحه كي يعيش ..وكذلك برسم إشارة النصر بأصابع ترفعها السواعد الأبية وهو يوارى جسده الثرى

إن أهم ما مثله عرفات ورفاق عرفات في الثورة الفلسطينية هو ، إيجاد المشروع المضاد للمشروع الصهيوني ، الذي أكسب الشعب الفلسطيني الأمل بالتحرير والعودة ، وأكسب القضية الفلسطينية أصدقاء لاحصر لهم . وهذا المشروع ينبغي أن يستمر ويتطور ويقوى

لقد اجتاز عرفات بشعبه وبالشعوب العربية الأخرى مسافة هامة على درب إفشال المشروع الصهيوني .. وذلك رغم كل الصعوبات التي لم تعرفها ثورات تحررية أخرى ، وترك لرفاق الدرب وللأجيال القادمة إرثاً ثميناً يشكل مرجعية هامة في المرحلة القادمة للنضال الفلسطيني والعربي ، هي الأكثر قسوة ومرارة وتعقيداً

لقد آثر عرفات الموت صامداً في حصاره على التخاذل والخضوع للإملاءات الأمريكية والإنذارات الصهيونية .. والنصائح " الأخوية " المفخخة. وانتقل عزيزاً مكرماً إلى جوار ربـه .. إلى جوار عبد القادر الحسيني وعز الدين القسام وأبو علي مصطفى والشيخ أحد ياسبن

لن نقول لك ياأبا عمار وداعاً .. بل إلى اللقاء . فليس هناك أنبل وأشرف .. من أجل حريات الشعوب وكرامتها .. من لقاء الشهداء



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار والهدف
- حين يفقد الحوار الإحترام
- صرخات الهامس في - مثلث الاستبداد المقنن
- من أجل أن يستمر الحلم
- بالونات اختبار .. دمقرطة الاستبداد
- الحقوق العمالية .. ومعوقات حركة التغيير الديمقراطي
- وسام حرية على صدر الحوار المتمدن
- الصفقـة الخاسرة .. السؤال الملح الآن
- عن اليسار والقوى العلمانية والديمقراطية
- ثلاثون عاماً على النقابية السياسية بديلاً للنضال المطلبي 2
- ثلاثون عاماً على النقابية السياسية بديلاً للنضال المطلبي
- متى ترفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية في سورية
- إلى عاشق الحرية والحب والفرح .. عماد شيحا
- انتصار ميسلون
- مابين الأمير .. والجلاد .. والضحية
- الإصلاح في سورية .. والخيارات المفتوحـة
- نحو نهوض كفاحي ضد عالم الاستغلال والقهر


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بدر الدين شنن - لن نقول وداعاً