أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - خليل حاوي ينهض من قبره..!














المزيد.....

خليل حاوي ينهض من قبره..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 16:24
المحور: الادب والفن
    



في هذه الأيام الحزيرانية والتموزية نستحضر ذكرى صاحب "الناي والريح" و"بيادر الجوع" و"نهر الرماد" الشاعر اللبناني خليل حاوي ، الذي حمل صليب الكلمة ونحته بيديه وزرع فيه قبس من نور عينيه ، وارتحل في دمه الموصل الى دم الحياة والوطن والمستقبل ، ممتشقاً بندقية الصيد ومطلقاً النار على نفسه احتجاجاً على الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 والصمت العربي المتواطئ والمتخاذل مع العدوان الشرس. واليوم ينهض من قبره ويرى بأم عينيه سقوط انظمة الذل والعار المهترئة بفعل ثورات الربيع العربي ، التي أشعل شرارتها الاولى الطالب الجامعي وصاحب بسطة الخضار محمد بو عزيزي التونسي.
وخليل حاوي هو أحد شعراء القصيدة الحديثة، الذين احدثوا ثورة تجديدية في بنيتها وشكلها ومضمونها . وهو شاعر القلق الوجودي والمصير الانساني في شرقنا المحزون . في شعره نجد فكر وفلسفة وصوفية وقلق وجودي واغتراب نفسي ، وابتعاد عن الصياغات البلاغية القديمة المصطنعة والنبرات الخطابية الجوفاء والزخرف اللفظي والتقرير الذهني . انه يسبح في أعماق ذاته وتختلط نفسه بالوجود فيتسع أفق الخيال ، وتتداخل الصور ويلفها الضباب والسحاب ، فيهيم على وجهه كغجري بغير رقص وغناء ، وفي تشاؤم وزهد ابو العلاء المعري ونظرته السوداء القاتمة الى الوجود. ونحس بصوره الرهيبة، ونسمع أنين انسان تائه وضائع لا يهتدي الى بر الأمان ، غير أنه ينتفض ليعبر عن دعوته الملحة واصراره على بلوغ الاستقرار المشرق واستشراف الانبعاث الحضاري.
وفكرة الموت كانت من مقومات التجربة الأساسية في "نهر الرماد "، وعن ذلك قال ذات مرة :" كنت أحس الموت يجري مع الدم في عروقي كما أتمثله حقيقة راهنة وراء مظاهر الحيوية المتجددة . وكان هذا الاحساس يفرغ الحياة من المعنى . فتبدى لي باطله ولست ادعي سبباً لتحولي عن معاينة الموت ، ومعايشته كفكرة ثابتة ، غير أن التحول حصل تدريجياً ، وقد تلمحت بعض بشائره في نشيد "بعد الجليد" و"الجسر" من "نهر الرماد" ثم تم بيقين مبرم ، وكان انبعاثاً حضارياً في "الناي والريح".
وخليل حاوي هو شاعر العز القومي الذي شهد الهزائم والنكبات والنكسات العربية المتتالية ، وشاعر المقاومة والفروسية ـ كما نعته القاص والروائي الفلسطيني رشاد أبو شاور ، الذي قال عنه :" خليل حاوي هو شاعر مقاومة حضارية، انه ليس محرضاً آنياً . فهو صاحب رؤيا ورسالة ، ولذا كان أكبر من أن يحتويه حزب أو تيار سياسي ، وهذا ما جعل كثيرين من تيارات سياسية ، وفكرية، يرددون قصائده ، ما داموا قد انتدبوا أنفسهم للمشاركة في قيامة الأمة ". في حين وصفه الدكتور علي شلق بشاعر المحار والشواطئ البعيدة ، قائلاً عنه :" بين أسطر التاريخ ، والكلمة الفنية الرائية ، انطلق طائر خليل ليرى الوجود ، ليكمل نقصه ، ليبني عالمه الجديد في الغرب والشرق والانسان ، فهو كبير الرؤيويين في شعرنا المعاصر ، رافض كبير لتفاهة الحاضر ، مسيح كلمة غضوب جاء ليطهر الهيكل، عصاه بهلوانية تلعب لعبة العقل، والضمير في آن واحد. لكن تلك العصا كادت تنسى عهد الورق الأخضر فبدت صلبة، ذات رنين يعوض بنغمة ما فات من تذكارات الظلال".
وأخيرا، خليل حاوي سيبقى رمزاً للشهادة دفاعاً عن كرامة شعب وهزيمة أمة ، وسيظل حي بأشعاره وقصائده الرمزية ، التي تلهمنا حب الحرية ، وها هي روحه تنهض من جديد لتعانق ثورات الشعوب العربية الممتدة من تونس حتى سوريا.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تاريخ الصحافة الفلسطينية في المنافي... مجلة -الأفق-
- العدد الرابع من مجلة -بواكير-
- من ذاكرة الأيام : الشاعرة فدوى طوقان في عبلين الجليلية ..!
- من تاريخ الصحافة الفلسطينية في المنافي... شهرية -صوت الوطن-
- النشاط الثقافي والأدبي الفلسطيني تحت الاحتلال
- من تاريخ الصحافة الفلسطينية في المنافي / مجلة -فلسطين الثورة ...
- القصيدة الأخيرة لمعين بسيسو
- صفحة من التاريخ: المهرجان الوطني للأدب الفلسطيني في المناطق ...
- بضع كلمات على قبر مجنون فلسطين الشاعر يوسف الخطيب
- من وحي الذاكرة مهرجان الثقافة الفلسطينية الاول في اسرائيل
- عن شعر الحب وغزل سليمان جبران في شبوبيته..!
- تجربة صحيفة -الطليعة - المقدسية ودورها السياسي والثقافي
- الشعر الشعبي الفلسطيني في المواجهة
- صورة من الماضي
- صدور عدد حزيران من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- الكاتب العراقي مصطفى عبود .. مسيرة مضيئة
- سعود الأسدي وفدوى طوقان وسلة الزهر ..!
- حال الثقافة الفلسطينية بعد معركة بيروت
- هل يصبح احمد رفيق عوض وزيراً للثقافة..؟!
- الصحافة الأدبية الفلسطينية تحت الاحتلال .. هم البدايات!


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - خليل حاوي ينهض من قبره..!