أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - في ذمة المعري















المزيد.....

في ذمة المعري


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 14:37
المحور: الادب والفن
    






إذا اشتاقتِ الخيلُ المناهلَ أعرضتْ

عن الماء ، فاشتاقتْ إليها المناهلُ

المعري

~~~~~~~~~~~~~



العدم



أولادي الذين لم أسمح لهم أن يولدوا

أولادي الذين قتلوا في ذمة المعري

أولادي لم يركضوا أمامي ولم أحملهم ولن يحملوني الى المستشفى

أولادي هادئون ولا يُتعبون أباهم

لا يبكون في الليل ولا يطلبون شيئاً في العيد

أولادي رغم أنهم لم يولدوا إلا أنهم مسلمون طيبون

كلهم يحفظون سورة الإخلاص

أولادي الذين لم أطعمهم يريدون أن يُطعموني

ينادوني يقولون بابا صار لك أحفادٌ في العدم

بابا إذا لم تنجبنا لننزل إليك تعال أنت الينا

سنحملك في العدم وندخل بك فخورين

بابا تعال تعكز علينا في العدم

بابا متى تموت وتأتي إلى بيتك

العدم .





الشعراء قبيلتي



النبي ( الأمّي ) هذه الفكرة سحرتْ الصوفيين . أي أن الحكمة تأتي العارف من جسده و إصغائه

وتفوقه على نفسه ورغباته . لهذا نحن الشعراء نتعذب حين نقرأ الكتب . الكتب معرفةٌ تأتي من الخارج و عندنا كتبٌ أخرى

في أعماقنا . نحن حواران معرفيان يتذابحان . نحن لا نملك حصانة ابراهيم فالنار تحرقنا وتذيب جلودنا وليست برداً

وسلاماً . أيها الشعراء قفوا دقيقة حداد إذا متّ فوالله لم أخذلكم ، ولم ترهبني النار

والوحوش . أيها الشعراء حملتُ لواء قبيلتنا حتى قطع الغيب يدي و لساني .



القرآن



أبكي عندما أسمع القرآن ، ليس خوفاً من النار

ولا طمعاً في الجنة ، بل أبكي لأنني لا يمكن أن أكتب شيئاً كهذا

في الجزء الثامن من تاريخ بغداد : حُكي عن عمرو المكي أنه قال : كنتُ أماشيه ، أي الحلاج ، في بعض

أزقة مكة وكنتُ أقرأ القرآن فسمع قرآءتي فقال : يمكنني أن أقول مثل هذا ، ففارقته . ) ...إلهي ليس لي علم الحلاج

ولا أعلم ما إذا جُن واختلط أو أن هذه الرواية صحيحة عنه . ولكنني أسمع

هذا الكتاب الذي يسميه المسلمون القرآن فأبكي لأني لا أكتبُ مثل هذا .

لستُ مجنوناً ولكن تتوقُ نفسي أحياناً إلى القرآن ، آه ! القرآن ، البارحة قال لي الشاعر

العراقي سعدي يوسف : مالك بن الريب لا ريب فيه ، ولكن

لمريضٍ مثلي هذا القرآنُ لا ريب فيه ، بل هذا القرآن حبيبي



.

نكهة لعابي



حدث معي عندما كنت على قيد الحياة ..قلتُ لها

- أعيديني كما كنت

قالت : وهل من فرح أكبر من أن تعود كما كنت ، ولكن أنا أتكفل بجرحي وأنت تكفل بجرحك .

- قلت : ساعديني واجعليني أكرهك ، قولي أي شيء قبيح .

- بكت وقالت : لماذا عليّ أن أقوم بكل شيء وأنت لا تفعلُ شيئاً ، ألا ترى أني أقلعك كما

أقلعُ عيني ، وأنت تبخلُ عليّ حتى بذكرى . الفروسية يا أسعد ليست في إشعال

الحب فقط بل في اقتلاعه أيضاً وبالصبر على ألمه

قلتُ لها - أنا أتعرق في سريري ، وأشمٍّ رائحتك في فراشي .

قالت- أنا أشم رائحتك في دماغي .

قلتُ لها - حريقي أكبرُ من حريقك .

قالت - لأنك تتلهف إلى نسياني ، حريقي صغير لأنه سيبقى إلى الأبد .

قلتُ لها - أراك في منامي

قالت - أنا لا أنام ، لأني أراك حين أغلق عيني .

قلتُ : حبنا هذا اليتيم ماذا نفعلُ به

قالت : الحضانة للأمهات

قلت : ولكنه ولدي وسأبكي عليه

قالت : المهم أن لا يبكي ولدك .

قلتُ : علّمتك الكلمات

قالت : وأنا علمتك كيف تنظر في عين المرأة بعد أن تنظر في أي شيء يسحرك فيها . لأنك

بهذا تنقل شهوتك إليها . هكذا تتحول الطبيعة إلى وعي وتتكاثر فينا .

قلت : أريد أن أنتصر

قالت : لم ينتصر قبلك رجلٌ على امرأة . أنتم أطفالنا . ألا ترى كيف يعلو بكاؤك في غيابي؟

قلتُ : وماذا يميزني

قالت : لغتك .

قلتُ - أغار عليك ، يأخذك رجل آخر .

قالت - وأنت لن تأخذك امرأةٌ أخرى ، نكهة لعابي لن تتكرر.



سيف متّي



قال شيطان عجوزٌ أحدب أنه يعرف اسلافك وأنه تصارع معهم على أسوار بابل ، كانوا يقلعون

عيون أعدائهم ويشربون قصائدهم في الحانات ، كانوا ينفخون في الناي ويضربون على القيثارة وكانت

أغانيهم حزينة ، كان حزنهم نبيلاً لأنه ليس بسبب الماضي بل بسبب النبوءات ، كان الكهنة ينظمون القصائد

والشعب يبكي على المستقبل ، كانت عيون النساء كبيرة وكذلك قاماتهن وأفخاذهن ، كانت شهوتهم

كالمطر ، و بكاؤهم مرضاً ، و غضبهم كالطوفان ..وطويلاً كان يغيب الملك ، وحين يعود تعلوا أهازيج الشعب

فتغطي فرحتهم صراخ الأسرى و حزن الأرامل ...لم يتعرف علينا أحد لقرون لكن البابليين جلبوا الطموح والطموح جلب

العذاب في حادثة السبي والأسرى عرفوا أسماءنا . قبل بابل لم يكن هناك شيءٌ إسمه الشيطان .. قُتل جدُّ سيف متي

تحت أسوار عيلام وصلبه العيلاميون بعد أن سحلوا جثته بعرباتهم ، كانت زوجته تركض بأولادها إلى البراري

وكان القمر في ذلك الزمان يتصرف كإله سيف متي : هو من آخر الرجال الذين

حين يقربون القواقع من آذانهم يعرفون كلّ ما يجري في أعماق البحر .





وصيتي



أيها الشعراء أنتم كرامٌ و أهلُ قِرى ، أوصيكم بهؤلاء الطيبين الذين يطبعون الدواوين

رغم أنهم ليسوا بشعراء . لا تُرهقوهم ولا تدافعوهم أليسوا يضحون بكل شيء

ليصبحوا منا ويرتدوا ثيابنا . أكرموا مثواهم فهذه أخلاق القبائل الكريمة و شمائلها .



الحزن



لكأن الحزن حقيقة السعادة ، السنا نبكي من الوجع والخوف كما نبكي من الضحك والفرح ؟؟. لكأن الحسين

حقيقة محمد . لكأنّ المسيح حقيقة ابراهيم . لكأن الموت حقيقة الحياة . مَن منكم يفهم ما أقول ؟. مَن منكم

يريد أن يعلمني ويصير شيخي لأحمل رمحه وأفرش رداءه وأجلس في حضرته اتعلم

طريقته . تأبى المروءة أن تتركوني وحدي . أروني مَن هو أكثر حزناً مني لأستمتع بتعاليمه .



أختي



تطلبُ مني أن أتوقف عن الكتابة لأنها تحب ما قالته الأم

في قصة مكسيم غوركي الشهيرة

يا بني لا تأخذوا منا الله ، فمَنْ لنا غيره ؟؟

[email protected]



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمد لله
- الماء الذي في فمي
- لا وقت للوقت
- العجز
- ألحاج تركي
- التأويل
- أنكيدو
- أسكبُ كلامي في قلبكِ المفطور
- كأنّ بنيهم عالمون بأنّني
- الكاتب من عزلته
- نساء البصرة
- حسن العلوي وأشياء أخرى -ألسعودية 3
- العراق الأمريكي لن يثور ولن يصبح عراقياً
- حسن العلوي و أشياء أخرى - 2
- حسن العلوي وأشياء أخرى
- دعاء خبيث
- فجر أوديسة و أفول الشرق
- أحمد عبد الحسين
- قرار مجلس الأمن ضد ليبيا ١٩٧٣
- قضاء الكتابة وقدرنا


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - في ذمة المعري