أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - علي عجيل منهل - الازدواجية- والانتقائية- فى العدالة الدولية - من - القذافى مجرم حرب-- الى-- ايهود اولمرت -البرىء















المزيد.....

الازدواجية- والانتقائية- فى العدالة الدولية - من - القذافى مجرم حرب-- الى-- ايهود اولمرت -البرىء


علي عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 03:13
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


أصدر موريس مورينو اوكامبو مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أوامر باعتقال العقيد -الليبي معمر القذافي ونجله سيف الاسلام- ورئيس جهاز امنه عبد الله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وهي أوامر -- رحب بها المجلس الانتقالي الليبي الذي يتخذ من مدينة بنغازي مقراً له.
اوكامبو يطالب الدائرة المحيطة بالزعيم الليبي بتنفيذ أوامر الاعتقال - ان ليبيا القذافي ليست من بين الدول الموقعة على ميثاق تأسيس المحكمة التي يصدر أوامر الاعتقال باسمها. اما كيف سيتم ذلك فهذا مرهون بالزمن.
أوامر اعتقال مماثلة صدرت بحق الرئيس السوداني عمر البشير لمسؤوليته عن ارتكاب جرائم حرب في دارفور باعتباره رئيس الجمهورية، ولكن الرئيس السوداني مازال حراً طليقاً، يشارك في العديد من المؤتمرات، ويزور العديد من الدول كان آخرها الصين التي فرشت له السجاد الأحمر واستقبلته بحفاوة.
صحيح ان الرئيس البشير يتجنب بعض الدول خشية الاعتقال، واضطر لتغيير مسار طائرته المتجهة من طهران حيث كان يشارك في مؤتمر عن الارهاب، الى الصين، مما ادى الى تأخر وصوله 24 ساعة، ولكن الصحيح ايضاً انه يتحرك بحرية، و-.
العقيد القذافي لن يستخدم طائرته الخاصة هذه الايام او في المستقبل القريب، لان طائرات التجسس التابعة لدول حلف الناتو المشاركة في التدخل العسكري الراهن في ليبيا تزدحم بها الاجواء الليبية، وتطير ليل نهار فوق طرابلس والمناطق المجاورة لرصد تحركاته، تمهيداً لقصفه.
اوكامبو يعلم جيداً ان فرص مثول الزعيم الليبي في قفص اتهام محكمته محدودة جداً، ان لم تكن معدومة، ليس لانه من الصعوبة القبض عليه، وانما لانه قد يقتل في فترة قريبة بقصف صاروخي، لان طائرات الناتو قصفت مواقع مدنية عديدة توقعاً لوجود العقيد القذافي فيها، وبناء على معلومات لجواسيس على الارض، ولكنه نجا من الموت لخطأ في هذه المعلومات، وبينما استشهد عشرات المدنيين كان من بينهم نجله سيف العرب واربعة من احفاده، وكذلك 19 شخصاً من اسرة السيد الخويلدي الحميدي عضو مجلس قيادة الثورة، بينهم عشرة اطفال من احفاده عندما قصفت صواريخ الناتو منزله في بلدة صرمان غرب طرابلس.
-
ويناقش البعض بان-- ايهود اولمرت --رئيس الوزراء الاسرائيلي-

وقد -اغارت قواته من البر والبحر والجو على-- قطاع غزة- لمدة ثلاثة اسابيع اواخر عام 2008 --وارتكبت جرائم حرب موثقة -من لجنة تابعة للامم المتحدة،-- من بينها استخدام-- قنابل الفوسفور الابيض-- هو الاخر جدير - بأحضاره امام العدالة الدولية - مع -- العقيد -الليبي واعتقاله ومثوله - امام محكمة الجنايات الدولية هذه، ولكن المستر اوكامبو لا يعير اي اهتمام لمجرمي- الحرب الاسرائيليين- - فهم فوق كل القوانين--، ومباح لهم ارتكاب ما شاؤوا من الجرائم دون اي رادع،- خاصة اذا كانت ضد ناشطين مسلمين يطالبون برفع الحصار عن قطاع غزة مثلما حصل لقافلة سفن الحرية وركاب السفينة مرمرة على وجه الخصوص.
نظام العقيد القذافي ارتكب جرائم حرب- لا يمكن الدفاع عنها،- بل ويجب ان يعاقب جميع المتورطين فيها- امام محكمة الجنايات الدولية هذه، وابرزها--قتل 1200 سجين في سجن ابو سليم.- كما ارتكبت كتائبه جرائم اخرى في مصراتة، وكادت ترتكب مجزرة في بنغازي لولا تدخل القوات الدولية، ولكن بعض اعضاء المجلس الانتقالي الليبي كانوا وزراء في حكومته واحدهم،-- السيد موسى كوسا،--المنضم الى الثوار الليبيين مؤخراً كان رئيساً لجهاز الاستخبارات الليبي اثناء ارتكاب هذه الجرائم، فلماذا يتم اعفاء هؤلاء من اي لوم؟
جميع من ارتكب مجازر او جرائم حرب من الزعماء والمسؤولين العرب يجب ان يحاكم امام محاكم عربية، وفي الدول التي ارتكبوا جرائم حرب فيها، تماماً مثلما يحدث للرئيس المصري حسني مبارك وولديه والعديد من وزرائه. اما محكمة اوكامبو هذه فهي محكمة مسيسة تخضع لتوجيهات مباشرة من الادارة الامريكية، والا لماذا لم يوجه اوكامبو اوامره باعتقال العقيد الليبي، وهو المسؤول عن جريمة لوكربي وسجن ابو سليم قبل بضعة اشهر، وبالتحديد قبل اندلاع الاحتجاجات في ليبيا، عندما كان الزعيم الليبي يحل ضيفاً عزيزاً على سيلفيو بيرلسكوني رئيس وزراء ايطاليا او نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا وينصب خيمته قرب قصر الاليزيه

. التدخل الغربي في - ليبيا

هو لا يختلف كثيرا عن تدخله في الكويت او العراق، وكما كان سببا للجدل والاختلاف آنذاك، فانه اصبح مثارا للاختلاف اليوم. فنظام معمر القذافي استبدادي دموي، ثار الشعب بهدف اسقاطه،-- فتعرض للقصف والتدمير،-- وهو وضع لا يختلف كثيرا عما جرى في العراق بعد حرب 1991 عندما حدث ما يسمى - الانتفاضة الشعبانية -ضد نظام صدام حسين، فسمحت الولايات المتحدة له باستعمال الطائرات لاجهاضها. اليوم يتكرر السيناريو نفسه، فتنقض قوات القذافي على الثوار في كافة المناطق بالقصف والقتل الجماعي. وهنا تصدر استغاثات هؤلاء الثوار للغرب بطلب التدخل العسكري. الغربيون تدخلوا في بداية الامر بالقصف الجوي لقوات القذافي، - جرى في الكويت والعراق مع الاخذ بعين الاعتبار- تشابه الاوضاع الى حد كبير.-- انه تحد- فكري ونفسي وايديولوجي وسياسي ومبدئي للجميع. والخشية هنا حدوث انفصام في الشخصية وتباين في المواقف وازدواجية في المعايير خصوصا في طبقات العلماء والقادة السياسيين وزعماء الاحزاب الاسلامية وغير الاسلامية والنخب المثقفة والاعلام والرأي العام الشعبي.
ان الرفض-- المطلق للتدخل الغربي-- بقيادة امريكا في الكويت والعراق --يفرض نفسه كمبدأ وموقف على الوضع الليبي. فاذا كان ذلك التدخل مرفوضا-، فما الذي يجعل تدخل واشنطن هذه المرة مقبولا؟ خصوصا ان - الفرق بين نظامي بغداد وطرابلس ضئيل جدا،- والنظام العراقى كما هو معلوم - أكثر قسوة من نظام القذافي، مع ان القسوة ليست وحدها-- المعيار لتحديد -الموقف ازاء التدخل العسكري. فاذا كان استدعاء القوات الاجنبية إبان أزمة الكويت مرفوضا، فان استدعاءها الان يجب ان يكون مرفوضا كذلك. واذا كان تدخلها في العراق قبل ثمانية اعوام غير مشروع،- وهو تدخل كان بقرارها- وليس وفق استدعاء من الشعب العراقي،- فما الذي يجعله مشروعا هذه المرة؟ الامر المؤكد ان-- نظام القذافي- يجب ان يسقط بعد ما اقترفه من جرائم بحق الشعب على مدى اكثر من اربعين عاما،- وهذا امر ليس موضع خلاف بين الغالبية العاقلة من العرب والمسلمين. انما الاختلاف-- يكمن في مدى شرعية- الاستعانة بالاجنبي للتدخل - الذي لا يمكن ان يكون بدون ثمن.-- لقد كان صدام حسين اكثر مواجهة للغرب، واتهم بامتلاك اسلحة دمار شامل (مع ان ذلك لم يثبت حتى بعد اسقاط النظام والبحث الشاق عن تلك الاسلحة المزعومة)، بينما --تتميز علاقات القذافي بالغرب-- وخصوصا امريكا بقدر من التصالح،-- فقد دفع تعويضات هائلة تجاوزت ثلاثة مليارات دولار- لتسوية قضية تفجير طائرة (بان آم) الامريكية فوق لوكربي البريطانية، وسلم مشروعه النووي كاملا لواشنطن،- حيث بعث اجهزته كاملة في شاحنات اليها-، ولم يعد هناك من مشاكل كبيرة بين الطرفين. فما الذي يدفع التحالف الانكلو - امريكي للتدخل بهذا الشكل؟ ومن الذي يستطيع فرض شروط على ذلك التدخل؟ وهل يعقل ان يتدخلوا بدون مقابل وهم الذين ما برحوا يقتلون الابرياء بالصواريخ والطائرات بدون طيار في باكستان وافغانستان واليمن والصومال؟ اما من يقول بان تدخلهم يأتي بهدف-- انجاح الثورة او الدفاع عنها -فهو - ساذج --لان- منطق الثورة لا يدخل قاموس السياسة الغربية.

خيارات الشعب الليبي في مواجهة ديكتاتوره محدودة،
وانه يواجه خطر التعرض للمزيد من القصف والتدمير.

لا بد من الاعتراف هنا بان الكتابة حول موضوع التدخل الانكلو - امريكي في لبيبا من اعقد الامور واشدها ضغطا على النفس والمشاعر، خصوصا مع مشاهدة الاطفال والنساء المحاصرين من قبل قوات القذافي. فالمفترض ان -- قيم الحرية ثابتة -لا تخضع للمقاييس والمصالح،- وان- المبادىء ثابتة ومنفصلة عن المصالح -وقد تتضارب معها احيانا. مع ذلك فما ان يكتب مفكر حر رأيا لا يوافق قوى الثورة المضادة حتى تنبري له الاقلام المأجورة بالدولار النفطي من كل حدب وصوب لتسفيه رأيه وكيل الاتهامات واللعنات والنعوت اللاذعة له. ويندر ان يواجه الرأي بالرأي والدليل بالدليل، بل استبدل الحوار العلمي بالبلطجة الاخلاقية والفكرية، واستبدل الفكر والحكمة والمنطق والمبدأ بالسباب والشتائم - ويبدو لى ان التغير فى العراق سياسيا ادى الى تغير- طائفى فى الحكم -جعل هذا التدخل مرفوضا فى العراق من قبل االفئات السياسية والاسلامية والصحافة والاعلام والتيار الدينى بشكل عام فى البلدان العربية فى حين جعل هذا التخل مقبولا فى ليبيا -



#علي_عجيل_منهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق - يساعد اليابان - ماليا - موقف انسانى رائع -- ورد للج ...
- عا د - ابو درع - سفاح الرصافة فى بغداد -او - زرقاوى الشيعة - ...
- اطلاق مليون - لحية - لدخول الجنة - قبل شهر رمضان القادم -ماذ ...
- المغرب -والدستور الجديد - ينقلها الى مرحلة - ملكية دستورية - ...
- الحملة--التي أطلقتها نساء سعوديات --تحت شعار: -من حقي أسوق - ...
- ديتلف ميليس- المحقق الالمانى السابق فى - ملف اغتيال الحريرى- ...
- التأريج الهجرى- وتحويله الى الميلادى- و -الميلادى الى الهجرى ...
- النظام السورى البعثى - يظهر بنفس الصورة التى ظهر بها - - نظا ...
- جريمة فى الخليج- البدون - فى الكويت
- الرجل يختار ملابس المرأة الداخلية- وسلطات السعودية - تحقق في ...
- احالة ملف سوريا النووى على مجلس الامن- لعدم امتثالها لضمانات ...
- وثيقة جديدة عن مذبحة الفرهود العراقي
- خطف المفكر القومى-- شبلى العيسمى --من لبنان عمل من اعمال الا ...
- الحكومة العراقية ،- تقوم بعمل ارعن --اخبرت السفارة الأميركية ...
- الاحزاب الشيوعية في العالم تعلن تضامنها مع الحكم السورى - ضد ...
- عصر القناصة -والمسيرات --وجريمة مخيم اليرموك فى دمشق ---- وا ...
- ايمان العبيدى-- التى كشفت وجه نظام القذافى الحقيقى --- فى طر ...
- دعا الشيخ الأمريكي صهيب ويب - خريج الازهر - مطربات البوب -- ...
- قطر - تطرد الليبية - ايمان العبيدى- التى اغتصبها كتائب القذا ...
- مرجعية النجف - تترك أمر- التمديد للقوات الامريكية - لممثلى ا ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - علي عجيل منهل - الازدواجية- والانتقائية- فى العدالة الدولية - من - القذافى مجرم حرب-- الى-- ايهود اولمرت -البرىء