أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - اواصر يوسف خالد - كيف تكتشف عبقريتك؟؟ الجزء الثانى - عيادة التمدن 9














المزيد.....

كيف تكتشف عبقريتك؟؟ الجزء الثانى - عيادة التمدن 9


اواصر يوسف خالد

الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 00:03
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


تتشكل الحياة من الافكار التي تتجسد في الاراء والمواقف والعمل، و يتألف التاريخ ايضا من الافكار التي تجسدت في وقائع، كلنا بحاجة الى تدفق مستمر من الافكار التى تلهمنا وتعطينا طرق جديدة لصنع تاريخنا المقبل وتحدياتنا المستقبلية، وتٌعلمنا عن أنفسنا وعالمنا الشيء الكثير، تروي لنا ما هو المحتمل، وتشجعنا على ان ننتج افضل ما عندنا. انت تحتاج لذكائك مثل حاجتك لعضلاتك، هذه الافكار هى غذاء عقلك فى يومك وتشكل اطار حياتك فى الغد.
في علم السياسة اذا ما اردت ان تعرف كيف سيتغير حال بلد ما في المستقبل، ابحث في كيفية اصغاء البلد الى تاريخه الماضي واستلهامه من تجاربه في صناعة مستقبله، اذا اكتشفت بان تاريخه يحتوي على القليل من المعانى والقيم التي تجسد التسامح والسلام والكثير من العنف والاضطهاد والتفرقة والتقسيم الى مجاميع وطبقات، تحقّر بعضها بعضا، ولا تستطيع تلك البلد من ان تفرز طاقات ذكية وخلاقة او افراد لهم وعي وقدرة عالية على القيادة، اومجتمع يتوق نحو التغيير للافضل، ومتهيّء لتقبل التغيير الايجابي، فانك قد تكون مصيبا في الحكم بان مستقبل هذا البلد يحتوى اقل معنى وانسانية واكثر عنفا وتركيزا على الاستبداد والظلم.
الحالة الفكرية هى ليست راسخة وثابتة لاتضعف. لذلك من السهولة نسيانها اذا لم نشحنها من لحين لاخر. فكّر متى احسست اخر مرة بحاجة الى ان تقرا كتاب وانتبهت الى اهمية قراءة الكتب فى حياتك؟ اذا لم تفعل ذلك فانك تستطيع ان تعيش بدون ان تطوّر هام في فكرك، واذا قصّرت فى ذلك لن تموت بالتاكيد، ولكنك تفقد حيوية العمل العقلى الملئ بالروح والاحساس الذى يمتد الى الجسد والمشاعر والحيوية الروحانية.؟
كل شى فى حياتنا يبدأ بفكرة. والسبب فى تقصير الناس في تطوير افكارهم ومهاراتهم، ان كثير منهم يربط قراءة الكتب والتطوير الثقافي الذاتي بالتعلّم في المدرسة الذي يكثر فيه الجانب الجاف والقسري، او بالعمل الشاق، والكثير ليس لديهم الرغبة فى استخدام الفراغ لتطوير انفسهم من خلال القراءة او الاشتراك في دورات تدريبية وورش وامسيات ثقافية لانهم يعتبرونها ايضا نوع اخر من العمل. ان واحدة من اكبر المآسي فى المجتمعات الشرق اوسطية هى طرق التدريس التي لا تعطى الحب والرغبة فى التعلّم. ولذا فان النظرة الى العلم والتعلم كانّه واسطة للحصول وتحقيق اهداف عملية مثل العمل والمال وبناء بيت والزواج وشراء السيارات الحديثة والعقارات.... ان التعلم والتعليم هو مثل اي شيء حي، اذا اهمل وكرس الى اهداف واغراض ضيقة، يتحول الى نوع اخر من القسر والعنف الذى يعرقلك عن الوصول الى هدفك الحقيقى.
تقيّم المجتمعات الحديثة على انها متقدمىة فكريا عن قبل، وهذا بدون شك صحيح، ولكن مستوى المعرفة ما زالت الى حد كبير متخصصة. الحاجة الى التخصص اصبح ملحة اكثر واكثر لان متطلبات العمل فرضت ذلك، والنتيجة ان العامل او الموظف يرجع متعبا بعد العمل ، وتراه يطيل الجلوس امام التلفزيون لساعات دون القيام باي نشاط تحفيزي لدماغه. عندما ناخذ هذه الاعتبارات يسهل علينا فهم لماذا يصعب الابداع والتطور الذاتي. لكي تحفز هذه الحاجة تستطيع ان تقرأ اى كتاب او مجلّة لها علاقة فى اهتمامك ورغباتك الخاصة. مثلا عن الفن او الطبخ او الموسيقى او التراث او المسرح او الفلسفة...ـ.
هناك حقيقة تقول ان العبقرية تتطلب السعى الى تطور نفسك من خلال الغوص فى كتب الحكمة والكتب المهتمّة بالجانب الفلسفي والفكري والديني والروحاني والتاريخي، والسعي للتعرف على تطوير الافكار والثقافات والحضارات، وهنا يجب التركيز على ان ذلك ليست دعوة لتبنّي اي من تلك الافكار بقدر ما هي دعوة الى اثراء الجدل الداخلي لتنشيط الحراك الفكري الذي يجعل من الفرد عارفا ماذا يعمل ولماذا. الاطلاع على الافكار والاراء المتضاربة هو ما ينبغي لكل انسان ان يفعله، لانه من خلال ذلك فقط يستطيع الاهتداء الى الخيط الذي يوصله الى منبع الحكمة والحق في ذاته هو. يجب الابتعاد ان الحكم على اي كتاب قبل الاطلاع عليه، لانه يساهم بطريقته في شحذ الذكاء وفى منافسة الافكار وتصادمها وجها لوجه مع سؤال عميق وحقيقى حول العالم والقدر والخلق والناس والمستقبل فى الحياة، هنالك مثل يقول ان قراءة كتاب واحد جيد لثلاث مرات افضل من قراءة ثلاثة كتب جيدة لمرّة واحدة، لذلك فالاندماج بمادة بعض الكتب والتقرب منها بتكرارها مرات عديدة يكون له فائدة اضافية في صياغة مفاهيمك وقيمك وافكارك في الوجود، كما لايخفى فائدة الانتقال بالافكار والاراء الجديدة المفيدة من اوراق الكتاب وصفحاته الى جعلها مادة ممتعة تقضي بها الوقت المفيد مع اصدقاءك والمرقبين منك وتبلورها ايضا في قيمك التي تحدد كذلك اراءك وتصرفاتك
يحتاج الجسم الى الرياضة والحركة والتوازن فى الغذاء، وعقولنا لها نفس الحاجة ولكن بطريقتها الخاصة، لذلك علينا التفكير دائما بنوع الرياضة والتغذية التي نطور بها ذكاءنا. ان اختيارك للاطباق الفكرية الثرية بالجدل والتمحيص والثقافة والفلسفة، يؤثر في حياتك باتجاه الافكار الممتازة والكبيرة. واذا جعلت من الاعلام الموجه والثقافة ذات البعد الواحد نبع معلوماتك الوحيد، وتستسلم للاخرين في تقديمهم الطبق الذي يلائم مصالحهم الخاصة، فقد تبرز عندك بدرجة او باخرى اشكالية التعرّف والتناغم مع ذاتك التي قد يصل محورها الى التساؤل حول هويتك وانسجامك الذاتي
الكتب الجيدة تغير حياتك نحو الافضل وتساهم في ابراز عبقريتك الخاصة، لذلك داوم على اقتناءها، واحرص على ان تكون اهمية المكتبة فى بيتك لا تقل عن اهمية ملء مطبخك بافخر الاثاث واطيب الماكولات. اختر الكتب التى تساعدك فى تحقيق اهدافك الخاصة وانتاج وتقديم افضل ما لديك, اجعل القراءة اليومية ممارسة تعرف بها حياتك. علّم اطفالك على قراءة الكتب واهدى لصديقك كتاب قريب من رغباته، تعلّم ان تحكي ما قرأته واطرح الاسئلة المتضاربة المتنوعة مع اصدقائك ليكون لقاء ودى تشحن فيه وتغذى ذكائك



#اواصر_يوسف_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الاول كيف تكتشف عبقريتك؟؟ - عيادة التمدن 8
- الى النساء فقط. كيف تحافظين على لياقتك الجسدية والجنسية - عي ...
- الجنس فى حياة اطفالنا - عيادة التمدن 6
- هل سمعت يوما بلغة الزرافة؟؟ - عيادة التمدن 5
- هل هى قوة ارادة ام التخطيط لتقوية الارادة - عيادة التمدن 4
- دور قواك الداخلية فى تحقيق سعادتك - عيادة التمدن 3
- كيف تواجه مخاوفك وتحولها الى تحديات ايجابية؟؟؟ - عيادة التمد ...
- ماذا لو ازعجك صديق؟؟ - عيادة التمدن 1
- التحرشات والاعتدات الجنسية على الاطفال، وتاثيرها على حياتهم ...
- التحفيز، ودوره في تطوير الذات
- فكر بطبيعة علاقاتك مع اهلك واصدقائك ومحيطك.
- التاكيدات الايجابية كبديل عن المديح، ودورها في تعزيز القيمة ...
- الجزء الثالث: القيمة الذاتية والثقة بالنفس / تطبيقات عملية
- كيف ننسجم مع ذاتنا لنستمتع بالسعادة الداخلية
- القيمة الذاتية والثقة بالنفس - الجزء الاول


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - اواصر يوسف خالد - كيف تكتشف عبقريتك؟؟ الجزء الثانى - عيادة التمدن 9