أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - محمود حمدى ابوالقاسم - لا تحولوا آمال المصريين فى الثورة إلى سراب















المزيد.....

لا تحولوا آمال المصريين فى الثورة إلى سراب


محمود حمدى ابوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3411 - 2011 / 6 / 29 - 19:34
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


لا تحولوا آمال المصريين فى الثورة إلى سراب
محمود حمدى أبوالقاسم
صحفى وباحث بمركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية
عاد ميدان التحرير إلى صدارة المشهد السياسى المصرى مرة أخرى بعد أن تسرب اليأس إلى جموع المصريين نتيجة بطء وتلكأ عمليات البناء الثورى التى تعهد بها المجلس العسكرى والحكومة فى المرحلة الانتقالية شديدة الحساسية والصعوبة، فمثلت أحداث مسرح البالون التى تم فيها الاعتداء على بعض اسر الشهداء، وعودة اشتباك الشرطة مع المعتصمين منهم الذين توجهوا إلى ميدان التحرير اعتراضا على بطء محاكمة المسئولين عن قتل وإصابة شهداء وضحايا الثورة، انعكاسا للأداء السلبى للقائمين على إدارة المرحلة الانتقالية وتأكيدا على أن الثورة ما زالت فى طور حرج من أطوارها، فلقد نفد صبر االمصريين وهم يتابعون شاشات التلفازات وبرامجها الاستعراضية، وقاعات الاجتماعات وصورها البروتوكولية، منتظرين ومترقبين تحقيق خطوات حقيقية تعبر عن الإرادة الجماعية التى تولدت وشكلت وعى المصريين منذ 25 يناير، إلا أن الشواهد والأداء قد أثبتا أن الثورة يراد لها ان تكون مجرد انتفاضة إصلاح، رغم أن حقيقتها الثورية فى نفوس المصريين أعمق من كونها ستهدأ لمجرد تنفيذ بعض الخطوات الإصلاحية، فالمصريين يعضون أناملهم من الغيظ على مدار الشهور الماضية كمدا على عملية الفشل والبطء التى تتسم بها إدارة المرحلة الانتقالية، وخوفا على تفريغ ثورتهم العظيمة من مضمونها الحقيقى، وغضبا من ضياع أملهم فى دولة دستورية ديمقراطية حديثة.
وبالفعل بدأت تتسرب إلى نفوس البعض شكوك حول حقيقة دور المسئولين عن إدارة هذه المرحلة، وخصوصا الجيش وذلك بعد أن منحه الشعب كل ثقته، وقد نبعت هذه الثقة من الإشارات الايجابية التى التقطها الثوار من تطور موقف الجيش من الثورة ومن حماية الثوار المعتصمين فى ميدان التحرير حين كان يريد الرئيس السابق وأعوانه الفتك بهم، باعتباره القوى الوحيدة على الساحة التى تملك الإمكانيات اللازمة لمعالجة إشكالات ما بعد رحيل الرئيس السابق حسنى مبارك- وخصوصا حالة الانفلات الأمنى وغياب الشرطة عن أداء دورها الطبيعى عن عمد ومع سبق الإصرار، وذلك كنوع من التأديب للشعب الذى أسقطها واسقط نفوذها وتوغلها ودور رجالها فى سوء استغلال نفوذهم وسلطتهم المطلقة-، لكن بعد أن ترك الثوار الميدان ظهر المجلس العسكرى وكأن له أجندة مختلفة عن أجندة الثوار، فلم يحل حكومة رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق، ولم يسير فى خطوات محاكمة الرئيس السابق ورموز نظامه جديا إلا بعد أن عاد المتظاهرين إلى الميدان، وهى خطوات كان حريا به أن يعجل بها إلى جانب خطوات أخرى ليست فى حاجة إلى ضغوط أو إملاءات جماهيرية إذا كان بالفعل يهتدى برغبة الثوار ويعمل على تنفيذ مطالبهم، وها هى احد أهم مطالب كل المصريين وهى سرعة محاكمة المسئولين عن قتل وإصابة المتظاهرين فى الثورة تطفوا على السطح بعد أن بدت فيها كل السلطات القائمة على هذه المحاكمة بما فيها القضائية مرتبكة الأداء بطيئة الحركة غير منصفة بعيدة عن مسار العدالة، لتزداد الفجوة يوما بعد الآخر بين الشعب والمسئولين عن صنع القرار فى هذه المرحلة، ولتثبت أن الأوضاع مرشحة لمزيد من التوتر وانتشار أجواء انعدام الثقة، وهو ليس مهددا للثورة بقدر ما هو مهدد للدخول فى فترات طويلة من التخبط والذهاب والإياب دون إنجاز حقيقى على الأرض، لأن الثورة لا محالة ستحقق أهدافها ما دامت جذوتها مشتعلة فى صدور المصريين وما زالوا يعرفون الطريق إلى ميدان التحرير.
نحن لسنا فى حاجة إلى لجان تحقيقات ولسنا فى حاجة إلى كشف ملابسات حتى يتبن لنا حقيقة الأوضاع على الأرض وحقيقة ما حدث ولا حتى معرفة الخبيث من الطيب، فالوضع كاشفا لنفسه، لأنه على ما يبدو أن هناك قوى ممسكة بزمام الأمور ممثلة فى المجلس العسكرى وحكومة تسيير الأعمال غير قادرة على ترجمة الرغبة الثورية التى تشكلت فى 25 يناير وما قبلها وما بعدها إلى مرجعية يتم بها تحويل هذه الرغبة إلى بناء وفعل حقيقى على ارض الواقع، كما أن هناك بعض القيادات الجديدة / القديمة فى مواقع السلطة وكثير من فلول النظام السابق وحاشيته ومنتفعيه ومنافقيه لهم مصلحة فى تفريغ الثورة من مضمونها وعدم تغيير الأوضاع السلبية القديمة، بالإضافة إلى المهرولين وغيرهم من المتسرعين إلى اقتناص غنائم الثورة متناسين فى خضم الصراع والتدافع السياسى الأهداف الحقيقة للثورة، وهى التخلص من سلبيات الماضى والتوافق على مسار موحد للتعامل مع الحاضر والمستقبل، وهذه القوى جميعها لا تدرك عمق الغضب الثورى الذى يملأ صدور المصريين جميعهم، وخصوصا أهالى الضحايا والشهداء الذين يرون تهاونا وتواطؤا فى محاكمات المسئولين عن سقوط هؤلاء قتلى ومصابين أثناء مشاركتهم فى ثورة الحرية فى 25 يناير، بالإضافة إلى اصطدام طموح وآمال المصريين العريضة بغياب الشفافية فى إدارة عملية التحول الديمقراطى بكل مستوياته، وبأداء المسئولين وطريقة تعاملهم مع المواطنين ومطالبهم ودون اخذ رؤيتهم فى الاعتبار، كما لا يدرك المسئولين أهمية عامل الوقت والحسم فى إدارة عملية التحول الثورى الذى يتطلب التعامل السريع مع قضايا الفساد والتطهير وإعادة الهيكلة ومحاكمة المسئولين السابقين وتحقيق المشاركة والشفافية والعدالة حتى يشعر المواطنين بأن ثورتهم تسير على الطريق الصحيح.
لقد ظن البعض أن حالة الانتظار التى عليها الثوار هى تعبير عن فتور وتسرب لروح الثورة من بين ثنايا التفاصيل التى نتجت من حالة السيولة بعد الثورة، أو هى رغبة جماعية فى الاستقرار خوفا من حالة الفوضى التى لازالت مسيطرة على المشهد ويتم استدعائها أحيانا كفزاعة لكل المصريين، أو أنه رضا عام عن أداء المخولين بإدارة شئون البلاد ما بعد الثورة، ولكن نقول لكم بملأ أفواهنا أنتم مخطئون، انتم لا تدركون حقيقة ذكاء المصريين، فلا تخوفوهم بمستقبلهم وبهبوط أداء اقتصادهم ومؤشرات نموه أو بالفوضى، لا تعيدوا إنتاج القهر والظلم، لا تستفزوا بركان الغضب الذى لم يخمد بعد ولا زال ثائرا فى الصدور، نقول لكم لا تماطلوا وحولوا الفعل الثورى العظيم الذى قام به الشعب إلى بناء ثورى ضعوا طموحاته أمام ناظريكم، لا تحموا الجلادين وتتركوا المظلومين يخبطوا رؤوسهم فى الحيط، أعيدوا بناء المؤسسات على قواعد الاحترام والعدالة والشفافية، هيكلوا جهاز الشرطة وطهروه من الوجوه القميئة التى لا تحب عيون المصريين أن تراهم، نقوا الإعلام من العملاء والجبناء والمحبطين، فعلوا إرادة الثوار لان الميدان لا زال موجودا والرغبة فى اللجوء إليه اكبر وأعظم من كل ما تبثونه من تخويف وترويع.
نكون لا عقلانيين لو فهم أننا نريد فى شهور قليلة أن تتبدل الأحوال نتحول من التسلطية إلى الديمقراطية ومن ثقافة الاستبداد إلى ثقافة الحوار والحرية ومن بناء دولة هدمها نظام على مدار ثلاثون سنة، وأكثر إذا عدنا بالتجربة كلها إلى ما بعد ثورة 1952، لكن ما يجعل الغيظ يستبد بنا ذلك الأداء الذى يوحى بأن ثورتنا تكاد تتحول إلى لا شئ، لأن هناك من يتجاهل ذلك العمل العظيم الذى قام به المصريون فى 25 يناير باعتباره ثورة تتطلب تغييرا جذريا فى بنية المجتمع بكل مكوناته وطبقاته، وهناك من يحاول أن يسرقها أو يهدمها أو يقف حائلا دون تنفيذ شرعيتها ومطالبها. إننا كلما مر بنا المسير والوقت نتبين أن الثورة توشك أن تتحول إلى سراب.
نحن لا نطالبكم بالرفاهية والنعيم المقيم، ولكن لا تقتلوا فى نفوسنا الأمل، أعيدوا إلينا الثقة فى أنكم قادرون على تحمل مسئولية قيادة هذه المرحلة المهمة فى تاريخ مصر، لا نريد بعد سنوات أن نرى أنفسنا وقد عاد بنا الزمان إلى ما قبل 25 يناير، فتعود الديكتاتورية فتفتح السجون والمعتقلات، وتقوم دولة الظلم مكان دولة العدل، وأن يعود الظلم الاجتماعى وتهيمن ثنائية السلطة والثروة على مفاصل الحكم والاقتصاد فى البلاد، أن نهان بين الأمم ونفقد زخم حضورنا، لا تضيعوا علينا فرصنا فى العودة إلى التاريخ، هذه ثورة ولن تكون مجرد انتفاضة تؤدى إلى إصلاحات جزئية تحقق بعض الطموحات ويتم التغاضى عن بعضها الآخر، لان الذين قاموا بها هم المصريون وهى ثورة تمثل نواة تكوينية لعمل عظيم ربما سيغير فى المستقبل ليس مصر فحسب ولكن ربما الخريطة السياسية لكل المنطقة.



#محمود_حمدى_ابوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 25 يناير وأزمة القيادة فى مصر
- صخب ما بعد الثورة المصرية .. الانتخابات أولا أم الدستور؟
- الثورة المصرية وتفكيك منظومة الفساد
- الثوار والحكام .. مواجهة فى عالم متغير
- الإصلاح في البحرين بين المشروعية والطائفية
- سوريا .. انتفاضة الشعب وشرعية النظام


المزيد.....




- السعودية.. شجاعة العنزي بفيديو اصطدامه بسيارة بطريقها لدهس ط ...
- السعودية.. فيديو لشخص يتضمن إيحاءات جنسية يثير تفاعلا والداخ ...
- روسيا تدعم منظومة Gonets بأقمار صناعية جديدة
- تعرّض صحفي إيراني معارض للطعن في لندن
- بيونغ يانغ تحذر من انبعاث جديد لأشباح الجيش الإمبراطوري اليا ...
- البابا فرنسيس يلغي مشاركته بمراسم -درب الصليب- في اللحظة الأ ...
- حملة بايدن تطلق إعلانا تلفزيونيا يستهدف جذب الجمهوريين المعت ...
- واشنطن تعلن قيودا جديدة على التأشيرات لمسؤولين سوريين
- روسيا تحبط هجوما بقنبلة جنوب البلاد وتعتقل 3 أشخاص
- الدّراما المصريّة.. الماضي المَليح والحاضر القبيح


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - محمود حمدى ابوالقاسم - لا تحولوا آمال المصريين فى الثورة إلى سراب