أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبد الحسين شعبان - منهج ماركس لا يزال صحيحاً لكنه لا يصلح لنا الآن















المزيد.....

منهج ماركس لا يزال صحيحاً لكنه لا يصلح لنا الآن


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 3411 - 2011 / 6 / 29 - 18:56
المحور: الارشيف الماركسي
    


منهج ماركس لا يزال صحيحاً لكنه لا يصلح لنا الآن
عبد الحسين شعبان: على الأحزاب أن تتعلم من جيل الشباب


شعبان: أقرأ ماركس مشاغباً (بلال قبلان)



رندة جباعي

لم يتقيد الشيوعي العراقي السابق، اليساري النشأة والتوجه، بتعاليم المدرسة الماركسية التقليدية، ففضل تطوير هذه المدرسة لتواكب عصرنا الحالي. عبد الحسين شعبان أكاديمي ومفكر من الجيل الثاني للمجددين العراقيين، انعكست مساهماته المتميزة منذ الثمانينيات في إطار التجديد والتغيير والنقد للتيار الاشتراكي واليساري على مؤلفاته وكتبه التي فاقت الخمسين في مجال القانون الدولي والقوانين الدستورية والسياسية، وصراعات الأيدلوجيا، الإسلام، الثقافة، الأدب وحقوق الإنسان فحققت انشغالات خاصة بقضايا الحداثة والديموقراطية والإصلاح والمجتمع المدني وقدمت اهتماماته الفكرية مبادئ متجددة لتطوير الفهم لقضايا حقوق الإنسان ونشر ثقافته، خصوصاً من خلال وسائل الإعلام التي يعد شعبان من الخبراء في مجالها.
من أبرز كتبه «تحطيم المرايا - في الماركسية والاختلاف» (2009) الذي أثار جدلاً كبيراً، «بانوراما حرب الخليج» (1995)، «الجواهري في العيون من أشعاره» (1986) ومؤخراً صدر له كتاب «كوبا، الحلم الغامض» عن دار الفارابي. التقيناه خلال وجوده في بيروت وكان لنا معه هذا اللقاء الغني حول كتابه الأخير، وحول نظرياته في الشيوعية، الماركسية وحتى النظام الفيدرالي في العراق.
«كوبا الحلم الغامض»، كتاب تسرد فيه سيرة جيفارا». ما الذي أعادك اليوم إلى كوبا وإلى جيفارا الرمز اليساري؟
^ في الحقيقة كان يفترض بي أن أزور كوبا لحضور مؤتمر الشباب والطلاب العام 1978 ولكن لم أستطع حينها بسبب ظروف العراق السياسية. وبعدها مرت الدعوات والأيام ولم أقم بهذه الزيارة، إلى ان قررت مؤخراً أن ألبّي دعوة قلبي للاطلاع على التجربة الكوبية من قرب، وكنت حريصاً على زيارة كوبا بوجود كاسترو، لذا سميت الكتاب بعنوان فرعي «رؤية ما بعد الخمسين». ذهبت لأبحث عن جيفارا في أواسط الستينيات أي عندما بزغ نجمه، عن جيفارا الأسطوري برمزيته وبالدور الذي يمكن أن يتركه الإنسان في المجرى التاريخي. بداية كتبت انطباعاتي الشخصية في صحيفة عربية، فشعرت كأنني أحرث في أرض بكر. ووددت التواصل أكثر مع الحياة الكوبية خصوصاً في الحياة الاجتماعية الكوبية من رقصة السالسا، إلى الفرح والغناء الكوبي، إلى شراب الماهيتا، فنشرت أربعا وعشرين حلقة واستكملتها بأربع عشرة حلقة لم تنشر وجمعتها وأعدت تبويبها فكان هذا الكتاب.
مصادر
في الكتاب نجدك تتحدث عن جيفارا بمواقع عدة، كما نراك تجمع بين ما هو ثقافي وما هو سياسي وبين ما هو فني وما هو ثوري، كيف يمكن الجمع بين كل هذه الميادين ومقارنة تجربة جيفارا بتجارب أشخاص بعيدين عن ثورته؟
^ بالفعل أنا داخلت الكثير من الميادين بعضها بالبعض الآخر، وما ساعدني على هذا التداخل نظرتي الشمولية للإنسان. فتعاملت مع جيفارا في كتابي كإنسان، وتناولت صوابه وخطأه وانطلقت من السياق التاريخي من دون التقليل طبعاً من رمزيته المهمة. وأستعين هنا بقول للشاعر الجواهري «كان الزعيم المجد والأخطاء». لكن السياق العام كان إيجابياً وبعد مرور أربعة عقود ونصف من الزمان كان لا بد من التطرق إلى جيفارا الإنسان، كرحلته على الـ«موتوسيكل» او علاقته بالنساء، وهذه حالة إنسانية طبيعية. إضافة إلى قوة تأثيره في المنطقة على الآراء وعلى منطق المقاومة التي صنعها، فخطاب الجزائر العام 1965 لم يكن بعيداً عن الاشتراكية السوفياتية البيروقراطية مثلاً.
ما هو مصدر معلوماتك في كتابك عن جيفارا؟
^ جزء من الكتاب أعبر فيه عن انطباعاتي الشخصية وجزء آخر معلومات تاريخية، وجزء كبير جمعته من شذرات مقابلات نشرت عن لقاءات بين جيفارا وزعماء ومثقفين عرب، كمثل لقاء جمال عبد الناصر بجيفارا وما ورد من هذا اللقاء على لسان محمد حسنين هيكل. والكتب المرسلة من جمال عبد الناصر إلى جيفارا أو النقاش مع أحمد بن بلا والمهدي بن بركة، استنتجت منها مفردات ومعلومات. وقد تبين لي أنه وحتى ثورة كوبا كان جيفارا متأثراً بنا نحن العرب إلى حد كبير، خصوصاً «دول التحرر الوطني» كالجزائر وغيرها. ولا بد من الإشارة إلى أنني قرأت عن جيفارا منذ كنت يافعاً، وهذه القراءات المتصلة أضافت إليّ الكثير مثل كتاب «جيفارا 1967».
معروف عنك نقدك الدائم للماركسية، الأمر الملموس في كتابك الأخير «كوبا الحلم الغامض». لم هذا الاتجاه في النقد؟
^ الماركسية ليست تمامية وليست كاملة أو نظرية منجزة وهي منهج جدلي يتطلب التغيير ليستجيب لمتطلبات الحياة. منهج ماركس لا يزال صحيحاً لكنه لا يصلح لنا الآن، هي تصلح لعصره وتصلح لعلوم القرن التاسع عشر، من هنا كان توجهي في انتقاد المدرسة الماركسية التقليدية.
هل نستطيع أن نقول إن كتاب «كوبا» هو تكملة لكتاب «تحطيم المرايا في الماركسية» في نقد الماركسية؟
^ نعم هو تكملة لكتاب «تحطيم الماركسية»، هو جزء من المنهج ونص مكتوب بلغة مفتوحة فيها شيء من الأدب وفيها ثقافة بالإضافة إلى نقد مغمس بالحب أحياناً، كما يوجد فيه قلق على التجربة وما قد تؤول إليه، وفيه تمنّ للمراجعة وطلب إنساني لنفتح الأبواب لاستنشاق هواء الحرية، كما فيه تمسك بالخيار الاشتراكي. هذا الخيار الذي يفترض به أن يقترن بالتعددية وقبول الآخر والتأكيد على قبول المعارضة لكنه خيار لا عودة عنه، فأنا أظن أن ذلك الانفتاح يعزز من مقاومة كوبا ومن تصديها للمؤامرات التي تحاك ضدها بالعلن وبالخفاء. لينين يقول إنه لا يمكن تصور أن الوصول إلى الاشتراكية يكون عبر طريق يختلف عن طريق الديموقراطية. والديموقراطية هي احترام حقوق الإنسان واستقلال القضاء وتقبل التعددية، وهي بعيدة عما كنا نطلق عليه «ماركسية ديموقراطية»، التي هي من أشكال الفرض والتوجه والخضوع.
الماركسيون
في كتابك «تحطيم المرايا، في الماركسية والاختلاف» كان نقدك الماركسية انطلاقاً من تجربتك في الحزب الشيوعي العراقي وقد أعطيت خمسة تصنيفات للماركسيين وزعتهم بين طقوسيين، مدرسيين، مسلكيين، ذرائعيين وعولميين. أنت ماركسي الأصل، هل تجد نفسك بين هذه التصنيفات؟
^ عندما وضعت هذا التصنيف في كتابي كنت أتحدث عن المتمركسين وليس الماركسيين. وبالتالي أنا أضع نفسي في خانة الماركسيين النقديين الوضعيين. من وضعتهم في هذه الخانة تشبثوا بأذيالها بدلاً من الدخول إلى جوهرها ومحتواها ومضمونها وقد أطلقت على البعض بأنها ماركسية بدوية وقروية، هؤلاء الذين دخلوا إلى الماركسية وعدلوا فيها بما يتناسب وآراءهم القروية السائدة، مع أن الماركسية هي فكرة مدنية حديثة. أنا قرأت ماركس قارئاً وقرأته مبشراً وقرأته ناقداً، واليوم أنا أقرأه مشاغباً، أقرب إلى الشغب الفكري. فماركس قدم قضيتين مهمتين هما قانون التطور التاريخي عبر الصراع الطبقي وقانون «فاقد القيمة»، لكن الماركسية توقفت عنده. مع أن كل نظرية قابلة للتطور. برأيي، ماركس بالطبع قابل للنقد، فنظريته بشأن الدولة ليست قابلة للتطبيق وكذلك نظريته في حق الشعوب في تقرير مصيرها، وهو لم يستكمل أدواته في ما يتعلق بالميثولوجيا او علم الجمال وقد يكون السبب عدم نضوجه العمري، لكني حتماً لا أنكر أن إنجازاته كانت كبيرة على كل المستويات. فهو محسوب كواحد من أهم الاقتصاديين في التاريخ، وأهم فيلسوف وكاتب تاريخي بل وأبرز ناشط ثوري وهو بالفعل كل ذلك وأكثر، لكن تعاليمه لا تطبق على عصر الحداثة والعولمة وما بعدهما من تطور هائل في ثورة الاتصالات والمواصلات.
انطلاقاً من تجربتك، كيف ترى وضع الحزب الشيوعي في العراق والعالم العربي اليوم؟
^ بالرغم من التضحيات التي قدمها الحزب الشيوعي والعذابات التي مر بها، إلا أن الأحزاب الشيوعية في عالمنا العربي أحزاب تقليدية لم تجر مراجعات كافية لمنهجها وأساليب عملها. بعض هذه الأحزاب شاخ ودخل في مرحلة الزهايمر، وبعضها الآخر قرأ التحولات على نحو خاطئ. لا تزال قيمة الفكر محدودة في معظم هذه الأحزاب ويغلب عليها الطابع السياسي المسلكي، فالنقد غالباً ما ينظر إليه بكراهية وازدراء. على هذه الأحزاب أن تتعلم من جيل الشباب الذي ملأ الساحات وأنجز التغيير في بلدين على الأقل هما تونس ومصر، في حين ظل الآخرون يناقشون في جو قلق وحيرة وتردد إذا كان المنتصر هو الإسلاميين، أم إن الدكتاتوريات ستبقى من دون أن يسألوا أنفسهم ماذا كان دورهم وماذا ينبغي أن يكون. لم يعد كتاب لينين «ما العمل» الذي كتبه العام 1903 صالحاً للتغيير السياسي، وحتى دور الحزب الشيوعي وقضيته اختلفت، وحتى ظروف الفئة العاملة اختلفت قياساً على القرن الثامن عشر.
أبرز مواقفك موقفك الداعم للشعب الكردي، ومطالبتك بالنظام الفدرالي في العراق. برأيك هل هذا النظام هو الحل الأمثل ؟
^ أنا مع النظام الفدرالي تماماً، فهو النظام الأكثر استقراراً، والذي يضمن وحدة الشعب العراقي، ومن خلاله تتوزع الصلاحيات بشكل صحيح. بالنسبة إلى الشعب الكردي، أنا أدعم قضيته تماماً، فأنا مع حقه في تقرير مصيره. هذا الشعب اضطهد على مرّ سنوات الأنظمة المختلفة التي مرت على العراق.
حاورته: رندة جباعي



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي وحرية التعبير
- التسامح والرمز
- هل تتقطّع خيوط واشنطن في بغداد؟ التعويضات ومعسكر أشرف
- ثلاثة ألغام أمريكية جديدة في العراق
- عبد الكريم الأزري: المشكلة والاستعصاء في التاريخ العراقي
- السلام يُصنع في العقول
- كوبا الحلم الغامض- كتاب جديد
- فقه التجديد والاجتهاد في النص الديني
- الشاعر أحمد الصافي.. التمرّد والاغتراب والوفاء للشعر
- قانون التغيير وتغيير القانون
- في العقول يبنى السلام وفي العقول يتم القضاء على العنف
- فصل جديد من الدبلوماسية الأمريكية
- سعد صالح.. سياسي كان يسيل من قلمه حبر الأدب
- إمبابة وأخواتها
- التنمية وحقوق الطفل: المشاركة تعني الحماية
- لغز الانسحاب الأميركي من العراق!
- التعذيب والحوار العربي - الأوروبي
- تحية لمظفر النواب: شاعر التجديد والتمرد والإبداع
- مَنْ يعوّض مَنْ؟
- الساسة العراقيون يتصرفون وكأنهم لا يزالون في المعارضة


المزيد.....




- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبد الحسين شعبان - منهج ماركس لا يزال صحيحاً لكنه لا يصلح لنا الآن