أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد منصور - لماذا نمنحهم شرف وداع الرئيس














المزيد.....

لماذا نمنحهم شرف وداع الرئيس


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1016 - 2004 / 11 / 13 - 10:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إن حزن الشعب الفلسطيني على فراق رئيسه القائد أبو عمار ، حزن يفوق كل الوصف والتقدير .. وهو حزن صادق وحقيقي قل ما تجد له مثيلا في عالمنا العربي .. ولكن هذا الحزن كان يتضاعف كثيرا ويتحول إلى مرارة ، كلما تذكر الفلسطينيون كم خذلتهم الأنظمة العربية وحكامها ، وكم صمت هؤلاء الحكام الأدوات ، وهم يعرفون جيدا ما فعلته وما تفعله القوة الغاشمة الإسرائيلية ، ضد إخوانهم الشعب العربي الفلسطيني الشقيق الأعزل ، وما ترتكبه قوات الاحتلال يوميا من جرائم وفواجع تقشعر لها الأبدان .. إن الألم يعصر قلب كل شاب وشيخ وطفل وامرأة فلسطينية وهم يشاهدون من على شاشات الفضائيات نعش قائدهم محمولا على الأكتاف ، بعد أن كان ذلك القائد ينتصب دوما عزيزا شامخا ، وهو يحيي الجماهير ويخطب بها ، ويرفع من معنوياتها قي معارك الدفاع عن الوجود والهوية الفلسطينية .
لكن ياسر عرفات الكبير في حياته ، واصل العطاء حتى أثناء موته ، وتجلت عظمته حتى وهو مسجى في نعشه بتسامحه مع الحكام العرب وممثليهم رغم غضبه الشديد عليهم ، احتراما وتقديرا لشعوبهم ، التي لم تنسى عروبتها يوما رغم ظروف عيشها الصعبة المريعة ، واستمرت تحتضن الحلم الفلسطيني في قلبها ، وتتوق جدا للمساهمة الفعلية في نصرة شعب فلسطين ، لقد منح الرئيس عرفات شرفا للرسميين العرب وهم لا يستحقوه ، عندما أعطاهم فرصة وداعه في القاهرة ، وهم الذين من المؤكد انهم سيعودوا بعدها إلى بلدانهم ويستخدموا هذا الشرف في التخفيف من نقمة شعوبهم عليهم ، بسبب عجزهم وتقصيرهم الفاضح في الوقوف إلى جانب شعب فلسطين.
إن مصر التي لا يمكن لاحد أن ينكر استمرار التصاقها بقضية شعبنا ، أو ينسى دورها القومي والتاريخي المتضامن مع فلسطين ، وهو ما تجلى اليوم في احتضانها للمراسم الأخيرة لوداع أبو عمار .. إن مصر وحدها كانت من تستحق شرف احتضان جثمان الرئيس وهو في طريق عودته إلى ارض الوطن ، إن كل الفلسطينيين يرفضون بقناعة تامة ، منح الحكام العرب باستثناء المصريين ، شرف وداع رئيسهم .. ولولا بقية من أمل ورجاء لطالبت كل الجماهير الفلسطينية بنقل جثمان الرئيس الفلسطيني مباشرة من باريس إلى رام الله .. وهذا الموقف ليس تعبيرا عن انفعال عاطفي لحظي ، وليس تنكرا للعروبة التي ننتمي إليها ولطالما دافعنا عنها بدمائنا ، وانما هو موقف سياسي كان الرئيس نفسه قد مارسه ، عندما قرر أن تكون فرنسا الدولة الأوروبية الصديقة مكان علاجه وليس أي قطر عربي ، تعبيرا عن غضبه وحنقه من الدور الخسيس والمتخاذل لمعظم الحكام العرب ، الذين حتى لم يكلفوا أنفسهم بالاطمئنان على صحته وأحواله أثناء حصاره واثناء مرضه ، انصياعا لأوامر أسيادهم في البيت الأبيض الأمريكي .
إن شرف وداع رئيس مناضل ثائر شرف كبير، ولا يجوز منحه أو التساهل بمنحه لمن لا يستحقه .. ومن المؤكد انه شرف لا يستحقه إلا المناضلون الحقيقيون ، الصادقون بمشاعرهم وأقوالهم وافعالهم .. وهم فقط أولئك الذين آمنوا بالحق الفلسطيني وبعروبة فلسطين ، وبالأخوة العربية والتضامن العربي .. وعملوا ما بوسعهم لنصرته ورفع الظلم عنه .. انه أيضا حق لكل صديق في العالم … وما اكثر أصدقاء فلسطين الذين وقفوا معها تاريخيا ، وما زالوا يقفوا معها ومع شعبها ، ويتوافدوا فرادى وجماعات ليشاركوا الفلسطينيون المعذبين نضالهم وتصديهم للممارسات الإرهابية الإسرائيلية .. وهنا لا يمكن نسيان تلك الوفود الأجنبية التي كانت تأتي من أقاصي البلدان لزيارة الرئيس ، والتضامن معه وهو تحت الحصار ، ولا أحد منا ينسى ليالي الحصار المشدد على المقاطعة ، عندما حاولت قوات شارون المدججة بالسلاح اقتحام مقر الرئيس ،وكيف وقفت تلك المجموعات إلى جانب الرئيس ، واصرت على البقاء معه لحمايته باجتذابها كل وسائل الإعلام الأجنبية ، ولتفضح أي عمل إسرائيلي بربري متوقع .
خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
12/11/2004



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعادلة الصعبة في الحالة الفلسطينية
- عرفات زعيم نحبّه .. ولكن ..
- غول الحواجز الاسرائيلية .. هل نقتله ..؟؟ ام يقتلنا ..؟؟
- هذا في فلسطين وليس في ابي غريب
- اطفال المخيم
- وقفة مع الذّات الفلسطينية
- السمات الخاصة بمجتمع اللاجئين الفلسطينيين
- غياب الرئيس .. ؟؟ التحديات والاسئلة الصعبة
- شركاء في المسؤولية
- عفوا معالي الوزير
- من قصص المعاناة الفلسطينية .. يوم في حياة موظف
- زيتنا احمر


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد منصور - لماذا نمنحهم شرف وداع الرئيس