أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - الأم, الوطن الأول لكل انسان














المزيد.....

الأم, الوطن الأول لكل انسان


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3411 - 2011 / 6 / 29 - 14:21
المحور: حقوق الانسان
    


ليت ذاكرة الانسان تعرف بأن وطنه الأول هي أمه وليس تراب الأرض التي تربى عليها.
وليت الأمهات يخبرن ابناءهن ليعرفوا من هو وطنهم الأول الذي لا يمكن ان يحموا وطنا سواه ان فرطوا به.
يبكيني ما أراه على شاشات التلفزيون في البلدان العربية من شباب بعمر الزهور, يقتلون بلا وجع قلب بسبب مطالبتهم بالعدالة والحرية, وينسى قاتلهم ان لهم أمهات مثل أمه التي قد تـُثكل به.
مانراه اليوم من تثكيل للأم حيث الشعوب العربية الثائرة, تدعوني الى توجيه رسالة لا بد منها لكل رجل في العالم, نيابة عن كل أم في هذا الكون, فكل أم ذات عناء, وذات دمعة, وذات قلق.
نعم, جميعهن فليت ذاكرتكم اقوى, لتتذكروا خفقات قلب الأم ونبضها, ولتعرفوا مدى الحب الذي عصرته لكم من روحها وجعا لتخرجوا كبشر متكاملين.
ليتكم تعرفون حجم الخوف الذي يلف الأم حينما تشعر لو أن وهما ً اسمه الخطر كاد ان يقترب منكم.
ليس لدي احصاءات تـُثبت أن الأم العربية ثـُكلت اكثر من كل نساء الارض عبر التاريخ, لكنني على الأقل منذ وعيت على الدنيا, وانا أرى نساء العرب صارخات نادبات اولادهن في حروب وصراعات وعنف ومجازر تزداد يوما بعد آخر, رغم اننا قرأنا عن طغاة كثر في تاريخ الشعوب والأمم الاخرى وقد عفى عليهم الزمن وانتهوا الى مزبلة التاريخ, حتى صار العالم اكثر أمنا بدونهم بعد ان آمنت الشعوب بالديمقراطية فاوجدت اساليبها من انتخابات وبرلمانات وعدم ابقاء الحكام على الكراسي حتى الموت, عدا قادة العرب, فلاعنف عصف بأمة واشعل حروبها كأمة العرب, ولا غباء ساسة تمسكوا بالكراسي- وان قضى الملايين- كما فعل ويفعل حكام العرب.
الذي دعاني لهذا المقال هو قلب الأم الذي تحدثت عنه شعوب الأرض منذ بدء الخليقة حتى الان, ربما اعتقدنا في بداية اعمارنا انها نصيحة مبالغ بها للالتزام بمكانة الأم ونصائحها. واسرد هنا حادثة أثرت بي كثيرا, ففي يوم من الأيام كنت على شاطيء نهر صغير, رأيت اوزة تسبح مع صغارها وهي تنظر لهم بقلق لتحميهم, غط احدهم في الماء, تأخر الصغير ولم يخرج, جن جنون الاوزة الأم, صارت تسبح في كل الاتجاهات وتصيح بوجع الفقد, تغط في الماء وتخرج, تتلفت في كل الجهات حتى لأشعر ان قلبها يكاد الخروج من حلقومها, حيرتها ووجعها ابكاني, فتمنيت لو استطيع مشاركتها البحث عنه, لقد شعرت الاوزة بمكروه ألم ّ بصغيرها, لم يعد اذن بعد كل المحاولات. أخيرا, صرخت ْ صرخة لا انساها ابدا, لقد فقدت ْ ابنها, كانوا ستة صغار فصاروا خمسة.
يومها تعمق في داخلي ايمان بأن الابن جزء من جسد الأم انفصل عنها جسدا بالولادة ولم ينفصل بالاطلاق, انما بقي من روحها به طوال عمره, مهما كانت الأم, وان كانت أوزة, فكيف وهي انسان بعقل ومشاعر وعواطف وقد تكون الغريزة هي المعبر الأوضح عن كلمة الروح, لهذا هي تشعر به بشكل غريزي, ولأنه جزء منها, فهي تحس بكل ما يحيط به, تعرف من يكرهه ومن يحبه, تعرف من يكذب عليه ويخدعه, وحينما يكون احد خطرا عليه تصرخ كصرخة الاوزة وتنتحب وقد تمرض وتموت حزنا.
كل ما قيل عن قلب الأم وكيف يشعر بالأبن, وكل ما أوصت به الأديان من ضرورة رضا الأم وهو عصارة تجارب الشعوب عبر الاف السنين, لم يكن اعتباطا ابدا. وكل ماقيل من ان من يعصي أمه سوف لن يكون سعيدا كما تقول التجارب والحكايا, حتما هو صحيح لان الأم تتعامل مع ابنها كانه هي, وحينما ترفض ما يريد أحيانا فلأنها استشعرت الخطر بما رغب غريزيا.
فآه على قلوب الامهات العربيات اليوم, آه على النادبات والباحثات عن فلذات اكبادهن في الشوارع والمستشفيات والزوايا والسجون ومعابر الحدود.
ورفقا أيها المتجبرون وحملة السلاح, رفقا بقلوب الأوزات, الأمهات القلقات, انكم توجعونهن وتلتفون على أرواحهن وتقطعونها.
رفقا بقلوب الامهات فالعالم لايستوي بدونهن.
29-6-2011
www.balkishassan.com



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة ٌ تسترُ أمراضها ولا تعالجها
- لا صدى لصرخات السودانيين
- هل يستحق القتلة- كالقذافي- خروجا مشرفا؟
- ياسر العظمة.. مبدعٌ زاهدٌ إلا بالحقيقة
- لا للدكتاتوريين, قالتها الشعوب العربية بالدماء
- ثورة اليمن العملاقة
- الازدواجية وحق الكرد في تقرير مصيرهم .. في ذكرى مجزرة الانفا ...
- عسل الشعوب العربية المرّ
- المرأة والطغاة..ايمان العبيدي انموذجا
- ملوك وأمراء الأميّة يذبحون الثوار واللؤلؤة
- من يوقف الطغاة؟ وهل يبقى أطباء اليمن في حيرتهم؟
- ماذا للمرأة ِ في الجنة ؟
- الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي هو المقياس
- لا تَتَصنّمْ
- الشعب الليبي يُقتل, فأينكم
- مع الاحتجاجات الشعبية, ولكن
- ذكرى المجزرة ومقتل أفقر زعيم في تاريخ العراق
- هل لا بد من ثورة ليعتدل الميزان في العراق؟
- هروب الرئيس بثورة الشعب اشرف من هروبه امام جيش الاحتلال
- ثورة تونس, ثورة لا تشبه سواها


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - الأم, الوطن الأول لكل انسان