أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - إنهيار نظرية المؤامرة الصهيونية















المزيد.....

إنهيار نظرية المؤامرة الصهيونية


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3410 - 2011 / 6 / 28 - 23:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بعد محاولات يائسة لأنقاذ "نظرية المؤامرة الصهيونية" من الأنهيار التام، محاولات بعضها جيمس بوندي وكأنه جاء مباشرة من هوليوود ("قناضة اسرائيليون يملؤون سطوح المنازل في تونس")، بعضها سخيف يضحك الثكالى ("المظاهرات في اليمن تديرها مراكز استخبارات مقرها في تل ابيب") وبعضها محزن يثير الشجون ("جواسيس من الكيان الصهيوني هم الذين يؤججون الصراع بين المسلمين والمسيحيين في مصر") جاءت "الثورة السورية" وانزلت ب"نظرية المؤامرة" الضربة القاضية.

في "المؤامرة الصهيونية" على سوريا اختلط الحابل بالنابل حتى لم نعد نعرف ما هي المؤامرة ومن يتآمر على من. الأمر الوحيد الذي يتفق عليه دعاة "نظرية المؤامرة" هو شخصية المتآمر: اسرائيل والصهيونية (ومن ورائها أو من أمامها، كل حسب ذوقه، تقف أمريكا).

فبينما يصر "بشار وبس" (وجوقة المصفقين الحمقى) على ان اسرائيل والصهيونية هي التي تقف وراء مظاهرات الشعب السوري وذلك انتقاماً من سوريا لموقفها "الممانع"، يطلع علينا غسان المفلح في "الحوار المتمدن" بنبأ خطير مفاده "إن إسرائيل كلها تقف مع استمرار النظام السوري الذي ارتكب أبشع المجازر بحق شعبنا الاعزل".
اسرائيل كلها. بصغيرها وكبيرها. بنسائها ورجالها. باطفالها وشبابها وشيوخها. اسرائيل كلها: بما في ذلك كاتب هذه السطور. وعندما سألته كيف عرف ذلك؟ هل قرأ حظرته الجرائد الأسرائيلية؟ هل شاهد فخامته القنوات الفضائية الأسرائيلية؟ لم يجبني. ولماذا يجيبني؟ غسان المفلح ليس بحاجة الى ان يقرأ صحفاً اسرائيلية أو يراقب قنوات فضائية اسرائيلية لكي يعرف ان هناك "مؤامرة صهيونية" تحاك من وراء الستار للدفاع عن بشار الأسد.

غسان المفلح هو كاتب يتمتع (على قدر ما استطيع ان احكم من كتاباته) بدرجة عالية من النزاهة الفكرية لكنه وقع (ككثيرين غيره) ضحية "نظرية المؤامرة الصهيونية" الفاسدة.

"المؤامرة الصهيونية" التي يحذر منها غسان المفلح هي مؤامرة للدفاع عن بشار الأسد "الذي ارتكب أبشع المجازر بحق شعبه الاعزل". لكن هناك "مؤامرة صهيونية" من نوع أخر. هذه المرة هي "مؤامرة"ضد بشار الأسد لا دفاعاً عنه. وأنا لا اتكلم هنا عن السيد المعمم، حامي حمى فلسطين والعرب، الذي هب مدافعاً عن نظام "المقاومة والممانعة الصامد في وجه المخططات الأمريكية والإسرائيلية ". انا اتكلم عن حلفاء السيد المعمم.

ماذا تقولون عن "ماركسي" و"شيوعي" باسم محمد نفاع، دافع بالأمس القريب عن صدام حسين، ويدافع اليوم عن "بشار وبس" ويعتبر الثورة السورية مؤامرة امبريالية وصهيونية تخريبية؟
أهي الحماقة والأفلاس السياسي؟
أهي الستالينية والجمود الفكري؟
أهي ثقافة الكلمات الفارغة الخالية من كل معنى؟
أم هو التمسك بنظرية "المؤامرة الصهيونية" كما يتمسك الغريق بقطعة القش؟
" هذا هو أمر السيد الامريكي" - يقول هذا الجاهل في تفسيره لثورة الشعب السوري.
ومحمد نفاع ليس وحيداً في هذا المضمار.

"المؤامرة" الوحيدة التي لا يتحدث عنها هؤلاء السادة هي "المؤامرة" التي تهدد حقاً الثورة السورية و"الربيع العربي" عموماُ وتحمل في طياتها خطر حرفها عن مسارها التاريخي الصحيح.
إن جميع الدول والحركات والجماعات والأحزاب والأشخاص، من علماء دين و"مفكرين عرب" و"يساريين" أضاعوا طريقهم و"قوميين" مفلسين وغيرهم، الذين يدعمون الثورات العربية على أسسٍ طائفية أومذهبية أو دينية، أو على اساس العداء لأسرائيل وعلى اساس "تحرير" فلسطين ("كل فلسطين")، هؤلاء جميعاً هم الخطر الحقيقي وهم "المؤامرة" الحقيقية.
ليست "قضية فلسطين" هي قضية العرب الأولى. هذه خدعة كبرى. قضية العرب الأولى هي إقامة مجتمعات مدنية ديمقراطية حرة، تحارب الجهل والفقر وتلحق الشعوب العربية بركب الحضارة البشرية .
أما من ناحية اسرائيل فليس هناك، في المدى البعيد، ما يضمن سلامتها وأمنها ووجودها أفضل من مجتمعات عربية ديمقراطية حرة.

لماذا لا أشارك في "قافلة الحرية" رقم 2؟
لو كنت حكومة اسرائيل لأصدرت الأوامر الى البواخر الحربية الأسرائيلية بمرافقة سفن "قافلة الحرية"-2 وضمان وصولها آمنة سالمة الى شواطئ غزة.
لكنني لست حكومة اسرائيل. وانا اعرف ان على رأس الحكومة الأسرائيلية يقف مراوغ.

لماذا إذن لا اشارك في "قافلة الحرية"-2؟
لأن هذه القافلة لا تأتي لكسر الحصار عن شعب غزة بل لكسر الحصار عن "حماس"، و"حماس"، كما يعلم الجميع، هو عدو الشعب العربي الفلسطيني وعدو شعب غزة. شعاري هو: لا للحصار على غزة - نعم للحصار على حماس.
انا لا أشارك في هذه القافلة لأنها ليست "قافلة حرية". لو كانت "قافلة حرية" لما كان شعارها (FREE GAZA) بل لكان شعارها: (FREE GAZA FROM HAMAS).
وأخيراً انا لا أشارك في هذه القافلة لأنها ليست قافلة لأغراض أنسانية. انا اعرف ان القافلة عندما ستصل الى شواطئ غزة فإن أحداً من أفرادها لن يطلب من سلطات "حماس" السماح للصليب الأحمر بزيارة جندي اسرائيلي اسير في غزة منذ خمس سنوات، وطوال هذه الفترة لم يسمح للصليب الأحمر بزيارته.

ما هي الصفاقة؟
الصفاقة هي ان يعلن الناطق باسم حركة "حماس" في غزة ان حرمان الأسرى الفلسطينيين في اسرائيل من حق الحصول على شهادات الماجستير والدكتوراة هو انتهاك لأبسط الحقوق الأنسانية للأسير.

بيان من الكاتب:
عندما سترى هذه الكلمات النور على صفحات "الحوار المتمدن" (إن كانت سترى النور) سأكون في سالونيكي (للنزهة لا لكي أحيك مؤامرات صهيونية) لذلك سأكون عاجزاً عن الرد على تعليقات قرائي الأعزاء الذين قد يشرفوني بمشاركاتهم.
ووفقاً للحكمة الأنجليزية القائلة: (A friend in need is a friend indeed) انا أوكل مهمة الرد على قرائي القلائل (وقديماً قال الشاعر: إن الكرام قليل) الى صديقي رعد الحافظ الذي يعرف كيف يقوم بهده المهمة على احسن وجه.
ولكي أزيل أي مجال للشك أعلن هنا ان هذا التوكيل يتم دون استشارة رعد الحافظ، دون علمه ودون أخذ إذن منه.
غني عن البيان طبعاً انه لا يستطيع ان يرفض هذا التوكيل ولكنه غير ملزم بالموافقة على كل ما جاء في المقال.



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسقيل قوجمان يرسخ ولا يشك
- عودة الى خرافة الأشتراكية العلمية
- وطن لشعبين - يعقوب ابراهامي يرد على عماد عامل
- الرجل الذي يحارب بمدافع القرن ال-19
- أنا، أميل حبيبي وجورج حزبون
- خرافة الأشتراكية العلمية
- فهد والقضية الفلسطينية : ملاحظات نقدية
- فيتوريو بعد جوليانو
- يوم انحرفت الثورة المصرية عن مسارها
- وردتان على قبره
- من قتل جوليانو مير؟
- الصهيونية ليست ما تظنون
- نمريات
- الشاعر الذي يتكلم لغة قديمة
- ملاحظات ليبية
- المقياس الأساسي لدى محمد نفاع
- شعب اسرائيل صديق لشعب مصر
- نريد يساراً جريئاً لا يساراً خائفاً
- تحية لشعب تونس
- اليسار الصهيوني يوك!


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - إنهيار نظرية المؤامرة الصهيونية