أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي الصوراني - حول أزمة أحزاب وفصائل اليسار العربي .. النهوض أو إسدال الستار














المزيد.....

حول أزمة أحزاب وفصائل اليسار العربي .. النهوض أو إسدال الستار


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 3410 - 2011 / 6 / 28 - 15:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن الاشارة إلى الظروف الموضوعية وأثرها على أزمة فصائل وقوى اليسار العربي، لا تستهدف أبداً إيجاد أي مبرر للعامل الذاتي (أحزاب وفصائل اليسار العربي) في عجزه أو تقاعسه أو فشله عن مجابهة هذا الواقع الموضوعي خاصة في ظروف الانتفاضات الثورية العربية الراهنة، بقدر ما أود التأكيد على أن الوعي العميق بمسار التطور التاريخي والراهن، وفق محددات الصراع الطبقي، للواقع الاجتماعي الاقتصادي العربي، عبر تشخيص أسباب وعوامل الفقر والتخلف والتبعية والارتهان للمشروع الإمبريالي / الصهيوني ، كفيل بمراكمة المقومات الذاتية على المستوى الحزبي ، وعلى المستوى الشعبي الجماهيري المهيأ تماماً – بحكم معاناته واستلابه على الصعيدين الوطني والطبقي- للالتحاق بعملية المواجهة الثورية والديمقراطية المطلوبة لتجاوز هذا الواقع المرير ، لكن يبدو ان عوامل الاستنهاض الثوري الذاتي، في مجمل أحزاب اليسار العربي باتت اليوم في حالة شديدة من الضعف والتراجع، غير مؤهلة –حتى اللحظة- لهذه المجابهة مما وفر بالتالي فرص تراكم عوامل الأزمة فيها، وخاصة تراجعها في الأوساط الجماهيرية الشعبية الفقيرة نتيجة العجز عن معايشة الجماهير، ومشاركتها معاناتها وهمومها ومن ثم الإجابة على أسئلتها.
وهنا لابد من أن نواجه أنفسنا بالسؤال التالي : إذا كانت الأوضاع الراهنة المتمثلة في استلاب الوطن، و استمرار هذه الغطرسة و العدوانية الهمجية الأمريكية - الصهيونية ضد شعوبنا من جهة، و الفساد والاستبداد وقمع الحريات والمحسوبيات و سرقة قوت الشعب والصراعات الدموية الداخلية وانتشار التيارات الدينية السلفية ، وغير ذلك من المظاهر الأخرى المرتبطة بمصالح التحالف البيروقراطي – الكومبرادوري في بلدان النظام العربي من جهة أخرى، تشكل أرضية و مناخاً محفزاً ودافعاً للإنتساب إلى فصائل وأحزاب اليسار ، فلماذا لم تتوسع هذه الأحزاب والفصائل تنظيميا في هذه المرحلة من الصراع و التناقضات الخارجيه و الداخلية ، ولماذا أيضا لم تستطع توفير الكوادر اللازمة للبناء التنظيمي ومتابعته ؟ والجواب بصراحة يكمن في استمرار مراكمة عوامل ازمتها الفكرية والسياسية والتنظيمية، وهي ازمة قيادية بالدرجة الأولى. إذن ، ما هو المطلوب لتفعيل هيكلية أحزابنا اليسارية العربية لكي تعمل وفق إيقاع منتظم يتناسب مع معطيات المرحلة وضروراتها النضالية التحررية والديمقراطية؟
إن رسم أو وضع تصور لمغادرة الأزمة وتجاوزها يجب أن يبدأ أولا عبر المراجعة النقدية لكل مكونات الخطاب السياسي وآليات العمل التنظيمي والكفاحي والمطلبي ، طوال العقود الأربعة الماضية، -شرط وضوح الهوية الفكرية الماركسية ومنهجها- ، نظرا لأولويتها كحلقة مركزية توفر الأرضية التي تـنبنى عليها الحلقات الأخرى (التنظيمية والسياسية والكفاحية والمجتمعية) بصورة موضوعية ومنضبطة.
إن نقطة البدء لعملية التصدي للوضع المأزوم ، و الارتقاء بالعامل الذاتي كعقل جمعي ، تتطلب توفير عنصر الوحدة الجدلية بين الوعي و الممارسة لدى كل عضو من اعضاء هذا الحزب أو ذاك، في كل ما يرتبط بمفهوم الحزب و دوره ووظيفته و آلياته.

وبالتالي فإن أية محاولة لاستنهاض أحزاب وفصائل اليسار العربي، ينبغي أن تبدأ بنقد تجربتها سواء على صعيد النظرية أو الوعي الأيديولوجي ، أو على صعيد ممارستها لدورها طوال المرحلة الماضية، خاصة وأننا نعيش اليوم ، أمام نتيجة مفزعة تتجلى في هذه الهوة المتزايدة الاتساع بين الجماهير من ناحية وأحزاب اليسار العربي من ناحية ثانية، وهنا تتبدى الحاجة إلى إثارة وتفعيل عملية النقد الذاتي البناء ، الذي يستند إلى الحاجة الموضوعية الضاغطة، لتجديد وإعادة بناء قوى اليسار العربي، عبر ممارستها لعملية التقييم والمراجعة المنهجية العلمية القاسية لكافة برامجها وسياساتها ورؤاها الأيديولوجية وأوضاعها القيادية المأزومة، وصولاً الى التطبيق الخلاق لهذه الأسس على ضوء المتطلبات والضرورات الراهنة والمستقبلية التي فرضتها الجماهير العفوية في انتفاضاتها الباسلة ضد أنظمة الاستبداد والقمع والتبعية والخضوع ، وهي عوامل مرتبطة بطبيعة النظام الرأسمالي المشوه والتابع الذي آن الأوان لاسقاطه وتجاوزه في مجمل النظام العربي .

على ضوء كل ذلك، فإن من واجب جميع قوى اليسار الماركسي العربي، المعنية بمصير بلدانها وبمستقبل الوطن العربي، أن يبادروا إلى التفاعل و الحوار من أجل إعادة بناء التصوّرات الماركسية، إلى البحث الجاد في واقعهم الراهن وتحولاته التي فرضتها الانتفاضات الثورية ، من أجل بلورة وتحقيق أهداف الثورة الوطنية الديمقراطية داخل كل بلدي عربي، بما يؤدي إلى التفاعل والحوار على طريق النضال من أجل استكمال مهمات الثورة القومية التحررية والديمقراطية العربية ، الأمر الذي يفرض على هذه القوى البدء بعملية حوارية تستهدف وضع التصورات الفكرية والسياسية والتنظيمية من أجل إعادة بناء الحركة الماركسية العربية بما يسمح بأن تتحوّل إلى قوّة فِعل سياسية وتنظيمية وجماهيرية قادرة على التأثير والفعل في الراهن والمستقبل.



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول سؤال ما الماركسية في الوضع الراهن ؟
- 5 حزيران 2011 ... موعد مع إسقاط أنظمة الاستبداد والفساد
- كتاب - المشهد الفلسطيني الراهن
- رؤية أولية حول موقف اليسار الفلسطيني والعربي من حركات الإسلا ...
- بمناسبة الذكرى الثالثة والستين للنكبة
- جورج حبش .. قائداً ومفكراً ثورياً .. في ذكراه الثالثة
- قراءة سياسية اجتماعية للحالة الثورية العربية
- دلالات وانعكاسات الانتفاضة التونسية على الواقع العربي
- الأوضاع الصحية في الضفة والقطاع
- الاوضاع الاقتصادية في الضفة والقطاع
- غازي الصوراني في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: القضايا ...
- دلالات التجربة الثقافية والتنظيمية في حياة أبو علي مصطفى
- المرأة الفلسطينية ودورها في المسار الوطني والديمقراطي
- كيف تقدم الجبهة الشعبية غسان كنفاني ؟
- الانتماء القومي وإشكالية الهوية [1]
- ماذا بعد وصول حل الدولتين إلى أفق مسدود ..؟
- هل انتهت الفلسفة
- كتاب - التحولات الاجتماعية والطبقية في الضفة الغربية وقطاع غ ...
- كتاب- التحولات الاجتماعية والطبقية في الضفة وغزة-
- وعد بلفور ومسار الصراع العربي الصهيوني


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي الصوراني - حول أزمة أحزاب وفصائل اليسار العربي .. النهوض أو إسدال الستار