أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء حميو - الحاكم العربي والإستثمار في الطفل الإنسان














المزيد.....

الحاكم العربي والإستثمار في الطفل الإنسان


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 3410 - 2011 / 6 / 28 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعض الحكام حصل على تعليم عال وفي ارقى الجامعات الغربية ،والبعض الآخر بالكاد "يفك الخط" ،وللإثنين سياسة تعليمية واحدة رغم اختلاف تحصيليهما الدراسيين.
سياسة تقوم على الاستثمار في كل شيء حتى في المحرمات الاخلاقية او القانونية ..عدا التعليم،وخصوصا التعليم الابتدائي ورياض الاطفال ،الذي يشكل الاستثمار فيه اغلى رأسمال تملكه البلدان المتطورة.
هذه الاخيرة تتعامل بواقعية: " ان كل الثروات قابلة للنضوب اليوم او في الغد لفرط الاستهلاك او لتغيرات الطبيعه"، وليس امامها لمواجهة المعروف المجهول الذي سيحدث الا بناء عقول واعية من الاجيال قادرة على مواجهة ماسيحدث بوعي مبتكر.
ولكن ماذا عن حكامنا ؟! ماهو الحافز الذي يدفعهم للاستثمار في الانسان بدءً من رياض الاطفال!!.
حاكمنا وصل للسلطة باحدى الطرق الثلاث : اما بانقلاب عسكري ،او بالوراثة ،او بعملية انتخابية " يريد ان يسميها عنوة " ديمقراطية".
وفي كل الحالات الثلاث نصّب نفسه برغبة منه او دون رغبة " زعيما تأريخيا منقذا لشعبه او شعوب المنطقة "هذا اذا لم يصل به تراكم الجلوس على كرسي الحكم لسنين طويلة لقناعة " سايكوباتيه " من انه " مبعوث العناية الالهية"..!!
حاكم ورث عن اسلافه قناعة ان شعبه لايمكنه العيش بدون " الزعيم " الرمز..!!
وهو يرى شعوبا تبايع من ينقلب اويرث حتى وان كانت مكرهه على اساس كونه رمزا موجودا تعرفه.
اما الشعوب التي تهيأ لها ان تمارس العملية الانتخابية باي حد من حدودها فانها ايضا ستختار على اساس " الزعيم " الرمز " لا على اساس برنامجه او برنامج حزبه السياسي..وشعوبنا هنا تدرك ان كلام وبرنامج الزعيم الفلاني لايعدو ان يكون سوى "قبض ريح" ولا يعنيه او يعنيها باي حال من الاحوال، ولكن لابد منه لضرورات " اتكيت" العملية الانتخابية، ناهيك عن ان اكثر من نصف شعوبنا لاتجيد القراءة والكتابة..!
ومادام الشعب يسير ضمن نفس "التفكير القطيعي" ولسنين طويلة ببحثه عن " قائد" لا برنامج"!! فما هو الدافع للاستثمار في " الطفل الانسان..؟!
لن يختلف تفكير الحاكم او السياسي ذو السلطة حتى لمن سيأتي بفعل " ثورات الربيع العربي"عمن سبقه بمسألة الاستثمار في التعليم ، وسيفضل عليها اجراءات فوقيه تجعله محبوبا بسرعه على شكل هبات مادية او غذائية او مكرَمات متنوعه ،وقد تكون على شكل مشاريع كبيرة في بناء مجمعات سكنية مجانية او مدعومه،او اعانات ضمان اجتماعي تجعل افواه الجياع لاتهتف الا باسمه تتحملها خزينة الدوله لسنوات معدوده وستنهار اليوم او غدا اما بفعل شروط البنك والاقراض الدولي او امام حقيقة العدد الهائل الذي يستحقها ،وهو عدد سيضل يتزايد بانعدام تعليمه او انخفاضة او بؤسه لانه لن يوفر له فرصة عمل في سوق الاقتصاد الحر الذي تنتهجه بلداننا راغبة او مكرهه والذي لن يختار الا الاكفأ والارخص.
بل ان بعضهم سيبني مدارس جديدة "وجودها ضرورة مثلها مثل مجانية التعليم والزامه بدءا من رياض الاطفال" ،وسيكتفي بهذا لانه لن يقرب باي حال من الاحوال عامل مهم في حقل الاستثمار في التعليم وهو " طرق التدريس" بفرعيها " الكادر التعليمي والمناهج ".
مناهجنا التعليمية تعتمد التلقين وحسب،لاتختلف في طريقتها عن اسلوب " كتاتيب طالبان الباكستانية" بشيء ،حتى وان تجاوزتها في تناول علوم اخرى "لان طريقتها لاتعتمد على تحفيز العقل وجعله حرا يحلل ويستنبط ويستقرء ويبدع.
هذا الاستقراء والابداع في التعليم هو " مربط الفرس " الذي لايريده الحاكم العربي الملتصق بالكرسي او الذي سيلتصق،اذ لن يكرسه زعيما اوحدا ،وقائدا ضرورة ،او مبعوثا للعناية الالهيه.!
بل سيجعل منه مواطنا عاديا براتب معروف قد يصيب او يخطيء ويحاسَب ولكنه من المؤكد سيجعل التصاقه بالكرسي مستحيلا.
ولن يكون غريبا اذا ماشاهدنا هذا السياسي او الحاكم باحدى الطرق الثلاث يرفع " كتابا مقدسا ما "ليردع الجموع التي تطالب بتغيير "طرق التدريس " ،عائدا بنا اكثر من الف عام مضت حين رفعه قبله اخرون ،وتوقفت هذه الشعوب منذ ذلك التاريخ عن الريادة في انجاب فنون وعلوم وفلسفة وفلاسفة.
طفل واحد تساء تربيته سيكون ضرره كبيرا وفضيعا ،اذا ما تبوء في يوم ما "وكالمعتاد " في العالم العربي منصبا قياديا حاكما..!!.
لاداعي لذكر الاسماء ،فضررها مازال شاخصا امامنا.
ولكن لابد من ذكر: ان التغيير الذي سيحدث في المنطقه عاجلا او اجلا ،سيستنسخ نفس العقلية الحاكمة، اذا لم يقترن بفعل جريء وواع يتناول التعليم الاولي للاطفال "وطرق التعليم ".
هامش اول
بلد عربي " العراق " أقر في مناهجه الحديثة اسلوب كتابة البحوث ومنذ المرحلة الابتدائية ،لتنمية قدرات التلاميذ المعرفية خارج اسلوب " التلقين " ،ولكنه لم يوفر مصادر للبحث ممثلة بالمكتبات العامة او المدرسية ،فما زال عدد طلاب الصف الواحد في العديد من المدارس يتراوح بين الخمسين والسبعين طالب وبدون مقاعد،ولاوجود لمكتبة مدرسية ،بل بعض المكتبات العامة احتلتها ميليشيات احزابه السياسية كمقرات لها..!!

هامش ثاني
بلدان عربيان يشكلان استثناء ، الاول هو تونس في نوعية التعليم والمناهج الدراسية وحقق نتائج جيدة في هذا ولكنه فقير في "طرق التدريس " ومواكبة الحديث منها ،الذي يستلزم دعما حكوميا "استثمارا" في الانسان،وهذا اصطدم وسيصطدم دوما بالفساد الحكومي، الثاني هو السعودية الذي ادرك اصحاب القرار فيه ان معركة استثماره الاولى هي في تغيير المناهج وطرق التدريس وهو يخطو خطوات بطيئة خوف "الاستفزاز" ،والوحيد عربيا الذي تتوفر احصائيات عالمية عن عدد المكتبات فيه وعدد الكتب وللمقارنة لادراك الفارق في احد جوانب الاستثمار وحسب :"حصة الفرد الواحد في السعودية من الكتب هي 0,04 كتاب ،مقارنة بحصة الفرد بالبلدان التالية " ايسلندا 7,46 ، الدنمارك 5,75 ، انكلترا 2,07 ،تركيا 0,19 .



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برتقالةٌ مُراكشية
- بغداد شتاء 1986
- رقصةٌ أخرى
- الكفّ التي تعرفه
- ثورة عض الأصابع البنفسجية
- صفعة تونس ومصر لسياسات إقتصاد السوق
- الصين حجبتْ كلمة مصر
- قائد شيوعي حقيقي التونسي حمه الهمامي
- نعم..حق الأكراد العراقيين بالانفصال
- أعزائي الشيوعيين، أنا أفتقدكم
- الأمم المتحدة ونصفُ لتر الماء
- لعنة الماركسية
- - مدينة - غير مقدسة
- وداعٌ متأخر -لمنى علي-
- طلب إنتماء لحزب الحمير العراقي
- الرأسمالية وتمويل استيراد الرز من القمر
- نقد الحزب الشيوعي العراقي
- الفنان طارق هاشم:-أفرح لكل منجز سينمائي عراقي أينما كان -
- هل الشيوعيون العراقيون أسوأ من البعثيين؟
- ( أبو كاظم والبنك الدولي )


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء حميو - الحاكم العربي والإستثمار في الطفل الإنسان