أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - مسافر زاده الخيال..














المزيد.....

مسافر زاده الخيال..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3409 - 2011 / 6 / 27 - 17:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا يمكن انكار الجهد الذي بذلته احدى القنوات الفضائية العربية المهيمنة في اعداد وعرض تقرير مهم عن الجولة الاقرب الى التحرك التي قام بها وزير الخارجية الاسرائيلي جوزيف ليبرمان لدول حوض نهر النيل قبيل البروتوكول التي وقعته تلك الدول والتي طالبت فيه بتعديل اتفاقية توزيع حصص مياه النهر بما يؤمن زيادة حصصها على حساب حصة دول المصب مصر والسودان..
كما ان المراقب يستطيع ان يتلمس بسهولة مقدار الحرص الذي بذله معد التقرير على تقديم الدلائل والمعطيات التي تساعد على اثبات التوقيت المريب للزيارة واهدافها في سياق الاستباق الاجهاضي المبيت لمفاوضات مصرية مقررة مع دول الحوض ومحاولة للنفخ في رماد الخلافات التي تحكم العلاقة ما بين المصب والمنبع..ولن يكون من الانصاف المرور دون تسجيل الاعجاب بالقدرة التحليلية الممتازة للحدث والتي طرحت العديد من علامات الاستفهام حول المستتر من النوايا الاسرائيلية خلف المساعدات الضخمة التي تقدمها لدول القارة السوداء في إقامة السدود والمشاريع المائية الضخمة على نهر النيل مما قد يؤثر على حصة مصر التاريخية في مياه النهر الذي يهب ارضها وشعبها الحياة..
ولكن مع كل ذلك الجهد والتحليل ..والذي نتفق مع السيد المعد في جله..لا انكر ان اكثر ما اثار انتباهي في هذا التقرير هو وجه تلك المرأة الكينية السعيدة الجذلة المفعمة بالامل وهي تحصد ما زرعته هي ورفيقاتها الآخريات في البيوت الزجاجية التي قدمتها لهن الحكومة الاسرائيلية مجانا لدعم اقتصاديات الاسرة الكينية الفقيرة..
فعلى الرغم من الامكانية الحقيقية لوجود أصابع خفية في دفع دول المنبع إلى توقيع اتفاقية منفردة لإعادة توزيع حصص مياه النهر..وامتلاك اسرائيل لمصالح حيوية واستراتيجية ومخططات قديمة في منطقة حوض النيل..ولكن تزامن زيارة الوزير الاسرائيلي مع الاعلان عن تدشين عدة مشاريع زراعية وصناعية وفي مجالات الطاقة والمياه والبنى التحتية والكيماويات والسفن والاتصالات وعقد عدة صفقات اقتصادية هامة مع الدول الافريقية الخمسة..قد يكون السبب الاكبر في خفة وزن الموقف العربي المسرف الاتكاء على ورقة قديمة وقعت من قبل دولة الاحتلال الانجليزي التي كانت تتولى ادارة الموارد في مصر والسودان والتي قد يكون التقادم والجهة التي تولت التوقيع هي ما يجعل دول المنبع تتحصل على اكثر من فرصة وسبب للتجرؤ على تجاوزها ..
وقد تكون اهم هذه الفرص والاسباب هي الانشغال التام للحكومات المصرية المتعاقبة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك واستهلاك كل وقت وجهد الدبلوماسية المصرية بتدعيم علاقات البلد الأورو- متوسطية ومع امريكا واسرائيل -لاهمية هذه الدول في تمرير مشروع التوريث- مبتعدة تماما عن بناء علاقات شراكة وتعاون مع الدول الافريقية المتشاركة في حوض النيل رغم اهمية ومصيرية ومفصلية مثل هذه العلاقات..
فلا يمكن الاعتماد على مؤامرات اسرائيلية مفترضة وترك توجيه اصابع الاتهام الى الاندفاع غير المدروس تجاه الغرب مقابل الاهمال المؤسف لقضايا الجوار الافريقي والمخاطرة بتدمير الجهد السياسي المصري لعقود طويلة من البناء والترسيخ لعلاقات اقتصادية قوية مع هذه الدول وتجاهل الحرص على اقامة مشاريع شراكة وحوار دائم وفعال..
ولكون المياه عصب الحياة والمادة التي خلق منها كل شئ حي والتي تستحيل الحياة بدونها..ولليقين بان ندرتها وشحتها قد تكون سبب ومصدرا للنزاعات المستقبلية والحروب ..فان الامر يحتاج الى اكثر من توجيه الاتهامات والعمل على تأسيس جهد جاد ومسؤول لمقاربة هذه المشكلة والبحث عن آليات التوزيع بما يضمن مصلحة جميع الاطراف وتجسير الفجوة ما بين دول المنبع والمصب من خلال اقامة المشاريع الستراتيجية الكبرى والاستثمار الزراعي في دول حوض النيل وتجنيب المنطقة صراعات يكون فيها نهر النيل الخالد اداة لتوسيع النفوذ واملاء الارادات..
وهذا الحراك يجب ان يشارك فيه جميع العرب لتقوية موقف الديمقراطية المصرية الناشئة من جهة ولوجود مصلحة فعلية ومباشرة للدول العربية التي تعاني من فجوة غذائية عالية تقدر بنسبة 58% وتبلغ فاتورة العجز الغذائي فيها ما يقارب ال30 مليار دولار حسب بعض الاحصائيات .. فيمكن لدول مثل العراق تعاني من شحة المياه القيام بانشاء المشاريع التي تستهدف الزراعة المستنزفة للمياه مثل الرز مثلا في تلك الدول بما يمكنه من توفير المياه لزراعات اخرى اقل استهلاكا مثل القمح والحبوب.. كما يمكن لدول الخليج او ليبيا الاستفادة من مشاريع الاستثمار الزراعي في دول الحوض لسد النقص الكبير في مساحة الاراضي الزراعية ولتقليل فاتورة استيراد الغذاء من الخارج..وطبعا هذا الكلام يفترض ان لا يكون تطويق واعطاش مصر ضمن التقنيات الداخلة في الثورة المضادة لسعي المصريين الى الحرية والتعددية والتداول السلمي للسلطة ..وان لا تمارس نفس الاساليب التي وصلت حد قيام بعض دول الخليج بتمويل مشاريع السدود على نهر دجلة لقطع المياه عن العراق..فهذا مما نعتقد ان الجميع في غنى عنه وانه لن يكون مستساغا عرضه في اي تقرير مهما بلغت مهارة معده اللغوية وكفائته التحليلية..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تصلح الكوفية الفلسطينية ما افسده العقال العربي ..
- بسم الاب..والابن..ووليد المعلم..
- اربع شهور من الدم والدموع والابتسامات البلهاء..
- لا حياد في حرمة الدم السوري الطهور.
- الدستور المغربي الجديد..خطوة صغيرة ولكن باتجاه صحيح..
- الاخ قائد الثورة..بين قلاع الرئيس المخلوع وافيال الرئيس المق ...
- عن اي اصلاح تتكلم يا اردوغان..
- توبة نصوح تحت وقع السياط..
- كل الطرق تؤدي الى السبعين..
- لمصلحة من اغتيل الرئيس علي عبد الله صالح ؟؟..
- سلامتك من الآه..سيدي الرئيس السابق المخلوع..
- ارحلوا ..فلا مكان لكم تحت شمس الحرية الحمراء..
- بصمة بالدم على مبادرة نصف محترقة..
- ثاني اثنين في جدة..
- ملاحظات خجولة امام اعتاب قانون الجواري العظيم..
- اشتراطات مسبقة..قبل الشروط المسبقة..
- الحوار في البحرين..دعوة على هدير محركات الفورمولا واحد..
- التوسع السعودي..مشروع قيادة ام استمرار التمترس خلف الآخر..
- المرأة السعودية والسيارة..جدلية السلاح الابيض والضرب بالعقال ...
- لا تهنوا ولا تحزنوا..فشرعية الثورة هي الاعلى..


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - مسافر زاده الخيال..