أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - -الفوضى البناءة- الاميركية في البلقان: مرحلة التركيب الجديد بعد التفكيك















المزيد.....


-الفوضى البناءة- الاميركية في البلقان: مرحلة التركيب الجديد بعد التفكيك


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3409 - 2011 / 6 / 27 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي تنشدّ فيه الانظار نحو التطورات الدرامية في الشرق الاوسط من ليبيا الى سوريا، حيث تحاول الادارة الاميركية اعادة تركيب حجارة الدومينو السايكس ـ بيكوية، يجري العمل بهدوء لزرع عاصفة جديدة في البلقان لاعادة تركيب حجارة الدومينو في هذا الاقليم ايضا، بعد ان تم تفكيكها في المرحلة السابقة. والهدف الاكبر الذي تريد خطة "الفوضى البناءة" الاميركية التوصل اليه في البلقان هو: وضع منطقة البلقان تحت الوصاية الاميركية المباشرة بوجهها "التركي الجديد" ("الاسلامي ـ الدمقراطي ـ المعتدل")، وتحويل البلقان الى "منطقة نفوذ" ومصالح اميركية ـ صهيونية، معادية لروسيا ومعادية لايران وللمقاومة العربية ضد اسرائيل.
ويشرف على تنفيذ هذه الخطة المركز الاقليمي للمخابرات الاميركية الذي سبق وانتقل من العاصمة اليونانية الى العاصمة البلغارية، حيث تم بناء سفارة اميركية ضخمة يعمل فيها مئات الموظفين "الدبلوماسيين!!!"، وربما هي اكبر من السفارة الاميركية في بكين. وذلك بالتعاون مع المخابرات الاسرائيلية (الموساد) التي أنشأت هي الاخرى مركزا خاصا في العاصمة البلغارية يتولى قيادته الجنرال داني ياطوم الرئيس الاسبق للموساد.
و"تتسلل" هذه الخطة "بهدوء"، كما يتسلل اللص ـ القاتل تماما، ضمن الخطوط العريضة التالية:
ـ ابعاد تركيا بنعومة عن الاتحاد الاوروبي، ورمي المسؤولية في ذلك على "اوروبا المسيحية" التي "لا تتقبل تركيا!!!" بحجة "اسلاميتها!!!".
ـ اعطاء دور اكبر "خاص" لتركيا في البلقان على حساب الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي والامم المتحدة.
ـ اضفاء "الوجه المعتدل" على تركيا، واعطائها دور "المصلح" في النزاعات القادمة، لتسهيل تحولها الى وصي "محايد" و"صديق" للجميع.
ـ عرقلة دور روسيا ونفوذها في البلقان، وخصوصا افشال مد انابيب الغاز والنفط من روسيا عبر البلقان الى اوروبا الوسطى والغربية.
ـ مفاقمة وتفجير التناقضات بين الشعوب المسيحية الشرقية (اليونان ـ الصرب ـ المقدون والبلغار) لاضعافها جميعا، وفي الوقت ذاته الدعم "الهادئ" و"الناعم"، ماليا واقتصاديا و"ثقافيا" وسياسيا وتسليحيا، للتنظيمات والجماعات الاتنية الاخرى: الغجرية والاسلامية والتركية والالبانية، تحت الشعارات الخبيثة لـ"الدمقراطية" و"الحريات" و"حقوق الانسان" و"الحقوق الدينية والاتنية والقومية"، على طريقة "حق يراد به باطل".
ـ تفجير الفتن الاتنية بين الالبان والصرب وبين الالبان والمقدون، وبين البشناق والصرب، وبين المسلمين والمسيحيين، مع التظاهر "بالحياد" من قبل اميركا وتركيا لعدم تحمل اي مسؤولية عن نتائج المخططات المرسومة، وتناول الكستناء من النار ناضجة بدون احراق الايدي الخاصة مباشرة.
ـ التمهيد لتشكيل البانيا الكبرى تدريجيا وخطوة ـ خطوة.
ـ التوصل اخيرا الى اقامة "ستار حديدي" "عثماني جديد" في منطقة البلقان، عن طريق اقامة "تحالف استراتيجي" بين "تركيا الاسلامية الجديدة!!!" والبانيا الكبرى العتيدة.
ونحاول فيما يلي ان نرصد بعض "النقلات الهادئة" في لعبة الدومينو الاميركية ـ التركية الجديدة في البلقان:
XXX
في نهاية السنة الماضية اصدر النائب السويسري في الجمعية البرلمانية الاوروبية ديك مارتي تقريره حول تجارة الاعضاء البشرية في كوسوفو، والذي اتهم فيه رئيس الوزراء الكوسوفي المافيوز المعروف هاشم تاجي بأنه يتزعم مجموعة للجريمة المنظمة وانه مسؤول رئيسي في عمليات قتل الصربيين وانتزاع اعضائهم البشرية والمتاجرة بها، منذ 1999 وما بعد. وقد اثار هذا التقرير في حينه ضجة كبرى. ولكن بدلا من تحويل هذا التقرير الى المحكمة الدولية، بدأت مسرحية هزلية تسابق فيها بان كي مون باسم الامم المتحدة وشخصيات اوروبية في الادلاء بتصريحات تهريجية وتخديرية حول من هو الطرف الاصلح للتحقيق في هذا التقرير: هيئات الامم المتحدة ام هيئات الاتحاد الاوروبي. ومن خلال هذه المسرحية، ضاع التقرير بين "الاومنيك" و"الويليكس"، وتحول الى مادة اعلامية لا اكثر، ثم جرى طمسه نهائيا ولم يعد يجري البحث به لا في الامم المتحدة ولا في الاتحاد الاوروبي. وحتى ديك مارتي نفسه لاذ اخيرا بالصمت، ولا احد يدري لماذا!
ولكن في هذه الاثناء تم ـ بصدفة عجائبية ـ اعتقال الجنرال الصربي راتكو ملاديتش وتحويله الى المحكمة الدولية. وبهذه المناسبة غمرت وسائل الاعلام العالمية الموجهة اميركيا ـ صهيونيا موجة جديدة من الريبورتاجات المعادة والمكررة مئات المرات عن المجازر الصربية ضد الالبان والبوشناق والمسلمين، ليس بقصد الدفاع عن هؤلاء، بل بقصد استخدام دماء ضحاياهم البريئة لتغطية المخططات الاميركية والاسرائيلية والتركية ضد شعوب البلقان وشعوب العالم بأسرها.
XXX
في تعليق للكاتب المقدوني إيغور تشافيسكي في جريدة "فريميه" قال ان المحللين يرون ان المجتمع الدولي يعي تماما ان الوضع في كوسوفو لا يمكن ضبطه الى وقت اطول، ولكن التقسيم بالتحديد لا يوضع على بساط البحث.
الا ان محاولات اعادة رسم الحدود لدول البلقان هي جزء من التاريخ المظلم لهذه الاراضي. وقد لمحت السلطات الصربية مؤخرا الى هذا الماضي، بهدف تعزيز مواقعها التفاوضية عشية المفاوضات المزمع عقدها مع الاتحاد الاوروبي بقصد انضمام صربيا الى الاتحاد. وهكذا ينظر الخبراء المحليون الى التهديد الاخير الذي اطلقه الرئيس الصربي بوريس تاديتش، بأن مشروع انشاء البانيا الكبرى هو مشروع قائم فعلا، وكذلك الى التهديد الذي اطلقه وزير الداخلية الصربي إيفيتسا داتشيتش، بأن كوسوفو يجب ان تقسم الى قسمين صربي والباني.
وبحسب رأي الخبراء فإنه بعد اعتقال الجنرال راتكو ملاديتش وتسليمه الى محكمة العدل الدولية، فإن صربيا تريد ان تبرهن انها ليست الصبي المشاغب، الذي يفتعل دائما المشاكل، وان المشاكل الحقيقية في الاقليم تنشأ عن مشاريع تكوين دول كبرى، وكذلك عن الوضع في جمهورية البوسنه والهرسك، التي تمدها اميركا والاتحاد الاوروبي بعناصر الاستمرار بطريقة مصطنعة. ويؤكد المحللون السياسيون ان المواطنين في مقدونيا هم حساسون جدا حيال كلمة التقسيم، وهناك الكثير من السياسيين الذين لا يزالون يطمحون الى تحقيق البانيا الكبرى او مقدونيا الكبرى. وبالنسبة لمقدونيا فمن المهم جدا الاستمرار في تطوير المجتمع متعدد الاتنيات والطموح للتحول بأسرع ما يمكن الى جزء من البنى اليورو ـ اطلسية. وبحسب رأي البروفسور زفونيمير يانكولوفسكي فإن الحديث عن رسم حدود جديدة هو خطر على كل الاقليم، بما في ذلك على مقدونيا. ان الحدود في البلقان قد جرى تحديدها، وكذلك الامر بالنسبة للطابع متعدد الاتنيات في كوسوفو، وفي البوسنه والهرسك، وفي مقدونيا.
ويعتبر يانكولوفسكي ان السياسيين الصربيين يرغبون في تكوين مناخ من عدم الاستقرار في الاقليم ومحاولة الحصول على تداعيات كلعبة الدومينو، التي يمكن ان تحصل في البلقان، اذا ما جرى اعادة رسم للحدود في اي منطقة. وبالرغم من ان المجتمع الدولي يعي تماما ان الوضع الراهن في كوسوفو، الذي هو امام احتمال اما الاستقلال واما وضعها تحت الحماية، هذا الوضع لا يمكن المحافظة عليه طويلا، ولكن التقسيم ليس احد الاحتمالات. (وهذا يعني ضمنا التهديد بطرد الاقلية الصربية من كوسوفو مستقبلا). وما تريد الادارة الاميركية الحصول عليه في الوقت الراهن هو "استقلال ذاتي" فضفاض للجماعة الصربية في شمال كوسوفو، ومحاولة ايجاد الحلول للمسائل العالقة الاخرى عن طريق الحوار بين بلغراد وبريشتينا. وخلال زيارته الاخيرة لبريشتينا اعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية فيليب غوردون عن الرفض التام لتقسيم كوسوفو. واكد غوردون ان تقسيم كوسوفو هو خطر على مجمل الاقليم، ولهذا فإن الولايات المتحدة الاميركية سوف تدافع عن الاحتفاظ بوحدة اراضي كوسوفو. (ويتساءل بعض المحللين عن انه اذا كانت الادارة الاميركية تحرص الان على وحدة كوسوفو، فلماذا لم تحرص على تنفيذ القرارات السابقة للامم المتحدة حول وحدة صربيا مع اعطاء استقلال ذاتي فضفاض لاقليم كوسوفو).
وبحسب رأي المحلل السياسي عصمت رمضاني فإن السلطات الصربية تعي تماما انه لقبول صربيا عضوا في الاتحاد الاوروبي ينبغي عليها ان "تبلع" مسألة استقلال كوسوفو، وانه بهذه الطريقة فهي تريد ان تصرف الانتباه عنها. ويمكن لمقدونيا ان تدافع عن نفسها من هذه الافكار المتطرفة فقط عن طريق الانتماء السريع الى حلف الناتو. وان اميركا والاتحاد الاوروبي يقفان بشدة (في الظاهر على الاقل) الى جانب الرأي القائل بعدم قيام حدود جديدة وتقسيمات جديدة، كما يقول رمضاني. ولتبرير موقفه حول فكرة تقسيم كوسوفو، فإن وزير الداخلية الصربي داتشيتش يقول انه لا يوجد في اي مكان في اوروبا شعب واحد في دولتين. ولهذا بالضبط فإن صربيا تلح على الحل السريع لمسألة كوسوفو، والتحديد السريع للقسمين الصربي والالباني. وصرح داتشيتش امام وسائل الاعلام الصربية قائلا: في حين نحن ننتظر اوقاتا افضل، ونناضل من اجل العدالة، يتم تحقيق مشروع البانيا الكبرى على حسابنا.
XXX
ومن جهة ثانية نشرت جريدة "دوما" الناطقة بلسان الحزب الاشتراكي البلغاري (الشيوعي سابقا) تعليقا على الانتخابات التركية الاخيرة التي فاز فيها حزب العدالة والتنمية، بقيادة رجب طيب اردوغان.
وجاء في التعليق، نقلا عن جريدة "زمان" التركية، ان تركيا لم تفتح اي صفحة من صفحات المباحثات مع قيادة الاتحاد الاوروبي حول عضوية تركيا في الاتحاد، والان فإن الاتحاد الاوروبي، كما تؤكد "زمان"، فقد نفوذه على تركيا. وتضيف الجريدة ان ممثل تركيا لدى الاتحاد الاوروبي سليم كونيرألب وجه من بروكسل رسائل شديدة اللهجة الى اوروبا، وقد عمدت اللجنة الاوروبية التابعة للاتحاد الى الرد بسرعة. وقال كونيرألب ان عدم التأكد حيال افق عضوية تركيا في الاتحاد ادى الى ضياع نفوذ الاتحاد الاوروبي في تركيا.
وفي تصريح ادلى به الى "اي. يو. اوبزرفر" اشار كونيرألب ايضا ان الاولوية الاهم لدى رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بعد الانتصار الانتخابي هي مسألة صياغة دستور "معاصر وليبيرالي"، وانه بسبب المأزق الذي وصلت اليه محادثات انضمام تركيا الى الاتحاد، فإن الاتحاد الاوروبي لن يكون له اي دور مهم في المسألة المتعلقة بالدستور. وحسب تعبير كونيرألب فإن تحضير الدستور الجديد لتركيا سيأخذ بالاعتبار توصيات اللجنة الاوروبية، بمقدار ما هي تعبر عن المبادئ العالمية الاساسية.
واوضح كونيرألب بالقول " كما هو الشأن مثلا بالنسبة لعقوبة الاعدام. فإن الغاء هذه العقوبة هو شيء جيد، بصرف النظر عن مسألة الانضمام او لا الى عضوية الاتحاد الاوروبي". "ولمجرد انه لا يوجد افق لانضمام تركيا الى الاتحاد، فلا يوجد سبب يدفع البلاد لان تأخذ بالاعتبار في تشريعاتها القانونية التفاصيل والمعايير المعمول بها في الاتحاد الاوروبي". واضاف كونيرألب ان المأزق في المحادثات نتج ايضا عن انه لم يجر البحث في موضوع المزاحمة التجارية، وهذا ترك "طعما مرا في الفم". وتركيا لم يعد لديها الثقة بأن عملية الانضمام الى الاتحاد الاوروبي يمكن ان يتم تفعيلها مجددا. وقال كونيرألب بحزم "ان الناس في انقرة قد ملوا"، وان تركيا سبق واتخذت تدابير عديدة وتقدمت بمختلف الاقتراحات، لاجل فتح باب المحادثات حول سياسة المزاحمة، ولكن ذلك لم يحدث.
وجوابا على ذلك صرح ممثلو اللجنة الاوروبية لجريدة "زمان" ان تركيا كانت تعرف منذ البداية ما هي المتطلبات لفتح البحث في هذه المسألة وهي قد حققت تقدما في ذلك، وبقي عليها القيام ببعض الخطوات الاضافية في بعض المسائل من اجل الشروع في البحث في هذه النقطة. وقد ابرزت اللجنة الاوروبية ما هو ضروري للتقدم في المحادثات مع تركيا، وابدت استعدادها لمساعدة تركيا من اجل ذلك.
وكان كونيرألب قد صرح انه "لم يعد يوجد سبب يدفع تركيا لتكييف قوانينها مع المعايير الصارمة للاتحاد الاوروبي".
ويتخوف الاتحاد الاوروبي من ان رئيس الوزراء اردوغان سيعمد الى زيادة صلاحيات رئيس الجمهورية ومن ثم سيعمد الى استلام مركز الرئاسة خلال سنة 1914.
وعلق السفير التركي لدى الاتحاد الاوروبي على ذلك بالقول "حتى لو انتقلنا الى نظام رئاسي، فإنه توجد دولة اوروبية واحدة على الاقل تمتلك مثل هذا الدستور. ولا ادري اذا كان يوجد في الاتحاد الاوروبي من قد يؤكد ان فرنسا لا تطبق المعايير الاوروبية".
XXX
وافادت الانباء الواردة من مقدونيا انه تم مؤخرا تركيب نصب كبير للاسكندر المقدوني في مركز العاصمة سكوبيه، وكذلك نصبين آخرين لفيليب المقدوني احدهما في بيتوليا، والثاني في حي افتوكوماندا في سكوبيه. وقالت جريدة "دنيفنيك" المقدونية، ان رفع التمائيل تم بحضور جمع غفير من المواطنين.
وافادت الجريدة انه في حين رفع تمثالا فيليب المقدوني في الصباح، فإن تمثال الاسكندر المقدوني تم رفعه في وسط العاصمة ظهرا. ويبلغ ارتفاع التمثال 14،5 مترا، وهو يزن 30 طنا من البرونز، ويبلغ ارتفاع قاعدته الاسمنتية 10 امتار وفيه نافورة مياه، وبلغت تكاليفه 9،4 ملايين يورو.
وقد علق وزير الخارجية اليوناني على رفع هذه التماثيل في مقدونيا بالقول ان سكوبيه تتعمد الاستفزاز برفعها هذه التماثيل. (ومعلوم ان اليونان تعتبر ان مقدونيا هي تاريخيا مقاطعة يونانية، وان الاسكندر الكبير ووالده فيليب هما شخصيتان تاريخيتان يونانيتان، وان اللقب "المقدوني" الذي يحملانه يدل على اسم المقاطعة التي نشآ منها، وليس له مدلول "قومي". ولا تعترف اليونان بجمهورية مقدونيا وتعترض على اسم جمهورية مقدونيا. اما مقدونيا فتعتبر انها امة "مقدونية" مستقلة. وفي الوقت ذاته فإن بلغاريا تعتبر ايضا ان مقدونيا هي تاريخيا جزء من بلغاريا الكبرى، وان "الشعب المقدوني" ما هو الا جزء من الشعب البلغاري. ونشير هنا ان رئيس الجمهورية الحالي في بلغاريا "غيورغي برفانوف" هو بلغاري "مقدوني". وسكان مقاطعة "مقدونيا" في بلغاريا هم مواطنون بلغار كثقافة وكلغة وكانتماء قومي ووطني).
واورد التلفزيون المقدوني "ألفا" تصريحا ادلى به وزير الخارجية اليوناني الجديد ستافروس لامبرينيديس قال فيه ان افق الاندماج الاوروبي يمكن ان يكون محفزا لحل المشاكل العالقة في البلقان. واضاف لامبرينيديس "اننا نأمل ان تفهم حكومة سكوبيه ذلك. اننا ندعم الاندماج الاوروبي للدولة الجارة (اي مقدونيا) وسنكون حليفا كبيرا لها في هذه العملية، ولكن علاقاتنا يجب ان تبنى على حسن الجوار. وحل الخلاف على مسألة الاسم هو شرط مسبق للقبول في الناتو ولبدء المحادثات للانضمام الى الاتحاد الاوروبي". وحسب تعبيره فإن اقامة هذه التماثيل في مقدونيا هي استفزاز ومن شأنها تعكير المحادثات بالادعاءات.
XXX
هذا وقد نشرت جريدة "فريميه" المقدونية مقالا آخر للكاتب إيغور تشافيسكي جاء فيه ان مقدونيا تقوم حاليا بتوزيع مئات النسخ من كتب لمؤرخين مقدونيين على جميع المؤسسات العالمية، وتعرض تلك الكتب تقييما للعلاقات بين مقدونيا وبلغاريا من وجهة نظر مقدونيا وتهاجم المواقف "القومية" لبلغاريا. وسيرسل عدد من المؤرخين المقدونيين احدث كتبهم الى هيئة الامم المتحدة، والهيئات الاوروبية، وسفارات الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، من اجل القول ان بلدا عضوا في الاتحاد الاوروبي هو بلغاريا يستخدم الاضاليل من اجل نفي وجود امة مقدونية مختلفة عن الامة البلغارية. وحسب رأي الكاتب سيكون ذلك بمثابة "رد مضاد على الاستفزاز الذي قام به منذ فترة وجيزة المركز الثقافي ـ الاعلامي البلغاري في مقدونيا، حينما قام بتوزيع كتب على زواره، تزعم ان المقدونيين هم جزء لا يتجزأ من التاريخ البلغاري". ويستشهد الكاتب برأي المؤرخ الدكتور ميخايلو مينوفسكي الذي يقول "انه من الضروري ترجمة المزيد من الكتب العائدة الى مؤلفين مقدونيين الى عدة لغات وان يتم نشرها في كل مكان في العالم". وحسب رأي مينوفسكي "ينبغي إبراز المرحلة التي كان يعيش فيها الثوار المقدونيون، من اجل تبديد الانطباع الموجود عند الكثيرين، بأن الثوار انما كانوا مقدونيين ذوي هوية بلغارية". ويقول تودور تشيبريغانوف، مدير معهد التاريخ القومي في مقدونيا ان البروباغندا البلغارية التي تنفي وجود الامة المقدونية تحاول الوصول الى اوسع الاوساط في العالم.
XXX
ونشر موقع freearabvoice مقالا (ترجمه د. ابرهيم علوش) للدبلوماسي الهندي المخضرم م. ك. بهادرا كومار، ظهر في موقع "آسيا تايمز" على الإنترنت في 14/6/2011. وجاء في المقال:
نادراً ما تختار وزارة الخارجية الروسية عطلة يوم الأحد لإصدار بيان رسمي. فمن البديهي أن أمراً في غاية الخطورة قد حدث ليدفع موسكو للتعبير عن نفسها على عجل. وقد كان ما استفزها هو ظهور طراد للولايات المتحدة، أو سفينة حربية، تحمل صواريخ موجهة، للقيام بتدريبات مشتركة مع أوكرانيا في البحر الأسود. وطراد الولايات المتحدة المعني هنا هو سفينة الولايات المتحدة "مونتراي"، المجهزة بنظام الدفاع الجوي "إيجيس"، التي ذهبت لتشترك في التمارين البحرية بين أوكرانيا والولايات المتحدة الملقبة باسم "نسيم البحر 2011".
وليس ثمة شيء غير عادي في الواقع في تمرين بحري يجري بين الولايات المتحدة وأوكرانيا كان قد جرى مثله في العام الماضي أيضاً. ولكن، كما بسطت موسكو المشكلة: "بعد وضع المسألة المعلقة حول هندسة توزيع نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في أوروبا جانباً، فإن روسيا تود أن تعرف، بناء على قرارات قمة لشبونة بينها وبين حلف الناتو، أي "استفزاز" قصدته القيادة العسكرية للولايات المتحدة عندما حركت وحدة ضاربة أساسية من مجموعة الدفاع الصاروخي الإقليمي التي تشكلها الناتو في المنطقة، من منطقة البحر المتوسط إلى الشرق؟".
وهنا مضى بيان الخارجية الروسية بعدها ليعطي تفسيره الخاص، وهو أن طراد "مونتراي" أُرسل إلى المياه الأوروبية كجزء من منهاج الإدارة الأمريكية التدريجي والتكييفي في بناء القسم الأوروبي من نظام الدفاع الصاروخي الكوني. والمرحلة الأولى من ذلك البرنامج تقوم على نشر مجموعة من السفن الحربية للولايات المتحدة في الأدرياتيكي، وبحر إيجة، والمتوسط، لحماية جنوب أوروبا من ضربات صاروخية محتملة. أما دور الصواريخ الموجهة بعيدة المدى التي تحملها "مونتراي" في تمارين "نسيم البحر 2011" لمقاومة القرصنة البحرية فليس واضحاً بعد، حسب بيان وزارة الخارجية الروسية!
ويضيف البيان الروسي: "يجب أن نصرح بأن مخاوفنا يستمر تجاهلها، وتحت غطاء المحادثات عن التعاون في الدرع الصاروخي الأوروبي، تنشط الجهود لتشكيل نظام درع صاروخي خطير العواقب كما سبق أن أبلغنا شركاءنا في الولايات المتحدة وحلف الناتو".
وتزعم الولايات المتحدة أن هذا ليس سوى تمرين بحري اعتيادي. وتتساءل موسكو من ناحيتها: "إذا كانت هذه زيارة عادية، فليس من الواضح لماذا تم اختيار سفينة حربية بهذا النوع من التسليح للانتقال إلى مثل هذه المنطقة الحساسة".
لا شك إذن أن الولايات المتحدة تصعد الضغط على أسطول روسيا في البحر الأسود.
ويربط الدبلوماسي الهندي ظهور هذا "الطراد الصاروخي" الاميركي في البحر الاسود بالاحداث في الشرق الاوسط وخصوصا في سوريا.
ونحن من جهتنا نرى ان ظهور هذا الطراد الصاروخي والتجسسي الاميركي على الحدود المباشرة لروسيا يرتبط اكثر بالتطورات المرتقبة في تركيا والبلقان ويحمل تهديدا مباشرا لروسيا بأن لا تقف حجر عثرة امام المخططات الاميركية ـ الاطلسية لاعادة رسم الخرائط في منطقة البلقان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامبريالية الاميركية و-الارهاب-
- جرثومة رأسمالية (اميركية؟) جديدة تضرب موسما زراعيا آخر في او ...
- الديماغوجية والمأزق الذاتي للبراغماتية الاميركية
- شبح -الباشبوزوك العثماني- و-الفوضى البناءة- الاميركية يجول م ...
- اميركا دولة استعمار ذاتي (ATOCOLONIALISM)
- حركة التحرير العربية: سيرورة التحول وتحدي العالمية
- الوجه البشع لاميركا
- الازمة الاقتصادية العالمية والظلال القاتمة للحرب الباردة
- اليوضاسية
- -الدبلوماسية السرية- ...في العمل
- الكارثة اليابانية: أبعد من حدث بيئوي
- الصين الشعبية تحضر للرد بضربة عسكرية كاسحة للولايات المتحدة ...
- الحرب الباردة، في طبعة جديدة ... صينية
- التنين الصيني حينما يتحول الى يوان رخيص
- الافلاس الفضيحة لليبيرالية الغربية وأذنابها في البلاد العرب ...
- لبنان الوطني المقاوم في مواجهة مؤامرة التعريب والتدويل
- أميركا و-عقدة فيتنام-!
- ميلاد السيد المسيح: المنعطف التاريخي نحو تشكيل الامة العربية
- كوريا الشمالية: العقدة العصيّة في المنشار الاميركي
- إشكاليات المسألة الاميركية امام محكمة التاريخ


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - -الفوضى البناءة- الاميركية في البلقان: مرحلة التركيب الجديد بعد التفكيك