أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - سقوط الشرعية للضمير العربى














المزيد.....

سقوط الشرعية للضمير العربى


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3408 - 2011 / 6 / 26 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وسط الثورة الشعبية التى يعيشها الشعب السورى، وسط أحداث القمع والبطش وسقوك العديد من القتلى والجرحى على أيدى قوات الأمن التى يقف خلفها دكتاتور ملقب ببشار الأسد، وجدنا ردود الأفعال من أنحاء العالم ترفض أستمرار معاناة الشعب السورى من إصرار النظام الدكتاتورى للأسد فى قمع المظاهرات الشعبية للسوريين الذين يريدون الحرية والخروج من قبضة الأسد الذى حول سوريا إلى سجن كبير.
إن نزيف العنف والدم لن ينفع نظام الأسد شيئاً، لأنه يلعب فى الوقت الضائع، ويؤسفنا ما نراه من تزييف للحقائق والإعلام المنحاز بأمر السلطات العربية الحاكمة الموالية لدكتاتور سوريا، وسط تكميم الأفواه فى البلاد العربية وخاصة المسئولين فى البلاد العربية الذين أصابتهم أمراض كثيرة منها البلادة الحسية والخرس والصمت، بينما نجد بلداً مثل تركيا نفذ صبرها على تصرفات دكتاتور سوريا وهى البلد الصديق للأسد، بينما دكتاتور إيران يقدم العون عن طريق ثلاثة من قادة حرس الثورة الإسلامية حيث يتهمهم الأتحاد الأوربى بتقديم العون والمساعدة فى قمع المظاهرات للشعب السورى !!

إن الإرهاب الذى يقوم به نظام الأسد ضد شعبه لا تراه الأنظمة العربية لأنها تخاف مما يدور فى أذهان شعوبها من أفكار الحرية
والديمقراطية والمواطنة والكرامة الإنسانية التى ينشدها كل إنسان يملك ضميره ومشاعره الإنسانية، فالمواقف الخجولة للأنظمة العربية تجاه ثورة الشعب السورى، هى أكبر مثال على هوس الأنظمة وخوفها من أنفجار وغليان شعوبها مثلما يفعل أبناء سوريا.
إن الطغيان فى القرن الواحد والعشرين أصبح مرفوضاً ويعاقب عليه القانون الدولى، ويجب أن يبرز دور المثقفين فى تعريف الشعوب العربية بأن الأنظمة الحاكمة قد سقطت شرعيتها ويجب أن ترحل مثلما فعل طاغية مصر الذى حكم شعبها ثلاثين عاماً أسقطهم فى التخلف والرجعية وأصبحوا فى مؤخرة الأمم المتحضرة، دور المثقفين فى العمل الحقيقى على تحرير العقل العربى من مؤثرات وموروثات التخلف وأفكار التراث الجاهلية والردود والإيضاحات المستمرة على كل فكر دكتاتورى .
إن شرعية وجود نظام سوريا عندما يستمدها من العنف والأعتقال والقمع الوحشى والقتل للسوريين، فهذا معناه أنه قد أقترب من ، نهايته ويلفظ أنفاسه الأخيرة، بالرغم من دفاع وتأييد من هم على شاكلة نظام القمع السورى الذى يضلل الشعوب حتى تضمن لنفسها البقاء فى كرسى الحكم مثبتاً بذلك أنه نظام فاقد للضمير وغير قادر على ممارسة الإصلاح فى بلاده بعد سنوات كثيرة من القمع والدكتاتورية ضد شعبه المسالم المسلوب حقوقه وحرياته.
إن كذب وخداع الرئيس السورى يظهر عندما خرج علنياً ويخدع نفسه أولاً ويقول بأن أعمال الإصلاح كانت موجودة منذ مدة طويلة، فهذا معناه أنها أكاذيب دكتاتور أعتاد تضليل الرأى العام الذى وصفه فى خطابه بالجراثيم، وكأن من يريد أن يثور ويعترض على حكم دكتاتور سورى أصبح جرثومة تستحق أن يسحقها نظام الأسد الطاغى!!
حاول أسد سوريا تشخيص واقع بلاده وثورة شعبه المعارض لحكمه، لكنه أخطأ التشخيص والدواء، فالقوة والإرهاب ضد شعبه الثائر من الأخطاء التى سيدفع ثمنها وسيرحل شاء أم أبى، وإفلاس النظام السورى يتماثل مع إفلاس نظام تونس ومصر السابقين بل وإفلاس كل نظام عربى يرفض إعطاء الحرية لشعبه وتطبيق الديمقراطية والقيم الإنسانية.
إن كل من لا يدين أعمال العنف والأعتقالات والقتلى المستمرة يومياً فى سوريا، فهو مشارك مخلص لدكتاتور قاتل رغبته الوحيدة البقاء فى السلطة على جثث أبناء سوريا الثوار الذين أستيقظوا مثل شعوب تونس ومصر الشقيقة، ينشدون الحرية ويحاولون التخلص من رجال الحكم الذين باعوا ضمائرهم
الشعوب العربية عاشت لسنوات طويلة ضحية لأنظمة حكم فاسدة تتوارث جرائمها، وها هو الشعب السورى مصمم على إسقاط هذا النظام ولن يمنعهم من الأستمرار فى ثورتهم ما يصيبهم من عنف وقتل وتشريد وتهديدات من أسد النظام الذى أقترب من نهايته لأنه لجأ إلى أستخدام السلاح للحوار مع شعبه، مما يعنى أنه فقد توازنه وبدأ يتخبط فى قراراته وخطاباته .
عندما أنظر فى وسائل الإعلام العربية، يؤسفنى ما أراه من سقوط حقيقى لقيمة كل ضمير عربى لا يدين أنظمة القهر والفساد، الضمير الحقيقى له شرعية تثبت وجوده وأخلاقه ومبادئه التى يتعرف العالم عليه من خلالها، لكن متى ألتزم العرب الصمت شعوباً وحكاماً تجاه مايرتكب من جرائم فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من بلاد العرب البائسة، فإن هذا معناه الوحيد هو سقوط شرعية وجود ضمير عربى يصرخ أصحابه ليل نهار قائلين أنهم أكثر شعوب العالم حباً فى الأديان!!
لابد من التغيير مهما كانت نتائجه، التغيير فى حد ذاته هو ثورة على الوضع القائم المرفوض من الأغلبية، ويأتى بعدها دو المثقفين والتنويريين فى الوقوف إلى جانب قوى الثورة فى بناء حاضر ومستقبل الوطن الذين يحلمون بوجوده وأصبحوا الآن جزءاً من هذا الحاضر الذى يصنع التغيير مع بقية أفراد الشعب.
لقد أنكسر حاجز الخوف وتحطم تمثال كل دكتاتور، وعلى كل مواطن أن يتقدم إلى الأمام ليحقق الأنتصار على قوى الطغيان، ومهما طالت الأيام فالنصر قريب ليحتفل الجميع بالتحرير من أنظمة الدكتاتوريين الذين سجنوا إنسانية البشر والوطن.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعديلات الدستورية والجهل العام
- حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية
- هذا وقت الأمم المتحدة
- ملك ملوك أفريقيا
- الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين
- إنتصار ثورة الشباب المصرية
- ألف مبروك يا مصر
- عبثية الغضب والمعارضة الهزلية
- لماذا يردد الناس أسم مبارك
- إرحل .. إرحل يا مبارك
- رسالة إلى مبارك الرئيس السابق
- عظيمة يا مصر
- موعد رحيل مبارك
- الغضب والثورة المصرية
- قتل النفس حرام وتفجير الآخرين حلال
- أنتحار جماعى وأمراضنا النفسية
- فضائية الحوار المتمدن
- الأمراض النفسية للشعب المصرى
- ألف مبروك يا شعب تونس
- تفجير مصر وكنيسة القديسين بالأسكندرية


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - سقوط الشرعية للضمير العربى