أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاروق عطية - حكايتى مع الحمير















المزيد.....

حكايتى مع الحمير


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3408 - 2011 / 6 / 26 - 23:02
المحور: مقابلات و حوارات
    


الحمار حيوان لطيف وظريف وحمال الأسية, يعمل بإخلاص دون تذمر ويأكل ما يقدم إليه دون اعتراض, تبنٌ كان يأكل, شعير لا بأس, قليل من الفول عظمة على عظمة, برسيم أو أى نبات أخضر منتهى الأمل والغبطة. رغم أن الإنسان بجهله يعتبر الحمار قمة الغباء ويصف أخاه الإنسان إذا كان قليل الفهم بالحمار, ولكن الحقيقة هى أن الحمار حيوان شديد الذكاء والفطنة. فالإنسان رغم إدعائه بأنه أذكى مخلوقات الله قد يتوه عن الطريق لكن الحمار أبدا لا يتوه ويعرف طريقه بدقة. والحمير منها الحمر الأهلية المستأنسة ومنها الحمر البرية. وأصناف الحمير المستأنسة كثير أشهرها:
ـ الحمار الحساوى وهو من سلالة الحمار النوبى الوحشى الذى يتواجد فى البرارى وينتسب للأحساء باليمن.
ـ الحمار الأثيوبى أو الصومالى وهو يستوطن المناطق الساحلية للبحر الأحمر من الصومال حتى خليج عدن ولونه جميل رمادى محمر.
ـ الحمار الأمريكى المنقط, والحمار القبرصى, وحمار الماموث. وحمار البحر الأبيض المتوسط ( الميتوتور ).
ـ حمار البواتو الفرنسى الهدف الوحيد منه انتاج البغال وهو حمار عريض ذو وبر خشن.
الحمر البرية ( ايكوس افريكانوس) وهى الأسلاف الأولى للحمير الأليفة. ومع تهجين أغلبية الحمير قليل منها بقى متواجدا فى الطبيعة, كما انقرض منها أنواع كثيرة أيضا, كحمار البوكون والأوربى البرى. والحمار الوحشى سريع العدو يركض بسهولة على الصخوروفوق الرمال, الحمير الوحشية تعيش فى قطعان يبلغ عددها أحيانا ألف حمار. الحمارالوحشى الأسيوى ( ايكوس هيميونس ) كان ينتشر فى شمال الجزيرة العربية وقد انقرض تماما منذ خمسينات القرن الماضى.
وأنا شخصيا أحب الحمير ولى معها ذكريات جميلة, كما أننى أحب أغنية أحبك يا حمار للمطرب الشعبى سعد الصغير, وإليك رابط الأغنية حتى نستمتع معا بسماعها مع مشاهدة صور طريفة ضاحكة لصديقنا الحمار.
http://www.youtube.com/watch?v=0CljhSpumqQ
من ذكرياتى وأنا فى سن الصبا وكنت طالبا بالمرحة الثانوية (1953) بمدرسة رفاعة الطهطاوى بمدينة طهطا محافظة سوهاج. كان لى صديق وزميل دراسة من جهينة (كانت قرية تابعة لبندر طهطا) وكان والده صاحب محل بقالة, حضر هو والده لبيع بعض المحاصيل فى سوق البندر ولشراء مستلزمات بقالته, حضرا الوالد على جمل محمل بالمحاصيل والزميل على ظهر حمار, وحين قابلنى رجانى أن يترك حماره مربوطا بجوار منزلى حتى يتم التسوق والعودة لاسترداده والعودة لقريته. بعد ذهابه امتطيت الحمار لأتنزه به فى خيلاء. قابلنى زميل آخر وطلب منى أن أعيره الحمار ليأخد به لفة ( كما نتبادل التنزه بالدراجات ) وحين رفضت تلبية طلبه, كان بيده خيزرانة, ما كا منه إلا أن غرزها فى إست الحمار المسكين الذى هاج ورفص وبرطع ودلقنى على الأرض وولى الأدبار, وحين عاد صاحبه أخبرته أن الحمار خلع الوتد وانطلق مسرعا ولم أستطع إمساكه, فتبسم قائلا: ولا يهمك زمانه فى البيت يتمرغ هناك.
ومن ذكرياتى مع الحمير أيضا (1953) دُعيت إلى زيارة زميل بقرية الجبيرات, أحضر لى والده حمارا وقال لى إركب الحمار ولا توجّهه واتركه يسير بحرية وسيذهب بك إلى المنزل. ركبت الحمار وتركت له العنان فسار فى دروب ومسالك بين الحقول واجتاز بعض القرى والمدقات وأنا خائف أن يضل الطريق, وبعد مسيرة ثلاث ساعات وقف الحمار بجوار منزل ونهق نهيقا عاليا, ووجدت صديقى يخرج من المنزل لاستقبالى مرحبا. وقضينا نهاية الأسبوع فى التنزه بين الحقول وفى اليوم التالى عدنا للمدينة.
وذات يوم (1954) كنت فى سوق لشراء بعض الخضروات والفاكهة, استوقفنى موقف درامى عجيب وطريف, قروى يندب حظه ويسوم حماره الضربات مع البكاء وترديد جملة: الحمار المفترى أكل العجل. التفّ الناس حوله يسألونه حقيقة الأمر وربما ظن بعضهم أنه مجنون يلقى الكلام على عواهنه, لكنه أجاب من خلال دموعه قائلا: أتيت مع هذا الحمار النكد وعجل لبيعه لجزار أعرفه, وقبضت ثمن العجل 300 جنيه كل جنيه ينطح جنيه, ولخوفى من اللصوص اشتريت بخمسة قروش أرغفة وبقرشين طعمية فاكهة للعيال, وفتحت رغيفا من الأرغفة ودسست ثروتى فيه ووضعت الخبز والطعمية فى الخرج, وحين وصلت لهذا المكان دخلت هذا الدكان لأشترى علبة دخان وحين عدت وجدت هذا الحمار النكد يأكل فى نهاية رغيف استله من الخرج, وحين فحصت الأرغفة لم أجد الرغيف المحشو بثمن العجل, لقد أكله هذا الحيوان اللئيم, يا خلق هووو الحمار أكل العجل.
وفى عام 1971 أعلن نادى القصة بجاردن سيتى القاهرة عن مسبقة للقصة القصيرة, وحين دلفت إلى النادى تقابلت مع مجموعة من الشباب جاءوا لنفس الغرض, تجاذبنا أطراف الحديث وعرفت أنهم أعضاء بجمعية الحمير المصرية ومربطها فى حلوان أمام محطة المترو, أصغرهم قدم نفسه لى بأنه حديث بالجمعية ورتبته جحش, والآخر أقدم منه نسبيا ورتبته حمار ثانى, والثالث أقدم ورتبته حمار أول والأخير أقدمهم ورتبته حمار, قلت فى نفسى كان على الجحش أن يتأدب فى معية الحمار ولا يتطاول بتقديم نفسه أولا, ويبدو أن الحمار قرأ أفكارى فقال لى: أنت تعلم أن من صفات الحمير إنكار الذات ونحن أعضاء جمعية الحمير المصرية نقتدى بالحمير ونقدم الصغير ونعطيه الأولوية عن الكبير حتى لو كان الحمار الكبير رئيس المربط أو الحمار الأكبر وهو رئس المرابط. وربما توسموا فى صفات حمورية كنت أجهلها ٍوسالونى عن مكان إقامتى فقلت لهم أقيم بمساكن شركة السماد بطلخا دقهلية التى أعمل بها فقال الحمار والله أنت تصلح حمارا بلا شك وليتك تبادر بفتح مربط فى مدينة المنصورة وأنا أعلم أن ليس هناك مربط مع أن الناس هناك كثير منهم يحبون الحمير. فكرت فى الأمر مليا ولكن لمشغوليات العمل ومسئولياته لم أتمكن من التنقيذ.
تأسست جمعية الحمير المصرية كجمعية خيرية برئاسة الممثل زكي طليمات عام 1930 وضمَّت في عضويتها عددًا كبيرًا من الفنانين والصحفيين والكتاب، مثل طه حسين وتوفيق الحكيم وأحمد رجب والسيد بدير ونادية لطفي وغيرهم. وقد رفضت وزارة الشئون الإجتماعية المصرية إشهارها كجمعية خيرية بدعوى أن الأسم غير لائق. ولكن فى السبعينات من القرن الماضى استطاع توفيق الحكيم بما له من شهرة ومكانة أدبية على تذليل إشهارها, واشتهرت الجمعية وذاع سيطها بشكل أكبر في فترة الثمانينات مع تزايد نشاطها الخيري. والجمعية تعطي رتبًا ودرجات لأعضائها حسب فترة عضويتهم،وتتدرج هذه الرتب من الجحش إلى حمار ثانى ثم حمار اأول ثم حمار، وأمين سر الجمعية يلقب بحامل البردعة (السرج) وأمين الصندوق يلقب بماسك اللجام, أما رئيس المربط (الفرع) يسمى الحمار الكبير ورئيس الجمعية يلقب بالحمار الأكبر, وقد حصل على هذا اللقب الأخير كل من المؤسس زكي طليمات ومرسي خفاجي، ووزير الصحة الأسبق محمود محفوظ, والفنانة نادية لطفي الرئيس الحالي للجمعية. وقد تأسست فروع للجمعية فى بعض الدول العربية ومنها جمعية الحمير العراقية الكوردية بكردستان. وفى الرابط أدناه لقاء ممتع مع عضوين أحدهما حمار عراقى والآخر جحش مصرى, وليتنا نفكر فى إنشاء مرابط فى بلاد المهجر, مع تمنياتى أن يكون رئيس الجمهورية الآتى أحد حمير مصر.!
http://www.youtube.com/watch?v=M_nKI7bWRpU



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيّل والعيالُ كثيرُ
- الخمر ولله الأمر
- رئيس جمهورية بعمة وجلابية
- هرج التَلَفيون وحدوتة عبير
- عزاء واجب ورثاء لهيبة الدولة والقانون
- مولد سيدى القمة وصاحبه غايب
- التمهيد وفرش الطريق لدولة الخلافة
- الخيبة القوية فى المسألة الليبية
- نعم لقد تم اختطاف الثورة
- العاقبة وسوء المآب بين الهوجة والانقلاب
- أخشى على الثورة من المتسلقين
- أحلام لما بعد الثورة
- ثورات المصريين ضد الغزاة العرب
- التنحى بالذوق أو بالعرشزوق
- من تونس بدأت شرارة الغضب
- بيت الذل يا شيخنا
- يا دلع دلع والقلب مولع
- كنيسة العمرانية بين الواقع وسوء النية
- الحضارة الفرعونية المجنى عليها
- الديموقراطية هنا وهناك


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاروق عطية - حكايتى مع الحمير