أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد وجدي - ما بين النموذج السويسري والانهيار المصري














المزيد.....

ما بين النموذج السويسري والانهيار المصري


محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ

(Mohamed Wagdy)


الحوار المتمدن-العدد: 3408 - 2011 / 6 / 26 - 20:25
المحور: سيرة ذاتية
    


ما بين النموذج السويسري والانهيار المصري

* عندما دخلت سويسرا في عام 2010 لم أهضم بسهولة الفارق الرهيب بين ما يحدث في دولة تحترم حرية مواطنيها حتى الثمالة ، وبين نموذج مصري حكومي ديكتاتوري يقوم بدور الرقابة القانونية القاتلة على كل فعل وفكر يقوم به ويهمس به أي فرد من أفراد المجتمع المصري .

** فشتان بين دولة تقوم على نظام الاختيار الحر ... فأعضاء البرلمان السويسري يتم اختيارهم بالاقتراع الحر المباشر ، وفي انتخابات تخضع لأقسى وأعلى اختبارات الدقة والنزاهة ، ولم يتطرق الشك أو الطعن مرة واحدة في تزوير أي نتيجة من نتائجها ... لذا فالحكومة التي يتم تشكيلها تكون ممثلة لرأي أغلب الشعب ، ولذلك أيضا ً يرضى عنها كل الشعب - حتى ولو كانت النتيجة غير مرضية للمخالفين .

*** وعندما يتم إقرار قانون من القوانين فإنه قبل إقراره لا بد من أن يمر بعدة خطوات :
1- تقدم عضو ممثل مختار بمشروع القانون .
2- جمع مليون توقيع بالموافقة على القانون ( كمشروع ) .
3- ثم يتم طرح القانون للتصويت العام ... فإذا وافق عليه أكثر من 50 % صار حتما ً - ولا بد - من أن يتم إقرار هذا القانون .. ولهذا فإن المشرع في سويسرا هو الشعب ، وليس الحكومة ، ولذا أيضا ً يمكن القول إن الحكومة والنواب هما أداة لتوصيل إرادة الشعب وتفعيلها .

**** أما على الجانب المصري .. فيمكن القول بجسارة إن النموذج المصري خلال ستين سنة ماضية على الأقل لم يمر بأي انتخابات نزيهة كاملة النزاهة ، وأن القوانين التي مرت ، وتم إقرارها مرت رغما ً عن الغالبية التي لا تعلم عنها شيئا ً إلا وقت صدورها - اللهم إلا شلة من المنتفعين والمصفقين وحملة المباخر وسدنة السلطة .

***** في النموذج السويسري يتجلى جانب اقتصادي رائع قائم بذاته مثير للعجب .. فها دولة لا تملك من مصادر الطاقة شيئا ً أو من المعادن ما يذكر أو غيرها من الثروات الطبيعية ، إلا ما حباها الله به من الخضرة الدائمة المزهرة ، ومصادر المياه غير المنقطعة ، ومع ذلك فهي من أعظم دول العالم اقتصادا ً ، رغم أنها لا تملك - على سبيل المثال - ما تملكه مصر من بترول وغاز طبيعي وفوسفات ومنجنيز وغيرها ، حتى الموقع فسويسرا محاطة من كل حدودها بالدول على خلاف مصر التي تتمتع بإطلالة على البحرين الأبيض والأحمر وتتصل بآسيا عن طريق شبه جزيرة سيناء ، في حين أن سويسرا ليس لها إطلالة على أي بحار ... مما يمنح مصر مصدرا ً للدخل عن طريق قناة السويس والبحرين ، ولكن سويسرا لا تتمتع بتلك الميزة ، ورغم ذلك :

صارت سويسرا من أعظم دول العالم في منتجات الألبان والشيكولاتة مستخدمة الكاكاو الذي تستخرجه من أفريقيا .

ثم حدث ولا حرج عن مصر التي عرفت الطب من قديم الزمان ، وتستورد كثيرا ً من أدويتها .. أما سويسرا الناهضة فلديها من الشركات العالمية مثل نوفارتس ، والتي تفوق ميزانيتها وحدها ميزانية دولة صغيرة .

وفي جانب آخر ... فمصر عرفت تنظيم الجيوش منذ قديم الزمان يندى جبين المرء حينما يذكر حجم صناعة الأسلحة فيها ... أما سويسرا تلك الدولة التي لا تصل مساحتها لنصف عشر مساحة مصر فصناعة الأسلحة الخفيفة فيها تدر عليها سنويا ً ملايين الدولارات .

ورغم الحرية الضاربة بجذورها في ربوع سويسرا فإن للقانون احترامه وقدسيته الذي يحفظ الوجه المشرق لسويسرا ... في حين أن المحسوبية والرشوة في مصر تكسر القانون مهما كانت حدته فلا يكاد يطبق إلا على من يقدر أن يدفع .
وكمثال بسيط : فأنت إذا قمت َ بمخالفة من أي نوع فإنك تجد تلك المخالفة تطاردك حتى تدفعها ... فإذا تقدمت َ لوظيفة دون سدادها فإنها تظهر لك ، وإذا حاولت َ شراء منزل أو إيجاره أو الحصول على قرض تجدها أمامك في صورة مركزية صارمة ، ولكنها غير مقيدة بل منظمة وجاعلة للقانون هيبته واحترامه في نفوس كل السويسريين حتى صار العمل بنص القانون طبيعة وسلوكا ً غير مفتعل .

إن مصر أغنى من سويسرا بمصادرها الطبيعية وأجمل منها ، ولكن التنظيم والقانون والحرية من أسباب تقدم سويسرا وغيابهم عن مصر سر تخلفها .

إن سر جمال سويسرا الدائم يكمن في قوة القانون الذي يتعامل بصرامة مع المخالفين ويتم تطبيقه على الجميع ، إلى جانب التربية والتنشئة لكل فرد من أفراد المجتمع منذ الصغر على هذا الأمر جعل من كل سويسري شرطيا ً مسئولا ً عن مدنيته ومحافظته وبلده كلها فيسرع بالتبليغ عن أي مخالفة للقانون أو انتهاك للحرية ... أما في مصر فإنه نتيجة لغياب كل تلك الأمور فقد صارت الفوضى سلوكا ً أساسيا ً ، والنظافة شيئا ُ نادرا ً .

إن مصلحة مصر في إعادة اكتشاف مواردها ، واستخدام طاقاتها البشرية الضخمة كعنصر فعال منتج والخروج من النطاق الضيق الذي حدد مساحة مصر المعمرة ب 6 % من مساحتها ، والأفكار أكثر من أن تحصى ، والباحثون يطرحون كل يوم عشرات الرؤى ، ولكن !!! من يتبنى فكرة نهوض مصر ويقتل هذا الشبح الأسود الذي يريد لمصر أن تبقى في التخلف باقي الدهر ؟؟؟؟؟؟



#محمد_وجدي (هاشتاغ)       Mohamed_Wagdy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب : مشكلة الحديث عند المسلمين ( الأجزاء الخمسة مجمعة معا ...
- نوح يترك السفينة
- لم أعد طفلا ً
- آيات شعرية
- ملاكي يرنم - شعر
- فتح العزيز المنان بتبيان أن الأكراد - والعياذ بالله - من الج ...
- مقطوعتان - شعر
- ارحلوا عنها آمنين
- لحظة ميلاد - شعر عامية
- فقط أردت أن أقول هديل - قصة قصيرة
- مدائن
- إلى ظالمة - شعر
- كلام ٌ في العشق - شعر
- البكاء بين يدي نجيب سرور
- بكائية جديدة على أطلال العرب - شعر
- رسالتان إلى صنم ٍ مكفور ٍ به
- التوحيد في جزيرة العرب قبل الإسلام
- الحج في جزيرة العرب قبل الإسلام
- الصيام في جزيرة العرب قبل الإسلام
- مشكلة الحديث عند المسلمين - 5- صفات الله في الأحاديث


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد وجدي - ما بين النموذج السويسري والانهيار المصري