أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الأرض والفلاح.. فى انتظار الثورة!














المزيد.....

الأرض والفلاح.. فى انتظار الثورة!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلنا مرارا وتكرارا، ولن نكف عن القول، إن »الثورة« ليست مجرد شعارات وهتافات في ميدان ـ أو ميادين ـ التحرير.. وإنما هي »تغيير« حقيقي في كل مجالات الحياة، في السياسة والاقتصاد، في الثقافة والتعليم، وفي نسق القيم السائدة.
ولهذا فإننا لا نستطيع التحدث عن ثورة مكتملة في مصر إذا لم يصل تأثيرها ـ مثلاً ـ إلي الفلاح المصري في القري والنجوع النائية.
وقد كانت الزراعة بمثابة »الترمومتر«، لطبيعة النظام الحاكم.. فقد بدأت الإذاعة في مصر منذ فجر التاريخ.. وبصمات أجدادنا الفراعنة علي الزراعة مازالت موجودة. وعندما يأتي ذكر البطالمة فإن ذلك يقترن عادة بإبداعهم في ضبط النهر واختراع الطنبور والساقية. كما أن سيرة محمد علي مؤسس مصر الحديثة تقترن بإنشاء القناطر والسدود وزراعة القطن. كما تقترن سيرة جمال عبدالناصر بالإصلاح الزراعي.
أما الرئيس المخلوع حسني مبارك فيقترن اسمه بتآكل الرقعة الزراعية، وتراجع الأهمية النسبية للزراعة، حتي إن فلاحين كثيرين هجروا قراهم كما أن مكاتب تنسيق الالتحاق بالجامعات باتت تتسول طلابا لكليات الزراعة، فماذا عساهم أن يفعلوا بالمهندسين الزراعيين الجدد في قطاع منبوذ ومهمل ومهان رغم أهميته الاستراتيجية؟!
وثورة 25 يناير تعني ـ ضمن ما تعني ـ إعادة الاعتبار إلي الأرض والفلاح، وهناك بوادر مشجعة علي ذلك من بينها الجهد الكبير الذي تم بذله في اصدار مشروع رؤية مستقبلية لمصر بعد اربعين عاما، عكف عليها الدكتور فتحي البرادعي وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية بالتنسيق مع مختلف الوزارات.
والدكتور البرادعي لم يبدأ من الصفر لأن المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق ـ متعه الله بالصحة والعافية ـ كان قد وضع حجر الأساس لهذه الرؤية المستقبلية أثناء وجوده في الوزارة مستعينا بأكبر المكاتب الاستشارية العالمية من تخصصات مختلفة. وترك هذه الدراسات المهمة بعد خروجه من الوزارة. لكنها ظلت مركونة في الأدراج إلي أن جاء الدكتور البرادعي ونفض عنها التراب وغبار الإهمال. وعلي أي حال فإن هذا موضوع يستحق معالجة تفصيلية في مقال لاحق، لكن ما يهمنا منه في هذا المقام هو الامكانيات الهائلة للتنمية الزراعية في مصر علي عكس ما يشاع ويتم الترويج له!
وهو استنتاج تدعمه دراسات علمية كثيرة أخري، اشير فيها إلي دراسات الأستاذ الدكتور زكريا عبدالرحمن الحداد أستاذ الهندسة الزراعية وتحليل النظم، الذي أفني أحلي سنوات العمر في الدعوة العلمية إلي »تحديث الزراعة في مصر مستندا إلي خطة كاملة استغرقت من الوقت ما يزيد علي 25 عاما وتكلفت في إعدادها ما يربو علي المليار دولار وتم خلالها تنفيذ مجموعة من الأبحاث الزراعية والتطبيقات الحقلية في مساحات تعدت آلاف الأفدنة. أي أن الخطة ليست مجرد »كلام«. وهذه الخطة المقترحة التي تعتمد علي نتائج العديد من المشروعات »الميدانية« يمكن في حالة تطبيقها وصول إنتاج مصر من الحبوب إلي 32 مليون طن سنويا أي مضاعفة الإنتاج الحالي، وتأصيل صناعة الجرارات والآلات الزراعية في مصر، وتوفير 5.5 مليار متر مكعب من المياه بصورة مباشرة نتيجة لإعادة التركيب المحصولي وتشغيل ما لا يقل عن 3 ملايين خريج.
والحديث بالتفصيل ـ غير الممل ـ موجود بين دفتي مجلدات من الأبحاث تنادي: من يستفيد مني؟!
> > >
لكن المؤسف أنه بدلا من الاستعانة بهذه الدراسات تم احتقار العلم والبحث العلمي. لكن إذا كان مفهوما سبب ذلك الاحتقار في ظل نظام حكم كان بمثابة تحالف للفساد والاستبداد، فإنه من غير المفهوم ـ ومن غير المقبول ـ استمرار نفس المنهج التخريبي بعد ثورة 25 يناير.
وهذا ما حدث مع أحد المخصبات الطبيعية الحيوية التي تم تسجيلها كأول مركب طبيعي حيوي عام ،1985 وتم إعادة تسجيله عام 1992 كمحسن ومخصب طبيعي للنبات والتربة، ومن ثم يتم تمديد تسجيله كل خمسة أعوام. وكانت الهيئة العامة للإصلاح الزراعي أول من قامت بتنفيذ تجربة بمصر لمعرفة تأثير المعاملة بهذا المركب علي محصول القمح وأشادت بنتائجه. كما أكدت تقارير قسم بحوث القمح في معهد بحوث المحاصيل الحقلية. فعاليته في زيادة إنتاج الفدان للأقماح العادية ما بين إردب و3 أرادب، أما في أصناف القمح طويل السنبلة فقد تراوحت الزيادة بين 63% و96%.
وتوجد تقارير كثيرة من هيئات حكومية مصرية تؤكد هذه النتائج الايجابية في مختلف المحاصيل. لكن مافيا استيراد الأسمدة الكيماوية، وكثير منها محظور استخدامه في بلد المنشأ وتؤكد الدراسات احتواءه علي مواد مسرطنة، استطاعت أن تحول دون انتشار مثل هذه المركبات الطبيعية.
وحدث لصحة المصريين وللزراعة المصرية ما حدث وما نعرفه جميعا ونكتوي بناره.
وبعد ثورة 25 يناير حمل هذا الملف الخطير مواطن مصري غيور علي بلده وشعبه هو الاستاذ طاهر عزالدين، وطرق باب وزير الزراعة.
والمقصود هنا وزير زراعة الثورة ونجل الأديب الكبير محمد فريد أبوحديد الذي قرأ الملف بعناية وأبدي دهشته من جبروت مافيا استيراد القمح ـ الذين لا يريدون لمصر الاكتفاء الذاتي بأي شكل من الأشكال ومافيا استيراد »الكيماوي« وأعطي تأشيرة تنفيذية تقضي بأن يقوم بنك التنمية والائتمان الزراعي بتبني هذا النوع من المركبات الطبيعية وأن يتم توزيعه علي الفلاحين عن طريق البنك بمعاونة إدارة الارشاد الزراعي. وتم تعميم هذه التأشيرة علي كل اجهزة وزارة الزراعة منذ أكثر من شهرين.
لكن تأشيرة الوزير كأن لم تكن، حيث لم يحترمها أحد.. وظل الحال علي ما هو عليه.. بعد الثورة كما كان قبل الثورة.
فهل هذا معقول؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مائة يوم ... -شرف-
- اللواء المهدى يخوض معركة الاعلام .. ب -رجل حمار-
- سابق و مخلوع بالثُلث
- مرحباً بكم... فى القرن الثامن عشر!
- ومازالت العدالة مرفوعة من الخدمة!
- الصحفيون قُطَّاع طرق!
- جامعة النيل.. لصاحبها أحمد زويل!
- إبن شربين -الطاهر-.. الشهير ب -محفوظ الأنصارى-
- العلمانية .. كثير من الملل قليل من العمل
- هل يأكل المصريون بعضهم بعضا؟
- رسالة من »الملدوغ« السوداني إلي »المخدوع« المصري (2-2)
- الوطن فى خطر .. يا ناس!
- قادة الجماعة الإسلامية في روزاليوسف : النحت حلال وروايات نجي ...
- إمبابة .. بدلاً من إريتريا
- الوجه الثاني لكارثة أبوقرقاص؟
- رسالة من »الملدوغ« السوداني إلي »المخدوعين« المصريين!
- مصر بعد مائة يوم .. ثورة
- أجهزة تكييف ل -فندق طرة- .. عجبى!
- أسيوط: قصة مدينتين
- أعراض قناوية


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الأرض والفلاح.. فى انتظار الثورة!