أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - الإمام العباس و أمين الصندوق صالح إبراهيم















المزيد.....



الإمام العباس و أمين الصندوق صالح إبراهيم


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


في تمام الساعة الواحدة و النصف من بعد ظهر يوم الأربعاء – و هو موعد غلق أبواب المصرف للتوقف عن استقبال الزبائن و تطبيق حركات اليوم – سمع أبو مازن ، مدير فرع المصرف التجاري الحكومي الرئيس في العاصمة ، لغطاً و ضجة كلامية غير معهودة في قاعة المراجعين ، فاستدعى معاونه مراقب القاعة "أبو مشرق" ، و أستفهم منه عن مصدر كل تلك الأصوات العالية في القاعة ، فرد عليه :
- أستاذ ، هذا مدير حسابات مدينة الطب الجديد ، و محاسبه ، و معهم أمين صندوق دائرتهم ؛ جاءوا مسرعين معاً على أمين الصندوق أبي إبراهيم ، و راحوا يتجادلون معه ، مدعين وجود نقص قدره خمسة ملايين دينار في صرفه مبلغ صك رواتب منتسبيهم البارحة .
- البارحة ؟
- أي أستاذ ، البارحة .
- و هل هؤلاء المحاسبين في مدينة الطب هم من أصحاب أهل الكهف ؟ أين كانوا من البارحة حتى نهاية الدوام لهذا اليوم ؟ و لماذا لم يتأكدوا من عدّ المبلغ حال صرفه لهم ، حسب الأصول ؟
- أستاذ ، أنا قلت لهم نفس كلامكم هذا ، و لكنهم مصرون بقوة بأنهم قد استلموا مبلغ الصك ناقصاً ! يقولون أنهم دققوا كل الإحتمالات في سبب حصول النقص لديهم دون جدوى ، و لم يبق غير إحتمال وجود نقص في إستلامهم مبلغ الصك إبتداءً .
- أي كلام فارغ هذا ؟ و ما معنى هذا الإصرار ، ها ؟ كيف يعقل أن أمين الصندوق يدفع لهم مبلغ صك رواتب منتسبيهم ناقصاً على الأقل خمس رزم من شدات النقد و هم لا يكتشفون ذلك ؟ كم كان مبلغ الصك ؟
- مائة و ست وثلاثون مليوناً و كسور ... يقولون أن هناك إحتمال في أن يكون أمين الصندوق قد إحتسب رزم فئة الخمسة آلاف على أساس أنها من فئة العشرة آلاف سهواً ، و أنهم لم يتأكدوا في حينه من صحة العد بسبب ثقتهم العمياء بأبي إبراهيم !
- و كيف يعقل حصول مثل هذا الاشتباه عندهم ، و هم ثلاثة موظفين حسابات قدماء ، ها ؟ طيب ، هل تم تطبيق أرصدة حسابات موازنتنا اليومية البارحة ؟
- نعم ، أستاذ .
- و لماذا لم يجلبها المحاسب إلي للتوقيع لحد الآن ؟
- هي في محفظة بريدكم ، أستاذ ؛ جاهزة للتوقيع منذ ساعتين .
- طيب ! و هل توجد زيادة في جرد رصيد حساب صندوقنا العام البارحة ؟
- كلا ، أستاذ . النقد مطابق ، بلا أية زيادة و لا نقصان !
- لا حول ولا قوة إلا بالله . إستدعهم هنا حالاً ، و اطلب من أبي إبراهيم قفل صندوقه ، و ليتفضل هنا أيضاً !
- تؤمر ، أستاذ .
بعد خروج أبي مشرق ، يدخل محاسب الفرع جالباً الموازنة اليومية . يضع المحفظة أمام المدير و يخرج . يدقق المدير فقرات الموازنة بإمعان ، ثم يوقعها . بعدها ، ينتاب أبو مازن الشعور بالحزن و المرارة . كان ذلك هو الشهر الأخير في دوام رئيس أمناء الصندوق السيد صالح إبراهيم في الخدمة المصرفية ، و ذلك لبلوغه سن التقاعد (63) سنة في (1/7) ، و هو تاريخ ميلاد كل العراقيين من الذكور بفضل قانون التجنيد الإجباري . و لم يبق من عائلته في داره الفارهة في الحارثية غيره هو و زوجته العجوز أم صالح و كلبهما جمسي . هاجر ولداه و بنتاه ، كلٌ إلى بلد : السويد ، الدنمارك ، نيوزيلندا ، هولندا. كان يعرفه حق المعرفة : أمين صندوق أنيق ، نزيه ، و دقيق ؛ أمضى واحداً و أربعين عاماً في الخدمة بشرف ، و إضبارته الشخصية تشهد بذلك : عشرات كتب الشكر و التقدير و التكريم ، و بدون حتى و لا عقوبة إدارية صغيرة واحدة ، و ذلك أمر نادر بالنسبة لأمناء الصندوق الذين أصبحوا بيت الداء في المصرف . مسكين ، أبو صالح : كيف يحصل له مثل هذا الإشكال ، و في هذا الوقت الحرج بالذات : قبل أقل من أسبوع على انفكاكه من المصرف ؟ نقص خمسة ملايين دينار دفعة واحدة ؟ ذلك مبلغ جسيم ، يكفي لشراء غرصة سكنية ممتازة ، أو أغلى سيارة متوفرة في كل أسواق العراق : تويوتا سوبر كراون . ربما يكون ضعف نظره هو السبب ؟ كلا ، كلا ، مستحيل . صحيح أن قوة نظره قد ضعفت كثيراً في الآونة الأخيرة ، فاضطر إلى استبدال نظاراته القديمة بنظارات جديدة ذات عدسات بسمك كعب كأس الماء الجيكي المضلع ، و لكنه موظف ضابط لشغله . و من منا - نحن موظفي المصارف القدماء - بقي بكامل قواه الجسمية و العقلية جراء العمل اليومي المجهد ، و التدقيق و إعادة التدقيق لآلاف الأرقام في الكشوفات و الجداول المحاسبية اليومية كل يوم ، ناهيك عن الموازنات و الإحصاءات نصف الشهرية و الشهرية و الفصلية و نصف السنوية و السنوية ؟ تبسَّم بمرارة و هو يتخيل أبا إبراهيم المتقاعد يدخل المصرف الذي أمضى ثلثي عمره في خدمته بشرف ، و له مساهمة أو ذكرى في كل زاوية فيه ، فينتظر واقفاً في الطابور مثل غريب الدار ساعات طوال مع غيره من المتقاعدين ليتسلم راتبه التقاعدي الشهري الذي لن يكفيه لشراء زوج نعل واحد من اللدائن ! لقد هزُلت هيبة المصارف التجارية بعد أن حولتها الحروب من مؤسسات تخدم الإقتصاد الوطني إلى مجرد مراكز لتوزيع الرواتب الشهرية لمئات الألوف من الموظفين العسكريين و المدنيين و المتقاعدين من عوائل الشهداء و المعوقين من كل نوع : قتلى و معوقي القصف المعادي ، قتلى و معوقي الحروب في كردستان ، قتلى و معوقي الحرب مع إيران ، قتلى و معوقي حرب الكويت ، قتلى الغضب الرئاسي ، قتلى الغضب الرباني من كل نوع ، قتلى و معوقي انتفاضة آذار .. و كل الصكوك الدسمة يصرفها أبو إبراهيم : يدفع رزم النقود بشداتها المهندمة صورة فوق صورة للزبون ؛ و عندما يحاول الزبون عدّها أمامه وسط زحمة المراجعين حسب الأصول ، يبادره بالقول : " إذهب حيثما أنت ذاهب ، و عدّها على مهلك هناك ، و أنا الكفيل بالتعويض عن كل نقص ، الدينار بدينارين !" و لم يستطع أي زبون اكتشاف أي نقص لديه و لا زيادة طيلة أحدى و أربعين سنة طويلة .
و لكن هل يجوز .. ؟ لا , لا ، أستغفر الله ! مستحيل أن يكون أبو إبراهيم قد خطط لضرب ضربته الكبرى في الشهر الأخير من خدمته . كلا ، هذا أمر غير معقول ، لا يقدم عليه إنسان شريف حريص على صفحته البيضاء مثله ، فيضيِّع سمعته الممتازة هباءً من أجل قبضة من الدنانير المطبوعة بورق الإستنساخ العادي في مطبعة عدي . استغفر الله . و لكن كيـ..
تقرع الباب ، ثم يدخل ثلاثة رجال – الواحد خلف الآخر – غرفة المدير ، و يبادر أولهم بالسلام :
- السلام عليكم ، أستاذ أبو مازن !
- وَيْ عليكم السلام و رحمة الله و بركاته . من أرى ؟ أكاد لا أصدق عيني : حسون عبود صاحب ؟ الخريج الأول على دفعتي في كلية التجارة ؟
- بدمه و لحمه !
ينتصب مدير المصرف ، و يتوجه نحو صديقه القديم ، فيتعانق معه ، و يتبادلان القبل . يعود خلف مكتبه و قد اشرق وجهه ، وهو يقول :
- و الله مشتاق ، أي ريح عطرة جاءت بك إلي اليوم ؟ تفضل إستريح !
- أقدم لك السيد كريم ، محاسب مدينة الطب !
- أهلا و سهلا ، الأستاذ أبو محمود صديق عزيز أيضاً ! أهلاً و سهلاً .
- و الأخ سليم عزيز ، أمين صندوق قسم الحسابات .
- أهلا و سهلاً ، الأخ سليم أيضاً معرفة قديمة ، تفضلوا إستريحوا ، لطفاً .
يجلس الضيوف أولا ، فيغط أبو مازن في كرسييه ، و يضغط على زر الجرس ، فيدخل موظف الخدمة كاظم حالاً.
- نعم أستاذ .
- شاي للضيوف ، لطفاً .
- تؤمر أستاذ !
- و أطلب من المعاون التفضل هنا رجاء ، و كذلك أبا إبراهيم !
- تؤمر أستاذ !
- إي ، أخي العزيز ، كم سنة مضت على آخر لقاء لنا ؟ منذ حفلة تخرج دفعتنا ، أليس كذلك ؟
- نعم ، و كنت أنت الثاني على الدفعة !
- و كيف إستطعت التفوق علي في السنة الأخيرة و أنا الناجح الأول على الدفعة طيلة السنوات الثلاث الأولى ؟ ها ؟
- غششت في إمتحان درس المحاسبة الإدارية ! هاهاهاها !
- هاهاهاهاها ! عمر الشقي باق ! أرى إنك لم تتغير كثيراً ، باستثناء القليل من الشيب ، فأنت ما تزال كما كنت قلباً و قالباً !
- و أنت ، أراك قد تغيرت كثيراً !
- تقصد النظارات و الصلعة ؟
- هذا هو المكشوف ، و يبدو أن ما خفي كان أعظم ! هاهاهاها !
- هاهاهاها . رحمة الله على و الديك ! أضحكتني و أنا متعكِّر المزاج ! متى باشرتم في مدينة الطب ؟
- قبل أسبوع فقط ! كنت مديراً لحسابات ديوان الوزارة ، و نقلت لموقعي الحالي بأمر وزاري !
- أخشى أن ما خفي كان أعظم !
- هاهاهاه !
- هاهاها !
- و بالمناسبة : لدي دواء سحري المفعول للصلع . مجرب ، و أكيد المفعول !
- و ما هو ؟
- ثلاث لترات من لبن العصفور ، تشربها بالرضّاعه ثلاث مرات قبل الأكل يومياً ! هاهاهاها !
- هاهاها ، لا يا خبيث ! شرفتني اليوم ، يا أبـو - لم تقل لي كم ولداً خلفت ، بالخير ؟
- ست بنات ، بالتمام و الكمال !
- إذن فما زلت مثلما كنت من قبل : أبو البنات ! هاهاها !
- هاهاها !
- و ما أسم كبراهن ؟
- أميرة ، ستتخرج هذه السنة في كلية الطب !
- عاشت الأسامي ! الحمد لله ! لا بد أنها أذكى و أجمل منك بكثير !
- أسكت و لا تكشف المستور ! لا أعرف من أين هذه الملعونة أتت بكل هذا الذكاء و الجمال ! هاهاها !
- و الله يا زمن . لقد أفرحتني بتشريفي بزيارتك اليوم ، أبو أميرة العزيز !
- و إنا مشتاق جداً . لقد ذهبت للأسف أيام زمان بحلوها و خلوها . و أنت : كم ولد لديك ؟
- اثنان فحسب : مازن ، و منى !
- و لماذا توقف معملكم عن الإنتاج عند هذا الحد ؟ ههاهاهاها !
- هاهاه ! ألا يكفي اثنان ؟
- بل يكفي و نص ، الحمد لله .
- الحمد لله .
يدخل كاظم بالشاي ، و خلفه المعاون أبو مشرق بقامته المتطامنة ، و كرشه المنبلج من قميصه البيجي المنسدل فوق حزام بنطلونه الخاكي ، و حذائه الأحمر الفاقع العريض غير المصبوغ و الذي لم يستبدله على الأقل خلال السنين الخمس التي أمضاها أبو مازن مديرا للمصرف . و تساءل أبو مازن : عجيب أمر هذا الرجل : فهو لا يأكل في المصرف ، و لا يشرب الشاي ، و لا الماء ، و لا يدخن ، و لا يغير ملابسه ، و يترك سيارته مكفنة في داره ليأتي ماشيا للدوام . طيب ، لمن يكتنز المال ، و ليس له خلف ؟ و المفارقة هي أنه يكنى بأبي مشرق ، مع أنه ما من شيء مشرق فيه غير دس أنفه في كل صغيرة و كبيرة في المصرف ! ثم انتقل بعينيه إلى أبي إبراهيم بقامته الفارعة الرشيقة و أناقته المعهودة : بذلته النيلية ، و قميصه الأبيض ، و رباطه الأحمر ، و شعر رأسه الأبيض الكثيف المفروق من الوسط ، و نظاراته الذهبية السميكة ، و شاربه الحليق ، و حذائه الأسود الجديد . كل شيء فيه يبدو لامعاً و جديداً و كأن السيلوفان قد أنتزع منه لتوه . لله دره من صيرفي كامل الأوصاف !
- تفضلا بالجلوس !
بعد الجلوس ، يبدأ أبو أميرة بالكلام .
- أستاذ أبو مازن ، ما كنت أحلم أنني سألاقيكم بعد ربع قرن من الفراق ، أخي العزيز ، في ظرف غير مناسب و كريه كهذا ، و أنني لآسف أشد الأسف على هذا الموقف ، و هو يحز في نفسي كثيراً . و مثلما أعلمتكم الآن ، فأنني مدير حسابات جديد على عمل الدائرة ، أي : مجرد عصفور لحيمي لا يقوى على الطيران ! هاها !
- هاها ! عصفور ، نعم ؛ و لكنه على الأقل يجيد التغريد ؛ هذا في أوقات الظهيرة ، فكيف في الصباح ؟
- و منكم نستفيد ، أخي الكريم . أقول : أنني لا عهد لي بتقاليد التعامل الخاصة بمؤسستي مع مصرفكم الموقر . كما إنني لست مقتنعاً بطريقة ضبط حسابات مدفوعات و مقبوضات الصندوق المتبعة سابقاً في مؤسستنا ، و قد غيَّرتُ ألآلية اليوم . في حين أن الأخوان لديهم ثقة كبيرة بمصرفكم من خلال تجربتهم الطويلة في تعاملكم الممتاز معهم . شخصياً ، أنا مستعد أن أثق بكم - أخي العزيز أبو مازن - لحد تسليمكم مفاتيح قاصة سنوات عمري ، أنا و بناتي الستة ، و كل عشيرتي برجالها و نسائها !
- تسلم ، أخي العزيز !
- و أنت السالم ، أخي الكريم . الموضوع غريب ، و أنا مستحي من نفسي ! و يشهد الله أنني ما كنت قد خطوت برجلي إليكم اليوم لو لم يكن الوضع لدينا بدرجة الحراجة التي هو عليها ، و التي تتطلب الحسم السريع . و لذلك ، أرجو منكم أخي العزيز أن تعتبروني في صفكم و ليس في صف دائرتي ، وأن لا تتصوروا إنني آت إليكم للشكوى ضد أخي العزيز أمين الصندوق الأستاذ أبو إبراهيم الورد الذي – و الشهادة لله – يقر كل موظفي قسمنا بنزاهته و ضبطه للعمل . أكتفي بهذا القدر ، و أترك الكلام لأمين صندوقنا السيد سليم عزيز .
- أخواني الأعزاء ، أنا دخيل عندكم ! ومستقبلي و مستقبل أولادي الأحد عشر أصبح الآن مرهوناً برقبتكم ! و إنا لله و إنا إليه راجعون ! جناب المدير ، أستلمت مبلغ الصك ، أنا و السيد المحاسب هذا أمامكم دون أن أعد المبلغ المستلم و ذلك لأنني أعرف أن الأستاذ أبو إبراهيم ينزعج من العد أمامه . أخذت المبلغ من صندوقه ، و هو يشهد على ذلك ، و وضعته بدون عَدٍّ في الكيس مباشرة ، صحيح أم لا ، أبو إبراهيم !
- صحيح !
- طيب ، لقد أمضيت ثماني عشرة سنة أستلم مبلغ صك رواتب المنتسبين شهرياً من أبي إبراهيم بدون عدٍّ ، و أشهد الله أنه لم يحصل عنده نقص بمقدار فلس واحد . هذا الرجل موظف شريف ، و مضبوط ، و أنا الشهيد قبل غيري على ذلك . البارحة ، إستلمت المبلغ منه ، فوضعته في الكيس حالاً و بدون عدٍّ ، و أغلقت فتحته بالحبل أمامه ، و نقلته بيدي أنا و المحاسب إلى السيارة . في السيارة ، أبقيت الكيس بيني و بين المحاسب هذا أمامكم ، و حملناه من السيارة مباشرة للقاصة الحصينة ، و أقفلت علية بالمفتاح دون فتحه . هل هذا الكلام صحيح ، أبو محمود ، أم لا ؟
- صحيح !
- صباح اليوم ، أخرجنا الكيس أنا و المحاسب و كان ما يزال مشدوداً ، و فتحته بنفسي أمام الأستاذ مدير القسم و المحاسب ، صحيح أبو محمود ، أم أنا كاذب ، لا سمح الله ؟
- صحيح ، اليوم فتحنا الكيس و بحضور مديرنا الأستاذ أبو أميرة !
- صحيح !
- و هل جردتم المبلغ الموجود في الكيس عند فتحه ، أستاذ أبو أميرة ؟
- لا ، مع الأسف ! و هذا إجراء غير صحيح ! و لقد أصدرت اليوم التعليمات بالقيام بالجرد اليومي لموجودات الصندوق أول الدوام و بعد نهاية الدوام يومياً ، و عممته على كل أمناء الصندوق ! واليكم نسخة من نص التعليمات الجديدة الصادرة من القسم اليوم بتوقيعي !
يستلم أبو مازن الورقة ، و يقرأها بتمعن ، و بعد الإنتهاء منها ، يقول :
- نعم ، هذا هو الإجراء الصحيح ، و لا أعرف لماذا لم يكن مطبقاً عندكم من قبل ؛ إنه ألف باء الحيازة النقدية !
يرد المحاسب أبو محمود بالقول :
- كلامكم صحيح ، أستاذ أبو مازن ، و لكن طريقة مسك السجلات المحاسبية لدينا لا تتضمن حساباً واحداً أسمه النقد في الصندوق . لدينا عدة حيازات نقدية : واحدة متخصصة للمدفوعات ، و الثانية للمقبوضات ، و هناك أمناء الصندوق في المستوصفات و المختبرات العديدة و المراكز الصحية الصغيرة التابعة لنا !
- و كيف تستطيعون التطبيق اليومي لموجودات الصندوق العام لديكم ؟
- نطبق موجودات كل صندوق على حدة مع السجلات و القوائم الخاصة به يومياً !
- و كيف تعدون الوضع المالي اليومي للمؤسسة ككل ، أعني ميزان المراجعة اليومي ، أبو أميرة ؟
- لقد وضعت إصبعك على الجرح : الجماعة ربعي معتادون على إعداد الوضع المالي مرة واحدة بالشهر ، و قد أصدرت منذ أول يوم مباشرتي تعليمات جديدة بمسكه يوميا إعتبارأ من أول الشهر المقبل !
- واضح أنه لا يفوتكم شيء من أصول المحاسبة .
- و الفضل يعود لأساتذتنا في الجامعة الذين حرصوا على تلقيننا أصول المحاسبة بكل جد و إخلاص !
- يرحمهم الله !
- طيب . اليوم بدأنا بصرف رواتب منتسبي المؤسسة بموجب القوائم حسب الأصول و ذلك من طرف لجنة ثلاثية تتألف من المحاسب و معاونه – المجاز اليوم – و أنا . أي أن كل مبلغ مدفوع يتم عدّه من طرف ثلاثة أشخاص و ليس شخصاً واحداً قبل التسليم . و بعد إتمام الدفع لكل المنتسبين ، و إجراء الجرد , فقد ظهر لدينا نقص بمبلغ خمسة ملايين دينار بالتمام و الكمال . طيب ، أنتم تعلمون ، أستاذي الفاضل ، أن الراتب الشهري لأقدم طبيب اختصاص لدينا لا يزيد على الخمسة آلاف دينار ، في حين أن متوسط رواتب بقية الموظفين يتراوح بين الألفين و الثلاثة آلاف دينار . و بالتالي فمن غير المعقول أن تكون اللجنة قد توهمت بدفع مبلغ خمسة ملايين دينار لموظف ما بدلاً من خمسة آلاف دينار !
- صحيح ! خمسة ملايين دينار مبلغ جسيم !
- و عليه فأن الإحتمال الوحيد المعقول أن يكون النقص المذكور حاصل في استلامنا لمبلغ الصك إبتداءً . أرجوكم سيدي العزيز ، أرجوكم أن تتأكدوا من سجلاتكم . إن مستقبلي على كف عفريت ، و أنا دخيل بشواربكم ! كيف يمكن لخمسة ملايين دينار أن تختفي هكذا ، كما لو أن الأرض قد انشقت لتبتلعتها ؟
- أستاذ أبو مشرق ، إجلب لي المستندات اليومية ليوم البارحة ، رجاء !
- تؤمر أستاذ .
بعد خروج المعاون ، يسأل المدير أبو إبراهيم :
- أستاذ أبو إبراهيم ، هل توجد زيادة في حساب صندوق البارحة لديكم ؟
- لا ، خير .
- و هل تقومون بتظهير صكوك الرواتب التي تدفعونها بالفئات النقدية المدفوعة من طرفكم لكل مستلم ؟
- نعم ، أولاً بأول !
- أعني أننا إذا دققنا الصك أمام الأخوة و أمامكم الآن ، فهل سنجد على ظهره تفاصيل كل الفئات النقدية المدفوعة من طرفكم لأمين صندوق مؤسسة مدينة الطب ؟
- بالتأكيد !
- عظيم ! لا يصح إلا الصحيح !
يدخل أبو مشرق و هو يحمل أضبارة ضخمة و مهندمة من المستندات المشدودة بالقيطان و المختومة بالشريط اللاصق و الموقعة ، و يضعها أمام أبو مازن . يقوم أبو مازن بتوريق الصكوك ، و يتوقف عند صك محدد ، و يدققه بتمعن وجهاً و ظهراً ، ثم يدقق بنفس الطريقة بقية الصكوك بعده و قبله . بعدها يرفع رأسه و يقول :
- تفضلوا معي : أستاذ أبو أميرة و أبو محمود و السيد سليم ، و أنظروا بأم أعينكم ! هذه هي رزمة الصكوك المصروفة مبالغها البارحة من طرف الأستاذ أبو إبراهيم . أنظروا : كل صك مظهر بفئات النقد المدفوعة ، صحيح أم لا ؟
- صحيح !
- طيب ، هل يوجد صك غير مظهر بالفئات المدفوعة ؟
يتولى أبو أميرة توريق الصكوك ، ثم يقول :
- كلها مظهرة ، سلمت أياديكم . تعيش أبو إبراهيم الورد !
- أنت العايش ، أستاذ .
- طيب ، هذا هو صككم ، سيد سليم ، أليس كذلك ؟
- نعم ، أنه هو .
- هاكم ورقة و قلما و سجلوا عندكم ؛ مبلغ الصك : مائة و ست و ثلاثون مليوناً و ستمائة و ثمانون ألفاً و ثمانمائة و خمس و عشرون ديناراً . صحيح أم لا ؟
- صحيح !
- طيب . استلمتم : عشرة رزم من فئة الخمسة ملايين دينار ، أي خمسين مليوناً ؛ زائداً ثمانين رزمة من فئة الألف دينار ، أي ثمانين مليوناً ؛ زائداً ستين رزمة من فئة المائة دينار ، أي ستة ملايين ، زائداً أربع و عشرين رزمة من فئة الخمس وعشرين دينارا ، أي ستمائة ألف دينار ؛ زائدا ثمان رزم من فئة العشرة دنانير ، أي ثمانون ألف دينار . كم أصبح المجموع لديك الآن ، أستاذ أبو أمير ؟
- مائة و ست و ثلاثون مليونا و ستمائة و ثمـ - المبلغ مطابق مع الصك ، و لا يتضمن فئة العشرة آلاف . شغلكم مضبوط ضبط العقال ! ما قولك الآن ، سيد سليم عزيز ؟
- و هل بقي هناك من قول ؟ لقد أنهدم بيتي و انتهيت ! و سيسوقونني من دائرتي إلى محكمة الثورة برئاسة مسلم الجبوري حالاً ، و الإعدام بتهمة تخريب الاقتصاد الوطني في زمن الحصار لا محالة ! اللعنة على هذه المهنة المدمرة ! من أين لي تسديد خمسة ملايين دينار ؟ ها ؟ لا دار أملكها ، و لا سيارة أركبها ! هل أبيع نفسي ؟ و من يشتريني بالفلسين في هذا اليوم الأسود و بهذا البلد المنكود ؟ إنا لله و إنا إليه راجعون . أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله !
- أستاذ أبو مازن ، هل طبقتم حساباتكم اليومية ، و النقد خصوصاً ليوم البارحة ؟
- نعم ، اليومية مطابقة ، أستاذ أبو أمير ! و هذه هي أمامي ، هل تريد تدقيقها بنفسك ؟
- معاذ الله .
- و ما قولك أنت ، أستاذ أبو محمود ؟
- الأمر واضح ، و لكن ، و لكي نقطع الشك باليقين ، ونبرئ ذمة أبا إبراهيم ، فإننا نطالبه بأداء القسم في حضرة العباس أبو الرأس الحار ، فدوا لأسمه ، بكونه قد دفع لنا مبلغ الصك كاملاً غير منقوص!
- و أنا أثنّي على هذا الطلب ، بإعتباري سأدفع المبلغ من بلعومي ، حسب الأصول !
- و بأي حق تطالبونه بالقسم بأبي الفضل العباس ، عليه السلام ، بعد أن ثبت لديكم بالمستندات صحة الدفع ؟
- بحق الإنسانية ، و علاقة الزمالة ، و العرف الإجتماعي !
- و لكن أبا إبراهيم مسيحي الديانة ، و ليس مسلماً ؛ فكيف تطلبون منه أن يتجشم عناء القسم برأس العباس عليه السلام ، و ديانته لا تؤمن به ؟
- نقبل منه القسم برأسه ، و نحن على ثقة بأن أبا الفضل العباس سيدمر الظالمين أياً كانت ديانتهم ! و سنتكفل نحن بتحمل مصاريف سفره كافة من داره لكربلاء و بالعكس !
- أراك ساكتاً ، أبا أمير ؟ ما هو رأيكم بطلب محاسبكم و أمين صندوقكم ؟
- ضعني أنا خارج القوس ، عزيزي أستاذ أبو مازن . الموضوع أصبح شخصياً الآن ، و أنا أخاف من إقحام العباس عليه السلام في أموري الشخصية !
- و ما قواك أنت ، أستاذ أبو إبراهيم ؟
- أنا في الخدمة ! إذا كان القسم بالإمام العباس عليه السلام فيه الحل الأكيد للإشكال الحاصل ، فأنا حاضر و في الخدمة .
- و سنتحمل نحن كل المصاريف !
- أستاذ أبو محمود ، إذا ما تم القسم حسبما تطلبون ، فما الضمانة لمصرفنا و لأمين الصندوق الأستاذ أبي إبراهيم بأنكم لن تعاودوا الإدعاء ثانية بوجود نقص في إستلامكم لمبلغ الصك مرة أخرى ؟ هل أنتما – أنت و السيد سليم – على إستعداد لتقديم تعهد غير قابل للنقض الآن بإبراء ذمة المصرف و ذمة أمين الصندوق أبي إبراهيم عن الإدعاء بكل نقص مستقبلاً عن نفس الصك لقاء قيامه بالقسم بالإمام حسبما تطلبون ؟
- نعم ، بالتأكيد !
- نعم !
- طيب ، قدما طلباً رسمياً للمصرف بهذا الخصوص ، و أختماه بالتعهد غير القابل للنقض المطلوب !
- حاضر !
- متى ستذهبون إلى الحضرة العباسية لأداء القسم ؟
- اليوم ، الساعة السادسة و الثلث مساءً ، و هو موعد أذان المغرب !
- على بركة الله !
عندها قام أبو إبراهيم ، و قال للسيد مدير المصرف :
- من رخصتكم ، أستاذ أبو مازن ، عليَّ العودة لصندوقي للتطبيق . أستاذ أبو محمود ، أستاذ سليم ، أنا سأتوجه لكربلاء بسيارتي و على حسابي ، و سألاقيكم في الحضرة العباسية الساعة السادسة و الثلث مساء اليوم بالضبط . في أمان الله !
يقوم أبو مازن من جلسته – و معه بقية الضيوف – و هو يقول :
- شكراً جزيلاً ، أستاذ أبو إبراهيم ، و لقد عدّاك العيب ! في أمان الله !
في صباح اليوم الثاني ، يلتقي أبو مازن بابي إبراهيم في المصرف عند بدء الدوام صباحاً ، فيستفسر منه عما حصل مساء البارحة .
- أستاذ أبو مازن ، إلتقيت بالسيد سليم و أبي محمود في الحضرة العباسية في الموعد المحدد مساء البارحة . و رفضت القسم برأس القديس العباس عليه السلام . قلت لهما : أقسما أنتما برأس العباس أبو رأس الحار بأنني قد سلمتكما نقصاً بمبلغ خمسة ملايين دينار ، و أنا أدفع لكما المبلغ الآن ! فأقسما ، و دفعت لهما المبلغ كاملاً ، وعدت للبيت .
- و لماذا لم تقسم أنت برأس العباس ، عليه السلام لإبراء ذمتك !
- القديسون يليق بهم الإقتداء ، و ليس الحلفان !
- و من أين أتيت بالخمسة ملايين دينار !
- تحويشة العمر ، و العوض على لله !
- بارك الله فيك ، أخي العزيز ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !
- العفو أستاذ ، أرجو أن تسمح لي بالخروج الآن خمس دقائق لشراء دواء الضغط لأم إبراهيم ، و بعض الكعك لجمسي من الصيدلية !
- براحتكم . هل أعطيكم مفتاح باب الكاونتر ، أم تفضلون الخروج و الدخول عبر غرفتي ؟
- أفضِّل المرور عبر غرفتكم ، كي لا يظن احد من الموظفين أنكم تحابونني !
- تفضلوا ، أستاذ أبو إبراهيم .
بعد خروج أبو إبراهيم ، يدخل أبو مازن غرفته ، و يجلس إلى مكتبه الواسع ، و يعصر صلعته ، و هو يضرب أخماساً بأسداس . هل يجوز ؟ أستغفر الله ! لو كانت لديه يد في النقص ، لقام بالقسم حسب الأصول ، و أنهى الموضوع . مَنْ يقوى على السرقة ، لا يتردد في الحنث باليمين . لام نفسه بسبب الشكوك العاطلة التي إنتابته ! و لكن هل يمكن أن تكون تلك صحوة ضمير ، ليس إلا ؟ هل يمكن أن يكون قد سرق المبلغ ، ثم شعر بتبكيت الضمير ، فأعاده لأصحابه في اللحظة المناسبة ؟ لعنة الله على الشيطان !
سمع قرعاً على باب غرفته ، فقال :
- تفضل !
دخل عليه أبو أمير و أبو محمود و سليم و شخص رابع لم يكن يعرفه . قام لهم ، و قال :
- استريحوا ، أخوان ! آمل أن يكون الموضوع قد إنتهى أخيراً على خير !
- أبو مازن ، على بختك ، أخي العزيز ! لقد سوّد هؤلاء الأغبياء الثلاثة وجهي أمامكم ، و يا ليتني مت قبل أن أشهد هذا الموقف المخجل أمامكم أنتم بالذات اليوم ، أخي العزيز ، و ذلك فور لقائي بكم بعد فراق طويل !
- خير أبو أمير ؟ لم أفهم !
- أين هو أبو إبراهيم ؟
- ذهب للصيدلية تواً لشراء دواء لزوجته ، و طعام لكلبه ، و هو آت خلال دقائق . ما الموضوع ؟
- تكلم أنت يا سليم !
- أستاذ ، و الله إنني لا أعرف حتى ما أقول بسبب سواد وجهي . لقد أظهر العباس عليه السلام نقود أبي إبراهيم صباح اليوم . و لا بد أن هذا الرجل من أولياء الله الصالحين . قبل أقل من ربع ساعة ، راجعتنا محاسبة مستوصف أبن سينا ، و جلبت معها قوائم إستلام رواتب منتسبيها ، و بقية الملايين الخمسة التي كانت قد أستلفتها يوم صرف الراتب من الأستاذ إحسان دون علمنا . و الحمد لله ، فقد اتضح الآن انه لا يوجد هناك نقص في النقد المستلم منكم ولا من يحزنون ، كل ما هنالك هو أن السيد إحسان لم يسجّل سلفة المستوصف المذكور في السجلات المحاسبية ، و صادف أنه كان مجازاً وقت قيامنا بالجرد . و هذا الرجل حاضر الآن أمامكم ، و تستطيعون أن تتأكدوا من صحة كلامي هذا بنفسكم منه حالاً . و هذه هي الخمسة ملايين أعيدها إليكم مثلما إستلمتها كاملة غير منقوصة ، و أضعها على مكتبكم . كما يتوجب عليًّ أن أنحر عجلاً أو حتى بعيراً كفّارة للإمام العباس عليه السلام !
- صحيح أستاذ ! الذنب ذنبي ، و لعنة الله على الشيطان !
- لقد ظهرت شارة العباس عليه السلام ، و عاد الحق لصاحبه ، و أنا مستعد لتعويض الأستاذ أبي إبراهيم مادياً و معنوياً بكل شيء يأمر به كي يسامحني . كل شيء ، حتى و إن إقتضى الأمر لثم حذائه ! و لعنة الله على الشيطان !
- تسمح لي أستاذ ؟ الشيطان فيكم أنتم ، و لكنكم عنه لاهون . السؤال هو : هل أنتم مؤسسة رسمية ، أم مجموعة من الخردة فروشية ؟ ها ؟ و الله حتى الخردة فروش - الذي يتعامل بالفلاسين - أدق منكم ، و انتم تتعاملون بمئات الملايين ! تستلمون الملايين بدون عدٍّ ، و تسلمون الملايين بدون عدٍّ و لا تسجيل ، ثم تأتون بجمعكم إلى المصرف ، و تتعالى أصواتكم أمام الزبائن و الموظفين ، و تتهمون موظفاً شريفاً بالباطل ، و تطعنون جزافاً بنزاهته التي يشهد عليها كل زبائن المصرف و ذلك في الشهر الذي يحال فيه على التقاعد ، و تحلفون برأس العباس عليه السلام زوراً وبهتاناً ، و تسلبون العجوز المسكين تحويشة العمر ، و كل هذا بسبب أميتكم الوظيفية ؟ ها ؟ قولوا لي : أين تعلمتم أصول المحاسبة النقدية ، ها ؟ و ما ذنب أبو إبراهيم كي تعرضونه لكل تلك المهانة و النَصَب في آخر العمر، بسبب جهلكم الفاحش ، ها ؟ صدق من قال : الجاهل عدو نفسه مثلما هو عدو الآخرين !
- إي أخي ، أبو مازن ، إي ! يسلم لسانكم ! زدهم تقريعاً فوق تقريع بما يستحقون ؛ عسى أن يخفف كلامكم من حدة غيض أخيكم أبي أميرة عليهم ، فلا أحيلهم للجنة التأديبية كي يذوقوا عاقبة صنيعهم المخزي بأمين صندوقٍ نادر المثال من طراز أبي إبراهيم !
يسمع أبو مازن قرعاً على الباب ، فيقول :
- تفضل !
- يدخل أبو إبراهيم ، فيهجم عليه أبو محمود و إحسان ليأخذا كفيه و يقبلانهما سجوداً ، فيما ينبطح سليم على الأرض أمامه ، و ينهمك بمعانقة و لثم فردتي حذائه , و هو ينتحب ، و يخرج أصواتاً غير مفهومة !



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمية الماركسية و الآيديولوجيا و أشياء أخرى : رد على ملاحظات ...
- علمية الماركسية و الآيديولوجيا و أشياء أخرى : رد على ملاحظات ...
- علمية الماركسية و الآيديولوجيا و أشياء أخرى : رد على ملاحظات ...
- خرافة دحض الماركسية العلمية / رد على الأخ الكبير الأستاذ يعق ...
- الكلبة -سليمة كُرْفَتِچْ- و البغل -خوشْطَرِشْ-
- النص الكامل لمسرحية -عرس واوية- : ذرة من وقائع كل إنتخابات ع ...
- نص مسرحية -معمعة العميان-
- مساء عراقي ساخن : كل شيء عادي كالعادة
- فضيحة الثعلبان -چيق- و -چاق- و الضبع -ورين-
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /8 ، و هو ال ...
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /7
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /6
- الدكتور محمد مهدي البصير / الشخصية الحلية الفذة
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /5
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /4
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /3
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /2
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /1
- قصة قصيرة : يوم جمعة في حياة جندي مكلف عراقي
- حكاية الموت الغريب للفيل -جَلا-


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - الإمام العباس و أمين الصندوق صالح إبراهيم