أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة رمضان - الحركة العمالية خلال الثورة المصرية















المزيد.....

الحركة العمالية خلال الثورة المصرية


فاطمة رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقابلة مع رمضان فاطمة

ما هو التحليل الذي تقدمينه حول الثورة المصرية؟

فاطمة رمضان- عادة ما يتم بلورة تحليلين حول الثورة بمصر:

يتمثل التحليل الأول الذي ترسمه الأغلبية في أن ثورة المصرية ثورة شباب، مرتكزا على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك والإنترنت. ويتساءل الذين يشاطرون هكذا وجهة نظر بسخرية: «أين هي الطبقة العاملة»؟

أما التحليل الثاني، فتعبر عنه أقلية، لكنها منتمية بنسبة بالغة لليسار الجذري، ويقر هذا التحليل بدور أساسي للطبقة العاملة في الثورة المصرية. ويعتقد أن الطبقة العاملة تملك قدرة هائلة وبإمكانها تحويل الثورة الحالية إلى ثورة اجتماعية.

تحليلي للثورة المصرية أكثر دقة من ذينك التحليلين. لم تبدأ السيرورة الثورية يوم 25 كانون الثاني/يناير. إنها نتيجة تاريخ مديد من النضالات بما في ذلك حملة التضامن مع الانتفاضة الثانية بفلسطين، والحملة ضد الحرب على العراق. أفضى كل ذلك إلى مواجهة ضد نظام مبارك وإلى معارضة توريث السلطة إلى جمال ابن الرئيس. في هذا السياق من تصاعد النضالات، تحققت طفرة نوعية مع إضراب عمال النسيج بالمحلة عام 2006، ثم مع إضراب جباة الضرائب العقارية عام 2007. شكل هذان الإضرابان، الذي وقعا بالرغم من القمع من قبل أرباب العمل، والدولة الاتحاد النقابي الرسمي (الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ETUF)، نضالات تمهيدية للثورة الحالية. كانت هذه السيرورة الثورية، ذات التاريخ الطويل، تكتسي طابع عنصر عمالي. لكن ذاك الطابع كان يندرج في إطار حركة أوسع بما في ذلك النضالات ضد السياسة النيوليبرالية وبعدا عالميا. اعتقد أنه من المصطنع الرغبة في الفصل بين مختلف تلك السمات.

ما كانت التظاهرات في ميدان التحرير تطالب بإسقاط النظام وحسب، لكنها أيضا كانت تكتسي طابعا اجتماعيا. والأمر صحيح بالنسبة لنضالات المحلة والسويس والإسكندرية. لكن كانت تعبئة هذه الطبقة العاملة إلى حد الآن تتم أساسا بشكل فردي، وليس على نحو جماعي بوصفها طبقة. صحيح أنه في الأسبوع الأخير من تقلد مبارك السلطة، اضطلعت وقفات واعتصامات العمال بدور حاسم، لكن الحركة لم تتعمم. كان هيئة قادرة على توحيد الحركة غائبة. وبقيت الإضرابات مشتتة ولم يكن ثمة صوت جماعي معبر عن الطبقة العاملة. كان يجري الاستعداد لخوض إضراب عام، لكن لمنعه، وبطريقة ذكية، حول الجيش الرئيس مبارك إلى كبش فداء. ولكل هذه الأسباب، يعد التنظيم بالنسبة لي مسألة أساسية.

كيف تنظرون إلى الوضع الحالي؟

يحبذ فتح الـله محروس، المناضل القديم، والمنتمي للحزب الاشتراكي المصري- أن يقول أننا في وضع ازدواجية السلطة، الشارع في الجانب الأول والجيش في الجانب الثاني. أعتقد انه يجب أن نضيف إلى ذلك عنصرا آخر: وهو تنظيم الطبقة العاملة. ومن اللازم التركيز على تلك السمة.

في هكذا وضع ازدواجية السلطة المحدودة، جلي أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة في تحالف مع عناصر متحدرة من النظام القديم، ومختلف القوى المحافظة، من ضمنها الليبراليين. إنهم يتصرفون بعزم لإضعاف الطابع الاجتماعي للثورة، من خلال:

تنظيم حملة إعلامية وإيديولوجية،

شن قمع قانوني (اعتقالات، ومحاكمات، وتقديم مدنيين أمام محاكم عسكرية....)

فرض قوانين من فوق، دون مشاورة (تجريم الإضرابات، وضع عقبات بوجه شرعنة الأحزاب السياسية، وتقييد القانون المتعلق بالانتخابات...).

من الممكن أن الجيش يخطط للعمل كما فعل سنوات 1950:

تلبية بعض المطالب الاجتماعية،

وبالمقابل العمل على تقييد الحريات، بما فيها الحق في الإضراب، بل شن قمع معمم للحريات.

لكن نحن في وضع مختلف، لكون الثورة الحالية سيرورة من أسفل، على النقيض مما ووقع سنوات 1950.

إن خطرا كبيرا محدق، يجب أن تكون الحركة العمالية على علم به: وهو الرغبة في عزلها عن باقي الحركة الاجتماعية. بوجه ذلك، على المناضلين النقابيين أن يتحلوا بتصور أوسع من النضال من أجل تحقيق المطالب المباشرة للعمال. أعتقد على سبيل المثال أنه لا يمكن الاقتصار على مشكل الرفع من الحد الأدنى للأجور دون طرح حصر الحد الأقصى للأجور. هذا هو وجه من أوجه الاختلاف بيني وبين المناضلين المنتمين لحزب العمال الديمقراطي بزعامة رفاقي السابقين في تيار الاشتراكيين الثوريين.

أين وصلت الحركة النقابية؟

نحن في وضع متناقض:

من جهة، أحيت تعبئات هذه الشهور الأخيرة الكثير من الآمال،

لكن من جهة أخرى، لا نتوفر على إرث نضالي بوسعنا الارتكاز عليه، والأسوأ من ذلك أن ما نمتلكه هو إرث نضالي سيء يجعل العمال يشكون من جدوى تأسيس نقابات: إنهم يجدون صعوبة في إدراك الفرق بين النقابات الجديدة والسابقة.

علاوة على ذلك، أعلن الوزير تأييده للتعدد النقابي، لكنه يقوم في نفس الوقت، بكل ما في وسعه لعرقلة تنفيذه، على سبيل المثال عبر منع عقد اجتماعات الأجراء. هذا على سبيل المثال ما تبينه الحالة في قطاع الخدمات بوزارة الشغل حيث أكد المسؤولون إلغاء القانون الذي ينص عن الحق في تأسيس النقابات.

تتجلى أوجه الضعف الرئيسية للنقابات الجديدة في معظم الحالات، في أنها ليست نتيجة سيرورة طويلة. إذ يقوم بعض المناضلين السياسيين في أغلب الأحيان، بتنظيم لقاءات خاصة قصد تجميع التوقيعات اللازمة للإعلان عن تشكيل نقابة، ولإيداع الطلب للحصول المصادقة القانونية لذلك. إنهم يؤكدون أن منظمة الأقلية التي تم تأسيسها ستتخذ فيما بعد طابعا جماهيريا. أنا لا أتفق مع مثل ذاك التصور، الذي يجعل العمال سلبيين والمناضلين قادة. إنه تصور نخبوي للعمل النقابي من شأنه أن يؤدي إلى العزلة. يلزم أن يتم بناء العمل النقابي من أسفل وعلى نحو ديمقراطي. لم نطالب في الميدان الذي أناضل بالحصول على وصل الإيداع الخاص بالنقابة إلا بعد أن قمنا بتنظيم لقاء واسع.

إن العمل على عدم إشراك الحد الأقصى من الأجراء في تأسيس نقابات جديدة، يمكن أن يؤدي إلى خلق نقابات مستقلة عديدة في نفس موقع العمل.

ما هو مستقبل الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ETUF، النقابة الرسمية على عهد النظام السابق؟

يلزم عدم التركيز على هذه السؤال. المهم هو خلق نقابات ذات قاعدة ديمقراطية. في هذا الإطار، ثمة احتمالان:

أولا، إما بفضل المنافسة مع النقابات المستقلة، سيتم إصلاح اتحاد العام لنقابات عمال مصر ETUF ، وسيشكل ذلك انتصارا،

ثانيا، إما أن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ETUF ستتخفي عن الوجود.

أجرى الحوار آلان بارون وجوليان أونت

حوار خاص بالاتحاد النقابي متضامنون (فرنسا)، أجراه بارون آلان وأونت جوليان الحوار في القاهرة يوم 31 آذار/مارس عام 2011. وتجدونه على الانترنت بمجلة «أنترناسيونال» بموقع http://www.solidaires.org. قام بالترجمة عمر الشافي.




*فاطمة رمضان مفتشة شغل في الجيزة بالقاهرة الكبرى. انخرطت بشكل كبير منذ مدة طويلة في الهياكل الموازية للنقابة المركزية الرسمية، مثل لجنة التنسيق للحريات النقابية وحقوق العمال CCTUWRL. علاوة على ذلك، تعتبر فاطمة عضو تيار التجديد الاشتراكي- وهو مجموعة سياسية متحدرة من التيار السياسي الأممي الذي يشكل حزب العمال الاشتراكي البريطاني SWP منظمته الرئيسية- وكذلك عضو التحالف، وهو الحزب الأوسع الذي يشكل تيار التجديد الاشتراكي طرفا فيه.



#فاطمة_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة رمضان - الحركة العمالية خلال الثورة المصرية