أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد لفته محل - أسطورة الشيطان ونظرية المؤامرة














المزيد.....

أسطورة الشيطان ونظرية المؤامرة


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 09:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا تسيطر نظرية المؤامرة على تفكير الشعوب العربية وتصوراتها؟ تساؤل واضح لكل متابع لأراء الناس السياسية والدينية؟ بحيث تبدو المؤامرة كأنها المفتاح السحري لكل مشكلة أو نظرية كل شيء، بل هي ليست نظرية عندنا بل قانون؟ فكل شيء يصيب الشعوب العربية سببه بحسب هذا المنطق الاستعمار أو أمريكا أو إسرائيل أو أي عدو خارجي؟ كأننا مثاليون وكاملون بلا نقص أو عيب أو خطأ، وهذا التفكير ما هو إلا لإخفاء وكبت حقيقة أننا معدومين الإرادة وعاجزون وساذجون عن فهم أي مؤامرة أو الرد عليها أو إيقافها! ورغم أن اغلب هذه الإشاعات والأساطير هي ضد مصلحة الناس إلا أنها تلقى عند الناس قبول كبير؟ بعد أن صارت عصاب جماعي في الوعي العربي المريض بالنرجسية الطفولية التي جعلته يعتقد انه أفضل امة؟ الحضارة الخاتمة الأسمى من كل الحضارات التي سبقته والتي لحقته! بعد أن سرقت علومه منه بعد مؤامرات ودسائس أدت إلى استعماره! لهذا لا يمكن لإنسان هذه الحضارة أن يخطأ أو يفشل إلا بمؤامرة! لأن إنسان كهذا مثالي، سوبرماني، حضارته نهاية التاريخ، لا ينظر أليه الآخرون إلا بحسد وغيرة وكره ويتحينون الفرص للإيقاع به! وكلما زاد تضخم الأنا الكلي القدرة عنده، زاد من تسفل الآخر له، لهذا من حقه بحسب هذا المنطق الأعور أن يفكر بنظرية المؤامرة، دون أن يفكر فعليا بالتقدم ودون أن يرى التقدم الذي حوله إلا بكونه علمه المسروق منه! ليعرف مدى تراجعه وتخلفه الكبير بالنسبة لخصمه المفترض! لهذا ليس له إلا العيش في الماضي والتغني ببطولات أمواته، ويتخذ من بلاغة الأجداد بديل عن الفعل والواقع! وانتظار المنقذ الذي سيعيد له أمجاده وكرامته (وهو اعتراف ضمني بعجزه) التي خسرها وفقدها، أو انتظار نهاية الحياة التي ستنتهي لصالحه ودخوله الفردوس الأبدي الذي ُوعد به؟ ودخول خصومه الجحيم عقابا على عدم التبعية لحضارته ومحاربته لها والتآمر عليها! هذا الانتظار السلبي والنكوص نحو الماضي هو ما تسعى له السلطة قبل الخصوم لأنه منطق الصخرة التي لا حول لها ولا قوة إلا ما يحركها الآخرين؟ مع ذلك فالعربي يحسد الغربي على حريته وكرامته وحياته التي يعيشها، ويقلده في الموضة وفي استعمال التكنولوجيا واستهلاكها، ويتمنى أن يسافر للغرب و يحصل على الجنسية الأوربية، ويموت بعض الشباب في البحر أثناء محاولتهم للسفر بطرق غير قانونية؟ بسبب اغتراب العربي سياسيا وجنسيا واقتصاديا في الواقع! برغم أن هذا الغرب منحل وساقط أخلاقيا في المنظور العربي الأعور!.
كان الغرض من أسطورة الشيطان هو المعارضة وكل من تختلف مصالح السلطة معه سواء من الداخل أو الخارج، أما اليوم وتوافقا مع العصر تم توازيه مع المفهوم الجديد نظرية المؤامرة في الدين والسياسة، أن نظرية المؤامرة هي الشكل الجديد للشيطان كلاهما فكرة سياسية الغرض منها إسقاط فشلنا وعدوانيتنا على عدو خارجي وجعله شماعة وتبرير للفشل وتنصل من المسؤولية وتبرئة الذات من كل هذه الشرور والعيوب والأخطاء، ونحن نرى أن هناك دول تسمى بالشيطان من ِقبل أعدائها، ونسمع نظرية المؤامرة في الجدل المذهبي الديني. أما السلطة الحاكمة فهي من تنمي هذه الأمراض، المؤامرة والشيطان، فهي مثل الفرد تبرر فسادها وفشلها في التقدم والعدالة والرفاهية والمساواة والحرية، بعدو خارجي أو داخلي تحمله مسؤولية هذا الخطأ وتدعو الناس لمحاربته حتى يتحقق المجتمع المثالي، لأنها سلطة مقدسة أو سماوية لا يمكن أن تخطئ أو تفشل!(1) لكن الحقيقة أن الفرد انعكاس للسلطة وليس العكس كما شبهة السلطة بالفرد، ولا شك أن هذا العدو يجب أن يكون قوي وذكي جدا يتحول ويتغير بخططه لا يمكن قهره بسهولة، وحتى لو قهر فانه يتجدد في قوته دائم الخطر! أي عدو ابدي! حتى يعطي فرصة للسلطة للاستمرار وتبرير فسادها الممنهج! وهكذا تستمر الشعوب تركض وراء الجزرة المتدلية من فوق ظهرها بصنارة دون الوصول إليها قط! وهذا سر أسطورة الشيطان أو نظرية المؤامرة عند السلطة؟ وبلغة معاصرة كانت الشيوعية ثم الإرهاب المحمدي هو الشيطان ونظرية المؤامرة للسياسة الأمريكية!.
ربما تعود نظرية المؤامرة في أصولها النفسية إلى شهوة الإنسان الأنانية ومصالحه وعدوانيته تجاه الآخرين؟ لكن بإسقاطها على الخارج، وهي كأسطورة الشيطان إسقاط لرغبات الإنسان الشريرة إلى الخارج في هيئة عدو مفترض مستقل! فكثير من الناس يمارس هذه الأفعال في الحياة الاجتماعية بقصد المنفعة أو التملق أو العادة أو الرغبة؟ لكن المرأة هي أكثر من الرجل تسيطر عليها نظرية المؤامرة في المواضيع الشخصية والأسرية؟ وهذا ما يجعل نظرية المؤامرة سهلة التوظيف سياسيا ودينيا لان لها جذر نفسي.
هذا لا يعني أن نظرية المؤامرة غير موجودة فهي كأي نظرية وجدت لتفسير ظواهر سياسية، لكني أتحدث عنها حين تصبح أسطورة وهوس َمرضي تغذيه وتضخمه السلطة حتى تصبح مقاومة نفسية من الناس أنفسهم ضد تغييره.
ـــــــــــــــــ
1ـ أن ردود أفعال السلطات حول المظاهرات المطالبة بالديمقراطية في البلدان العربية بأنها مؤامرة خارجية أو داخلية تؤكد ما أقول.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحولات المُعاصرة للمقدس في الغرب
- التطور العلمي والانتخاب الحضاري
- غاية الإنسان ؟
- ملاحظات حول الصراع بين مذهب السلطة ومذهب الانقلاب
- ما هو الإسلام الحق؟
- الرغبة والعبادة
- موقفي من العادات والتقاليد
- شذرات فكرية
- ثنائية القبلية والتمدن
- الكونية في الأديان السياسية؟
- الاغتراب والنكوص الفكري في المجتمع العربي
- فلسفة نزار قباني في المرأة والحب والجنس والحرية والتغيير*
- ثنائية مدح الأنا وذمها
- العلم وفرضية ألله
- ألانتماء الديني بين الواقع العملي والواقع ألافتراضي
- حضر علم الاجتماع الديني في الجامعات العربية!
- صنم الديمقراطية
- نحو وعي مدني
- الإرهاب الظل
- المرأة وصورتها الثنائية في المجتمع العربي


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد لفته محل - أسطورة الشيطان ونظرية المؤامرة