أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بهاء الدين محمد - الديمقراطية والإيمان














المزيد.....

الديمقراطية والإيمان


بهاء الدين محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 22:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا شك في أن الله سبحانه وتعالي الذي خلق السعادة يريدنا ان نحيا سعداء.. إن عبادة الله وعمارة الأرض هي هدف وجود الإنسان .. لكن لماذا خلق الله الجمال والألوان والفراشات الزهور .. ألم يكن يكفي أن نحيا بدون هذه الأمور وأن نعبد الله بدون أن نري الفراشات والزهور؟! ما هي حكمة الخالق في الإبداع والجمال والذوق؟!

الله أراد ان يعلمنا أن نسعي للكمال والجمال والإبداع والتفوق علي أنفسنا والتفكير وعدم الخمول والإكتفاء بما هو أمامنا، سخر لنا خلقه لكي يحقق الإنسان رسالته .. الله خلق البشر وخاطبهم في كل الرسالات والكتب كبشر عاقل ومتساو يحس ويشعر ويتذوق وقادر علي الفعل والإبداع والخيال. ولعل اكبر أهمية للخيال هي ان الايمان بالغيب قائم علي الخيال، فعندما تؤمن بالجنة وتتمناها تتخيلها وتحلم بها دون أن تراها، وبالعقل والخيال هذا يمكننا ان نتقدم ونبدع.

لذلك علينا السعي والعمل والابداع والاستفادة مما وفره الله لنا، لقد خلق الله ناس (الغرب) فكروا وانتجوا علم وفن وثقافة ونظريات لتنظيم الحياة والرقي بالإنسان واستفاء هؤلاء من إنتاج غيرهم سواء التراث اليوناني والروماني والإسلامي. وخلق لنا عقل لكي نفكر مثلهم أو ننتقد ما فكروا فيه ونستفيد مما قدموه، والقدرة علي التفكير ووزن الأمور، و عن طريق العقل والتجارب التاريخية يمكننا ان نستفيد مما وصل إليه الآخرون والحفاظ علي إيماننا وتقاليدنا الموروثة.

لدينا الشوري ولدينا نظريات سياسية لتنظيم المجتمع ولكن هل هذا يمنع إستفادتنا من تجارب حية وناجحة ومن مقومات نجاحها بما يتسق معنا بحكم الإنسانية المشتركة بيننا وبحكم العقل الذي يمكننا من التفرقة بين النافع والضار من إنجازات الآخرين؟ً!



إن القيمة المركزية العليا في الديمقراطية هي المساواة عن طريق إعطاء الحق لجميع المواطنين في التعبير عن رأيهم وإختار وعزل حكامهم والإحتفاظ بعقيدتهم فلكل مواطن صوت واحد. وهذا يتسق تماما مع الإسلام لان قيمة المساواة في الإسلام قيمة عظيمة وشاملة تشمل المسلمين وغير المسلمين فالمساواة في الاسلام هي بين البشر جميعاً وهذا ما يدل عليه مخاطبة الله للبشر بيا أيها الناس – البشر – الإنسان وغيرها دون تحديد . وبالإضافة إلي ذلك هناك جوهر ديمقراطي في الإسلام تمت مناقشته في كتابات الباحثين العرب والغربيين و في هذا السياق تجدر الإشارة إلي مقالة جون اسبوزيتو

Islam’s Democratic essence

وغيره . وإذا كانت الديمقراطية والمساواة والمواطنة هي سند المدافعين عن حق المتدينين ومنهم المسلمين في المشاركة في الحياة العامة والسياسية والمجال العام في الغرب والتعبير عن قيمهم الدينية في إختياراتهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية ضد نزعات العلمنة المتطرفة التي تري في التدين مشكلة ما وتريد إقصاء المتدينين. فإنه من باب أولي أن تحافظ الديمقراطية وتحترم تدين المتدينين في دار الإسلام نفسه سواء كانوا متدينين مسلمين أو مسيحيين. إذن فالديمقراطية لا تشترط العلمانية ولا تؤدي إليها. وبهذا المعني فإن الدولة الديمقراطية من الممكن ألا يقف دورها عند الحياد تجاه المتدينين وغيرهم، بل يمكن أن يكون لها دور إيجابي جدا في الحفاظ علي القيم الدينية والأخلاقية وتنميتها بإعتبارها جوهر ثقافة المجتمع ونظامه العام وشرط للتضامن والتماسك الإجتماعي والإستقرار الذي يسعي له أي نظام سياسي.



إن الديمقراطية بخصائص المجتمع المصري ( الإسلامي- العربي ) ليست ترف ولا زينة ينطبق عليها ما ذكرناه علي الفراشة التي خلقها الله كرمز للجمال والإبداع والسعي للكمال والحرية، إنما الديمقراطية ضرورة حياتية وضرورة سياسية يحتمها واقع المجتمعات التي تعيش في عالم متغير بإستمرار يسعي فيه الأفراد إلي المساواة والتعبير عن مصالحهم حتي لا تدهسهم مخالب السوق وأنياب العولمة أو نزعات التطرف والعنف وعدم التسامح.لعل خلق البشر وخاطبهم في كل الرسالات والكتب كبشر عاقل ومتساو

يحس ويشعر ويتذوق وقادر علي الفعل والإبداع والخيال. -ر لنا خلقه لكي



#بهاء_الدين_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة والديمقراطية


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بهاء الدين محمد - الديمقراطية والإيمان