أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - البطاطس والطماطم لم يعرفهما القرآن















المزيد.....

البطاطس والطماطم لم يعرفهما القرآن


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 21:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قبل شهر أو أقل من شهر على هذا التاريخ دخلت في جدل مثير مع أقربائي حول الخضروات التي لم يعرفها أهل قريتي وأهل الأردن بل وأهل الشام وحتى قارة آسيا بأكملها, وقلت:ولا حتى القرآن عرفها,فلوعرفوها لتحدث القرآنُ عن غابات من البطاطس والبندورة والفاصوليا وفي هذه النقطة لا يستطيع أي عالم لغة وبلاغة أن يقول لي بأن القرآن بشر بالبطاطه والفراوله والمنغا والإنجاص, أو أن يقل لي بأن ألله ذكر البصل والقثاء والثوم لأن بهما فائدة كبرى, وأنا أقول له: هل عدم ذكر البطاطس والطماطم يعني أنه لا توجد لهما فائدة, أم أن القرآن كتبه بشر عاديون وذكروا فقط ما يعرفونه؟ ,ولم يذكرها الشعراء في أشعارهم ورسائلهم الأدبية النثرية من مقامات وغير ذلك...إلخ , وروى لي رجل طاعن في السن أنه حين زرع البطاطة سنة1920م كان يعتقد بأنه سيأتي بِسُلمٍ طويل ليصعد عليه حتى يتمكن من التقاط البطاطة, فضحك الحضور وقالوا لي: لم نكن نعرف بأنك يا أبو علي كثير الكذب والعرط , وأنك عرّيط وفشّار(عريط صيغة مبالغة لكلمة عَرَطَ:أي كذبَ) لهذا الحد, يا رجل قص من الكذبة قليلا حتى نصدقك, فقلت: بلاش سلّم خليها على طول قامة المزارع وبيده مقص , فقالوا: وهذه كبيرة شو هم أجدادنا كاينين بهايم؟ ما بفهموش ولا بعرفوش البطاطه؟ فقلت لا مش بهايم بس عن جد ما كانوش يعرفوها وعندما زرعها الأردنيون لأول مرة كانوا يعتقدون أنها ستظهر مثل القثّا , وتفاجأوا بأنها مثل البصل تنبث تحت الأرض وهذا ما سمعته وما قرأته وأيضا لم تكن لهم معرفة بالفاصوليا أو الأرز أو الكاكاو أو الكِوي, فقالوا لي: يا رجل كل شيء كان مذكورا في القرآن الكريم, فقلت لهم: أي أنا شخصيا في كثير من أنواع الفواكه أشاهدها في الأسواق وحتى الآن لم أتذوقها, وأنا أعتبر نفسي انسان تقني متحضر , فقالوا: هيك ممكن لأسباب أخرى ما عدى أن تكون ليست موجودة في الأسواق , فقلت: لا البطاطة, لم يكن جبرييل يعرفها, ولا حتى ميكائيل ولا اسرافيل, كان الذي يعرفها فقط لا غير ألله وجبال الأنديز والأرجنتين والبيرو والبرازيل وكان موضوع زراعتها سراً بينهم الخمسة, ولم يكن لا للقرآن ولا للشعر الجاهلي معرفة لا بالبطاطس ولا بالطماطم وهي البندورة لأنهم أصلا لم يعرفوا الحضارة, وأي خادم في أي منزل أليوم عنده حضارة وثقافة أكثر من أسلافنا, وما كان يحلم باقتنائه الأمراء والوزراء والأباطرة , اليوم يملكه أفقر رجل فينا وهو أنا شخصيا , فأصر الجميع بأنني أكذب, فقلت لا, أهل الأردن عرفوا الليمون قبل 100سنة وأقل فقط لا غير , وروت لي جدتي بأن جدي حين أحضر الليمون في الثلاثينيات من حيفا ويافا جاء أهل القرية مهرولون ليروا هذا الاختراع أو الاكتشاف العظيم, وكذلك (الملفوف-الكرنب) والجزر , والباميا واللوبيا, والفلفل ,كانوا يعرفون على الأرجح القمح والشعير والتمر والتفاح والعنب (الحور العين) وهذا نادراً جدا , أما البرتقال واللوز والقطن والفلفل والليمون و(الزهرة) القرنبيط كلها كلمات ومصطلحات مثل الحرية والديمقراطية والمساواة والعامل والمصنع لم يعرفها العربُ المسلمون ولم يبشر فيها القرآن ولم يزرعها المسلمون في بلدانهم , ولم تذكر في القرآن الذي ذكر كل شيء على حسب قولكم, وكان البنزين مدفون تحت أرجل العرب في مكة والمدينة والحجاز وتهامة ولم يشتم القرآن رائحته, ولربما عرف أهل مكة البطيخ والقثا(الفقوس والخيار) أما بخصوص البطيخ فهذا شاع عنهم معرفتهم به من أحد الأحاديث المروية من غير دليل.

وأستهجن وأستغرب من مفسرٍ للأحلام على إحدى الفضائيات حين يعلل رؤية الليمون بكذا وكذا ورؤية البطاطس بكذا وكذا,ولو سألته (رأيت كنغرا ما تفسير ذلك؟( لأجاب عن ظهر قلب, والذي يبعث على الدهشة هو عدم اعتراف الشيوخ بأن القرآن لم يذكر كل شيء لأن محمد وصحابته لم تكن لهم معرفة بأمريكيا اللاتينية فلم يعرفوا لا الأرجنتين ولا البرازيل ولا سواحل البيرو ولا الأنديز ولا الذرة الأرجنتينية أو البرازيلية, حتى أن (الفينيقيين) الذين عبروا الأطلسي لأول مرة في التاريخ لم يحضروا معهم تلك الفواكه والخضروات بل جلبوا معهم الذهب مقابل مصنوعات فخارية وزجاجية وأصباغ... وبالتالي يصر شيوخ الإسلام على أن كل شيء مذكور في القرآن وهنا أتحدى كل علماء الدين واللغة إذا أثبتوا لي بأن المسلمين أو القرآن توصل إلى اكتشاف البندورة قبل الأسبان, وتلك الأنواع من الخضار أحضرها العرب من أوروبا الشرقية في العصور الوسطى, والبطاطس والطماطم أحضرته أوروبا مع رحلات فاسكو داجاما و كولومبس من أمريكيا اللاتينية وشوهدت البطاطس لأول مرة في يد الأطفال في اسبانيا ومن ثم باقي أوروبا , والذرة والتبغ والباذنجان عرفه العربُ لأول مرة في العصور الوسطى عن طريق أوروبا وأوروبا عرفته عن طريق اسبانيا التي نقلته السفن الاسبانية من أمريكيا اللاتينية وبعد ذلك نقله العرب إلى أراضيهم وقبل ذلك لم يشاهده أي كاتب أو أديب أو رحّالة مستكشف في يد أي طفل لا في الحارات و لا في الشوارع والطرق ولم تدخل المطابخ أي حبة بطاطس قبل ذلك أو بندورة , وال(مندرين) أو ما تعرفه عندنا باسم(مندلينا) هي فاكهة صينية الأصل أحضرها يوسف أفندي للسلطان محمد علي وزرعها في حديقة شوبرا بالقاهرة وكانت هذه أول مرة يعرفُ فيها العرب وأفريقيا هذه الفاكهة ويوسف أفندي أطلق عليها لأول مرة لقب(طوسون) نسبة لأحب أبناء السلطان محمد علي إلى نفسه ولكن محمد علي أصر على تسميتها بإسم يوسف أفندي وذلك سنة1830م.

وحين وصل الأرز إلى بلدان الخليج العربي كانوا يخافون منه لاعتقادهم أنه نبات سام فكانوا يطعمونه للحصان ولا يأكلونه.

ومن الطبيعي أن الزراعة مسألة جدلية بين علماء نشوء الحضارات ولكن الكل متفق على أن التقدم الزراعي يعتبر أهم عامل حاسم من عوامل التغيرات في البنى الاجتماعية وأهم عامل من عوامل الانفجار السكاني, ففي المناطق التي لم تمارس فيها الزراعة تكون المدينة أو الدولة أصلا تعتمد على النهب والسرقة وعدد الوفيات فيها كثير , أي أكثر من الدول أو المدن المجاورة لها والتي تعتمد على الزراعة, والزراعة لا تعمل على توفير فائض الإنتاج من الغذاء وحسب ,وإنما تدل على تطور العلوم والثقافات وبفضل الزراعة عرف مؤسسوا الحضارات القصص الخيالية عن الآلهة والخلق وتجدد الحياة والبعث والموت ومثل تلك القصص لا يمكن أن تولد في صحراء الربع الخالي غير الزراعية, ولكن ومع كل ما تجلبه الزراعة من تقدم لذلك عرف السريان وأهل المناطق الزراعية ديانات البعث والحساب والموت وقيام الإله وهم الذين غذوا البشرية بشتى أنواع القصص الخيالية وكانت كل قصصهم عبارة عن آداب فيها روح عظيمة تسري مسرى الشمس ومسرى المطر ,غير أن المجتمع المهيمن والمسيطر لم يكن المجتمع الزراعي المستقر بل المجتمع الذي أسس الفوضى والحروب من أجل السيطرة على منابع الري ومصادر الغذاء الجاهز وسرقة التراث الديني والأدبي من يد منتجيه الأصليين, وهو ما عرف بإسم حروب البدو والفلاحين, ولم تكن لتلك الحروب سياسة الاستقرار أو السيطرة الكاملة على الأراضي الزراعية بل كانت فقط تسرق المنتجات وتعود إلى مواقعها في الصحراء وتنتظر للعام القادم من أجل إعادة الكرة مرة أخرى, ولهذا اتصف العرب البدو بالكرم نظرا لأنهم لا يتعبون ولا يعرقون ولا يعملون للحصول على الغذاء.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الجنسية
- التسامح الجنسي
- المسموح ممارسته والممنوع التحدث عنه
- في المثلية الجنسية
- في العلاقات الجنسية والأسرية
- الصلاة هي الفارق بيننا وبينهم
- أنسنة الإنسان
- بعيدا عن الواقع
- وفاء سلطان,كل عام وأنت بخير
- العقيدة,القبيلة,الضرائب
- ما هي الرومانسية؟
- كلمات لم يستعملها العرب
- أفلام قديمه ومحروقه
- الاسلام على حقيقته
- ليس لدي منصب أستقيل منه
- ادارة الأزمات
- اقتراح توفيق الحكيم
- أفكار سخيفة
- عزيزي القارئ من فضلك أقلب الصفحة
- البحث عن السعادة


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - البطاطس والطماطم لم يعرفهما القرآن