أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - رسائل المرحوم الشاعر عزيز السماوي إلى الروائي سلام إبراهيم















المزيد.....



رسائل المرحوم الشاعر عزيز السماوي إلى الروائي سلام إبراهيم


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 17:18
المحور: الادب والفن
    


الصفحة الأولى



رسائل المرحوم الشاعر عزيز السماوي إلى الروائي سلام إبراهيم






تعد الرسائل منذ القدم الوسيلة الحميمة لتفريغ المشاعر. وكانت الوسيلة الفعالة الوحيدة في تلك الأزمنة للتواصل بين الأحباب سرا وبين المسافر وأهله، بين الأصدقاء، وبين الأعداء أيضا. ووجد العديد من الكتاب والروائيين بشكل الرسالة ومضامينها تقنية في العديد من الأعمال الروائية. والرسائل بهذا الشكل أو ذاك تنقل أحاسيس الناس والأوضاع الشخصية والعامة والمواقف زمن كتابتها وخصوصا بين الأدباء والمفكرين. وهذا لا يعني أن غير الأدباء لا يكتبون رسائل ذات دلالة بل بالعكس وجدت بمئات الرسائل التي وصلتني خلال العشرين سنة الأخيرة من مختلف المستويات التعليمية مادة حيوية عكست مشاعرهم بعمق والأوضاع النفسية والعامة للمحيط وفيها من التفاصيل والأحداث ما يصلح لكتابة العديد من النصوص بالإضافة إلى قيمتها الأدبية.

في منتصف التسعينيات من القرن الماضي وصلتني رسالة من أبن أختي يحكي فيها عن وضعه وأوضاع المدينة والناس زمن الحصار راصدا فيها التغيرات البنيوية التي طرأت على الشخصية العراقية وما أصابها من خراب نفسي مع تهدم منظومة قيم كاملة بسبب العوز والخوف. كما هي علقت عليها وبعثتها إلى الزميل "عبد جعفر" ونشرت في مجلة كانت تصدر في لندن آنذاك أسمها "المهاجر". لم نذكر أسمه طبعا.وأبن أختي ليس أدبيا.

عملية كتابة الرسالة بحد ذاتها عملية حميمة وخصوصا الرسائل المتعلقة بالمشاعر كرسائل الحب والصداقة والأهل بما فيها من شكوى وصياغة لشؤون الروح بالكلمات.

مع التطور التكنولوجي الهائل أصبح للرسائل طعم أخر والرسالة تأتيك برمشة عين عبر البريد الإلكتروني.

في هذا الباب سأحاول نشر الرسائل التي فيها قيمة أدبية وإنسانية مع التعليق وسرد الظروف المحيط بكتابتها كي لا تصبح لغزا لدى القارئ. اخترت في هذا العدد إحدى رسائل صديقي الشاعر عزيز السماوي الذي مرت ذكرى وفاته الثالثة قبل أيام. وهنا أطرحها كنموذج أتمنى أن تصل المجلة رسائل من هذا النوع مع تعليقات صاحبها، رسائل صداقة، رسائل حب، رسائل أدبية فيها مواقف، رسائل عامة ناس فيها قيمة معرفية أو أحداث درامية، رسائل شهداء قضوا من أجل الحرية، رسائل من وإلى الأهل في الغربة والوطن، رسائل عداوة على شرط أن تحجب الأسماء الصريحة.



قصة الرسالة:



الرسالة وحدها لا تستطيع التواصل مع القارئ. إذ أن الكثير مما قد يشير إليه كاتبها يبدو غير مفهوم إلا للمرسل والمرسل إليه. لذا يصبح من العسير على الأديب استخدام الرسالة في النص مثلا دون سرد الأحداث التي تكون مبرر لكتابة الرسالة. وهذا ما فعله في نصوصه كثيرا الروائي المصري أدور خراط مثلا. هذا في حالة رسائل مفردة، لكن العديد من الكتاب الكبار بنى رواية كاملة من الرسائل. كإحدى روايات دستويفسكي وهي عن علاقة حب يائسة بين سكير متشرد وفتاة يتزوجها ثري نعرف من خلال رسائل العاشق السكير تفاصيل العلاقة وأحداث الرواية التي يرصدها بواسطة الرسائل الموجهة إلى المعشوقة. هذه المقدمة ليس لها علاقة بما سأذكره عن رسالة عزيز السماوي، فلست بصدد كتابة نص يتضمن الرسالة، لكن سقتها حتى أبين أن نشر الرسالة هكذا دون قصة ودون ذكر تضارب المواقف حول قضية بين صديقين يجعل القارئ يلقيها جانبا بعد عدة أسطر.

قبل أن أعرض مبررات الرسالة ولا سيما أنه جاءت رداً على رسالة بعثتها للمرحوم لابد من المرور بسرعة وكثافة عن علاقتي بالعزيز عزيز السماوي. عزيز يكبرني قرابة تسع سنوات ونشأ في محلتي "حي العصري" بالديوانية. وتربط عائلتينا علاقات عميقة كونهما من العائلات المعروفة بنضالها الوطني وذات الهوى اليساري منذ أربعينات القرن الماضي وهو ما يشير إليه السماوي في رسالته. مع بدء نضجي الأدبي والسياسي وتعرفي على صديقي الشاعر علي الشباني الذي كان لتوه خارجا من سجن الحلة حيث قضي قرابة ست سنين في أواخر الستينات، توطدت علاقتي بعزيز السماوي الذي كان وقتها قد أنتقل إلى بغداد ـ الطوبجي ـ كونه صديق الشباني التاريخي وهذا ما سوف يشير إليه أيضا عزيز في رسالته. طوال السبعينيات تواجدت في بغداد في الجامعة والعسكرية كنت دائم اللقاء بعزيز فتوطدت علاقتنا الروحية والثقافية وكان حريصا على إطلاعي على كل قصيدة جديدة يكتبها ويلح على سماع رأيي فيها. وكنت رغم حداثة سني صريحا ومباشرا وهذا المبدأ لم أحِد عنه في يوم ما. وكان يزور المدينة ـ الديوانية ـ فيشعل جوها الثقافي وكان شديد الرعب من البعث ويصرح بالجلسات والحوار مع الشيوعيين المتحالفين وقتها أنهم مجرد قتلة لا يتورعون عن إغراق العراق بالدم وسيفعلونها. لا أريد الإطالة، لكن أريد الإشارة إلى أن هروب عزيز السماوي من العراق عام 1978 ليس لأنه كان منتميا لحزب لكنه موقف أخلاقي محض. والموقف الأخلاقي يهم عزيز جدا وهذا ما سيلمسه القارئ في نص الرسالة. المهم لم أرَ عزيز منذ هروبه، سمعت أنه في الجزائر يعمل مدرسا، وأنا بقيت ولي قصة أخرى لا أريد سردها هنا، تزوجت واعتقلت مرارا وسقت إلى جبهات الحرب مع إيران، هربت ثم التحق إلى كردستان وحيدا. عدت سرا اختفيت. واضطررت إلى العودة إلى وحدتي العسكرية، ثم هربت مع زوجتي تاركا أبني الوحيد وقتها في الديوانية، ثم عشت التجربة كلها إلى الأنفال وقبلها أصبت بقنابل الغاز الكيماوي، ثم معسكرات اللجوء في تركيا وإيران، ثم سوريا، فموسكو، فالدانمارك مستقري الأخير. في سوريا حصلت على عنوان عزيز السماوي من الصديق الشاعر والكاتب " كريم عبد " فكتبت له رسالة طويلة مفصلة فيها تفاصيل ومواقف من التجربة كلها والتي سوف يشير إليها في رسالته ـ كون رسالتي ظلت تبكيه هو والعزيزة أم مخلص زوجته لفترة طويلة. وبمبادرة منه بعث بـ 400 دولار عن طريق منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الشام. سأعود إليها لاحقا. بعد استقراري في الدانمارك تواصلنا عبر رسائل مكثفة ومتقاربة. كان العزيز عزيز يتجشم عناء شديدا وهو يكتب بسبب ضعف بصره وأمراضه الكثيرة التي يصفها وصفا أضحكني كثيرا إذ يقول " أنها غير متفاهمة مع بعضها" في نص الرسالة.

هنا أصل إلى موضوع هذه الرسالة.

كنت على العكس من عزيز السماوي دائم الصلة مع الأهل والمعارف في مدينتي والعراق لأسباب معروفة، كوني خروجي قريب.. وطوال فترة وجودي في كردستان كنت أتبادل مع الرفاق المتسللين سرا إلى بغداد ومدن الجنوب الرسائل والصور. في إيران وسوريا لم تنقطع الصلة.. لذا وصلتني العديد من الرسائل من صديقنا المشترك "علي الشباني" الذي بقى في العراق، فأرسل لي الشباني ديوانه الوحيد " أيام الشمس" طالبا مني ومن أصدقائه في المنفى طباعته وباسمه الصريح، وهذا أربكني وأركبنا حقا. وصار الحوار مع عزيز حول هذا الموضوع، وكان من أشدّ المعارضين لأن قصائد علي الشباني صريحة وواضحة في موقفها من النظام والبعث رغم رقيها الفني ويستطيع القارئ الإطلاع عليها في عدد نصوص عراقية الخاص بالقصيدة العامية العراقية. وكنت وقتها حائرا بين إصرار علي الشباني وشدة معارضة عزيز السماوي. وللعلم فأن أشعار الشباني منعتها الرقابة في العراق عام 1975. فكتبت رسالة إلى عزيز عن عدم قناعتي بمبرراته متوكئا على علي كونه يعيش في العراق ويلح كي يطبع الديوان وباسمه الصريح علما بأن ديوان عزيز " لون الورد والثلج بالليل " نشر مع دراسة كتبها علي الشباني نشرها عزيز مع الديوان باسم "سالم الفرات" ومن الصدف العجيبة والتي أشرت إليها في مقال عن هذه الظروف الملتبسة نشرته في المجلات الأدبية أنني عثرت على هذا الديوان في مكتبة قاطع بهدنان للحزب الشيوعي العراقي في زيوة خلف العمادية وفيها " لون الثلج والورد بالليل" الذي كنت قد قرأته مخطوطا في عام 1978 ودراسة "علي" التي قرأتها أيضا مخطوطة في السنين اللاحقة.

وقتها يبدو أنني كتبت إلى عزيز رسالة فهم منها أنني أشكك في موقفه الرافض كليا نشر قصائد علي الشباني باسمه في صحف المعارضة العراقية، وفي فهمه جانب كبير من الدقة إذ كنت وقتها منزعجا من شدته وبالتأكيد ظهر ذلك في رسالتي التي من المؤكد أن عائلته تحتفظ بها إذ أخبرني أنه يحتفظ بكل رسائل الأصدقاء لأنه يراها حسب تعبيره وثائق. لكن إذا كان لابد من شيء أود إيضاحه فهو أن موضوع إعادة الـ 400 دولار ليس لها علاقة بمشكلة نشر قصائد علي الشباني. إذ كنا قد قررنا أنا وزوجتي أن نعيد كل من سلفنا مبلغا وقت الشدة كنوع من رد الجميل، لكن عزيز الشديد الحساسية رفض ذلك بأباء كما سيلمس القارئ بنص الرسالة نبل منظومة مفاهيم السماوي حول الصداقة وحميمية العلاقة والموقف من النقود كقيمة تسود الحضارة الآن، ليس الحضارة كمفهوم عام لكن وبوضوح في أصغر تفاصيل العلاقة البشرية في العلاقة الزوجية حيث خربت هذه المعضلة عائلات وضيعت أطفال وأجيال.

المهم عزيز الحبيب ربط بين الرسالتين وحسنا فعل إذ منحنا رسالة أدبية ذات قيمة أخلاقية وفكرية كشفت عن رجل نادر في هذا الزمن الذي انهار فيه كل شيء الأخلاق والمثل.. وهذا أيضا ما سوف يشير إليه عزيز في نص الرسالة وهو يتحدث عرضا عن وضعه البشري وظروف معيشته في لندن.. وهو يؤشر عن زمن الرسالة وقت انهيار اليسار الديمقراطي العراقي، فشل الانتفاضة وسقوط الاتحاد السوفيتي وجو النميمة في المنفى وعزلته.

سيجد القارئ في الرسالة العديد من المواضيع التي تعكس زمنها، أوضاع العراقيين في المنفى أوائل تسعينات القرن الماضي، الجو في الوسط السياسي والثقافي، وسط النخبة المنفية، لمحات من تاريخ اليسار النضالي في التجربة العراقية المعاصرة، لمحات ذكية تشي بموقف عزيز الأخلاقي من الصداقة لكنها أيضا تفضح جانبا عميقا من التجربة الكفاحية في الإشارة إلى دفاعه عن تجربتي في كردستان أمام هجوم من صديق له لم يذكره طبعا فعزيز نبيل جداً، وأهجس أن من عناه عزيز في الرسالة حيا قد يقرأ هذا الكلام وهو في لندن. فتجربة كردستان النضالية مريرة في جانبها الاجتماعي، فالكل تشوه في خضمها رغم شدة نقائه بسبب العزلة والحصار وتوافر جو النميمة بنفس القدر التي ألمح إليها عزيز في المنفى.. وهذه التفاصيل سوف يجدها القارئ في نصوصي الروائية القادمة، لاسيما أنني لم أكن حزبيا.

من جانب أخر الرسالة لإنسان شاعر ومثقف عراقي كبير يعاني من وضع صحي متدهور أشار إليه.. حتى يحس المرء أن عزيز يكتب وصايا لا رسائل.. هذا ما تأكد لي ونغم رسائله المختلف المشغول في العراق والموقف الأخلاقي.. والتشبث الصوفي في الموقف وكأنه يدعو دعوة الحلاج في زمنه.. هذا يجده القارئ واضحا في نص رسالته وهو يقول بعد أن يستعرض وحل الحاضر:

" الأجواء مناسبة للنميمة والقيل والقال.. والنفاق المكشوف بسبب الانهيار العام في المثل وعدد الأحزاب والعمل في الجرائد المختلفة والإذاعات.. والخلافات القديمة.. والإحساس العميق بلا جدوى كل شيء.. خاصة بعد الانتفاضة وسقوط الاتحاد السوفيتي والخيبات المتلاحقة.. ولا يمكن الصمود بوجه هذه الأحوال.. إلا باليقين العالي.. والصبر العميق والانتماء للمستقبل.. والعزلة التي تسمح بمشاهدة الأمور بشكل أوضح"

هذا من جانب أما من جانب أعمق أتمنى على القارئ تمعن كلمات عزيز السماوي بعمق وهو يخاطب صديقه يعتبره هو الآخر بلغة شديدة الشفافية عميقة دقيقة وموضوعها عنيف إذ يفترض المرحوم أن صديقه يسوء الظن فيه.. تأمل أيها القارئ رهافة حس ولغة السماوي وهو يطلب الصفح من صديقه لأنه وصف نفسه بالوفاء مثلا أو أي صفة عميقة مشابهة.

لدي الكثير لكن سأتوقف عند هذا الحد الذي أتصوره أنه كافٍ كي يفهم قارئ لا يعرفني ولا يعرف المرحوم الشاعر والمثقف الكبير عزيز السماوي رسالته الحميمة والعميقة والواضحة وضوح مشاعر عزيز في حياته.



ترد في الرسالة العديد من الأسماء قد تربك قارئها.. سأوضح ذلك بما يلي:

1 ـ أبو كفاح: سلام إبراهيم

2 ـ أم كفاح: المناضلة ناهدة جابر جاسم زوجة سلام إبراهيم

3ـ وطفاء: ابنة عزيز السماوي

4 ـ أم مخلص: زوجة الشاعر

5 ـ مخلص: ابن الشاعر

6 ـ الشهيد كفاح: هو كفاح إبراهيم رسام وطالب في الجامعة التكنولوجية ببغداد أعتقل عام 1980 أبلغ في 1983 عن إعدامه لم تسلم جثته ولم يعثر عليها في المقابر الجامعية بعد سقوط نظام صدام، وكان كفاح له علاقة قوية وحوارية مع عزيز السماوي. وهو الأخ الصغير لسلام إبراهيم

7 ـ سعدي عبد اللطيف: مترجم ومثقف عراقي معروف.

8 ـ أبو سرحان " ذياب مشكور" شاعر غنائي عراقي فقد عام 1982 في بيروت ولم يعرف مصيره لحد الآن.. وقد كتب العديد من الأغاني المشهورة مثل " بنادم " التي غناها حسين نعمة وغيرها من الأغاني الشهيرة في السبعينيات.

9 ـ أبو حسام: مهندس صديق عزيز يبدو أنه عمل معه في الجزائر فترة إقامة عزيز في سكسيده.

10 ـ عبد الرحمن الابنودي: الشاعر العامي المصري الأشهر

11 ـ طارق ياسين: شاعر عامي وروائي وناقد عراقي رحل سريعا 1938 ـ 1975 سيذكر عزيز كيف عبر عن حزنه للعالم حينما مات، أما في نفسه فذاك سر من أسرار الدرويش عزيز السماوي.

12 ـ كاظم الركابي: شاعر غنائي عراقي صديق مشترك لنا من أشهر قصائده " مناجل" ظل في العراق وتوفى قبل وفاة عزيز بأشهر. أتصل عزيز تلفونيا يخبرني بوفاته، وبعد أيام توفى يعرب الزبيدي، ثم عزيز. وكاظم كان صديقا حميما لنا وكان لا يحب السياسة ولا التحزب وتوازن في حالة عجيبة إلى موته دون أن يحسب على أي جهة سياسية إذ بقى أمينا للشعر والحب والغناء. وهو صاحب العديد من الأغاني الجميلة.

13 ـ فهدا الأسدي: القاص الستيني العراقي المعروف.

14 ـ فاضل العزاوي:الشاعر والروائي العراقي المعروف

15 ـ عبد القادر الجنابي: الشاعر العراقي

16 ـ زهير الجزائري: الروائي والصحفي العراقي المعروف.

وهاكم النص طالعوه بحب وبهدوء مفردة.. مفردة.. جملة.. فجملة.. فكرة.. ففكرة.. لرجل شاعر ومثقف عراقي مات قبل زوال الطاغية.. حتى ندرك الدرك الذي نحن فيه.. كمثقفين مغيبين تماما من المشهد.











8 ـ 9 ـ 1994 لندن



أخي الحبيب أبو كفاح



تحية اعتزاز ومودة..



أتمنى أن تكون أيها الغالي أنت والعزيزة أم كفاح بصحة جيدة وسعادة.. راجيا لكم الموفقيه والمسرة الدائمة.. وأعتذر عن تأخير هذه الرسالة.. بسبب الأوضاع الصحية ونقل وتأثيث البيت وأعداده.. أي البيت الجديد وهو دائم.. شقة في الطابق الأول أي بعد الأرضي مباشرة.. ويوجد بها مصعد.. ومحروسة بشكل رائع.. ويحيط بالعمارة الكبيرة أربع كاميرات مستمرة التصوير.. وهي على مرتفع شمال لندن.. ولحسن الحظ لم أكن قريبا من العراقيين؟..ورغم الصحة المحاصرة بأمراض غير متفاهمة مع بعضها البعض.. فأني وبمساعدة أحد الأصدقاء والبلدية.. قد تم ترتيب عموم الشقة.. وهنا في لندن تكون الشقة الجديدة أو السكن الدائم خالٍ من أي شيء بما في ذلك الصبغ والكاربن " فرش الأرض " أما الأثاث فهي غالية جدا جداً.. ولكن ترتبت الأمور بشكل معقول للغاية.. وذهبن وطفاء إلى المدرسة وهذا هو اليوم الأول.. وبدأت حياتنا تقريبا تسير بشكل عادي.. بالإضافة إلى ترتيب الغاز، والماء، والكهرباء، والتلفون الجديد.. وإصلاح الأمور الأخرى.. الثالثة إن كون العمارة على مرتفع في شمال لندن له فائدة كبيرة خاصة إلى أم مخلص وكما تعلم فهي مصابة بتليف في الرئة، والهواء النقي له فائدة رائعة بالنسبة لها لأنها تحتاج إلى أكبر حجم من الهواء الصافي.

أخي الحبيب أبو كفاح:

لقد استلمت مع رسالتك الأخيرة مبلغاً قدره 400 دولار وقد اندهشت لهذه الطريقة في تحويل المبالغ.. وهي خطيرة وغير قانونية وسبق لي أن وقعت في خطأ عندما حولت إلى مخلص 200 دولار وضاع المبلغ. استلم الرسالة خالية من النقود.. وأنا أكتب هذه الرسالة أتذكر قولا جميلا لزعيم الصين التاريخي " ماو " يقول: "نحن لا نقّوم الاعوجاج باعوجاج". إن هذه العبارة برسالتك الأولى.. التي احتوت على تشكيك في مصداقية علاقتي مع صديق العمر " علي الشباني" وأنت تعرف عمق هذه العلاقة التي عمرها أربعة وثلاثين عاماً.. من الود والتقدير والاحترام.. والمواقف المشتركة سواء سياسية أو أدبية.. وأنت تعرف ذلك جيدا.. وهذا التشكيك في المصداقية المذكورة.. هو الاعوجاج الأول.. أما الاعوجاج الثاني.. هو إرسالك للمبلغ المذكور بهذه الطريقة السريعة.. سيما أنك أيها الحبيب أخبرتني مرات عديدة حول هذا الموضوع.. ولم أكن بحاجة له.. ولم أرسله لك كتسليف أو دين أو أي شيء من هذا القبيل فأنا أكبر من ذلك بكثير.. وكي تعرف هذه الحقيقة فأنا لم أستلم أي مبلغ منحته للأصدقاء حتى كتابة هذه الرسالة بما في ذلك الأصدقاء المتواجدين هنا في لندن.. وأزيد للإيضاح أو الأصدقاء داخل العراق أو سوريا، وبلغاريا وهنكاريا.. وإيطاليا.. وروسيا وغيرها فأنا أحب الأصدقاء.. إلى حد غير معقول.. إلى حد المعاناة والبكاء الساخن وأنت واحد منهم.. وبعيداً عن العواطف الظاهرية لقد بكينا عليك أنا وزوجتي أم مخلص ليس لمرة واحدة بل عندما استلمنا رسالتك قبل أربع سنوات.. لأني ما زلت أتصورك صغير سناً وإن التجارب المدمرة والمميتة التي تعرضت لها أنت والعزيزة أم كفاح.. وغياب الشهيد كفاح.. والحرب وكردستان والغاز الكيماوي، والجوع والمرض.. والحيرة.. إزاء المستقبل وما يحمل من أسرار.. وبعيدا عن العواطف مرة أخرى بكينا بدمع ساخن يا سلام.. وعليك أيها الغالي أن تقدر رجولتي واعتباري وجسارتي في حب الآخرين والدفاع عنهم وبالوسائل المختلفة.. وأنا أيها العزيز بحاجة لك أكثر مما بحاجة إلى أي مبلغ.. وقد كتبت لك صرخة رامبو في الرسالة الأولى التي بعثتها لك.. يقول " أنا هو الآخر " وذكرت القول الحميم للشاعر الأسباني روفائيل البرتي " الشعر هو الصداقة " لذا أقول لك أيها الغالي وقعت في خطأ أخر معي.. وهو " الاعوجاج الثاني " كما يقول "ماو " ورغم حبي الكبير للآخرين لكنني ومنذ سنوات في لندن أحاول قدر الإمكان أن أضع مسافة بعيدة بيني وبين الآخرين لأن وضع العراقيين هنا.. متشابك بالضد والضد المقابل.. والأجواء مناسبة للنميمة والقيل والقال.. والنفاق المكشوف بسبب الانهيار العام في المثل وعدد الأحزاب والعمل في الجرائد المختلفة والإذاعات.. والخلافات القديمة..والإحساس بلا جدوى كل شيء خاصة بعد الانتفاضة وسقوط الاتحاد السوفيتي.. والخيبات المتلاحقة.. ولا يمكن الصمود بوجه هذه الأحوال.. إلا باليقين العالي.. والصبر العميق والانتماء للمستقبل.. والعزلة التي تسمح بمشاهدة الأمور بشكل أوضح.. وبالنسبة لي فأنا بعيد عن خنادق العلاقات ومحاورها.. لأسباب عديدة أولها الخطر على الشخصية، ولا أرغب في مثل هذه الأجواء التي تشيع الكره والعداوة.. لذا نجدني بين وبين الكتاب والكتابة.. سيما أني حصلت على جهاز خاص بالقراءة يتناسب مع حالة العينين وهو يشبه التلفزيون ويكبر الحرف أكثر من 25 مرة.. وقابل للتوضيح والتصغير أيضا وأنا مسرور بهذا الجهاز وهو من البلدية مجانا.. وإن ثمنه غالٍ حيث يصل إلى أكثر من 3000 دولار.. ويجد بجوار العمارة بار جيد ومكتبة عامة.. وسوف أنشغل في ذلك على العموم بالإضافة إلى الهم الدائم وهو هم التعبير والكتابة.. أما أكثر الناس زيارة لي هما العزيزان " سعدي عبد اللطيف " وأعتقد أنك تعرفه من العراق.. وهو عديل " أبو سرحان " والثاني " أبو حسام " وهو صديق عراقي رائع.. مهندس مدني كان معي في مدينة واحدة لمدة عشر سنوات وفي حي واحد.. أما الآخرون فالزيارات خفيفة وخفيفة للغاية والتلفون يحل العديد من المشاكل بين الآخرين.. ولكنني مع هذا لم أشعر بالوحشة.. سيما عمري يقترب من الثالثة والخمسين في يوم 20 ـ 12 ـ 1994 ( لذا أرجو أن نشرب كأسا في صحتي ليلة 20 ـ 12 رغم الاعوجاجين أيها الغالي ). إن هذا السن يكون مثقل بالتجارب والحكمة الحياتية.. وعلينا جميعا.. قولا الذي لا يمكن أن يقال.. من أجل الحقيقة والناس.. سوف أرسل إليك في الرسالة اللاحقة تسجيل لحوار مع الشاعر " عبد الرحمن الأبنودي " وهو يعاني من عدم وجود تجربة تقوده إلى الكتابة.. وكأنه في حلبة وحده على حد تعبيره.. فتذكرت العراقيين وهم يموتون من ثقل المعاناة والتجارب المريرة.. يموتون جوعا على أغنى أرضٍ في هذه الدنيا..

أخي الحبيب أبو كفاح:

أرجو أن تقبل إيضاحي وعتابي بروح عالية وبعيدا عن الزعل وغيرها.. وأنا معتاد مع جميع الأصدقاء.. أن أوضح وأعاتب من أجل أن تكون النقاط على الحروف.. وكي لا تختلط الأوراق.. وتضيع الأمور بالمجاملات والرسائل الأخوانية التي تمس سطح العواطف العابرة.. سيما أنك تعلم علم اليقين بعمق علاقتي مع الغالي " أبو صمد ".. وقد واجهت أصدقاء وأخوان وحزب ( يقصد عزيز الحزب الشيوعي العراقي ) إلى حد التجافي والقطيعة من أجله أثناء الحياة سواء داخل السجن وفي الحياة العامة.. وأني أيضا أحب وأعتز بجميع الشعراء الطيبين منهم على وجه التحديد: علي الشباني، طارق ياسين، أبو سرحان، كاظم الركابي وغيرهم.. ولم أدخل في منافسات تافهة مع أي واحد منهم لأني أعتقد كما يقول المثل الإنكليزي " الربيع لا يأتي بوردة واحدة ". وتذكر أنت أني حزين وبالقميص الأسود لمدة سنة كاملة على غياب الراحل طارق ياسين... ولا أريد من خلال ذلك أن ألوي ذراع الحديث باتجاهك.. عمداً.. ولكنني أقول وبصدق عال.. أنك قريب إلى نفسي ولك مكان في القلب لاعتبارات صداقية وعائلية واجتماعية أيضا.. فأنا أعرف جميع أفراد عائلتك الذين من عمري.. وكانوا معي في السجن وفي حي واحد.. ومدينة واحدة.. بالإضافة إلى أننا جلسنا كثيرا وشربنا مع العزيز أبو صمد والأصدقاء الآخرين حتى أصبح لكل واحد منهم مكان في الروح والذاكرة.. وبعيدا عن المجاملة فقد تحدثت كثيرا عنك وفي جلسات عديدة مع أصدقاء لم ترهم بعد مهم: " عبد جعفر"، " أحمد ناهد" و " عبد جاسم الساعدي " وأوضحت علاقة العائلة بالفكر الماركسي والتاريخ النضالي لها.. وتصديت للعديد ممن حاولوا أن يشوهوا تجربتك في كردستان، وهذه الأقاويل تزداد كلما أزداد نشاطك الأدبي، فعليك أن تدرك ذلك.. ومن جراء الدفاع عنك.. حدث برود بيني وبين أحد الأصدقاء.. ويعتقد بأني أدافع عنك لأنك صديقي وحسب.. أخبرته أن لا تكون الأمور مجزأة.. يجب أن تؤخذ كاملة.. من العائلة.. إلى المواقف السياسية.. إلى النص الإبداعي.. والسيرة الكفاحية كاملة.. فهي بيئة وملك لشخص واحد مر بها وعاشها بنفسه.. ولا أريد أن أقول أكثر من ذلك.. لا لشيء.. بل لأن سلوكي إزاء الآخرين بهذه الروحية.. وهذا الصدق.. وأسمح لي بهذا القول.. عن نفسي..

أخي الحبيب سلام:

لا يمكنك أن تقدر حجم فرحي عندما علمت بأنك في دمشق رغم المرارات التي عشتها في الحرب وكردستان.. والجوع والمرض.. وأسمح لي بهذه التسمية فرح.. لأني أرغب أن أسمع إلى أوجاع ومعاناة وأسرار أحد الأصدقاء القادمين من مدينة الديوانية والعزيز أبو صمد والآخرين.. وبهذه المناسبة أتمنى أن يصلني منك كل ما يمكن الحصول عليه من شعر شعبي قديم وحديث وخاصة للأعزاء، علي، أبو سرحان، كاظم الركابي،طارق ياسين.. وأنك وعدتني بإرسال العديد من القصائد.. لأني ربما أكتب كتابا خاصا بذلك ولكن النصوص غير متوفرة كفاية. أضع رجائي مرة أخرى.. والشيء بالشيء يذكر.. لقد ترمت رقم تلفوني وعنواني عن طريق الأردن للعزيز " أبو صمد ".. وحاولت الحصول على عنوانه بدون جدوى.. ولا يسعني في نهاية رسالتي هذه إلا أن أقول لك إذا كنت مقتنع بعدم الخطورة على مصير " أبو صمد " في نشر شعره باسمه أو أي أسم مستعار أو بدون أسم.. يمكنك أن تقوم بذلك.. وترسل القصائد المتوفرة لديك إلى الصحافة العراقية في المنفى.. ولا يسعني في هذا المجال سوى التحفظ لأني أيها الغالي لا أملك " وكالة عامة " بقصائد العزيز علي وربما يكون رأيك هو الصحيح.. ولكني أعود فأقول.. خذ لي موافقة منه وأنا مستعد لطبع مجموعته الشعرية مع دراسة نقدية.. مرفقه معه.. وعبر الشباب من أقاربك.. يمكن معرفة ذلك سيما أنك على اتصال دائم عبر التلفون والرسائل.. وإذا توفر لديك تلفون البيت أرسل الرقم وأني سأبادر في ذلك.. وبأقرب وقت.. وهذا كل ما لديّ بخصوص نشر قصائد العزيز " أبو صمد ".. وبالتأكيد سيكون دعم لحركة الشعر الشعبي الحديث.. وإغناء للحركة الثقافية بصورة عامة.. وعليك أن تتصرف بما تراه مناسبا وأخبرني بذلك مع الود..

أخي الحبيب سلام:

سأرسل إليك في رسالة لاحقة ما يلي:

1 ـ كاسيت حوار مع عبد الرحمن الأبنودي.

2 ـ قصة قصيرة يقال عنها رائعة " الراضوع " لفهد الأسدي.

3 ـ حوار مع الشاعر فاضل العزاوي.

4 ـ رد عبد القادر الجنابي على زهير الجزائري في مجلة فراديس.

ـ أرسل ما لديك من قصائد نادرة ومقالات وقصص.

وأخيرا تحياتي مرة أخرى راجيا قبول صراحتي من أجل أن تكون العلاقة صافية وصريحة وواضحة وتتجوهر مع الأيام..

ودمت لي

أخوك

عزيز السماوي

العنوان الجديد





ملاحظة: أسف إذا كنتَ بحاجة إلى المبلغ المرسل أو أكثر بقليل يمكن أن أحول ذلك ولكن ليس عن طريق البريد.. سيما أنك أخبرتني بتحويل مبلغ إلى الأهل في العراق وإن أختك في الأردن.. أخبرني أيها الغالي دون إحراج أو تردد مع الود..



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الشاعر – علي الشباني – إلى الروائي سلام إبراهيم2 أليست ...
- رسائل الشاعر علي الشباني إلى الروائي سلام إبراهيم
- نجمة البتاوين رواية العراقي شاكر الأنباري - سجل يوثق فنياً ا ...
- جُمهورْ، وما أبقى هنا، وتطوير الثورة العالمية!.
- في باطن الجحيم – رواية -
- تتبع جذور النص
- يوميات العراق والمنفى – 5 - ظهر – هذا التراب المر.. حبيبي –* ...
- يوميات العراق والمنفى -3 – عشيقة علي الشباني، والكآبة، والمد ...
- يوميات العراق والمنفى 2- ميم – الداعر واللذة والحرب والتوبة ...
- يوميات العراق - الموت والصدفة والضجيج -
- الصحفيون، والمثقفون والكتاب والفنانون قاطعوا صحافة الأحزاب ا ...
- أخوض بلا
- عن رواية - الحياة لحظة - لسلام إبراهيم _ حوار خالد بيومي – ا ...
- موواويل ودراميات وأبوذيات للشاعر علي الشباني
- حب، خاطر مكسور، وذرة ضائعة
- رسائل حب
- لا معنى للتفاصيل والغمر
- ماذا والجنة
- شاعر عراقي شاب متمرد أسمه – مالك عبدون –
- مع الأكراد والقردة فوق الجبل..!!


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - رسائل المرحوم الشاعر عزيز السماوي إلى الروائي سلام إبراهيم