أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تبدل أشكال التعبير السياسي للجماعات














المزيد.....

تبدل أشكال التعبير السياسي للجماعات


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 15:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لم يُثَر موضوع بروتستانتية ليونيل جوسبان عندما ترشح لانتخابات الرئاسة الفرنسية في عام2002،رغم أن البروتستانت لايشكلون سوى1%من السكان،وهو أمر لم يتم التطرق إليه أيضاً طوال السنوات الخمس السابقة للانتخابات الرئاسية عندما كان جوسبان رئيساً للوزراء:كانت هناك صورة فرنسية معاكسة في عام1685عندما قام الملك لويس الرابع عشر بطرد مئات آلاف البروتستانت الفرنسيين(الهوغنوت)،ومعظمهم من الصناعيين والتجار ،إلى جنيف وجنوب انكلترا،وأحرق كنائسهم ومدارسهم.
كان الفاصل بين هذين التاريخين الفرنسيين يتضمن يوم14تموز1789عندما بدأت الثورة الفرنسية التي قامت،على مدى عشرات السنين،بانتاج رسملة وتحديث وعلمنة شاملة،أدت إلى جعل التعبير السياسي لايتم،كماجرى طوال القرنين السادس والسابع عشر،من خلال الهوية الدينية- الطائفية لكل من البروتستانت والكاثوليك،وإنما عبر أحزاب لاتمت لتلك الهوية بصلة،وينخرط فيها المواطن الفرنسي بعيداً وبمعزل عنها. في بلدان عربية عديدة،حصلت مسارات معاكسة لماجرى في فرنسة:تأسست في البحرين عام1955حركة عروبية الاتجاه اسمها "هيئة الاتحاد الوطني"كانت عابرة للسنة والشيعة،وكان أحد قياداتها رجل الدين الشيعي الشيخ علي كمال الدين،وفي نفس السنة نشأ التنظيم الشيوعي البحراني:"جبهة التحرير الوطني البحرينية"،وكانت كذلك من حيث قاعدتها الاجتماعية،وهو ماانطبق حتى أواخر السبعينيات على "الجبهة الشعبية لتحرير البحرين"التي انبثقت في1972من رحم "حركة القوميين العرب".لم تستطع تنظيمات اسلامية سنيَة،كالاخوان المسلمين،أواسلامية شيعية بدأت السلطة في المنامة بتشجيع ظهور تعبيراتها خلال السبعينات،أن تقف أمام تلك التنظيمات العروبية أوالماركسية اليسارية،فيما منذ أواسط الثمانينات بان أن التوزع السياسي البحريني هو،وبمعزل عن مستقلين موالين للسلطة من الطائفتين، هو أساساً بين اسلاميين شيعة وأصوليين سنَة،قبل أن ينضاف إليهما السلفيون في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين.أيضاً نجد في العراق مساراً مشابهاً:حتى نهاية الخمسينات كان المشهد السياسي العراقي موزعاً بين عروبيين(حزب الاستقلال والبعث،وكان قائد كلاً منهما،أي محمد مهدي كبة وفؤاد الركابي،من الشيعة)وشيوعيين،واتجاه اشتراكي ديموقراطي أقرب لليبرالية مثلَه الحزب الوطني الديمقراطي بزعامة كامل الجادرجي.خلال عامي 1959و1960نشأ (حزب الدعوة) والتنظيم الاخواني العراقي:(الحزب الاسلامي)،وقد كانا في حالة توأمة فكرية - سياسية،وأحياناً تنظيمية،وضعتهما في حالة مشتركة ضد الشيوعيين والبعثيين.منذ يوم9نيسان2003توزعت الحياة السياسية العراقية،أساساً،على تنظيمات سياسية غير عابرة ل"المكوِنات"العراقية الثلاث:الشيعة، والسنَة العرب،والأكراد،وحتى من يدرس تركيب"القائمة العراقية"بنوابها91 في برلمان2010يلاحظ أن90%منهم من السنَة العرب.
خلال العقود الثلاثة الماضية في البحرين والعراق ،حصل هذا التوزع السياسي،وفقاً للطائفة أوالإثنية، وهو ماانعكس في مجالات الاقتصاد والاجتماع والثقافة.ترافقت هذه الظاهرة في البلدين مع نشوء حكم اسلامي شيعي في ايران شكَل ظاهرة ملهمة فكرياً للتنظيمات الشيعية العراقية(حتى لحزب الدعوة الذي كان بفترة من الفترات على علاقات مع شاه ايران وعلى تباين مع الإمام الخميني أثناء إقامته في العراق)والبحرينية،وكان ظهيراً سياسياً لهما ضد سلطتي بغداد والمنامة.في الوقت نفسه،كان دخول اليسار الماركسي،عالمياً وعربياً،في حالة جزر عاملاً مساعداً على نمو التنظيمات الشيعية بعد أن كان الشيوعيون العراقيون،وكذلك اليساريون الماركسيون البحرينيين،يحتلون وضعية قوية عند شيعة العراق والبحرين،وهو ماينطبق على حزبي البرزاني والطالباني،حيث أدى ضعف الحزب الشيوعي العراقي منذ النصف الأخير من السبعينيات إلى نمو هذين الحزبين الكرديين بالتوازي مع نمو (حزب الدعوة)،بعد أن كان نفوذ الحزب الشيوعي العراقي منذ الأربعينيات يجعله ولعقود ثلاثة الحزب الأقوى في الوسطين الشيعي والكردي.
في حالة تفكك الكيان السياسي اليوغسلافي، حصل تطابق بين المكوِن القومي ،أوالديني،وبين التعبير السياسي،بحيث لم يكن الأخير عابراً للمكوِنات: لاتوجد هذه الظاهرة في بلدان متعددة التكوين الديني،أوالإثني،كان فيها التمييز ضعيفاً(المغرب مثلاً بين العرب والبرير)وهو ماأدى إلى أن توجد أحزاب سياسية مغربية ذات تمثيلية قوية للعرب والبربر ولأن تكون الأحزاب البربرية ضعيفة،بعكس الجزائر.في الهند توجد حالة شبيهة بالمغرب حيث تمثيلية المسلمين موزعة على أحزاب ،مثل(المؤتمر)و(الشيوعي)، ذات انتشار قوي في التركيبة الاجتماعية الهندية،ولايعطون أصواتهم لأحزاب اسلامية أوتخص المسلمين كفئة رغم وجودها،وعندما أمرت رئيسة الوزراء الهندية أنديرا غاندي باقتحام (المعبد الذهبي)للسيخ ،وقتلت من أحد حراسها السيخ إثر ذلك في عام1984،فإن حزب(أكالي دال)السيخي هو الذي فاز في انتخابات البرلمان المحلي لولاية البنجاب ذات الأكثرية السيخية لأول مرة وآخر مرة في عام1985.
في حالات ،كالعراقية والبحرينية حيث اللااندماج الاجتماعي عالياً،أوفي حالة التذرر للكيان السياسي كماحصل في يوغسلافيا أوائل التسعينات، تتبدل أشكال التعبير السياسي،فتنتقل من الشكل الأيديولوجي العابر للمكوِنات والجماعات في البلد المعني،حيث يمارسها الفرد المواطن بناء على مصالحه الاقتصادية - الاجتماعية متجاوزاً حدود جماعته الفئوية والإثنية،لكي يكون هناك انحصاراً وتماهياً بين التعبير السياسي والجماعة،ولكن ،وكما في الحالة الأولى عندما يكون الشكل السياسي الأيديولوجي العابر للمكوِنات والجماعات محمولاً مع محتوى اقتصادي- اجتماعي- ثقافي،فإن هذا المحتوى يكون محمولاً أيضاً مع الأشكال السياسية الفئوية والإثنية.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور الاقليمي التركي
- مساهمة تحركات الشارع العربي في رسم صورة اقليمية جديدة
- من الليبرالية القديمة إلى الجديدة
- «الكومنترن» الشيوعي و «القاعدة» الإسلاموية: نهاية بائسة للتن ...
- سوريا1970-1982 : بناء السلطة الشمولية وتداعياته
- سوريا الستينيات : مرحلة العبور إلى السلطة الشمولية
- صعود المسألة الاجتماعية إلى سطح السياسة العربية(تونس نموذجاً ...
- مستتبعات فكرية لزلزال الشارع العربي
- الولايات المتحدة واستخدامها للمبادىء في السياسة الخارجية
- صعود قوة المجتمعات أمام السلطات الحاكمة
- في حصرية دوافع السياسات الداخلية وراء الثورة المصرية
- واشنطن واهتزاز الحليفين شاه ايران وحسني مبارك
- الترجمات المحلية لتبدل التوازن الاقليمي
- هل نحن أمام بداية النهاية لاستهداف مصر ودورها؟!-
- علامات موجة ديموقراطية عربية متفاوتة المظاهر
- الجغرافية المتقلصة للسودان
- حركة شعبية بلاأحزاب أطاحت بالحكم التونسي
- المصريون والسودان
- السودان:تصدع البيت المشترك للعرب والأفارقة
- البيئة الخارجية للنزعة الانفصالية


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تبدل أشكال التعبير السياسي للجماعات