أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الفرق الشاسع بين موت صدام حسين وموت الشيخ زايد وياسر عرفات














المزيد.....

الفرق الشاسع بين موت صدام حسين وموت الشيخ زايد وياسر عرفات


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1015 - 2004 / 11 / 12 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التاريخ لا يرحم السفلة وعرّة القوم وان تأخر حكمه الى حين

لست بصدد تعداد مناقب واعمال شخصيات عايشناها وتابعنا اعمالها مثل الشيخ زايد او الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بقدر ما نريد توضيح مقولة التاريخ لا يرحم وان طال الامد..
الدكتاتوريون الذين جاءوا عبر التاريخ كان لهم تاريخهم الحافل بالسادية وتفريغ الحقيقة من حقيقتها المعروفة وذلك بالبساها ثوباً من قشرة البصل الرقيق متى كانت الريح قوية تهاوت القشرة وظهر اللب ناصعاً غير ملوث ولعل كل متابع لهذه القضية يشعر الآن كم ان هذه المقولة صحيحة فلم تغفل في اللحظة المناسبة من تفريغ الكم الهائل من التشوية الذي خلقته الدكتاتوريات واحاطت نفسها به، لم تُغفل تلك الاعمال القذرة اللاخلاقية التي مورست في عهودهم ضد شعوبهم ومدى وقاحتهم وسفالاتهم وهم يحاولون تشويه الحقائق حتى التاريخية منها لأجل صالحهم ومن أجل ملذاتهم الشخصية وتعطشهم للسلطة والقوة والسعي المبرمج لتدمير الناس..
التاريخ الذي لا يرحم الأخطاء والنواقص والاعوجاج قد يكون رحوماً دافئاً مع اولئك الذين يساهمون بهذا القدر او ذاك بأعمال ايجابية من اجل خدمة شعوبهم وبلدانهم، ولن اقول او اسهب بالحديث عن ما فعله وقام به صدام حسين منذ ظهوره على المسرح السياسي فقد كتب عنه الكثير، لكنني اود ان اوضح صورة لموقف معين قد يكون غير مستطرق لحد هه اللحظة.. وهو الاحترام لذات الشخص في ذاته ومن قبل الاكثرية.
باعتقادي ان الثلاثة ماتوا بصورة مختلفة غير متاشبهة في الشكل لكنهم في جوهر الموت تساووا مع بعضهم كونهم لم يعد لهم وجود في الحياة كاحياء يرزقون .
الشيخ زايد مات بعد عمر طويل فقد كرس جله لخدمة بلده ومصالحه بالقوت نفسه، بحيث كان يضع نصب عينه مصالحها وتقدمها في اوليات همه كزعيم لدولة وشعب حتى تكللت جهوده بقيام دولة الامارات، ومن يزور هذه الدولة الآن سوف يجد مدى التطور والعمران الكبيرين في هذه البلاد ، وسوف يقر باعماله وقيادته وحبه لبلده وحب شعبه وبلده بالمقابل، وان اختلف معه في الفهم السياسي او الايديولوجي او الديني وسوف يقر أيضاً ان هذا التطور والعمران والكم الهائل من البناء لكي تكون هذه الدولة حضارية وعصرية ناهضة من روح وشكل البداوة والعشائرية والتخلف الاقتصادي والسياسي والصناعي وغيرهم دلالة على حب هذا الرجل لشعبه ووطنه.
اما ياسر عرفات الرجل الذي جاهد من اجل ان تكون القضية الفلسطينية محور عالمي لا يغيب ولو لحظة عن اذهان العالم فله مناقب كثيرة الى جانب سلبيات هي الاخرى ليست بالقليلة لكن الشافع لهذا الزعيم الوطني انه كان دائما يسعى من اجل هدف نبيل وهو اقامة الدولة الفلسطينية.. والعودة الى تاريخ حياته الخاصة والعامة فسوف يجد المعايير الراسخةعلى تفرده بهذا الكم من الاخلاص لشعبه الفلسطيني ووطنه فلسطين وحبه العميق لهما، ومن تابع صموده الاخير في معتقله الذي اجبر عليه من قبل القوات الاسرائيلة المحتلة سوف يجد القيم الاخلاقية والنضالية والتصميم والاصرار على الاستمرار وعدم الرضوخ.
من يستطيع ان ينكر هذا الكم من الحقائق الناصعة والبيضاء كراية ترفرف عالياً فارضة نفسها على الجميع.
صدام حسين اصبح رئيساً لدولة غنية جداً وشعب كبير في قدراته النضالية وتاريخ زاهر بالتضحيات.. جاء وهو يحمل الحقد والكراهية لهذا الشعب وهذا الوطن، والا كيف يمكن ان نفسر عودة العراق والشعب العراقي في زمنه الى بداية القرن العشرين، الجوع والفقر والامراض والجريمة والدعارة والهجرة والتهجير .. الا من مظاهر كذابة حاول بها تشويه الحقيقة.
كيف نفسر الحروب الداخلية ضد الشعب واستعمال الكيمياوي وبناء المعتقلات وهذا الكم من المقابر الجماعية في كل انحاء العراق تقريباً؟
كيف نفسر حرب الثمان سنوات ضد ايران والخسائر البشرية التي انتجتها هذه الحرب؟ كيف نفسر احتلال دولة الكويت وهي دولة عربية وتشريد شعبها الشقيق؟ كيف نفسر الحصار الاقتصادي الذي فرضته الامم المتحدة وبمساعدته لكي يخضع الشعب العراقي برمته الى ارادته وتعطشه السادي للدماء ويبني له سجن كبير لا يمكن الخروج منه؟ كيف يمكن ان نفسر مئات الاعدامات والاغتيالات وامتلاء السجون والاستهتار بفرض قوانين قراقوشية تجعل من الانسان مسخاً يتحرك كرابوت وحسب برنامج خطط له؟ كيف نفسر اصراره الأخير على البقاء في دست الحكم ةعدم التضحية بالكرسي فقدم العراق على طبق من فضة للاحتلال والهيمنة الاجنبية وما يجري في الوقت الراهن ؟ وكبف نفسر ونفسر ونفسر....... الخ
فهل كان صدام حسين يكره الشعب العراقي لهذه الدرجة العمقية من الحقد؟ اقول نعم..لأن الشعب العراقي كان يكره لحد اللعنة على الرغم من كل شيئ فخلال متابعاتي لكثير من الاعمال الاجرامية والدكتاتوريات لم أجد رئيس دولة يكره ويحقد على شعبه بمقدار حقد وكراهية صدام حسين للشعب العراقي.
مات الشيخ زايد وشيع من قبل شعبه واصدقائه بما يليق به وحزنت دولته وشعبه عليه كما شاركتها العشرات من البلدان هذا الحزن.. ومات ياسر عرفات بعد عمر نضالي طويل وهو محط اهتمام العالم وسوف يشيع كرئيس دولة وكقائد وطني في حركة التحرر العربية والعالمية. وحزنت
ليست دولته وشعبه ودول وشعوب عديدة فحسب وانما حتى بعض اعداء له كانوا يختلفون معه بالرؤيا والسياسي
مات صدام حسين في " سبتتنك" منذ ان القي القبض عليه كفار من العدالة
فلم يحزن عليه سوى نفر مخدوع او البعض ممن كانت مصالحه مرتبطة به مات وان كان مازال حياً يرزق بعدما وثقوا يديه وغطوا عينيه كرجل خائف ذليل لم يحترم لا ذته ولا ذات من ناصره على دكتاتوريته، بقى حياً لكنه مأفون غير مأسوف عليه ينتظر محاكمته لكي يلقى القصاص العادل، فإذا اعدم او مات أو بقى حياً فهو اصبح من سفلة التاريخ الذي لا يرحم من امثاله مهما طال الوقت ومهما شوهت الحقيقة..
مات وكأنه شيئ سيئ على الناس التخلص من آثاره بعدما سجل التاريخ له تاريخاً اسوداً يضاهي طغاة ودكتاتوريين ومجرمي الحرب وستبقى الاجيال تتذكره كما هو الحال لجميع من لقبهم التاريخ بالقتلة اللانسانيين.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكرار الأحداث في التاريخ -مرة كمأساة ومرة ثانية كملها’ - حقي ...
- المصالح المشتركة في كل زمان ومكان هي الاساس في التعامل التكت ...
- القيامة الخاصة
- رد على السيدة صون كول جابوك / تلعفر همزة وصل للسيدة صون كول ...
- حماس الاسلامية الفلسطينية تريد تحرير العراق من ابنائه
- التغييب القسري لمفهوم الانسان والايديولوجية بمفهومها الانسان ...
- من يدري ؟
- مقترح مسودة لائحة الجرائم العظمى لصدام والفقرة الخجولة حول ا ...
- لا تنتظر
- وصرنا نصيح الخلاص
- قوافي نشيد البلاد
- اعلام مُضَلِلْ واعلام مُضَلَلْ الجزيرة والعريبة ساعة ما يسمى ...
- التدخل في شؤون لبنان بحجة التواجد السوري اهانة للشعب اللبنان ...
- ما زلت أتذكر محاضرة عن - البرجواوية - للشهيد عبد الجبار وهبي ...
- كيف يمكن معالجة عقدة كراهية الكرد والحقد عليهم..؟ ثم لماذا ه ...
- بعد التوقيع علـــــــى الــ ( 5 ) نقاط
- دعوة السيد علي السيستاني للزحف نحو النجف الاشرف
- بلدي كردستان *
- هل انتهت المجزرة ؟ أم هناك مجازر أخرى وصولاً للمجزرة الشاملة ...
- لا ...... ليست الحرب


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الفرق الشاسع بين موت صدام حسين وموت الشيخ زايد وياسر عرفات