أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عامر - مصر واوهام الثيوقراطيه














المزيد.....

مصر واوهام الثيوقراطيه


عبدالله عامر

الحوار المتمدن-العدد: 3404 - 2011 / 6 / 22 - 21:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصر واوهام الثيوقراطيه
تداخلت المفاهيم كثيرا حتي اصبحت اشبه ما تكون بالضبابيه وتضاربت الاراء حتي صار كل راي علي طرف نقيض من الاخر . فالصراع ما زال قائما بين الاسلاميين من جهه والعلمانيين والليبراليين من جهه اخري وكل طرف منهما صار كمن يؤذن في مالطه فبينما يدعو الاسلاميين الي دوله اسلاميه يرفض العلمانيين والليبراليين هده الدعوه تحت مسمي الدوله المدنيه ويحتدم الصراع وما إن تخرج الدراسات التي تؤكد قدره الاسلام علي اقامه دوله حديثه حتي تخرج دراسات اخري مضاده تظهر انه لا دوله دينيه وصار الامر اشبه بالسفسطات التي تثبت الشيئ ونقيضه وعلي هذا فان فصل النزاع اصبح شئيا لا مناص منه كيما نصل الي ارض مشتركه ننطلق منها سويا لان احد اهم مبادي الحوار الوطني بين التيارات في مصر الان اصبح انه لا حوار .
ان الدوله التي يرفضها التيار العلماني وكذلك ترفضها كل التيارات بما فيها الاسلاميين هي دوله الثيوقراط . وكلمه ثيوقراط تتكون من شقين الاول هو ثيو اختصار لكلمه ثيولوجي اي علم اللاهوت المسيحي والشق الثاني هو قراط واصلها كراتوس اي حكم وترجمه الكلمه هي الحكم بالحق الالهي المقدس . وظهر هذا النمط من الحكم في اوروبا في العصور الوسطي حيث كان الحاكم يدعي انه يحكم باسم الله في الارض وبدراسه تبعات هذا الامر نجد ان صلاحيات الحاكم في هذا الوقت كانت غير محدوده ومطلقه - باطلاق الله الذي كان – يدعي خطئا – انه يحكم باسمه – لايحدها دستور ولا قواعد العقد الاجتماعي الذي سقط وسقطت مبادئه بانتهاكات الحاكم واستخدامه لادوات القمع الذي كان واحدا من اهم اساليبها الدين والارهاب الفكري الذي مارسه المأجورون من رجالات الكنيسه الذين حرموا الاعتراض علي مايري او حتي مجرد مناقشته . ولم تكن تبعات هذا الحكم ممتده الي السياسه وحسب بل ايضا الي العلم الذي تدهور حاله وليس خافيا علي احد تجريم الطب باعتبار المرض عقاب من الله او تحريم نظريه دوران الارض لكوبرنيكوس لمخالفتها الكتاب المقدس . وعلي هذا فان الحكم الثيوقراطي مرفوض بكل المقاييس ولا يمكن ان يدعو به احد من اي التيارات ولا حتي من الاسلاميين .
والمشكله في مصر هي تخوف التيار العلماني من تلبس الاسلاميين لعباءه الثيوقراطيه وسط اتهامات للاسلاميين باستغلال الدين في خطابهم السياسي - بالشكل الذي يجذب الاغلبيه الساحقه من ابناء الشعب البسطاء- والرجعيه والغرق في اغوار الراديكاليات الجامده وما الي ذلك من الاتهامات المتبادله بين الطرفين . ولكن تبقي حقيقه واحده هي ان الخلفيه الثقافيه في مصر لايمكن ان تكون باي حال من الاحوال هي نفسها في التي في اوروبا لان النظريه في العلوم الاجتماعيه تفصل بنسبيه هذه العلوم وبالتالي نسبيه ما يتصل بها من افكار وايديولوجيات اي انه ما يمكن في اوروبا قد يستحيل في مصر والمنطقه العربيه وبالتبعيه فان تطبيق الاتجاه العلماني لنظريه الدوله في مصر يفتقر الي هذه الواقعيه التي تقول ان الثيوقراطيه الاوروبيه تختلف اختلافيا جذريا عن نظريه الدوله الحديثه ذات الهويه والمرجعيه العربيه الاسلاميه التي يمكن ان تقوم في مصر . ان الفكر العلماني في اوروبا جاء مناسبا تماما لحاله الاضطهاد الديني – الذي مازال قائما – والتراجع الفكري والعلمي كحركه فكريه مضاده تهدف الي التنوير والاصلاح وانتشال اوروبا من غياهب الجهل التخلف ويظهر هذا جليا في استهجان التيار العلماني الاوروبي للفكر الديني المسيحي في اوروبا الي حد قصر الدين علي الكنيسه باعتبار الفكر الديني في اوروبا فكرا متخلفا غارقا في اصوليته الجامده بل وتنطبق عليه كل الاتهامات التي كيلت خطئا للاسلام والاسلاميين في مصر . والحاله المصريه تختلف تماما عن تلك النظره التي ينظر بها العلمانيون الي المجتمعات باعتبارها ظاهره مطلقه فيطبقون النظره التي نظر بها علمانيو اوروبا علي المجتمع الاوروبي مثلها تماما في مصر دون مراعاه للاطار الثقافي والديني المحدد للمجتمع المصري الذي يرفض استهجان الدين بالشكل الذي تدعو اليه العلمانيه باعتبارها " الحكم علي ماهو نسبي بما هو نسبي " والدعوه بانتفاء المطلقات او علي الاقل جعلها في حد ضيق يرتبط فقط بالميتافيزيقيات . ولكن بالنظر الي الاطار الثقافي المصري نجد انه مجتمع محافظ شرقي متدين لا يمكنه التنمط مع هذه الافكارالتي تصلح بشكل معين في سياق زمكاني معين . اما بالنسبه للاسلام فهو لا يحمل هذه النظره الكهنوتيه التي تضفي حاله من القدسيه علي رجال الدين من فهو دين مستنير لا يمكنه صنع هذا الديكتاتور الذي صنعته الثيوقراطيه الاوروبيه بل انه يحتوي علي المبادئ الاساسيه التي يمكنها ترسيم خارطه تكون البدايه لصناعه دوله حديثه ذات مرجعيه اسلاميه وهويه عربيه ولعل المثل في تركيا وماليزيا ليس خافيا علي احد وواضح تماما حيث ان كلا من الدولتين احتفظ بالهويه التي تبددها العلمانيه وانطلقا في الطريق الي الحداثه .وبهذه النظره التوضيحيه للامور من وجهه نظر حياديه تحليليه يمكن القول بان قيام الدوله الحديثه في مصر امر ممكن ولكنه مرهون بموائمه هذه الدوله لاحتياجات المواطن المصري النفسيه والفكريه والثقافيه وكذلك اتجاهاته الايديولوجيه دون العمل علي استجلاب قوالب الفكر الاوروبي الجاهزه التي من شانها العمل علي تحويل مصر الي دوله ممسوخه الفكر والاتجاه .
عبدالله عامر
في 23- 6 -2011



#عبدالله_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميدان وانتحار الايديولوجيات


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عامر - مصر واوهام الثيوقراطيه