أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - لا تصرخ أيها الجاحد وأنا أذبحك , فسكينى من ذهب!














المزيد.....

لا تصرخ أيها الجاحد وأنا أذبحك , فسكينى من ذهب!


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3404 - 2011 / 6 / 22 - 19:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا تصرخ أيها الجاحد وأنا أذبحك , فسكينى من ذهب!
كما أن طول انطباق الفم يورث الخُلوف (رائحة الفم الكريهة), كذلك فإن تكميم أفواه الناس يورثهم الجبن والعجز. وأُرغم المسلمُ على أكل لسانه للحفاظ على عنقه .ولم يكن من الغريب أن يصدِر أحدُ الخلفاء مرسوما سلطانيا " بترك الخوض فيما لا يعني واشتغال كل أحد بمعيشته عن الخوض في أعمال أمير المؤمنين وأوامره ( هو الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله , انظر المقريزي – اتعاظ الحنفا )ومن ذلك الوقت أصبح الجامع بلا حصانة , ولم يعد بيت الله , بل بيت , مجرد بيت يُدفن فيه الدراويش , ويجمع الأفاقون من صناديق نذوره الأموال الطائلة , بل وإذا لزم الأمر يُذبح المعارضون تحت منبره (تم ذبح المعارِض الجعد بن درهم في ليلة عيد الأضحى بالكوفة في المسجد وتحت المنبر )
وتفتقد الثقافة الإسلامية الموروثة فكر المناقشة والتحاور, واسمع مشايخنا وهم يتحاورون في التلفاز, تراهم يتصايحون ويسفه بعضهم البعض , مع أنهم جميعا يقرأون الآية الكريمة :" ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " النحل 125 .
وكان الخلفاء الأمويون يختمون أعناق المسلمين من الموالي كما توسم البهائم والمواشي . ولما جلس مسلم بن عقبة والي المدينة من قِبل الخليفة يزيد بن معاوية (رضي الله عنه وعن أبيه) , في مسجد رسول الله لأخذ بيعة أهل المدينة , كان يبايعهم على أن كلا منهم عبد قِن (والعبد القِن هو الذي مُلِك هو وأبواه) لأمير المؤمنين يزيد بن معاوية , ولم يستثن من ذلك غير الحسين حفيد المصطفى صلى الله عليه وسلم , الذي بايعه على أنه أخوه وابن عمه .

ذات يوم , خطب عمر بن الخطاب فقال :" يا أيها الناس , إني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم , ولكني أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسننكم ويقضوا بينكم بالحق , ويحكموا بينكم بالعدل فمن فُعل به شىء سوى ذلك فليرفعه إليَّ , فوا الذي نفس عمر بيده لأقصنه منه . فوثب عمرو بن العاص فقال: " يا أمير المؤمنين , أرأيت إن كان رجلا من أمراء المسلمين على رعيته فأدب بعض رعيته إنك لتقصه منه ؟ قال :" أي والذي نفس عمر بيده إذن لأقصنه منه , وكيف لا أقصه منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتص من نفسه ؟ ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تجمروهم فتفتنوهم , ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم .
وكان الوالي على البصرة من قِبل معاوية بن أبي سفيان هو عبد الله ابن عمرو بن غيلان , وبينما كان يخطب في المسجد إذ رماه رجل بحجر تعبيرا عن اعتراضه , فألقي القبض على الرجل وقُطعت يده , وما كان لهم أن يقطعوا يدا في غير حد السرقة وبلا محاكمة, ولما استغاث الرجل بالخليفة معاوية , قال: " لا سبيل إلى القود من نوابي ولكن الدية " ودفع للمقطوع الدية من بيت المال (ابن الأثير والبداية والنهاية) .
كذلك لما رمى بعض الناس الحجارة على زياد ابن سمية وهو يخطب على المنبر, وكان معاوية قد عينه واليا على الكوفة , أمر بغلق باب المسجد والقبض عليهم جميعا ثم قطعوا أيديهم وكانوا بين ثلاثين إلى ثمانين رجلا , وهو قطع غير قانوني تم تحت سمع وبصر الخليفة (الطبري وابن الأثير).
وفي خلافة عمر بن عبد العزيز أصدر أوامر مشددة إلى ولاته ألا يجلدوا مسلما أو ذميا ولو جلدة واحدة بغير الحق , وأمر ألا تطبق عقوبة القتل أو قطع اليد دون الرجوع إليه شخصيا (الطبري وابن الأثير ).وفقيه السلطان لا يفُتْه أن يدلي دلوه في كل مناسبة ليدفع عن سيده وولي نعمته , فاسمعه يقول مُعلِما الناس بالطريقة التي ينصحون بها سيدهم السلطان , يقول : " وينبغي لمن صحب السلطان- فليس لكل الناس أن يقوموا بواجب نصيحته وإنما ذلك لصحبته المقربين - أن لا يكتم عنه نصيحة , وإن استثقلها , وليكن كلامه له كلام رفق لا كلام خُرْق , حتى يخبره بعيبه من غير أن يواجهه بذلك !! ولكن يضرب له الأمثال , ويخبره بعيب غيره ليعرف عيب نفسه(العقد الفريد), وما أدري كلاما ينضح بصَغار النفس وسقوط الهمة مثل ذلك الكلام ! وبرُخَص طاعة المستبد التي أفتى بها فقيه السلطة , مضى الناس في طريق الخنوع وكأن الفقيه أراد لهم "الاستنعاج" , فكان له ما أراد , ولم يستردوا بعدُ فحولتهم !
كان ذلك مقتبسا من كتاب كتبناه قبل تفجر الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا, وما أشد سعادتي أن خاب ظني بدوام استنعاجنا , ولم يخب رجائي في استعادة فحولة شعوبنا .



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللهم يتّم نساءهم واجعلهم غنيمة لنا
- القسيس والقيصر
- شرب القهوة وارتداء (البرنيطة )حرام!
- المواطن في دولة الظلم مركوب ومحلوب
- لعبة تسييس الدين وتديين السياسة
- حظر المظاهرات إلا للاحتفال بختان ابن الرئيس
- العباقرة والإبداع والبطش
- ليس هذا هو الدين وإن قصوا الشوارب وأعفوا اللحى- أو من أبطأ ب ...
- في الدول الاستبدادية تفقد مؤسسات الدولة شرفها
- لقد بصق الكاهن على الدين بدلا من أن يقبله
- لا يمكن اعتلاء ظهوركم مالم تنحنوا:
- خانقاواتنا وجامعات أوروبا :
- هذا هو محمد وهذا هو المسيح
- العقل المسالم والتعليم السلمي
- القطة تعض والنار تحرق- أو الاسترهاب بالمقدس
- نقائص العقل العربي
- فشل نظامنا التعليمي هو الحارس الأمين لخيبتنا
- لا يجوز طباعة القرآن بآلة الطباعة ,لأن المطبعة صنعها الكفار
- إن بطشي أشد من بطش الله –هل ترضى أن يحكمك مَن هذا عقله؟
- اضحك مع الصوفية , فشرُّ البلية ما يُضحك :


المزيد.....




- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - لا تصرخ أيها الجاحد وأنا أذبحك , فسكينى من ذهب!