أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فرياد إبراهيم - الأنكليز والأمريكان يداعبان الإخوان














المزيد.....

الأنكليز والأمريكان يداعبان الإخوان


فرياد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3404 - 2011 / 6 / 22 - 16:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عندما كانت الثورة المصرية في اوجها وبينما كان مبارك ومعه حزبه وحكومته يترنح كالسكارى تحت ضربات الملايين، زارت وزيرة الخارجية الامريكية والبريطانية مصر واجتمعا بأحمد شفيق . بعد الزيارة بيومين أُعلن عن تشكيل وزراة حسني مبارك الجديدة الذي نقل مقر عمله من القاهرة الى شرم الشيخ بحجة المرض والنقاهة. يبدو ان الوزيرين قد امليا على شفيق منظومة الوزارة الجديدة.
ومن هذا المنطلق أهبت بالجماهير والشباب المصري في حينه في مقال لأن تحتشد ( من الآن فصاعدا) امام مقر الحكومة ورئاسة الوزراء كلما جاء احد من المسؤولين الكبار الغربيين وخاصة البريطاني والامريكي للإجتماع بالحكومة المصرية الحالية او اللاحقة وأن يهتفوا بملأ فيهم في وجوههم: ارحل، ارحل.
وكتبت ( كل مسؤول غربي يزور القاهرة هذه الأيام مشبوه ويأتي ليقدم رشاوي مقابل تسليم البلاد اليهم. فان بريطانيا - صديقة القذافي القذر وهي الأكثر قذارة- هي الآن بصدد تدبير مؤامرة واجهاض الثورة ونسفها برمتها. وأول خطوة الى النسف بدأت بإبقاء الوزراء الثلاثة : الداخلية، والخارجية، والدفاع-أخطر الوزارات واهمها - في مناصبهم .)
ان هاتين الدولتين كانتا ولا تزالان تستغلان وتستعمران الشعوب بتسليط الدكتاتوريات عليهم من اجل تأمين مصالحهم وإطلاق اياديهم في نهب خيرات الشعوب المقهورة. فهذا هو أحدث أنواع الأستعمار، واشدها فتكا وتنكيلا بالشعوب من الإستعمارين القديمين: العسكري والأقتصادي.
فالدولتين العريقتين في نهب ومص دماء الشعوب وضعتا بالامس ايديهم في يد سفاح ليبيا ، وبين الحين والآخر اسمع تصريحات –مبطنة مداعبة ومدغدغة - لمسؤولين أمريكيين مفادها ان واشنطن لا تعارض بل تشجع دورا أكبر للإخوان على الساحة السياسية المصرية الجديدة والمشاركة الفعالة في أية حكومة قادمة أوحتى لو تسلموا السلطة في مصر. وقد سمعهما العالم كيف ابدوا مخاوفهم مرارا من الأخوان قبل سفرة مبارك الميمونة للأستجمام في المنتجع الصيفي الذي يسيل له لعاب شعوب اوربا.
هنا يظهر حجم الدور الخفي الذي تلعبه واشنطن الآن وما تحاك مستقبلا من مكائد و كمائن في طريق الشعوب المتحررة والذين هم في طور التحرر ، وما تنصب لهم من شباك وفخاخ على مسارمطالبتهم بالديمقراطية والتقدم وحياة كريمة آمنة مستقرة مضمونة مستقلة سياسيا واقتصاديا عن سلطان الغرب وعبيدها الحكام المستبدين.
أن الأسلام الأمريكي كان إذن ولا يزال ورقة و ذريعة وأداة (بروباكندا الأعلام) في إستغلال الشعوب المسلمة من قبل الأستعمار القديم الحديث وفي نفس الوقت في تشويه سمعة المسلمين المعتدلين.
فالغرب وخاصة بريطانيا وامريكا لا تزال تتعامل مع شعوبنا على المبدأ المكيافيلي: الحاجة – الغاية- تبرر الوسيلة.
وها قد دفعتها الحاجة اليوم الى مداعبة إخوان المسلمين وحتى حكام إيران. سمعت بأذني وزيرة الخارجية الأمريكية تقول في الوقت الذي كانت حكومة مبارك تتهاوى: ( قد نتباحث مع حلفائنا امكانية السماح لجمهورية ايران الإسلامية أن تلعب دورا اكبر في المنطقة لو دعت الضرورة إلى ذلك.)
انها إذن استعانة بالحمير لسد الفراغ الذي تركته الذئاب. والعاقل يدرك ما يكمن وراء هذه المداعبات التي تأتي في وقت تناقص ضخ النفط الليبي الى حد النصف وربما سيتناقص الى اقل بكثير في الايام التالية. وربما الى التوقف الكلي.
أنهم لا يهمهم طبعا سوى أن يأتي حاكم ينحني لما يملونه عليه من تعليمات واحكام وأيعازات على مبدأ ( نفذ ثم ناقش) حتى ولو كان ذلك على حساب موت نصف الشعب اليمني في كارثة إنسانية محتملة مدبرة من الغرب وبواسطة الكلب السعودي المسعور.
وزبدة القول ان الدولتين تفضلان حكومة اسلامية متخلفة بعد زوال الدكتاتوريات الوحشية ما دامت هذه الحكومات تسد الطريق امام اقامة حكومة ديمقراطية منبثقة من الشباب والمفكرين والواعين المتسلحين المتحصّنين بالعلم والمعرفة والنضج الفكري والوعي . لأن بروز العناصر الجديدة الواعية النزيهة على الساحة السياسية والملتحمة مع الشعب سوف يساهم حتما آجلا أو عاجلا في تقدم البلاد واستقلاليتها التدريجي في اتخاذ القرار بمعزل عن الدور والمشاركة الخارجية وتدخلها في رسم سياستها الخارجية والداخلية. وهذه الحقيقة هي التي ترتعب منها فرائص الغرب والشيطان الأكبر بالأخص!
فالغرب تفضل حكومة دكتاتورية غير المستندة على قاعدة شعبية والتي تستند مقومات بقائها على الدعم العسكري والتقني والأمني – والمالي- الذي تقدمه الحكومات الغربية اليهم وما توفره من حماية لهم ولثرواتهم المنهوبة إذا أزفت ساعة الرحيل. وبعد زوال الدكتاتورية فتريدها حكومة اسلامية. لأن هذه كتلك ترتبط مصالحها مع مصالح الغرب . طالما انها لا تمثل الشعب ولا طموحاته ولاتطلعاته وتقيد مسيرة تقدمه وتمعن في إذلاله وتخلفه وبقائه معتمدا أبدا على الدعم الخارجي راكعة متوسلة بما تقدم موائدهم العفنة من فتات الخبز . كما حصل للعراقيين الذين تناولوا ولا يزالون اصنافا من الطعام لا تصلح معضمها للأستهلاك البشري!!!
هذه هي الخطوط العريضة للسياسة الأنكلو- امريكية الجديدة لرسم خارطة الشرق الأوسط كما أظن- وأتمنى لو كنت مُخطِئا- في عصر سقوط الدكتاتوريات، والمبنية على مبدأ المثل السائر:

ألجَّحشَ لمّا فاتَك الأعيارُ.

حزيران -2011



#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُقد بَشّار قَاطِع الخَصَاوي
- ألكُرد بَينَ نَزعَة التَمَرّد والطّرَافَة
- الثورات وصمامات الأمان الامريكية
- الكِلابُ فِي نَعِيم وَالبَشَرُ فِي جَحِيم
- إنعتاق الكرد من عبودية الأسلام -تعليق ورد
- حِلف النيتو وإطالة عُمر القذافِي
- تحرر الكرد يتم بتحرره من الأسلام
- لولا السعودية...
- حِوار حَار بَينَ بُثينَة وَبَشّار
- ألنّحُو السَِياسِي ( باب - لولا )
- حِكَايَاتُ البُخَلاء
- النّحو السّياسِي - باب ( لو )
- خوف الأسد و مخلوف!!
- سرقات أدبية ل ( جبران خليل جبران)
- السعودية أم الخبائث
- أسَامَة بِن لادِن خَدَمَ أمريكا وَخَانَ الإسلام
- العَرب بين فكّي كمّاشة السّعودي والأيراني
- كَلامُنَا لَفظٌ مُفيدٌ كَاستَقِم*
- ومن القول ما أسرّا
- نِظَام السُعودِية يُعرقل مَسَيرة الثورات العَربيّة


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فرياد إبراهيم - الأنكليز والأمريكان يداعبان الإخوان