صالح إسماعيل قديح
الحوار المتمدن-العدد: 3404 - 2011 / 6 / 22 - 01:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"تحت عنوان الهروب إلي العدم"
جرت العادة بأن العامل القرابي هو الذي يلعب الدور الرئيسي في تفريغ طاقات الإنسان وهواياته وإبداعاته ، فهو الملجأ الآمن في حال تعرض الإنسان لأي قضية قد تواجهه ، أو حتى لأي نشاط ممكن أن يمارسه الإنسان في شتي المجالات خصوصاً في المجتمعات القروية المشهود لها بالعفوية والتلقائية والبساطة . ولكن هنا نحن أمام قضية مختلفة نوعاً ما ، فهذا العامل القرابي في المجتمع وخصوصاً في مجتمعنا الفلسطيني قد أصابه نوعاً من الخدوش جراء ما حدث وما يحدث فى النسيج الاجتماعي بشكل عام ، ففي هذه الحالة سيتجه الإنسان فينا إلي أي مؤسسة أو نادي أو جماعة من الجماعات لكي يحاول سد العجز الذي يشعر به فللأسف يهرب إلي شئ معدوم ، فلا مؤسسة ولا جماعات ولا نوادي يمكن أن يلجأ إليها الشخص "الهارب" . هذه القضية لها نتائج انعكست بشكل سلبي على أفراد المجتمع ، فنجد أفراد المجتمع وكأنهم بلا هدف يشعرون بعدم القيمة وعدم التواصل ، يفقدون الأمل في المستقبل كل ساعة وكل دقيقة ، إحساسهم بعدم انتمائهم إلي مؤسسات ونوادي ومراكز أفقدهم السيطرة على الخطوات بشكل صحيح وسليم ،
إن المجتمع الفلسطيني يفقد البوصلة والسيطرة تحت تأثير الفراغ الذي نعيشه ، حتى الإنسان الفعال والمعطاء والذي كان فعالاً في وقت من الأوقات بدت عليه علامات التجريد من هذا العطاء ، بدت عليه علامات الهرم في الأفكار والعادات والتقاليد والنقاشات ، والمتتبع لأحوال الناس سيجد أن الأمور أصعب وأخطر من هذا كله
الكاتب
صالح إسماعيل قديح
[email protected]
#صالح_إسماعيل_قديح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟