أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - اربع شهور من الدم والدموع والابتسامات البلهاء..














المزيد.....

اربع شهور من الدم والدموع والابتسامات البلهاء..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3404 - 2011 / 6 / 22 - 01:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يحتاج المرء الى اكثر بكثير من مجرد البلاغة والقدرات الخطابية لكي يستطيع ان يقف امام الناس مطالبا اياهم غض النظر عن بضع مئات من الجثث المليئة بالكدمات وآثار التعذيب او المصابة –في احسن الحالات –باصابات مباشرة بالرأس والصدر برصاص القوى الامنية التي يفترض بها حماية نفس اولئك المواطنين..وكثير من الجرأة قد تتطلبها القدرة على اخبار الامهات الثكالى بان عليهن يحتسبن ابنائهن وفلذات اكبادهن لوجه القيادة القطرية للحزب المقاد..وان لا يعدوهم الا كاضرار جانبية قد تكون مألوفة –ان لم تكن ضرورية- في خضم السير النضالية للقادة العظام..
خليط من عبارات مكرورة عديمة القيمة والوزن والتأثير كان هو الخطاب الثالث الذي كوره الرئيس السوري بشار الاسد من على مدرج جامعة دمشق وقذفه في وجه العالم الذاهل من تلك القدرة اللافتة على لوك واجترار نفس الوعد والوعيد الذي تضمنه خطابه الاول متجاهلا ان هناك الف وخمسمائة من الشهداء وعشرات الالوف من المعتقلين والمعنفين والهاربين الى خارج الحدود تفصل بين الخطابين..
اربع شهور من الحديد والنار لم تكن كافية ليكف الرئيس عن ممارسة هوايته في احالة جميع المشاكل والازمات العضال التي تخنق المجتمع السوري الى اللجان التي تتناسل وتتفرع وتتشابك وتشكل وتحل دون ان نرى ويرى معنا الشعب السوري الصابر المنكوب اي نتيجة لعملها..
لا امن ولا حوار الا بعد الاستقرار..يقول الرئيس..والاستقرار يحتاج الى ان يكف الشعب عن الاحتجاج..وكلام عن حساب عسير ينتظر من رفع السلاح في وجه الدولة..وعن المتسببين في اراقة الدماء..يضيفه الرئيس مبرئاً ومبرراً لقواته ومرتزقته افراطهم في الولوغ في دماء الجماهير وقتلهم العشرات من الابرياء العزل الذين لم يرفعوا الا حناجرهم ولافتاتهم التي تنادي بالحرية والعدالة والاصلاح..اصلاح قد لا يطابق ما استمرأ النظام تكراره والاسفاف به في جميع الخطب والبيانات التي تقيأها على الناس حتى اصبحت مشكلة تحديد ماهية هذا الاصلاح وعدد اللجان التي قد تتكفل به اكثر صعوبة واشد تعسرا على الحل من الوعود التي قد يقدمها مثل هذا الاصلاح..
عموماً..ما يمكننا ان نخرج به من هذا الخطاب هو ان النظام لا يملك الا الاستمرار في حله الامني رغم انكشاف مثل هذا الخيار وتراجع قيمة المنتظر من نتائجه ومسؤوليته المباشرة عن تزايد الاحتجاجات واتساع رقعتها..وانه لا يتحصل على اي صورة او تصور او ارادة تجاه الحل المبني على التعامل المرن المتفاعل مع المطالب المشروعة للجماهير المحتجة..وان هناك نوع من الاصرار المرضي على عدم الاعتراف بالقوى الشعبية المنتفضة ضد تغول القوى الامنية وانتهاك حقوق الانسان..والتمسك باسلوب الاحتكام الى القوة في محاولة كسر الارادة الشعبية والتلفع بقصص المخربين والمندسين والمؤامرات الخارجية ..
ما يمكننا ان نتلمسه من هذا الخطاب هو ان النظام قد يكون فقد القدرة نهائيا على الاحساس بالواقع واصبح يفتقر الحكمة اللازمة للتغلب على مثل هذه المعضلات..وان الرئيس قد يكون ما زال يراهن على عامل الوقت دون ان يستوعب انه بدأ يتفلت من بين ايديه يوما بعد آخر تفلت قدرته الواعية على اتخاذ القرار..وان الايام القادمة قد تكون حبلى بنذر وبشائر يصعب تحديد نوعها وماهيتها..ولكن ما يمكننا ان نؤكده بكل ثقة..وبدون الكثير من التردد..ان الرئيس بكل ما استحضر من مهاراته في الكلام..وكل عبقريته في المحافظة على ابتساماته الغريبة وسط كل هذا الركام الذي احدثه في ارض وعرض وكرامة سوريا الحضارة والتاريخ..وكل ما استعمله من العبارات المستظرفة..لم يعد قادرا على اقناع احدا بمثل هذه الخطابات..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا حياد في حرمة الدم السوري الطهور.
- الدستور المغربي الجديد..خطوة صغيرة ولكن باتجاه صحيح..
- الاخ قائد الثورة..بين قلاع الرئيس المخلوع وافيال الرئيس المق ...
- عن اي اصلاح تتكلم يا اردوغان..
- توبة نصوح تحت وقع السياط..
- كل الطرق تؤدي الى السبعين..
- لمصلحة من اغتيل الرئيس علي عبد الله صالح ؟؟..
- سلامتك من الآه..سيدي الرئيس السابق المخلوع..
- ارحلوا ..فلا مكان لكم تحت شمس الحرية الحمراء..
- بصمة بالدم على مبادرة نصف محترقة..
- ثاني اثنين في جدة..
- ملاحظات خجولة امام اعتاب قانون الجواري العظيم..
- اشتراطات مسبقة..قبل الشروط المسبقة..
- الحوار في البحرين..دعوة على هدير محركات الفورمولا واحد..
- التوسع السعودي..مشروع قيادة ام استمرار التمترس خلف الآخر..
- المرأة السعودية والسيارة..جدلية السلاح الابيض والضرب بالعقال ...
- لا تهنوا ولا تحزنوا..فشرعية الثورة هي الاعلى..
- صبر..وقات ممضوغ..وحرب اهلية..
- الدين لله..والقانون فوق الجميع..
- قمة الدول العربية الديمقراطية..في بغداد..


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - اربع شهور من الدم والدموع والابتسامات البلهاء..