أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميس اومازيغ - الحكيم الغربي والفوظى الخلاقة















المزيد.....

الحكيم الغربي والفوظى الخلاقة


ميس اومازيغ

الحوار المتمدن-العدد: 3403 - 2011 / 6 / 21 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكيم الغربي والفوظى الخلاقة

ان المتتبع للأحداث التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط والشمال الأفريقي منذ يناير 2011سوف يستغرب ,كيف انتهى الحكيم الغربي الى استنتاج ان ما سبق وخطط له لن يكون سوى فوظى خلاقة. وليس غيرها كثورة او اسقاط وتغيير لأنظمة الأقطار المعنية او حروبا اهلية او ما شا به ذلك؟ ذلكم ان ما يلاحظ عن هذه ألأحداث لا يمكن وصفها الا كذلك. فكان بذلك قد وضع التعريف الصحيح والمنطقي الذي ينطبق عليها. بحيث لا يمكن اطلاقا الخروج عن هذا التعريف حتى وان ظهرت محاولات وتهديدات باتخاذها لصفات اخرى كما زعم ممثلوا الأنظمة التي تعرضت او تتعرض لهزات شعبية, من ان مآلها سوف يفضي الى حروب اهلية او فتن طائفية. وهو مالم يتحقق بل ولن يتحقق حتى. اذ ان كل ما يجري على اقاليم الأقطار المذكورة انما يكتسي صفة الفوظى لا غير, والتي لن تنتهي الا وهي خالقة للوضع المراد والمرغوب فيه الذي هو دمقرطتها. بغض النضر عن البعد الزمني الذي قد تستغرقه. ان الحكيم الغربي لم يخرج بهذه الخلاصة من عدم او ذهب به التهور الى استنتاجه هذا. بل انه اعتمد اطلاعه الجيد على فسيفساء التكوين الأجتماعي لشعب كل قطرمنها. والتي حاول ويحاول ممثلوا انظمتها التستر عنها وادعاء الأجماع الوطني على تاييدهم في ادارتهم لشؤونها .حتى ادعاء وحدة اللغة والعقيدة والتاريخ نافين لكل تمييز.في الوقت الذى تقصى وتهمش شرائح لا يستهان بها. فتعيش القمع والتضييق والحرمان لدرجة الرغبة في الهجرة والى الأبد. ان الحكيم الغربي الذي سبق واطلق هذا المفهوم ومنذ زمان امام مسامع ممثلي هذه الأنظمة والذين واجهوه بالتخويف ببعبع التنظيمات الأسلامية, ثم اظهاره مكرا وخديعة تقبله لهذا التخويف الى ان تاخذهم الهزات المامولة على حين غرة كما كان يترقب. لعلمه اليقيني ان اوظاع هذه الأقطارحتى وان كان ممثلوها خداما اوفياءا للمصالح الغربية ,لابد من ان تتعرض للتغيير. وان الخادم الحقيقي لهذه المصالح ليست سوى الشعوب .لا من سبق وزكتهم بل نصبتهم حتى ليتولوا ادارتها.ان الحكيم الغربي لا ينكفء يعتمد تقارير تصله من رسله التي تعد على اوظاع سكان كل فج عميق بهذه ألأقطارومنذ زمان. حتى انه تولي امر تعليمهم اللهجات المتداولة كل عن المنطقة المكلف بدراستها, مع الأخذ بعين الأعتبار للعادات والتقاليد التي تخص كل قطر على حدة . فحصل بذلك على كم هائل من المعلومات, تولت لجان متخصصة تحليلها تحليلا علميا عقلانيا. سيما ان هذا الحكيم فائق الذكاء وبعيد النضر.و تحضرني تاكيدا لما ذكر واقعة التقائي بامريكي على مثن سيارة نقل باجرة بظاحية من ظواحي مدينة فاس تجاه هذه المدينة .وكان يحمل سلة من القصب ملئى بالتين, ونحن في الطريق اذ به يخاطبني بالأمازيغية .اسغربت ايما استغراب لهذا الأجنبي الذي يحدثني بلغتي بل ويضع العمامة الأمازيغية على راسه,فاخبرني انه امضى ستة اشهر بجبل بويبلان بالأطلس المتوسط .ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل سار يحدثني عن حام وسام في الجانب اللغوي الذي لم اكن افقه عنه شيآ لمستواي الدراسي آنذاك. ثم واقعة تلكم الفتاة الشقراء الجميلة التي التقيت في احدى صالات الأنترنيت المفتوحة للعموم للأستعمال بمقابل مالي, والتي خاطبتني بدورها بالأمازيغية ان (ازول) أي السلام ما دفعني الى التوسع في الحديث لأعلم على لسانها انها تقيم باحدى قرى بلدي وبسفح الجبل المذكور وهي قرية (تافجيغث ) الأمازيغية. ولما اكملت ما جائت من اجله وغادرت اخبرني التقني المسؤول عن الصالة والذي كلفته بتخليص الكامبيوتر من الفايروس الذي ازعجني قلت اخبرني بانها امريكية الجنسية وانها تزوره اسبوعيا, لتختلي باحد اجهزته لبعض الوقت ثم تغادر وانها تتحدث الأمازيغية بطلاقة. نعم انهم نفذوا الى كل اقطار الأرض مثلما نفذوا الى اقطار السماء لكنهم لم ينفذوا الا بسلطان العلم والمال بعد ان تخلصوا من الخرافة والأصاطير هذه التي لم تعد سوى مواضيع للدراسة والتحليل كغيرها.
فلمذا يا ترى الفوظى الخلاقة؟
يقال ان الضغط يولد الأنفجار والضغط الذي تعيشه شعوب اقطارنا لا يضاهيه ضغط آخرحتى فظل المواطن ركوب قوارب الموت املا في الوصول الى القارة الأوروبية هروبا من الأوضاع الأجتماعية المزرية التي يعيشها, ورغبة في تحقيق غذ افظل .وان كان مصير الكثيرين هو ان ساروا طعاما لحيتان المتوسط والأطلسي. ان هذا الضغط الذي افقد للمواطن كرامته وانسانيته والناتج عن مكر وخداع ممثلي النظام المنغمسين في حياة اللهو والمجون, بعد ان كدسوا من الثرواة المنهوبة ما يجعلهم وابنائهم واحفادهم والمقربين والزبانية في منئى عن تاثيرات صنوف الدهر. لدرجة عدم الأهتمام بتقريب الفجوة بين الطبقات بقضائها ونهائيا على الطبقة الوسطى .فاضحى المجتمع عبارة عن طبقة فاحشة الثراء وطبقة تعيش الفقر المدقع المشعربالرغبة في الثورة على الذاة قبل الغير.حتى انه لم يعد مستغربا مشاهدة اشخاص بالشارع العام يحدثون انفسهم ويكملون الحديث بالأشارة وكان بهم مسا ما.هذا الضغط كان من شانه ان يخدم الفكر الأرهابي وبقوة. سيما ألأرهاب الديني لما يغري به من امل في العيش حياة افظل بعد الموت. ان تهور مسؤولي شعوب المنطقة وانصرافهم عن اداء الواجب نحوها بعد ان ضنوا انهم محميين من قبل الغير,وما نتج عن هذه اللامبالت من ميوعة وفساد في كل المجالات والأصعدة . حتىانتشرالكذب والمكر والخديعة والنصب والأحتيال واضحت مميزات ثقافة شعوبنا عبارة عن الجانب الشرير في الأنسان. كل ذلك ادىبهذه الشعوب الى سحب ثقتها من حكامها وكل مؤسسات الدولة, بما فيها الهيآت السياسية, لعدم مصداقيتها. وسارت تشعر بانها تعيش وضعية المستعمر من قبل ابناء جلدتها. الى ان حل اجل الثورة بتدشينها من طرف الشاب البوعزيزي التونسي, الذي سيبقى رمزا للحرية والكرامة كلما ذكر هذين المفهومين.
هذه الصورة المخيفة والمهددة لمصالح الغرب, هي التي سيخطط بسببها الى الهدم للبناء من جديد. بناءا يساير العصر وما بلغه التطور البشري .فكان التفكيرفي تعريف المخطط وكانت الفوظى الخلاقة.
ان الحكيم الغربي كان على علم تام بان الذي سيحدث انما هو عبارة عن انقسام الشعب عند الثورة الى مناصر للنظام ومعارض له. وان الكلمة في الأخير لن تكون الا للمعارضة اعتبارا لأن المؤيد لن يكون سوى زبانية ممثلي النضام وحلفائهم المستفيدين من وجوده, الى جانب بعض الدهماء المغرر بهم والمخدوعين الذين لم تصلهم المعلومة الخاصة باس الفساد .هؤلاء الأخيرين الذين غالبا ما ينظمون الى صفوف المعارضة عند كل فرصة سانحة لقابليتهم ادراك انها انما تعارض لفائدة الشعب.و هذا امر طبيعي ما دام ان صاحب المصلحة في الأبقاء على دار لقمان على حالها هم ممثلي النظام وحلفاؤهم. وبالتالي فان الصراع في مبتدئه لن يكون سوى بين ندين اثنين. وان النتيجة ستحسم لفائدة الثائر المعارض الذي سيقف الحكيم الغربي الى جانبه وبالسرعة التي سيتظح بها نهجه وفلسفتة في الأدارة المستقبلية ,بالنظر الى تحقيق الدولة الديموقراطية المسالمة القابلة للعيش في الأسرة الدولية مع الحرص على تبادل المصالح كل وفق احتياجاته.
ان المتتبع لثوارت الشعوب المعنية سوف يلاحظ وبكل سهولة ان ممثلي انظمة الخزي والعارالمواجهة بشعار ألأسقاط, لم تنتبه الى مخطط الفوظى الخلاقة الا ابتداءا من احداث القطر الليبي الذي اظهر فيه الرئيس مصاص الدماء استماتة في الدفاع ومواجهة الشعب الثائر بالحديد والنار. الى ان اتظحت الصورة لدى الديكتاتور السوري هذا الذي ما يفتأ ينسب ما يقع على الساحة الشعبية بانه مؤامرة اجنبية التي لم يستطع تحديدها. فتراه ينسبها الى الداخل تارة والى الجارج بشكل محتشم. ان الصراع بين الندين سينتهي لفائدة المعارضة .هذه التي يعلم الحكيم الغربي بوجود ممثليها القادرين على تحقيق الهدف المرجو ,وانه لفي انتظار ظهورهم وتبيان مدى قدرتهم على التغيير وجديتهم ورغبتهم في ذلك. الى جانب الطرق المتبعة وقابليتها لأن تفي بالغرض .لذا يلاحظ ان تدخل الغرب الى جانب المعارضة في ليبيا لم ياتي من فراغ وانما بعد اتصالات ومباحثات مع ممثليها وبعد ان اعطى الفرصة للديكتاتور لكي يظهر للعالم مدى دمويته وكرهه لشعبه. كذلك يفعل بالنسبة للشان السورى, وهو ما سيفعله مستقبلا وفق ظروف وملابسات اوظاع كل نظام معني. فهنيئا لشعوبنا التي ستنعتق وتتخلص من الأخطبوطات السامة الجاثمة على صدورها حتى وان كان الثمن غاليا لبعضها من حيث الأرواح وتخريب البنية التحتية, والتي يتسبب فيها النظام ذاته حتى انه يسلك سياسة الأرض المحروقة. فالأزمات هي التي صنعت دولا عظمى فلولا قنبلة هروشيما وناكازاكي ما كان يباني اليوم هو يباني الأمس. ولولا ما نتج عن الحروب الهتليرية لما كانت المانيا اليوم هي المانيا الأمس. فليشمر شباب الفوظى الخلاقة على ساعديه من اجل غذ افظل والغد لناظره قريب.



#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور الممنوح وتطبيل ناهبي المال العام
- ثامازيغث الدسترة وجيوب المقاومة
- ما بعد اسقاط النظام
- حركة20فبرايروضرورة التصعيد
- لماذا الهروب الى الأمام يا ملك؟
- نظام فاسد يتنازل ويعد
- عن الموقفين من التدخل الأجنبي
- الفوضى الخلاقة وثورات 2011
- 20فبراير تفظح (دولة الحق والقانون)
- 20فبراير بالون اختبار والثورة قادمة
- اظواء على حركة شباب20فبراير
- 20فبراير ثورة اشبال الأطالس
- انتم علمتمونا الا نثق فيكم يا حكامنا
- شباب الثورة والعبء الثقيل
- 20فبراير من اجل مغرب جديد
- مثقفونا والحكيمين الغربي والأسرائيلي
- ولماذا الملكية؟
- هل المطلوب الأصلاح ام التغيير؟
- هل سيفشل المؤدلجون ثورة الشباب المصري؟
- 99,99=0


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميس اومازيغ - الحكيم الغربي والفوظى الخلاقة