أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صلاح عرفات - تاريخ الشيوعية الروسية..... واليهود... (سلسلة تاريخ الشيوعية وأسباب سقوطها 1 )















المزيد.....

تاريخ الشيوعية الروسية..... واليهود... (سلسلة تاريخ الشيوعية وأسباب سقوطها 1 )


صلاح عرفات

الحوار المتمدن-العدد: 3403 - 2011 / 6 / 21 - 15:26
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


على إثر انقراض الدويلة اليهودية في القرن السادس قبل الميلاد, وجلاء نخبة أهلها إلى بابل, شرد اليهود في الأقطار المجاورة لفلسطين, وعندما قامت الدولة الفارسية التي احتلت مكان آشور وبابل في الشرق, انتشر اليهود في البلاد التي خضعت لحكم فارس, ولما خيم ظل اليونان على ربوع الشرق ومنح اليهود بعض الامتيازات, توسعوا في انتشارهم نحو الشمال واستوطنوا في البلاد التي كانت تخضع للدولة الجديدة, وفي ظل روما التي حكمت العالم القديم أصبح لهم في كل بلد جالية ذات كيان خاص, تخضع في شؤونها الدينية والدنيوية, للمجلس الكهنوتي الأعلى الذي اعترفت روما بسلطته التامة على جميع الجاليات اليهودية في إمبراطوريتها الواسعة, فاستغل المجلس هذه المنحة الرومانية, وانهمك في تنظيم شؤون جالياته, وإحداث سبل الترابط والاتصال بينها, ولما حقق هذه الأغراض, وأيقن من ولاء اليهود له في كل بلد, أصدر إليهم الأمر بوجوب المباشرة في التبشير لشريعتهم, والعمل على إدخال أكبر عدد ممكن من الناس في الموسوية, وكادت اليهودية أن تنجح في مختلف أقطار الإمبراطورية, لولا أن ظهرت المسيحية في الوقت المناسب لتقف في طريقها, فاحتدم الصراع بينهما, إلى أن انتصرت المسيحية في النهاية, وانطوت اليهودية على نفسها, بانتظار الفرص الملائمة, لتعود إلى صراعها مع النصرانية من جديد, وبغية تحقيق هذا الهدف ظلت تراقب بيقظة و انتباه ما يدور حولها.
ولما ظهر الإسلام ( في النصف الثاني من القرن السادس) وانهمكت المسيحية في محاربته, استفاد اليهود من هذا الظرف, وعمد مجلسهم الأعلى إلى توجيههم وجهة جديدة, وهي أن يتسللوا إلى المناطق التي كانت بعيدة عن النفوذ المسيحي, ليعملوا فيها على تهويد أهلها, لتصبح لهم في المستقبل مركز الانطلاق لمحاربة المسيحية والإسلام معاً, فبادر اليهود لتنفيذ مخططهم الجديد, فزحف يهود اليونان وأوروبا الوسطى إلى المناطق السلافية الشرقية التي كانت على الفطرة والإلحاد, بينما تسلل يهود فارس وبابل إلى البلاد الواقعة على سواحل بحري الخزر والأسود, والتحقوا بجاليتهم التي سبق أن أجلتها فارس إلى بلاد الخزر في أعقاب ثورة أريحا و الاليفانتين, فبدأ الجميع بالتبشير والدعوة لمذهبهم حيثما حلوا, ويبدوا أن حظ من استوطن منهم بلاد الخزر كان أحسن من حظ الآخرين, فتمكنوا بالتعاون مع من سبقوهم إليها, بتهويد كافة القبائل التي كانت تقطن ما بين نهري الفولغا ودينيبر, وأصبحت المنطقة برمتها يهودية قبل القرن التاسع الميلادي. وفي منتصف القرن التاسع تمكن أحد أمراء الخزر المهودين المدعو بولون (Boulon) من فرض سيطرته على جميع القبائل الخزرية وأعلن نفسه ملكاً عليها ومن ثم سمى منطقة نفوذه بمملكة الخزر اليهودية, وباشر بالتوسع على حساب المناطق المجاورة, وكان يفرض الشريعة الموسوية على أتباعه بالقوة, وهذه المملكة كانت أول دولة تقوم في البلاد الروسية, التي كانت حتى ذاك التاريخ تعيش حياة القبلية والبداوة, وقيام هذه المملكة اليهودية أحيا آمال اليهود في تهويد روسيا بكاملها واستخدام شعوبها في صراعها المرتقب مع النصرانية والإسلام.
ولكن شاءت الأقدار أن يستيقظ بعد أمراء الروس وينزعوا إلى تقليد البلاد الغربية, فقام الأمير الاسكندونافي رودريك (Vilkig Rudrik) بتأسيس أول إمارة روسية واتخذ لها مدينة نوفوكورد (Novogorod) مركزاً رئيسياً ليشرف منها على المناطق التابعة لإمارته.
وحذا الأمراء الآخرون حذوا رودريك, فقام في كييف الإمارة الروسية الثانية تحت زعامة الأمير أوليك (Oleg) الذي اشتهر في التاريخ بعقد أو محالفة مع بيزنطا في آواخر القرن العاشر بعد الميلاد.
وهذه التطورات حدثت في البلاد السلافية, أرعبت اليهود الذين كانوا يعللون أنفسهم بتهويد الروس وضمهم إلى مملكة الخزر اليهودية قبل أن تمتد يد النصرانية إليهم, ولكن قيام الإمارات المنظمة التي أخرجت الروس من عيش البداوة و الفوضى, واقتراب أوليك من بيزنطا الخاضعة للكنيسة الشرقية التي كان اليهود يعتبرونها أشد خطراً عليهم من الكنيسة الغربية, أطارت صوابهم, فقرروا الكيد لهذه الإمارات الروسية الناشئة,والإطاحة بها قبل أن يستفحل أمره, أو أن تنضم تحت نفوذ عدوتهم الكنيسة الشرقية, ولكن مشاريعهم باءت بالفشل طيلة حياة الأمير أوليك صديق بيزنطا الذي كان يحتقر اليهود ويبعدهم عن محيطه.
ولما توفي أوليك, وخلفه إمارة كييف (Kiev) الأمير الشاب إيغور (Igor) توصل اليهود إلى التغرير به, وأطمعوه في ثروات بيزنطا التي كانت مشهورة آنذاك بغناها الخيالي, وانجرف إيغور في تيار الأضاليل اليهودية, وصمم على غزو بيزنطا وإخضاعها لسلطانه, فأمر ببناء أسطول بحري ضخم وجهزه بكل الأسلحة التي كانت سائدة آنذاك وأبحر في مستهل عام 922 قاصداً القسطنطينية , ولما وصل إليها وحاصر مداخلها البحرية تخيل نفسه أنه من النصر قاب قوسين أو أدنى, ولكن الروم الذين كانوا على علم بما كان إيغور يبيته لهم, تركوا أسطوله يقترب من الساحل وفاجئوه بالنيران اليونانية (Feu Grégeoise) ودمروا أسطوله فعاد يجر أذيال الخيبة, وبعد ثلاثة أعوام أعاد الكرة وحاصر القسطنطينية طويلاً, ولكنه عجز عن فتحها, فرضي بأن يتفق مع الدولة البيزنطية على ضريبة مقطوعة ليكف عن حصارها, ولما قتل إيغور في إحدى معاركه مع قبائل دريفلياني (Drevliané) خلفته الإمارة زوجته الأميرة أولغا (Olga- ou Elga) الاسكندونافية وكانت ذات همة و حمية فأقسمت أن تنتقم لزوجها, فقامت تطارد القبائل المجاورة لإمارتها حتى أخضعتها لإرادتها, فتوسعت إمارتها وقويت شوكتها, فاستتب لها الأمر, فسارعت بيزنطا لخطب ودها, وعقدت معها حلفاً عسكرياً أسفر عن دخول النصرانية إلى إمارتها, ففقد اليهود بذلك نفوذهم في المنطقة, واحتاروا في أمرهم, ولكنهم اعتصموا بالصبر بانتظار الظروف, وفي عام 1157 توفي الأمير جورج وخلفه الأمير أندريه (André) الذي كان نصرانياً متعصباً. بنى مدينة فلاديمير (Vladmir) و أكثر فيها المعابد والكنائس واتخذها لنفسه عاصمة دائمة, ومن ثم شرع في طرد اليهود من منطقته, ويظن أنه هو الذي قضى على دول الخزر اليهودية, وإن كان التاريخ الرسمي لا يذكر شيئاً عن محاربته للخزر ولكن الوثيقة التي عثر عليها في القرن السادس عشر والتي تبحث عن انهيار الدولة الخزرية تشير إلى أن الأمير الروسي الذي قضى على الدولة الخزرية كان من أمراء القرن الحادي عشر. ومن فحوى هذه الوثيقة المحفوظة حالياً في المتحف الروسي, يعتقد النقاد بأن الأمير المشار إليه هو أندريه نفسه. كما أن بعض مؤرخي التاريخ يعتقدون أن أولغا هي التي قضت على دولة الخزر. وهم يعتمدون في قولهم هذا على ما اشتهرت به أولغا من شدة البأس, والتعلق في الكنيسة الأرثوذكسية . و على كل حال كان لقضاء الروس على الدويلة الخزرية, أكبر الأثر في نفوس اليهود, فحطمت آمالهم, وعلى الأخص بعد أن انتشرت المسيحية في روسيا على يد الأمير أندريه. فاغتاظ اليهود من هذا الأمير الذي قضى على أحلامهم فقرروا اغتياله. وفي إحدى الليالي قام اليهودي الخزري أفرام مونزيك (Efrem Monzing) و زميله اليهودي أيضاً المدعو آنبال (Anbal) على رأس عصبة من الخدم والحشم وداهموا قصر الأمير أندريه وقتلوه في مخدعه. ومن ثم ألقوا جثته من على شرفة القصر, وأعلنوا حكمهم على عاصمة إمارته, وقتلوا كل من كان يناصر الأمير, ومنعوا الأهلين من مواكبة جنازته والصلاة عليها.
ولما علم أخوه الأمير فسيفالاد (Vsévalad) بمقتل أندريه سارع إلى مدينة فلادمير, وحاصرها, ولما دخلها قضى على المتمردين ومن ساعدهم من اليهود, وأعاد المياه إلى مجاريها, وعلى إثر هذه الحادثة أصبح الشعب الروسي ينظر إلى اليهود نظرة شك واحتقار, فتحول اليهود إلى العمل خفية للثأر من الروس, واتخذوا التجارة مع البلاد الواقعة في شرق الإمارات الروسية, ( أي مع القبائل التترية و المغولية ) وسيلة للوصول إلى النيل من الشعب الروسي, وكانوا يعتمدون في تحقيق هذا الغرض على ما كان لهم من العلاقات القديمة مع تلك القبائل عن طريق دولة الخزر التي أبادها الروس والتي كانت لها اتصالات وثيقة مع الشرق. فصار اليهود يترددون على القبائل المغولية, فتوثقت علاقاتهم معها بصورة جدية, وفكروا باستثمارها لمصالحهم الخاصة, وبدأوا يحرضون المغول على اجتياح البلاد الروسية الغنية, ولما ظهر جنكيزخان الجبار في القرن الثالث عشر على مسرح التاريخ, أيقن اليهود بقرب يوم الثأر من الروس, وازداد نشاطهم في إلفات أنظار جنكيزخان نحو التخوم الغربية. وأخيراً تمكنوا من تحقيق مآربهم عد يد الأمير باتي (Batyi) المغولي الذي غزا البلاد الروسية عام 1236, وقضى على الإمارات الروسية, وأخضع البلاد برمتها إلى سيطرة جنكيزخان, وهكذا رد اليهود الصفعة إلى الروس الذين كانوا في طريق تكوين وحدتهم وإقامة كيانهم القومي. وتذكر بعد المصادر التاريخية أن اليهود حصلوا من المغول أو التتر على ميزات عديدة لما كان بينهم من الصداقات, ولوجود بعض المهودين في صفوف الغزاة. فصار اليهود يدعون الروس علناً لدخول مذهبهم, ويناوؤون الكنيسة الأرثوذكسية بشراسة ظاهرة. ولكن كل ذلك لم يمنع الأرثوذكسية من الانتشار, حتى عمت البلاد, كما أن القومية الروسية بدأت بالتبلور, ومع الزمن, قام النزاع مجدداً بين الروس والغزاة, وتشكلت في المناطق بعض الإمارات الروسية من جديد. وبدأ ظل التتار بالتقلص حتى أزيل نهائياً عن الربوع الروسية, وقامت فيها دويلات محلية, ثم أصبحت إمبراطورية واسعة الأرجاء, بعد أن توحدت جمهوريات الشمال (La Républiques Du Nord) مع الإمارة الموسكوفية (La Moscovie) على يد الجمعية الوطنية (Velikyi Zemskyi Sobor), التي أقرت توحيد البلاد, وقيام القيصرية تحت زعامة ميشيل رومانوف عل 11 حزيران عام 1613 و عند ذلك فقد اليهود نهائياً أملهم في تهويد الروس وإذلالهم. ولكن شاءت الظروف أن تنتصر اليهودية في الغرب, بعد أحداث كرومويل في إنجلترا و قيام الثورة الفرنسية, وانتشار المحافل الماسونية في أكثر الأقطار الأوربية, وانطلاق جيوش حليفهم نابليون في أوربا. فعادت الأحلام الذهبية تراود اليهود من جديد. وعلى الأخص بعد اغتيال الملك بول (Paul) عام 1801, استلام اسكندر زمام الأمور في البلاد , فبادر اليهود إلى توسيع نشاطهم اعتماداً على سفارات الدول الغربية التي كانت تساعدهم على الكيد للروس, ومن ثم أملاً بالمساعدة التي كانوا ينتظرونها من القيصر الجديد الذي كانت تربطه صداقة وطيدة باليهود منذ طفولته إذ كان من تلامذة اليهودي السويسري لوهارب (Le Harpe) ولكن عندما توضحت للاسكندر الأمور ,وتيقن من اشتراك اليهود في اغتيال والده بول, ولاحظ ما كان اليهود وأنصارهم يرمون إليه من وراء دعايتهم التحررية, وما قاموا به من مناصرة نابليون عام 1814 ( إبان احتلال هذا الأخير لروسيا). شعر بخطرهم وقرر أن يتخلص منهم بصهرهم في البوتقة الروسية. فأصدر أمره بمنحهم الأراضي الزراعية, وقبول أطفالهم في المدارس الروسية, وإرغامهم على ارتداء الملابس العادية, فاعتبر اليهود أوامره هذه تدخلاً في شؤونهم الدينية ورفضوها برمتها !!!!!!!! . وعادوا مجدداً يكيدون له مثل كيدهم لأبيه من قبل. ولما توفي الاسكندر عمت الأفراج جالياتهم مع أن الاسكندر لم يسئ إليهم ولقد اعترف كاتبهم الشهير كراتس (Graetz) بخطأ اليهود عندما كتب في مجلة الدراسات اليهودية (Le Studes Juives) يقول إن شعبنا أخطأ عندما رفض مقترحات اسكندر الأول. التي كانت في مصلحته ولسعادته.
ولما اعتلى اسكندر الثاني العرش الروسي, أراد مساعدة اليهود باعتبار أنه كان ماسونياً معروفاً, فجدد اقتراحات سلفه عليهم ووعدهم بالإكثار من الامتيازات لهم. ولكن اليهود ظلوا على تعنتهم. وراحوا يعلنون الحرب السافرة على القيصر دون سبب ظاهر, سوى أنه أراد أن يمنحهم الصفة الروسية, عندها لم يكن بإمكان القيصر تحمل الشطط اليهودي, فتخلى عن ماسونيته, ليصبح حراً في تصرفاتهم نحو من بادروه العداء. ومن ثم أعلن بدوره الحرب على الماسونية, وجمعية المثقفين اليهودية, والكتاب اليهود و جمعية النهليست (Nihiliste) وشدد على اليهود بعد أن تم له النصر في الحروب القفقاسية التي ورطه فيها اليهود. ولكي ينتصر عليهم , عين الجنرال لوريس ميليكوف (Loris Mélikoff) مسؤولاً عن الأمن الداخلي, وكان لوريس ميليكوف أذكى القواد الروس, تمكن بسرعة من اكتشاف الكثير من المؤامرات اليهودية, ولكن اليهود كانوا أعند من أن يلقوا السلاح بسهولة, فدام الصراع طويلاً إلى أن تمكن اثنين من فوضويي اليهود من اغتيال القيصر عام 1881, وهكذا تحققت نبوءة الشيخ شامل الذي قال للقائد الروسي الذي انتصر عليه: ( قل لقيصرك إن لم ينتصر علينا بقوة جيوشه وتعدد أسلحته, بل بفضل المؤامرات اليهودية التي غذاها في ربوعنا, فليحذرهم بدوره لأنهم سينالونه يوماً, دون أي ريب)
وهنا تأكد للروس مدى الخطر الكامن في مهادنة اليهود.
فقامت الشرطة الروسية بحملة واسعة ضد اليهود ومؤسساتهم, واعتقلت العناصر المشبوهة. وطردت من كان ينتسب إلى الدول الأجنبية, وحددت إقامة ونشاط من اعتبر خطراً منهم, ولكن هذه الإجراءات أتت متأخرة جداً, إذ كان اليهود تمكنوا من السيطرة على طبقة العمال التي غرروا بها, وعن طريقها ثابروا على نشاطهم ومن الجهة الثانية استفحل أمر الجامعات بفضل أساتذتها من اليهود, وفي عام 1897 تمكن اليهود من إقامة أول مؤتمر عمالي باسم مؤتمر عمال اليهود الاشتراكيين. وتوسعوا في نشاطهم بصورة سافرة , فعم الفساد في طول البلاد وعرضها, وزاد الطين بلة انهزام الروس في معركة بورت آرتور (Port Arthur) الشهيرة التي أضعفت هيبة الروس في العالم أجمع, فسارعت الرأسمالية اليهودية لاستثمار هذا الانهزام, وأشاعت البلبلة في الأوساط الاقتصادية في البلاد, فعمد الأثرياء إلى تهريب أموالهم إلى خارج البلاد, مما أدى إلى انهيار روسيا اقتصادياً وسياسياً , وعمت الفاقة في أنحاء البلاد, فكانت الفرصة الذهبية لليهود والماسون. فقامت المظاهرات الصاخبة, وتعددت الإضرابات العمالية, وعمت الفوضى في المدن والدساكر, ولم تعد الدولة قادرة على إعادة الأمن إلى نصابه, كما عمدت السفارات الغربية إلى تغذية الحوادث بما كانت تشيعه من الأضاليل. فاضطر القيصر نقولا الثاني إلى استدعاء الكونت ميرسكي (S.Mirskyi) وقلده رئاسة الوزارة أملاً بأن ينقذ البلاد من ورطتها فخيل للكونت أن خير دواء لحل الأزمة, هو إعطاء اليهود وأنصارهم مطالبهم, فأطلق لليهود الحرية الدينية, وأعاد إلى البلاد من طرد منهم, وأفرج عن سجنائهم, ومنحهم حرية القول والكتابة أملاً بأن يعودوا إلى الهدوء والسكينة.
بيد أن ميرسكي أخطأ التقدير وأفسح المجال أمام اليهود ليتوسعوا في نشاطهم, واتصلوا بالهيئات و المنظمات اليهودية في الخارج, وطلبوا مساعدتها, فانهالت عليهم المساعدات المالية من مختلف أنحاء العالم, ولما توفر لهم ما كانوا بحاجة إليه, خاضوا معركتهم الفاصلة مع القيصرية واقتلعوها من جذورها بعد ثلاثة عشر عاماً من الصراع .



#صلاح_عرفات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية والماركسية .. مذهب ام رسالة سماوية !! (الحلقة الاول ...


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صلاح عرفات - تاريخ الشيوعية الروسية..... واليهود... (سلسلة تاريخ الشيوعية وأسباب سقوطها 1 )