أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - لا حياد في حرمة الدم السوري الطهور.














المزيد.....

لا حياد في حرمة الدم السوري الطهور.


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 23:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


للشعوب..كما للامم..اخطاؤها..ولا تشذ الانتفاضات والثورات العربية عن تلك القاعدة..ومن هنا قد يسجل التاريخ ان من اكبر اخطاء الثورة السورية..واعظم هناتها..كانت هي في انتظار الخير من تجمع كسيح متهالك تهالك الانظمة التي شرعنته مثل جامعة الدول العربية..
حقيقة تطرحها التصريحات الغريبة والمنفرة وغير المسؤولة التي نسبت الى السيد احمد بن حلي مساعد الامين العام لجامعة الدول العربية مما يثير تساؤلات حادة ومشروعة حول دور الجامعة العربية ومدى اهمية وجودها وفاعليتها في هذا الاتون المتفجر الذي يسم الحياة السياسية العربية المعاصرة بطابع الثورة والدعوة الى الاصلاح والتغيير السياسي..
فرغم يقيننا بصدقية الكلام الذي يتحدث عن ان الجامعة العربية وجدت" لتسيير مصالح الحكومات العربية وليست لتلبية مطالب الشعب العربي"..ولكن صدوره من قبل المسؤول المفترض عن رعاية شعارات التضامن العربي في خضم هذا المخاض الجماهيري الذي يؤجج الساحة العربية واركان الحكم الاستبدادي التعسفي التقليدي في معظم دولها..وفي ضوء المتغيرات السياسية التي نجحت فيها الجماهير العزلاء..وعلى بعد امتار قليلة من مكتب السيد الامين العام المساعد..بفرض ارادتها الوطنية الحرة..فهو مما يشير الى عمق الازمة البنيوية التي تعصف بالجامعة العربية وفشل صيغ العمل العربي التقليدية التي تمثلها..وعجزها عن مواكبة هذه التحولات وتحديث اهدافها وبرامجها وستراتيجيات عملها..وتخلفها الكبير عن فهم طبيعة هذه التحولات وبعدها المخزي عن المقاربة الواقعية للحراك الثوري وافرازاته..
" لا يمكن أن يصدر أي قرار شجب من الجامعة العربية ضد سوريا "يقول السيد بن حلي..ويضيف"لأن الدول الأعضاء يجب أن تتقدم باقتراح إدانة، وهذا لم يحدث، ولن يحدث بسبب وجود عدد من الدول العربية مؤيدين للنظام السوري ومنها الإمارات"..أهو اعتراف بالعجز ام محاولة للتبرير..ام انه اقرار بان الجامعة التي تشكلت برؤية من طرف وزير الخارجية البريطاني انتوني ايدن أصبحت عبئاً على النظام العربي بشقيه الرسمي والشعبي..وأن حجم الأزمات والمشاكل التي تواجه الدول العربية أكبر بكثير من التوقعات التي يمكن أن تقدمها والآمال التي من الممكن ان تعقد عليها وأعظم بكثير من قدرتها على إدارة الأزمات والتعامل معها..وان الوعي السياسي الشعبي قد تجاوزها بعيداً جداً .ولم يعد يجد بكل ما يصدر عنها الى على انه مجرد اجترار وإعادة تصنيع للألفاظ والمصطلحات المستهلكة منذ سنوات المد القومي العتيدة وبسذاجة وسوء اخراج اقرب إلى المسخرة منه إلى الجدية واثارة الاهتمام..
ان الثورة في سوريا ليست مجرد فقرة في جدول اعمال اجتماعات الجامعة المملة لكي تنتظر من يطلب ادراجها فيه..وهي ليست مما تختلف عليه الاحكام او ينظر لتشابك الآراء حولها من منطلق الرأي والرأي الآخر..ولا حياد في حرمة الدم السوري ولا في كرامته التي سفحها النظام على ارصفة الازقة النازفة خذلانا وظلما..وليس هناك من خيار بين ان تقف مع الباطل البواح وتشيح وجهك عن الجماهير التي تصب على رؤوسها الرصاص مع كل غصن زيتون يرفع في تظاهراتهم الحضارية السلمية ..وتسحقهم سرف المجنزرات الغاضبة مع كل هتاف بالحرية..وان اي اندساس في رمال الصمت والتهاون لن يكون الا في صالح 
فرق الموت البعثية التي تستبيح حرمة البيوت والمدن السورية..ولا يعد الا مشاركة في كل هذا الايغال في قتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وفي حرمان الاهل في سوريا من حقهم في الحرية والكرامة وحقوق الانسان..خصوصا مع مثالية القمع والاستبداد والاستئثار التي يمثلها النظام مع الغياب الواضح لاي شكل من اشكال الديمقراطية او التداول السلمي للسلطة او سيادة القانون والدستور والقضاء المستقل او الاعلام الحر وحق تشكيل الاحزاب او الجمعيات السياسية..
قد تكون من علامات الوهن ان لا تأخذك مثل تلك الحماسة التي رافقت القرارات التي صدرت ضد النظام الليبي والتي عدت علامة فارقة في تاريخ الجامعة يؤلمنا ان تكون غير قابلة للتكرار مع النظام السوري الاكثر بشاعة والاشد تطاولا على ارواح ودماء السوريين..ويؤسفنا انك لم تجد امامك اكثر من القول انك"كتبت مطالبكم وسأعرضها على الامين العام للجامعة العربية وأكثر من ذلك لا أستطيع العمل"...فقد تكون لحظة صدق نادرة ان تعترف بانك لن توصل رسالة المحتجين الى الحكومات العربية..والاكثر صدقا عندما اقررت بـ"أنا في عملي لست انسانا وخارج نطاق العمل أنا إنسان"...ففعلا.. لا يمكن لاي انسان يعي ان يكون انسانا..ولا لأي صاحب مبدأ او قيم او ثوابت اخلاقية يتبناها ويلتزم بها..ان يرى بام العين ما يقترف بحق ارض وعرض وكرامة الشعب السوري الكريم..ويقف مع هذا النظام الارهابي المستبد الظالم..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور المغربي الجديد..خطوة صغيرة ولكن باتجاه صحيح..
- الاخ قائد الثورة..بين قلاع الرئيس المخلوع وافيال الرئيس المق ...
- عن اي اصلاح تتكلم يا اردوغان..
- توبة نصوح تحت وقع السياط..
- كل الطرق تؤدي الى السبعين..
- لمصلحة من اغتيل الرئيس علي عبد الله صالح ؟؟..
- سلامتك من الآه..سيدي الرئيس السابق المخلوع..
- ارحلوا ..فلا مكان لكم تحت شمس الحرية الحمراء..
- بصمة بالدم على مبادرة نصف محترقة..
- ثاني اثنين في جدة..
- ملاحظات خجولة امام اعتاب قانون الجواري العظيم..
- اشتراطات مسبقة..قبل الشروط المسبقة..
- الحوار في البحرين..دعوة على هدير محركات الفورمولا واحد..
- التوسع السعودي..مشروع قيادة ام استمرار التمترس خلف الآخر..
- المرأة السعودية والسيارة..جدلية السلاح الابيض والضرب بالعقال ...
- لا تهنوا ولا تحزنوا..فشرعية الثورة هي الاعلى..
- صبر..وقات ممضوغ..وحرب اهلية..
- الدين لله..والقانون فوق الجميع..
- قمة الدول العربية الديمقراطية..في بغداد..
- خطاب الرئيس اوباما..نهاية الرهان الرسمي على الغرب ..


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - لا حياد في حرمة الدم السوري الطهور.