أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - حزب النفاق.. الأكثر صدقاً














المزيد.....

حزب النفاق.. الأكثر صدقاً


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 22:51
المحور: كتابات ساخرة
    


ظاهرة "الأحزابجية" جديدة في عالمنا العربي وإن كانت بضع دول شهدتها قبل عقود. ولا ريب في أن وجود الأحزاب في أي مجتمع هو مؤشر على مدى "ديمقرطته" وحرية الرأي والانتخاب فيه. إلا أننا – نحن العرب – أسأنا, ومازلنا, إلى واحدة من أهم سمات المجتمع المدني والديمقراطي بطرائق شتى.

البداية من أعداد الأحزاب غير المعقولة في قُطر عربي واحد, لدرجة يصعب على ابن القطر أن يحصيها أو يسميها, وبالتالي ما أصعب أن يعرف أهدافها . ولعل الخطأ في ذلك هو القوانين التي تسمح بإنشاء الأحزاب لكن دون ضبط, فصار الأمر مثل إنشاء "الدكاكين", ولم يعد مستبعَداً أن يؤسس كل مئة عربي حزباً إذا بقي الحال على ما هو عليه.

أما مسألة الانضمام إلى الحزب فهي دليل على الانتماءات الضيقة التي تتفشى في الشرايين العربية. فمن المفترض أن يطيح الحزب الانتماءات الطائفية والمذهبية والعرقية, إلا أنه جاء متمماً لهذه التقسيمات التي أهلكت الحرث والنسل في أصقاعنا, فصار أحد الأحزاب, مثلاً, حكراً على هذا المذهب, وحزب آخر على تلك الطائفة, أي كأن الحزب صار مثل زيّ تتأنق به طائفة وليس أكثر.

إن ماهية الحزب هي أن ينظم لنفسه فكراً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وهذا ما قد يتفق عليه محمود وجوزيف, أو فاطمة وجويْس, أو عمر وعلي, بصرف النظر عن الانتماء الديني أو المذهبي, وحينها يمارس الحزب دوره ويعمل بمضمونه ويتحلل من كونه لساناً للطائفة, وحينها, أيضاً, ينشأ المجتمع المدني.

ولا تخلو "الأحزابجية" عندنا من آفة التعصب يرافقها مرض التوريث, وما أشد أن يصاب الجسد بسرطانيْن معاً. فالحزب عندنا, والذي يزعم الإصلاح السياسي أو يعمل على إطاحة نظام حكم بالسبل السلمية, لا يختلف في حقيقة الأمر عن أنظمة حاكمة ديكتاتورية وشمولية يحاربها. فثمة أحزاب تورَّثُ رئاساتُها من السلف إلى الخلف, ويظل الحزب كما لو أنه عقار تملكه عائلة ذات نفوذ, أو كأنه علامة تجارية مسجلة لها.

ولعل أكثر ما يسيء إلى "الأحزابجية" هو سلوك المنضمين إلى حزب حين يصبح شتم أب المنضم إليه, أو أمه, أهون عليه من انتقاد الحزب وزعيمه, فيصبح الحزب كما لو أنه من المقدسات البشرية وما أكثرها عند العرب.

أما المضحك فهو نحت الأسماء لتلك الأحزاب, والتي في كثير من الأحيان تجافي سلوك الحزب. فنجد, مثلاً, حزباً, أو كتلة, اتخذ من الإصلاح أو التغيير اسماً له بينما في الواقع يكون أحد أسباب الإفساد والتدمير, أو حزب الإخلاص والنزاهة ويكون عبارة عن شلة لصوص, أو حزب النصر والكرامة ويكون انهزامياً, أو حزب الأمة وهو يشرذم الأمة.

فوسْط ظاهرة "الأحزابجية" العربية لا أصْدَقَ من حزب يتخذ لنفسه اسم حزب النفاق وسيكون أصدق الأحزاب.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا العطْس.. فإنه -مؤامرة- غربية
- المقال.. للعائلات فقط
- مقطع -يوتيوبي- لمدرّس غير -يوطوبي-
- أكبر سجن في العالم.. عند العرب
- خياران لا ثالثَ لهما
- مجتمعٌ بلا امرأة حُرّة .. مجتمعٌ مهزوم
- فتح وحماس .. التحامُ الدم
- وكمْ أبٍ هو حاكمٌ ديكتاتور !!
- مسلمون عكس الإسلام
- جوليانو والرصاصات الخمس
- إيمان العبيدي.. ثورة المغتَصَبات
- الناطقون -باسم الله-
- الشعب يريد إسقاط -النجوم-
- لا تلُمْني في هَواها
- أحزاب الفقاعات
- ويكيكيبس
- في ذكرى التّقسيم ... تقسيمات
- حُكّام كرة القدم ...حُكْم الرّجُل الواحد
- رسالة موؤودة إلى أبيها القاتل
- أسطول الحرية .. فرصة مشهد المتوسط


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - حزب النفاق.. الأكثر صدقاً